حصرياً: مقابلتنا مع "مريم ماهر" أول لاعبة عربية تنضم لفريق G2 Esports!
على مدار الأيام الماضية، اهتزت ساحة الرياضة الإلكترونية في الشرق الأوسط بعد إنتقال أول لاعبة عربية محترفة في الرياضة الإلكترونية إلى صفوف فريق G2 Esports Gozen النسائي للعبة فالورانت لتكون تلك الخطوة بمثابة أضخم خطوة لعالم الإحتراف النسائي في الرياضة الإلكترونية وثاني أكبر إنتقال للاعب عربي محترف لفرقة أجنبية بعد اللاعب Virus والذي انضم لمنظمة FAZE في 2020 ولكن من هي اللاعبة التي أتحدث عنها هنا؟
[quote "مريم ماهر..البحرينية ذات الـ 16 عاماً فعلتها ودخلت التاريخ من أوسع أبوابه مؤخراً عندما نجحت في الإنتقال رسمياً لمنظمة G2 وبالتحديد فريق فالورانت النسائي: G2 Esports Gozen لتصبح ليس فقط أول لاعبة عربية تفعل ذلك بل الأصغر أيضاً في تاريخ الرياضة الإلكترونية في الشرق الأوسط..إنجاز مما لا شك فيه كبير ويُمهد لكثير من الإنتقالات التي من الممكن أن نراها خلال الفترة المقبلة وبالتأكيد ستكون لأصدائه تأثيرات كبرى على ساحة الـ Esports في وطننا العربي..]
ولهذا وكما يمكنكم أن تتوقعوا منا، قمنا في عرب هاردوير بالتواصل مباشرةً مع مريم لنُجري معها مقابلة حصرية دسمة ستكون هي محور مقالتنا اليوم، حاولنا أيضاً قدر المستطاع أن نرد على أكثر الأسئلة شيوعاً عن الرياضة الإلكترونية من على لسان لاعبة محترفة، تعرفنا عليها أكثر وعن شخصيتها ونتمنى أن تفيد تلك المقابلة أي ساعٍ مُتردد في دخول عالم الرياضة الإلكترونية من عدمه..
من هي "مريم ماهر"؟ وكيف انتقلت لفريق G2 Esports؟
عرب هاردوير: في البدء، أود أن أشكرك على خوض هذه المقابلة معي، ودعيني أبدأ أولاً بتهنئتك تهنئة خاصة جداً على إنتقالك لصفوف فريق G2 Esports مؤخراً فيما تعتبر خطوة محورية للرياضة الإلكترونية في الشرق الأوسط وهي بالتأكيد خطوة مهمة جداً لكي في طريقك الإحترافي..ولكن وقبل الدخول في التفاصيل، أريدك أن تُعرفي نفسك لكل من سيقرأ المقالة!
مريم: أنا "مريم ماهر" من البحرين، عُمري 16 عاماً، بدأت هواية ممارسة ألعاب الفيديو عندما كان عُمري ست سنوات فقط ومن بعدها بدأت رحلتي في الألعاب الإحترافية بدءاً بلعبة فورتنايت، ومن ثم وقّعت مع فريق Nasr Esports لثلاث سنوات وكان عُمري وقتها 13 عاماً فقط، كان ولا يزال لدي الكثير من الشغف تجاه اللعب إحترافياً ضد نساء آخريات وها أنا ذا.
عرب هاردوير: مريم، لقد كنتي مثال ناجح للاعب العربي الذي استطاع أن يصل للمعايير العالمية، حدثيني أكثر عن تلك الفرصة، كيف قُدمت لكي فرصة الإنتقال لفريق كبير مثل G2 Esports وكواليس التواصل بينكم وكيف كانت ردة فعلك عندما علمتي بالخبر لأول مرة؟
مريم: بدأت أولاً في اللعب في البطولات المفتوحة، لعبت في الكثير منهم الحقيقة للحصول على مراكز جيدة مع فريق ChatBanned ومن ثم تواصلت G2 معي في سبتمبر أو أكتوبر الماضي وأرادوا أن ألعب في البطولات الرسمية وهو ما لم يكن ممكناً للأسف لأنني كنت ما زلت في الخامسة عشرة والسن القانوني الرسمي لممارسة الرياضة الإلكترونية إحترافياً هو 16 سنة وبالتالي لم أستطع اللعب وهو ما أخبرتهم به في البداية ومن هنا، ما كان علي سوى الإنتظار حتى الوقت المناسب..
