هل تضطر أبل التخلى عن منفذ لايتنينج في الآيفون قريبا؟
على مدار السنوات الماضية، كان المستخدم يشعر بالإحباط جراء وجود العديد من الشواحن الغير متوافقة معه، حيث يتطلب كل جهاز نوع معين من الشواحن للتوافق معه، الآيفون وأجهزة أبل تحتاج لمنفذ لايتنينج، بينما هواتف الأندرويد والأجهزة الأخرى تستخدم منفذ يو إس بي وهناك بعض الهواتف والأجهزة التي تعتمد على منفذ مايكرو يو إس بي القديم، ومن أجل تقليل النفايات الإلكترونية والسماح للمستخدم بأن يكون لديه الخيار لشراء أجهزة جديدة بدون الحاجة للعديد من الشواحن، أعلنت المفوضية الأوروبية عن قوانين جديدة من شأنها أن تُجبر الشركات المصنعة للأجهزة المحمولة لإستخدام منفذ USB-C كمعيار قياسي للشحن السلكي وهكذا يحصل المستهلك على شاحن مشترك يمكنه شحن جميع الأجهزة المختلفة.
شاحن موحد
اقترحت المفوضية الأوروبية يوم الخميس جعل منفذ USB-C مع إمكانات الشحن السريع، المنفذ القياسي لجميع الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية والكاميرات وسماعات الرأس ومكبرات الصوت المحمولة ووحدات تحكم ألعاب الفيديو المحمولة وقالت المفوضية إن الشحن اللاسلكي لن يتم تضمينه في هذا التغيير القانوني لأن الشحن اللاسلكي لا يزال تقنية متطورة ومحدودة الإستخدام ولا يؤثر على السوق.
وأضافت المفوضية أنه إذا توصلت الصناعة إلى تقنية شحن سلكية جديدة، فيمكن مراجعة القانون لضمان أن التكنولوجيا المستخدمة ليست قديمة، ويستخدم منفذ USB-C بالفعل على نطاق واسع في الأجهزة المحمولة، ووفقا للمفوضية، يمتلك مواطنو الاتحاد الأوروبي ثلاثة شواحن للهواتف المحمولة في المتوسط ، لكن 38٪ من المستهلكين لم يتمكنوا من شحن هواتفهم في مناسبة واحدة على الأقل لأنهم لم يكن لديهم الشاحن الصحيح في متناول اليد كما يتم إنفاق ما يقرب من 2.4 مليار يورو (2.8 مليار دولار) سنويًا على أجهزة الشحن المستقلة التي لا تأتي مع الأجهزة الإلكترونية.
رفض أبل
من الوهلة الأولى عند رؤية قرارات المفوضية سوف تعرف على الفور بأن أبل هي المستهدفة وتعتمد الشركة على منفذ USB-C في العديد من أجهزتها بما في ذلك تشكيلة ماك بوك وآيباد برو لكنها لا تزال مصرة على استخدام منفذ لايتنينج Lightning الخاص بها في أجهزة الآيفون والعديد من أجهزة الآيباد، ولعلك تتسائل، لماذا تعاند أبل عندما يتعلق الأمر بمنفذها الذي عفا عليه الزمن ولا تستخدم منفذ يو اس بي، والإجابة بكل بساطة ترجع إلى أن أبل تتقاضى رسومًا كبيرة مقابل أجهزة الشحن والأجهزة الطرفية من نوع لايتنينج الخاصة بها كما أنها تجني الأموال من ترخيص تلك التكنولوجيا إلى صانعي ملحقات الآيفون والآيباد الآخرين.
ولهذت اعترضت أبل على القانون الجديد ووصفت نفسها بأنها ترمز إلى الابتكار وتهتم بشدة بتجربة العملاء لكنها ترى أن القواعد الصارمة التي تفرض نوعًا واحدًا فقط من الموصلات يخنق الابتكار بدلاً من تشجيعه وهو ما سيضر بدوره المستهلكين في أوروبا وحول العالم وأضافت أنها سوف تستمر في التواصل مع أصحاب المصلحة للمساعدة في إيجاد حل يحمي مصلحة المستهلك كما زعمت الشركة أن التحول من Lightning إلى USB-C سيخلق كمية غير مسبوقة من النفايات الإلكترونية ويعطل مئات الملايين من الأجهزة والملحقات النشطة التي يستخدمها عملاؤنا.
