هل يدق فيروس كورونا المسمار الأخير في نعش الألعاب الفيزيائية؟
يوماً بعد يوم تزداد أهمية المتاجر الإلكترونية على منصة الحاسب الشخصي مثل متجر Epic Games و Steam، وبالطبع المتاجر المخصصة للمنصات المنزلية لا يمكن أن يستغنى عنها بالنسبة لأي شخص يمتلك أحد هذه الاجهزة.
بسبب الاعتمادية الكبيرة على المتاجر الإلكترونية سواء على الحاسب الشخصي أو منصات اللعب المنزلية؛ ضعف الإقبال على النسخ الفيزيائية والتوجه بشكل كبير إلى النسخ الرقمية، فعلى سبيل المثال تمكنت لعبة Resident Evil 3 Remake من بيع 2 مليون نسخة خلال أول 5 أيام من إطلاقها ونصف هذه النسخ تم بيعه على المتاجر الإلكترونية من مختلف المنصات.
الآن يعيش العالم أجواء متوترة جداً بسبب انتشار فيروس كوفيد-19 الذي دفع الدول إلى اتخاذ العديد من الإجراءات الاحترازية المشددة مثل حظر التجول.
مع هذه الإجراءات المشددة تراجعت المبيعات الفيزيائية بشكل أكبر نتيجة إغلاق العديد من المتاجر ولجأ اللاعبين بشكل أكبر إلى النسخ الرقمية، فهل يمكننا أن نقول فيروس كورونا هو نهاية متاجر الألعاب التقليدية؟
لماذا نستخدم المتاجر العادية؟
بالطبع يوجد البعض يستخدم المتاجر العادية بحكم العادة أو كنوع من الهواية عن طريق تجميع الأقراص وتكوين مكتبة خاصة، لكن الأغلب العام يلجأ إلى هذه النوعية من المتاجر بسبب أحجام الألعاب الضخمة جداً والتي تحتاج إلى أوقات طويلة للتحميل والكثير منا يريد أن يلعب بأسرع طريقة ممكنة.
لكن في الآونة الاخيرة ارتفعت سرعات الإنترنت بشكل كبير جداً وأصبح من السهل تحميل الألعاب عن طريق المتاجر الإلكترونية، لكن قد يشتري البعض الالعاب في صورة أقراص بسبب صغر حجم سعة التحميل عبر الإنترنت والتي إذا تم زيادتها سوف يدفع اللاعب قدر أكبر من المال.
في وجهة نظري سعة التحميل هي السلاح الأخير المتبقي للمتاجر العادية ومع اقرب ارتفاع في الكوتة المخصصة لمستخدمين الإنترنت سنجد انخفاض أكبر في مبيعات الأقراص ، أيضاً لا يجب أن ننسى خدمة التحميل المسبق التي أصبحت بعض المتاجر توفرها في الوقت الحالي على بعض الألعاب، وهذه الخدمة تمكن اللاعبين من فتح اللعبة فور إطلاقها حيث يتم تحميل اللعبة بشكل مسبق قبل الإصدار.
ننتظر فقط اتاحة خدمة التحميل المسبق لكافة المتاجر وعلى كافة الألعاب لكي نرى سقوط مدوي لمتاجر الألعاب الاعتيادية والتي أصبحت غير مواكبة للعصر ومتطلباته.
المتجر الإلكتروني أصبح ضرورة.
المتاجر الإلكترونية أصبحت في الوقت الحالي ضرورة ولا يمكن لأي أحد الاستغناء عنها، على الرغم من الانزعاج الذي تسببه هذه المتاجر على منصة الحاسب الشخصي بالتحديد بسبب تعددها وحاجتك إلى استخدام بيانات الدفع الخاصة بك في أكثر من موقع وتذكر اسم مستخدم ورقم سري لكل متجر.
لا يمكننا الآن الاستغناء عن المتاجر الإلكترونية لعدة أسباب، لعل أهمها الألعاب المجانية الموجودة على كل متجر، وهنا لا أقصد العروض الدعائية والتخفيضات لا أتحدث عن الألعاب المجانية أصلاً مثل Dota 2 أو CS Go أو Apex Legends.
هذه الألعاب أجبرت الكثير على استخدام هذه المتاجر، لنرى كم شخص يلعب Fortnite وستعرف حجم التأثير الذي أحدثته هذه الألعاب على المتاجر الإلكترونية.
لا ننسى أيضاً الألعاب المجانية والعروض الدعائية الضخمة التي يوفرها كل متجر في الوقت الحالي، فكما نرى متجر Epic Games يقدم مجموعة العاب مجانية بشكل دوري يمكنك الحصول عليها إلى الأبد، وكذلك متجر Uplay الذي أعلن عن نسخة مجانية تماماً من لعبة Assassin's Creed II.
أخيراً لا يجب أن ننسى اهمية المشغل الخاص بهذه المتاجر والذي يمكنك إدارة ألعابك من خلاله بسهولة تامة مثل إجراء التحديثات او نقل مكان اللعبة على جهازك، بالإضافة إلى بعض الخيارات مثل قوائم الأصدقاء والمحادثة.
المتاجر الإلكترونية حل للكثير من المشاكل.
أزمة فيروس كورونا الحالية أظهرت أهمية التقنيات الحديثة وشبكات التواصل والإنترنت وقدرتها على حل العديد من المشاكل ومواجهة الأزمات ، كذلك أوضحت أهمية المتاجر الإلكترونية وكيف تمثل حل أكثر عملية للكثير من المشاكل التي قد تتعرض لها المتاجر العادية، وعلى رأس هذه المشاكل طريقة التشغيل والعمالة.
