وحدات SSD الجيل الخامس. هل تستحق فارق السعر؟
إمتلاك وحدة SSD صار من أهم الإعتبارات التي يجب الأخذ بها. هذه حقيقة لا يمكن أن ننكرها في ظل المتطلبات التي تحتاج إليها أحدث البرامج، الألعاب وأنظمة التشغيل أيضاًً. لكن، يبقى السؤال الذي سنجيب عليه هنا، هل تحتاج حقاً إلى أحدث وحدات الـ SSD من الجيل الخامس الجديد؟
نادراً ما نجد أحداً قام بتجميع جهاز الكمبيوتر الخاص به حديثاً ولم يقم بوضع وحدة تخزين داخلية من فئة الـ SSD عالية السرعة لكي تصبح وحدة التخزين الأساسية التي يضع عليها نظام التشغيل والبرامج التي يستخدمها بشكل دوري.
لكن هذا الشخص قد يكون من أحد المستخدمين "الاستهلاكيين" وقد يكون من الذين يستخدمون جهاز الكمبيوتر خاصتهم في أعمالٍ شاقة قد تحتاج إلى سرعةٍ مرتفعة في الوصول إلى الملفات المهمة، واليوم، نحن معنيون بالفئة الأولى التي لن تحتاج هذه الوحدات إلا لأغراضٍ تبدو وأنها عادية.
من هم المستهلكون "العاديين"؟
أنا وأنت تقريباً. أنا وأنت وكل من لا يستخدم جهاز الكمبيوتر الخاص به إلا للألعاب، استهلاك المحتوى والعمل الخفيف الذي لا يستدعي مجهوداً كبيراً. نحن فقط نريد أن نمتلك جهاز يحقق غايتنا بأقل خسائرٍ ممكنة، ونعتبر مستهلكين أكثر مننا منتجين عندما نعمل مع أجهزة الكمبيوتر بالذات.
نحن لا نركز على أعلى المعايير الممكنة لأنها ببساطة لا تعني لنا الكثير. نحتاج فقط إلى تحسين بعض المعايير في أجهزتنا لكي ترتقي لما نراه حولنا من نتطور، ووحدات الـ SSD شاهدةٌ على هذا لأننا لو لم نرى الحاجة لشرائها لما كنا حصلنا عليها لكي نقلل أوقات التحميل الشنيعة التي تطول يوماً بعد يوم بسبب الأحجام التي نراها للألعاب، التطبيقات وأنظمة التشغيل التي نتعامل معها كل يوم.
إذاً، فمعظم حاجة هؤلاء المستهلكين هي تقليل سرعات التحميل فقط، سواءٌ كنا نتحدث عن أوقات التحميل الخاصة بأنظمة التشغيل، خرائط الألعاب والمظاهر الخاصة بها والتي صارت معقدة نسبياً وتحتاج إلى وصولٍ أسرع إلى ملفاتها وأيضاً أنظمة التشغيل التي صارت معقدة وتحتاج إلى الكثير من الملفات التي تحتاج إلى التحميل.
هل ما نراه من وحدات الـ SSD يكفينا حالياً؟
قبل أن نجيب بنعم أو لا، يحب أن نلقي نظرة على سوق هذه الوحدات قبل أي شيء. حالياً، هناك ثلاث حلول لوحدات التخزين لأجهزة الكمبيوتر.
الحل الأول هو الهارد ديسك التقليدي الذي نعرفه جميعاً، والذي يأتي بمساحات تخزين عملاقة ورخيصة إلى حدٍ كبير، لكن بما أنه يعتمد على وحدات تتحرك بداخله، فهو أقلهم سرعة. هذا الحل يعتمد على توصيلات الـ SATA III لكي يوفر سرعات نقل وقراءة تصل إلى 150 ميجابايت في الثانية كحدٍ أقصى.
الحل الثاني والوسط هو وحدات الـ SSD التي تعمل على نفس واجهة الهارد ديسك، وهي واجهة الـ SATA III. الفكرة هنا أن هذه الوحدات قادرة على استغلال سرعة الواجهة بشكلٍ كامل، والتي تصل إلى ما يتراوح بين 500 إلى 600 ميجابايت في الثانية الواحدة، وتأتي بمقاسٍ موحد وهو 2.5 بوصة مثل وحدات الهارد ديسك الخاصة بأجهزة اللاب توب.