معركة طويلة
إن حملة الاتحاد الأوروبي لتوحيد شواحن الأجهزة المحمولة لها تاريخ طويل وتحديدا قبل اثني عشر عامًا وهذا هو الوقت الذي كان يوجد فيه حوالي 30 نوع من أجهزة الشحن للهواتف المحمولة ( هناك ثلاثة الآن) وهنا حاولت المفوضية اجبار شركات مثل أبل ونوكيا وسامسونج وغيرهم إلى الالتزام بتوفير شاحن متوافق بمنفذ micro-USB وهو المعيار السابق لمنفذ USB-C الحالي، وامتثلت معظم الشركات من خلال وضع منافذ micro-USB في هواتفهم، لكن صانع الآيفون تمكن من الإفلات حيث عثر على ثغرة في الاتفاقية واستغلها من خلال توفير محول فقط بحيث يمكن لشواحن micro-USB الاتصال بالمنافذ الخاصة به. وبطبيعة الحال فإنه يتقاضى رسومًا إضافية للمحول.
وفي العام 2021، انتهت صلاحية مذكرة التفاهم بين المفوضية والشركات المصنعة وبعد ذلك وقعت بعض الشركات بما في ذلك أبل ما يعرف بإسم "خطابات نوايا" وأشارت أنها ستظل ملتزمة بشروط مذكرة التفاهم وبمرور الوقت (2014) بدأ معيار Micro-USB يندثر بشكل تدريجي ليزيح الستار عن المعيار الجديد USB-C والذي يعتبر أسرع وأسهل في الإدخال والإستخدام لكن أبل لم تلتزم بخطابات النوايا ولم تسقط أجهزة الشحن الخاصة بها وفي عام 2018 وتحت ضغط من أعضاء البرلمان الأوروبي أعلنت مارجريت فيستاجر والي تترأس المفوضية حاليا تقييم الأثر في التكاليف والفوائد المترتبة على تجاوز النهج الطوعي للمشكلة وبعد ذلك بثلاثة تقييمات للأثر، اقترحت اللجنة قانونًا لإصلاح المشكلة.
ثغرة أخرى
وفقا للقانون الجديد، سيكون USB-C المنفذ القياسي المعتمد في جميع الأجهزة والهواتف وغيرها من الأجهزة المحولة، ولكن الشحن اللاسلكي تم إستثنائه من القانون بإعتباره تقنية جديدة وليست منتشرة على نطاق واسع وهنا ربما تستغل أبل تلك الثغرة حيث كانت تتوقع منذ فترة أن يتم اطلاق مثل هذا القانون ولهذا كانت تتحرك بإتجاه آخر نحو جهاز آيفون بدون أي منافذ معتمدة فقط على التكنولوجيا اللاسلكية للشحن ونقل البيانات، وهذا ما بدأ بالفعل عندما أعلنت عن الشحن اللاسلكي MagSafe في أجهزة آيفون 12 والذي يعتبر أقوى مؤشر حتى الآن لمستقبل خالٍ من المنافذ لأجهزة الآيفون واقتراح الاتحاد الأوروبي قد يؤدي فقط إلى تسريع عملية التحوّل لآيفون بدون منافذ بما أن القانون لن يقوم بتطبيق القواعد على أنظمة الشحن اللاسلكي.
منفذ واحد
القانون الجديد سوف يعمل على تخفيض ما يقرب من ألف طن من النفايات الإلكترونية كل عام لأنه سوف يؤدي إلى تفكيك بيع أجهزة الشحن من بيع الأجهزة المحمولة نفسها -وهذا في الواقع أحد المجالات التي تتقدم فيها أبل على اللعبة حيث توقفت عن تضمين أجهزة الشحن مع أجهزة آيفون الجديدة العام الماضي.
وقال تييري بريتون، مفوض السوق الداخلي، سوف يتمكن المستهلكون من استخدام شاحن واحد لجميع أجهزتهم الإلكترونية المحمولة وهي خطوة مهمة لزيادة الراحة وتقليل الهدر وإذا كانت أبل معترضة، يمكنها أن تختار تقديم منفذي شحن على أجهزتها إذا أرادت الاحتفاظ بمنفذ غير USB-C. لكن هذا غير مرجح إلى حد كبير، حيث أن إحدى الحجج الرئيسية للشركة عندما يتعلق الأمر بإستخدم منفذ لايتنينج كانت لصغر حجمه على أجهزة الآيفون الخاصة بها.
أخيرا، هذه الخطوة من قبل المفوضية الأوروبية، يمكن وصفها بأنها نكسة لشركة أبل التي تستخدم منفذ Lightning الخاص بها على أجهزة الآيفون وفي حين أن القواعد الجديدة لا تزال بعيدة عن أن تدخل حيز التنفيذ، من المرجح أن يدخل التشريع الجديد حيز التنفيذ في عام 2024 لأن المفوضية تحتاج أولاً إلى موافقة البرلمان الأوروبي ثم اعتماده من قبل الشركات المصنعة، حيث سيتم تطبيق القواعد على الهواتف والكاميرات وسماعات الرأس ومكبرات الصوت المحمولة وأجهزة ألعاب الفيديو، ومع ذلك، قد تضطر أبل إلى إجراء تغييرات على منتجها الأشهر الفترة المقبلة.
?xml>