المتاجر الإلكترونية تحتاج إلى عمليات لوجستية أقل بكثير من المتاجر العادية، لا تحتاج للكثير من عمليات النقل أو الأدوات مثل الرفوف ومستلزمات واجهزة العرض ، كذلك العمالة في المتاجر الإلكترونية أقل من ناحية العدد، في الحقيقة قد تكون العمالة في المتاجر الإلكترونية أقل عدداُ ولكنها أكثر احترافية وبالتالي ذات أجر أعلى وكفاءة أعلى.
يتم تعويض الفارق الكبير بين أجر البائع والمبرمج في المتاجر الإلكترونية بسبب التخلي على المحلات والأدوات وبالطبع سعر القرص نفسه والتغليف الخاص به ، الكثير من العوامل المالية واللوجستية التي تؤدي إلى ربح كفة المتاجر الإلكترونية، نضيف على ذلك إمكانية العمل من المنزل بسهولة و سلاسة، ونحن هنا لا نقول أن الأوضاع ستستمر إلى الأبد وسيحتاج الجميع للاستمرار في العمل من المنزل ولكن نتحدث عن الاعتمادية والمرونة التي أظهرتها المتاجر الإلكترونية في التعامل مع الأزمة.
المتاجر الإلكترونية تحل أيضاً مشاكل تلف القرص الصلب الذي قد يتعرض للكسر أو التلف مع كثرة الاستخدام، فأنت الآن لا تحتاج إلى قرص من الأساس وكل ما عليك فعله حفظ رقم المستخدم الخاص بك والرقم السري جيداً.
لنتعلم من تجربة Netflix.
لنأخذ الحكمة من مجال آخر لديه حالة مشابهة كثيراً للوضع القائم حالياً في مجال الألعاب، حيث أن شركة Netflix كانت في البداية مجرد متجر لتأجير أقراص الـ DVD الخاصة بالأفلام مجرد متجر شائع مثل باقي المتاجر ، ولكن بمجرد تحويل الخدمة إلى رقمية ومع تحويل الأقراص إلى منصة البث الشهيرة الموجودة في الوقت الحالي، تم القضاء تماماً على المتاجر التي تبيع أقراص الـ DVD.
خدمة Netflix قدمت بديل عملي جداً عن أقراص الـ DVD، أنت الأن يمكنك الولوج إلى مكتبة كبيرة جداً من الأفلام والمقاطع دون الحاجة لوجود جهاز مخصص بل ويمكنك التبديل بين جهاز والاخر في طرفة عين.
كذلك المتاجر الإلكترونية تمكنت من سحب البساط بشكل كبير من أسفل المتاجر العادية وينقصها فقط بعض اللمسات النهائية لكي نكون أمام نفس سيناريو Netflix.
ثقافة المعاملات المالية عبر الإنترنت.
لفترة كبيرة كان يخاف البعض من استخدام البطاقة الإئتمانية الخاصة به على شبكة الإنترنت خوفاً مع الاختراق أو التعرض للسرقة، لكن في الفترة الأخيرة أصبح استخدام المعاملات الإلكترونية أكثر شيوعاً.
الكثير من النشاطات أصبت تحتاج استخدام المعاملات الإلكترونية وحتى المعاملات الحكومية أصبح بالإمكان انهائها عن طريق الإنترنت دون الحالة إلى المشاوير المملة ، حتى البنوك نفسها والشركات التي تقدم هذه البطاقات أصبحت تؤكد على أمان عملية الشراء عبر الإنترنت خصوصاً مع الإجراءات السهلة في عملية إرجاع الأموال على البطاقة في حالة إرجاع السلعة وأيضاً خدمات تعقب البطاقة وبيان العمليات التي تجريها البطاقة بشكل تفصيلي وفوري.
الخلاصة.
متاجر الألعاب الإلكترونية أصبحت الأساس شئنا أم أبينا لعدة أسباب ذكرناها سابقاً ويمكن تلخيصها في السهولة وقدرة هذه المتاجر على التعامل مع الأزمات مثل أزمة فيروس كورونا ، بالنسبة لي شخصياً أريد لمتاجر الألعاب العادية بعض الاستمرار وأن لا يحدث معها مثل ما حدث مع متاجر اقراص الـ DVD، لأنه ليس من الطبيعي أن توجد شركة أو شركتين في مجال فقط.
أصبحنا الآن نجد متجر أو متجرين للسلع الغذائية يسيطران على كافة أرجاء البلد، كذلك لدينا شركة Netflix التي قضت على العديد من المتاجر المحلية ، أصبح من الصعب جداً أن يقوم أي شخص باستثمار بسيط في مجال يفضله بسبب الشركات الاستثمارية العملاقة التي أصبحت تتدخل في جميع جوانب الحياة اليومية.
على الرغم من اعجابي بالمميزات التي تقدمها المتاجر الإلكترونية لي كلاعب، إلا أني أفضل بقاء المتاجر العادية في إطار المنافسة، فمن غير الطبيعي أن يعمل الجميع عند الشركات الكبيرة وأن لا يوجد أي فرصة لأي شخص يريد اتباع شغفه وفتح متجر لسلعة يحبها ويريد العمل فيها.
شاركنا رأيك عزيزي القارئ هل ترى أزمة فيروس كورونا وضعت المسمار الأخير في نعش المتاجر العادية، أم ترى رؤية مختلفة لهذه المتاجر وأنها قادرة على المنافسة في المستقبل في ظل التطور التكنولوجي المتزايد للمتاجر الإلكترونية.
?xml>