رأينا في Diablo IV بعد التجربة: لماذا يجب أن تتحمس لتلك اللعبة بالذات؟
لعبة Diablo IV ننتظرها مُنذ أن تم الإعلان عنها في 2019 وبالتحديد في شهر نوفمبر، ومُنذ هذا الوقت ونحن لا نرى الكثير حول اللعبة فلا تحصل على عروض دعائية عميقة أو معلومات محورية.
لحسن الحظ، لعبة Diablo IV قادمة إلينا أخيرًا في يونيو 2023 ومن حسن الحظ أكثر فإن اللعبة حصلت على نسخة بيتا تجريبية متاحة الآن وكذلك يوجد بيتا مفتوحة يتم إطلاقها يوم 24 مارس الجاري.
نحن في عرب هاردوير تمكنا من تجربة اللعبة لفترة جيدة جدًا غطينا فيها كل تفاصيل البيتا تقريبًا و يمكننا على الأقل تكوين انطباعات أولية حول اللعبة.
لكن قبل البدء في الانطباعات يجب التأكيد أن ما جربناه هو مجرد نسخة بيتا وليس النسخة النهائية من اللعبة، لذلك لا يمكننا الوقوف على أي عنصر من عناصر اللعبة بشكل نهائي، هذه هي مجرد انطباعات فقط ليس أكثر، كذلك لا يمكننا الوقوف على جودة الرسوم والأصوات بشكل نهائي لأنها لم تنتهي بعد.
قصة لعبة Diablo IV
النسخة البيتا من اللعبة تقدم لنا أحداث الفصل الأول فقط للأسف وهي بالمناسبة لمحة بسيطة جدًا فيما يتعلق بالقصة، لأنه من الواضح أن اللعبة تمتلك قصة كبيرة ومتشعبة.
لن أحرق ما رأيته ولكني سأتحدث عن المعلومات المشهورة، اللعبة تبدأ مع عودة Lilith وبالطبع تريد تدمير العالم، وهنا تبدأ رحلتك في تتبعها خصوصًا وأنك تتعرض لموقف في أول اللعبة يقحمك في الأحداث.
لا يمكنني في هذه النقطة التطرق إلى الأحداث بشكل أعمق لأنني لم أرى الكثير أصلًا، ولكن يمكنني مشاركة شعوري المبدئي حول القصة.
شعرت بأن اللعبة تقدم شرير مثالي، لأن شخصية Lilith يبدو أنها مكتوبة بعناية فائقة، الشخصية لها وجهة نظر وتفكير وبالتالي تتمكن من تكوين تابعين لها، وشخصيًا ارتبط بمشاهد Lilith جدًا وأصبحت متشوق لرؤيتها ومعرفة الخطوات التي ستقوم بها في المستقبل.
تتفاعل مع قصة Diablo IV بشكل جديد تمامًا
إذا لم تقدم لنا بيتا Diablo IV معلومات عميقة حول القصة ومصيرها، إلا أنها قدمت لنا لمحة ممتازة عن طريقة التفاعل مع مهام اللعبة وشخصيًا متحمس جدًا لتجربة مهام اللعبة كلها في النسخة النهائية.
في البداية يجب التأكيد على معلومة تقدمها السلسلة عمومًا، وهي أن الوحوش والأعداء يتغير مستواهم بتغير مستواك، على سبيل المثال إذا كنت تواجه عدو وأنت في المستوى الخامس ستكون قوته متكافئة مع مستواك، وإذا وصلت شخصيتك إلى المستوى العاشر فإن قدرة العدو تتكيف هي الأخرى مع هذا المستوى.
هذه النوعية من الألعاب تعتمد دائمًا على رفع مستوى الشخصية وتحديد مستوى الأعداء، لنضرب مثال بلعبة مثل Silkroad فهذه اللعبة كانت تمتلك خريطة كبيرة عملاقة مقسمة لمناطق وكل منطقة بها وحوش.
لكن الوحوش في Silkroad كانت ثابتة جدًا، على سبيل المثال الوحوش حول المدن كلها تكون في المستوى الأول وستظل قوتها كذلك وبالتالي عندما تصل شخصيتك إلى مستوى مرتفع فهذه الوحوش لن تكون ندًا لك بأي شكل من الأشكال.
في Diablo الأمر مختلف تمامًا لأن الوحوش والأعداء مستواهم من مستواك بغض النظر عن مكان تواجدهم، وصعوبة المستوى تتحدد بناء على قدرات الوحوش وطريقة تفاعلهم معك وليس أرقامهم ومستوياتهم.