الحل الثالث، وهو الألمع، الأسرع والأغلى، هو وحدات الـ SSD التي تعمل على واجهة الـ PCIe. هذه الوحدات، على عكس البقية، في تطورٍ مستمر. هذا التطور أخذنا الآن إلى الجيل الرابع من هذه التوصيلات، وبما أن توصيلات الـ PCIe في تطورٍ مستمر، فهذه الوحدات يجب أن ترتقي بالمعايير التي تضعها هذه التوصيلات.
نحن واقفون الآن عند الجيل الرابع الذي يوفر سرعة 2 جيجابايت للخط الواحد. بما أن وحدات الـ SSD تعمل على أربع خطوط، فهذا يعني أن السرعة التي سنحصل عليها من هذه الوحدات تصل إلى 8 جيجابايت في الثانية مع الوحدات التي تستطيع أن تستغل واجهة الجيل الرابع بكل ما تقدمه.
إن أردت ترجمة هذه الأرقام إلى تجربة متكاملة على أرض الواقع، سأقول لك أنك تستطيع تحميل نظام التشغيل بالكامل في 11 ثانية فقط لا غير. يمكنك أيضاً أن تحمل لعبة ذات تفاصيلٍ كثيرة من ألعاب العالم المفتوح في 20 ثانيةً فقط بينما تستطيع تحميل خرائط الألعاب التنافسية في فترة تتراوح بين 10 إلى 15 ثانيةٍ فقط.
هذه الأرقام ستنعكس أيضاً على عملية صناعة المحتوى إن كنت من هواة هذه الصناعة. أنت تستطيع أن تفتح فيديو بدقة 4K يصل وقته إلى نصف ساعة في ثانيةٍ واحدةٍ فقط وتستطيع التحرك بحرية على برنامجك المفضل للتعديل على المقاطع بدون أي تلعثم في الإطارات أو في الأداء لأنك وصلت إلى كل الإطارات بداخله.
الجيل الخامس على الأعتاب، فهل هناك حاجةٍ له لمن "يستهلك" الـ SSD؟
الجيل الخامس هنا بالفعل، لكن لم يتم إصدار الوحدات التخزينية التي تستطيع التعامل معه بعد. هناك الكثير من اللوحات الجاهزة لاستقباله من منصات Intel، لكن حتى لو كان هناك ما يجهزه الآن، فهل يستحق الأمر للمستخدم العادي؟
الإجابة هي لا. أي نعم، ستوفر وحدات الـ PCIe من الجيل الخامس ما يصل إلى 16 جيجابايت في الثانية من سرعة قراءة وكتابة للبيانات بالنسبة لوحدات الـ SSD، لكن هل استخدامك يستحق كل هذا؟
دعنا نبدأ من سرعة تحميل البرامج وما إلى ذلك. إن أردنا معاينة نظام التشغيل كنقطة أولى للمقارنة، فسنجد أن الفارق بين الجيل الثالث والجيل الرابع لم يكن كبيراً على الإطلاق من ناحية سرعة التحميل. عدد الثواني التي توفرها الوحدة لا تصل إلى ثانيتين حتى لأن نظام مثل Windows 10 الأكثر استخداماً لم يحتاج إلى سرعة أعلى من 8 جيجابايت في الثانية.
بالنسبة للألعاب، سنحصل على نفس الفروقات من ناحية الثواني البسيطة. لماذا؟ دعني أجيب عن هذا السؤال.
دعونا نتخيل أن هناك ثمان ملفات بسعة ثمان جيجابايت لكل ملفٍ فيهم. تتعامل وحدة الجيل الرابع مع كل ملف لكي تنقله في ثانيةٍ واحدة على سبيل المثال، مما يجعل الوقت المستهلك، على الورق، ثمان ثواني فقط لا غير. عندما ننظر إلى وحدة الجيل الخامس سنجد أنها تستهلك وقتاً أقل بفارقٍ بسيط.
ستمر هذه الوحدة على كل ملف من الـثمانية ملفات التي نتحدث عنها لكي تستهلك نفس الوقت التي تستهلكه وحدات الجيل الرابع وستتوقف عند الملف القادم وتقوم أيضاً بنقله في ثانية تقريباً. ما ستوفره من ثوانٍ معدودة يكمن في سرعة الوصول للملف القادم ولن تشعر بهذه الثواني من الأصل في ظروف الاستخدام العادية لأنها لا تؤثر كثيراً.