وعن ردة فعلي عندما تواصلوا معي كانت صدمة كبيرة بالنسبة لي، "من كان يصدق!!" خصوصاً وأن عمري لا يزال 16 عاماً فقط ولا تقوم المنظمات عادةً بالتوقيع مع لاعبين في هذا العُمر المُبكر بسبب عامل الخبرة..
عرب هاردوير: وهذا هو بالفعل سؤالي القادم، أنتي تعتبري أصغر لاعبة رياضة إلكترونية عربية تتمكن من الإنضمام لمنظمة ضخمة إحترافية كـ G2 Esports، فهل هذا يشكل عليكي عبءاً وضغوطات كبيرة؟ خصوصاً وأنتي بالتأكيد لديكي أهدافاً وطموحات تودين الوصول إليها مع فريقك الجديد، فحدثيني أكثر عن شعورك وما يدور في خلدك الآن!
مريم: صراحةً لا أشعر بالضغط، رفاقي في الفريق لديهم خبرة كبيرة جداً ولا زالت تلك هي رحلتي وفرصة لي لأتعلم أكثر من لاعبين مثل Petra و Glance وغيرهم، ففكرة انضمامي إليهم تعني فرصة أكبر في اكتساب مزيد من الخبرات والفوز بالبطولات المقبلة لذا لا يوجد مكان للضغط لدي حتى وإن كنت الأصغر، في الحقيقة هو "حلم تحول لحقيقة" وكل ما يمكنني قوله هو ألا تستسلموا أبداً في طريق أحلامكم، إذا كان لديكم مواهب، اسعوا دوماً لتطوير أنفسكم تحسباً لأي فرص ويجب أن تكون لديكم عقلية الإستمرار والمثابرة.
رحلة الإحتراف!
عرب هاردوير: متى بدأتي طريقك الإحترافي يا مريم بشكل رسمي؟ ما هو الموقف الذي جعلكي تعيدين التفكير في مستقبلك ودور الـ Esports فيه واللحظة التي علمتي عندها بأن هذا هو حلمي وشغفي وهو ما سأسعى إليه على وجه التحديد؟
مريم: بدأت في فورتنايت بشكل تنافسي ومن تلك اللحظة أحسست بأن فكرة المنافسة والتحدي والأدرينالين في دمي، عقليتي تُحتم علي بأن أكون دوماً الأفضل من أي أحد وحتى وإن فشلت فسأعيد الكرة حتى أنجح في النهاية.
عرب هاردوير: لنُغير المسار قليلاً ونتحدث عن الموهبة، في الحقيقة أنا أتابع أي بث لكي على تويتش، تابعت فيديوهاتك على إنستجرام ولا يسعني القول سوى أني منبهر من السرعة، خفة الحركة وردات فعلك ولعلي من جيل قديم بعض الشيء ولكن أريد أن أسألك: كيف تتمرنين لتصبحي بهذا المستوى عموماً؟ وما الذي تتطلبه أو تحتاجه تلك التدريبات من وقت للوصول للمستوى الاحترافي؟
مريم: لا يوجد وقت معين الحقيقة، الأمر كله عن العقلية، إذا كنت حقاً تريد اللعب إحترافياً كلاعب، ستكرس المجهود، ستكرس الوقت لتطور من نفسك، ما يجعل الأمر أصعب بالنسبة إلي هي الدراسة لأن عندي دراسة وعندي جيمنج في نفس الوقت ولهذا أقوم بتقسيم الوقت بينهم، هذا في الصباح وهذا في المساء ولكن عموماً، إن قمت بتقسيم وقتك بشكل جيد فلن تكون مشكلة وفي النهاية الأمر كما ذكرت عائد لعقليتك والتي سأظل أكررها كثيراً.
عرب هاردوير: يعجبني جداً أنك تمكنتي من التوفيق بين الدراسة واللعب إحترافياً، فكرة الشعور بالمسؤولية في رأيي يجب أن تكون متواجدة في أي لاعب محترف ولهذا أقدر جداً ما قلته.
مريم: بكل أمانة، الأمر ليس سهلاً بتاتاً، التوفيق بين الدراسة والواجبات وأداء الإمتحانات مع اللعب ليس أمراً سهلاً بالطبع ولكن في المُجمل، هي خطة الله لي والتي أحمده عليها.
رؤية مريم لوضع الرياضة الإلكترونية في الشرق الأوسط!