لماذا نشرح كل هذا؟
من الواضح أن Diablo IV تنوي تقديم قصة متشعبة تمتلك أكثر من خط، لأن النسخة البيتا قدمت لنا الفصل الأول، وهو فصل كان يمتلك خطين للقصة.
الخطان متاحان مُنذ المستوى الأول يمكنك البدء فيهم كما تشاء وبدون وجود ترتيب معين، على سبيل المثال قمت بإنهاء خط كامل من القصة حتى وصلت إلى المستوى الخامس عشر وبعدها عدت للعب الخط الثاني وكان ممتع جدًا لأنه كما ذكرنا المستوى يتكيف مع مستوى الشخصية في الأساس، وهنا تعلم أن المستوى لن يدمر التجربة القصصية.
من الواضح كذلك أن النسخة النهائية ستقدم تشعب أعمق حيث يمكنك القيام بمهام من فصول أخرى فأنت لست مرتبط بمهام الفصل الأول فقط ولكن هذه النقطة لم اختبرها نسخة البيتا ولا يمكن الوقوف على طريقة تقديمها.
المهام في Diablo IV
ألعاب تقلد الأدوار عمومًا تعتمد اعتماد كبير على المهام، لأن المهام هي الطريقة للتفاعل مع اللعبة ويمكنك من خلالها تحسين شخصيتك وتطويرها أو حتى الحصول على مواد جديدة ونادرة لاستخدامها في اللعبة.
بالعودة إلى Diablo IV نجد أنها تقدم أكثر من نوع من المهام، لدينا مهام القصة التي تطرقنا لها سبقًا وطريقة عرضها المميزة ومن الواضح أن مهام القصة تركز المكافآت الخاصة بها على نقاط الخبرة التي تساعدك على رفع مستوى الشخصية.
لدينا كذلك نوع أخر من المهام يدعى المهام ذات الأولوية وهي مهام تحتاج إلى تأديتها لفتح بعض المميزات الجديدة فمثلًا تحتاج لتأدية مهمة معينة لفتح قدرات جديدة للشخصية، أو تحتاج إلى تأدية مهمة معينة لفتح الحصان الخاص بالشخصية، وهذه المهام لا يمكن تجاهلها بأي شكل من الأشكال فهي هامة جدًا لفتح قدرات في الشخصية.
أخيرًا لدينا المهام الجانبية ولكي أكون صادقًا فلا يمكنني الوقوف على جودة هذه المهام لأن النسخة البيتا قدمت مجموعة معينة من المهام في نطاق محدود اختبرته، ولكن انطباعي الأولي حول هذه المهام أنها ممتعة جدًا وكلاسيكية لأقصى حد.
الكثير من المهام التي قمت بتجربتها كانت تطلب مني تجميع موارد معينة احصل عليها عندما أقوم بقتل وحش معين وهذا يذكرني بالألعاب الكلاسيكية من هذه النوعية، المهام كانت بسيطة وممتعة لا يوجد بها أفكار كبيرة مثل مهام القصة، كل ما عليك فعله الوصول إلى نقطة معينة وبدء قتل الوحوش الموجودة هناك، وبالمناسبة جوائز هذه المهمات هامة جدًا لأنها تضم أسلحة أو خامات يمكنك من خلالها تقية وتحديث عتادك.
على ذكر العتاد فمن الواضح أن العتاد هو المعيار الموجود في هذه اللعبة لتحديد قوة وقدرة الشخصية الخاصة بك، كما حسنت العتاد الخاص بالشخصية كلما أصبحت أقوى ولكن طريقة تطوير العتاد مختلف جدًا هنا فهو لا يعتمد على الأرقام فقط بل يعتمد بشكل كبير على القدرات الجانبية التي يمكن تأديتها العتاد.
استعدوا لتجربة رسومية مثيرة، والخوف من الأداء
اختبرنا الرسوم في النسخة البيتا إلى حد ما ولكن هذه الرسوم ليست النسخة النهائية لذلك من المتوقع أن تحصل على تحديث ملحوظ مع إطلاق اللعبة في يونيو 2023، وفي نفس الوقت فإن ما رأينا يبشر بتجربة رسومية من العيال الثقيل.
عالم اللعبة به تفاصيل لا يمكن تخيلها، طبقات وطبقات من التفاصيل مرصوصة وموضوعة فوق بعضها لتكون في النهاية لوحة فنية يمكنك التأمل بها.