سيظهر الفارق في التعامل مع الملفات العملاقة، والتي تظهر في تعديل المحتوى الذي يأتي بدقة الـ 8K على سبيل المثال أو في رندرة الرسومات العملاقة التي تستخدم في صناعة السينما والتي تستخدمها هذه الشريحة التي تستهدف السوق الاستهلاكي العملاق، أو في حالة معالجة البيانات العملاقة ومجالات تعلم الآلة التي ستعمل على مجموعة بيانات تحتاج إلى أعلى السرعات لتجهيزها ومعالجتها.
لا ننسى أنه مقابل هذه الثواني ستدفع ضعف الثمن تقريباً، والذي لن يكون رحيما بميزانيتك بأي شكلٍ من الأشكال إن سألتنا. توفير ثانتين أو ثلاث في معظم حالات الاستخدام العادية مقابل ضعف الثمن قد يكون أسوأ قرار من ناحية الشراء مقابل الأداء، ولهذا لا ننصح بهذه الوحدات للمستخدم العادي.
لكن بما أننا في الجيل الرابع، فهناك حلٌ رائع
هذا الحل هو وحدة Kingston KC 3000 الجديدة، والتي تعمل لخدمة المستهلك الذي يريد استغلال واجهة الجيل الرابع التي يمتلكها من أجل الوصول إلى الملفات الكبيرة، تحميل ألعابه المفضلة في ثوانٍ على نظامه وتشغيل التطبيقات الثقيلة ذات الحجم العملاق في ثوانٍ معدودة.
هذا من خلال سرعة القراءة والنقل الخاصة به، والتي تصل إلى 7000 ميجابايت في الثانية على الناحيتين كما تزعم الشركة وكما أكدنا أيضا،ً وهذا لأن هذه الوحدة توفر سرعة 7000 ميجابايت للقراءة في الثانية الواحدة و6730 ميجابايت في الثانية لكتابة هذه البيانات أيضاً.
الوحدة المتوفرة بسعاتٍ تبدأ من 512 جيجابايت وتصل إلى 4 تيرابايت يمكنها العمل لساعاتٍ في التعديل على مقاطع الـ 4K لصناع المحتوى الرقمي الذين لا يحتاجون إلى الجيل الخامس لأن ما يقومون باستهلاكه من ملفاتٍ لن يفوق قوة الوحدة ولمن يريد أيضاً التعامل مع ملفاتٍ كبيرة نسبياً على سعة كبيرة كما ذكرنا.
العمل لساعات ممكن إن قمت بتركيب هذه الوحدة على المشتت المعدني الخاص بلوحتك أو المشتت الذي قد تقوم بشراءه منفرداً، وهذا لأن وحدة التخزين تلك لن ترتفع درجة حرارتها عن الـ 49 درجة مئوية أثناء الاستخدام في غرفة درجة حرارتها 20 درجة مئوية، أي الحرارة النابعة لن تكون أعلى من 29-30 درجة مئوية فقط.
لا ننصح أن تعمل هذه الوحدة بدون مشتت حراري لأنها تسخن بشكلٍ رهيب بفارقٍ يصل إلى 20 درجة مئوية بالتمام والكمال، ولهذا السبب ننصح دائماً بتركيب مشتت معدني مع أي وحدة من هذا الجيل نظراً لدرجات الحرارة التي تؤثر بشكل مباشر على أداء الوحدة التي ستحاول تبريد نفسها بتقليل الحمل عليها.
سواء كنت تستخدم جهاز من أجهزة سطح المكتب أو جهاز من أجهزة اللاب توب، ستكون هذه الوحدة خياراً مثالياً لك، وهذا لأنها لن تضطرك لدفع مبلغٍ كبيرٍ من المال مقابل بضعة ثوانٍ لن تكمل 24 ساعة في فترة عملها تقريباً.
هذا يأخذنا إلى الخلاصة
وحدة الـ SSD أساسية، لكن باقي القطع أساسية أيضاً ومهمة أيضاً. لا يوجد سبب يجعلك تدفع مبلغٍ كبير من المال لكي تحصل على الجيل الخامس من وحدات ال SSD. أن تضع أموالك في ما لن تستخدمه يعتبر قراراً سيئاً، وهذا ما لا نريده أن يحدث لك على الإطلاق في فترةٍ تشهد زيادة في الأسعار وندرةٍ في القطع.
?xml>