لنحلل الصورة السابقة ونرى تفاصيل السجادة والتموجات الموجودة عليها، إلى جانب انعكاسات الأضواء والظلال الواقعية جدًا، حتى الأعمدة الموجودة داخل المبنى تحتوي على تفاصيل عميقة جدًا، فأنت يمكنك تحليل مادة البناء بأعينك وستلاحظ بأن المربعات مختلفة ولم يتم نسخها ولصقها كما تفعل العديد من الألعاب.
وإذا قررت رفع مستوى التحدي فيمكنك تكبير الصورة على السجادة لترى تفاصيل الغزل وكأننا نشاهد سجادة حقيقية وللمعلومة فإن هذه الصورة مأخوذة بدقة عرض 1920 فقط مع ملاحظة أنه يوجد خيار أثناء تحميل اللعبة يمكنك من تشغيل الرسوم بدقة عرض 4K ولكن هذا الخيار يستهلك ضعف حجم اللعبة أثناء التحميل لذلك قررت تأجيله لحين إصدار اللعبة الكاملة.
أما عن عالم اللعبة فهو متنوع جدًا، يأخذك بين الأشجار و البراري والغابات الثلجية، ولا ننسى تصميم القبو الذي يقدم صورة كابوسية ومرعبة ومظلمة بشكل كبير في اللعبة، حيث ستجد الدماء في كل مكان وبقايا الجثث والأشلاء لدرجة جعلتني أقتنع أن هذه اللعبة لا تصلح للأعمار الصغيرة بأي شكل من الأشكال، اللعبة دموية جدًا وأشكال الضحايا فيها مرعبة.
بالنسبة للأصوات والموسيقى فلا يمكن تكوين أي انطباع حالي حولها لأنها غير مكتملة وحتى اللعبة تنوه على هذا الأمر بشكل كبير وأن الأصوات مازال العمل جاري عليها.
نفس الأمر فيما يتعلق بالمشاهد السينمائية ولكني هنا كونت انطباع أولي وللأسف لم يكن إيجابي جدًا لأنني شعرت بأن المشاهد قليلة جدًا ولكن من يعلم قد تصدر اللعبة لنهائية بمشاهد أكثر، ولكن ما رأيته من البيتا فإن اللعبة تعتمد على الحوارات بين الشخصيات التي تستخدم محرك اللعبة مثل Warcraft III.
تخوف كبير من الأداء
نسخة البيتا كانت متطلبة جدًا وهو ما جعلني أعود لأرى متطلبات تشغيل اللعبة التي وجدتها مرتفعة جدًا، لكي تعمل اللعبة على دقة عرض 1920p مع 60 إطار فقط في الثانية فأنت تحتاج إلى ذاكرة وصول عشوائي سعة 16 جيجابايت وفي الحقيقة اللعبة لا يمكن أن تعمل بأي شكل من الأشكال بهذه الدقة على رام 8 من المستحيل أن يحدث الأمر.
تحتاج على الأقل إلى رام 16 جيجابايت وتحتاج إلى معالج مركزي من الجيل السادس على الأقل، وبالمناسبة اللعبة تطلب بشكل واضح تحميلها على سعة تخزين من نوع SSD ولكني جربتها على قرص صلب عادي وعانيت فيما يتعلق بشاشات التحميل، فمن الواضح أنها يجب أن تكون على مساحة تخزين SSD ولكن على أي حال تجارب الاداء كلها سيتم طرحها بشكل مستفيض عندما تصدر اللعبة بشكل كامل حيث سيتم تجربتها على أكثر من جهاز بأكثر من شكل.
في العموم اللعبة تقدم حجم تفاصيل مرعب فيما يتعلق بالرسوم وبالتالي كان من المنطقي أن تكون اللعبة متطلبة بهذا الشكل، ولكن أتمنى أن يتحدث المزيد من التخصيص عندما تصدر النسخة الكاملة.
الخلاصة
النسخة البيتا لا تقدم تجربة كاملة يمكننا من خلالها مراجعة اللعبة وتقييمها ولكنها نسخة جعلتني أتعلق باللعبة بشكل كبير و تعطيني انطباع إيجابي جدًا تجاه اللعبة.
هذه البيتا سيتم إغلاقها خلال أيام والحقيقة كلما أتذكر الأمر أشعر بحزن شديد لأنني أريد الاستمرار في اللعب، أريد اللعبة الآن ولا أستطيع الانتظار إلى شهر يونيو، أعتقد أن هذه الجملة تلخص كل الأمور و توضح انطباعي حول اللعبة.