عرب هاردوير: لننقل الحديث بعض الشيء عن ساحة الرياضة الإلكترونية في الشرق الأوسط بحكم تواجدك فيها في وقت من الأوقات وكما تتابعين، الرياضة الإلكترونية تنمو بشكل سريع جداً سواء في السعودية، الإمارات، مصر وبقية دول الخليج والوطن العربي فبتنا نرى دوريات تظهر ولاعبين تخطف الأضواء، حدثيني عن رأيك في التطور الملحوظ للساحة الآن؟ وما الذي ينقصه أو ما يحتاج أن يتطور فيه ليُقارن بنظرائه من حول العالم؟
مريم: ليس لدي تعليق الحقيقة، كل ما يمكنني قوله سيخص المنخرطين في الرياضة الإلكترونية في الشرق الأوسط وكيف يرون أنفسهم فيها مستقبلاً ولكن لعل ما ينقص في الساحة بالفعل هي فكرة تقبل الرياضة الإلكترونية كوظيفة ثابتة وكاملة بالفعل ووضع هذا المعيار في الاعتبار بجانب كونها تتمحور حول الموهبة، لا يزال اللاعبون في الشرق الأوسط خصوصاً صغار السن يعانون في التوفيق بين الدراسة والإحتراف، البعض منهم في الجامعات أيضاً لكنهم لا يستطيعون إيجاد ذاك التوافق وبالتالي فكرة أن تصبح الرياضة الإلكترونية هي وظيفة مستقلة بذاتها لا تزال مشكوك فيها وهو ما أتمنى أن نرى تغير فيه خلال الفترة المقبلة.
عموماً، لقد كنت جزءاً من تلك الساحة وبالطبع لا يمكنني الحديث بالنيابة عن الجميع، فكان هذا رأيي الشخصي فقط.
عرب هاردوير: حدثيني أكثر يا مريم عن رحلتك الشخصية الإحترافية بدايةً من Nasr Esports مروراً بـ ChatBanned وحتى G2، ما هي التحديات أو العقبات التي واجهتها في كل مرحلة من مسيرتك وكيف استطعتي التغلب عليها؟
مريم: بدأت مسيرتي مع ChatBanned بلعبة فورتنايت ولكن بعد أن جربت بيتا فالورانت، وجدت بأنه علي التخلي عن فورتنايت وإحتراف فالورانت بأي شكل كما أن الساحة النسائية وقتها للأسف بدأت تموت وكان علي أن أجد منافسات جُدد ومن هنا انضممت لفريق فالورانت في ChatBanned وقضيت معهم ثمانية أشهر مستمرة عشنا خلالها فترات صعبة وفترات أخرى سعيدة ولكن هناك تعلمت كيف تلعب بروح الفريق، كيف تتواصل مع زملائك والكثير من التدريب وها أنا ذا مع G2 Esports ومع الفريق الأفضل وإن شاء الله سنبدأ في الفوز بالبطولات في أقرب فرصة وسأفعل قصارى جهدي لتحقيق ذلك.
عرب هاردوير: تحدثتي عن الدور النسائي في ساحة الرياضة الإلكترونية العربية وقلتي بأنه لم يكن على وقت تواجدك فيه بارزاً بالشكل الذي يستحقه ولهل هذا قد يرجع للعديد من الأسباب ولكن إن كنتي ستوجهين رسالة ما تنصحي بها أي لاعبة محترفة تود دخول المجال وتثق في قدراتها لتحقيق ذلك فماذا تقولين لها؟
مريم: من ناحية النصح، كل ما يمكنني قوله لأي لاعبة هو أن تعملي على نفسك وتجتهدي أكثر، حللي منافسيكي، اعثري على قدوتك أو مصدر إلهامك والأهم هو أن تتغاضى عن أي ردود أو أفعال سلبية قد تصل إلى مسامعك، تجاهليهم تماماً واتبعي شغفك ففط وبالطبع كوني واثقة من نفسك ومن قدراتك أكثر.
يوم جديد..أهداف وطموحات جديدة!
عرب هاردوير: دعينا نعود لمربط الفرس..بعد أن وصلتي الآن لـ G2 Esports، ما هي طموحاتك وأهدافك التالية التي تودين تحقيقها مع الفريق مباشرة؟
مريم: هدفي بالطبع هو أن نفوز بالـ VCT المقبل (Valorant Champions Tour) والذي سينطلق في سبتمبر المقبل لكن قبلها علينا أن نحظى ببعض النقاط المهمة جداً لخوض مباراة الـ LAN وبالطبع أريد أن أفوز على الفريق الأمريكي: Cloud 9 أنا والفريق بالطبع.
عرب هاردوير: قمت ببعض الأبحاث قبل المقابلة ووجدت بأنك وصلتي G2 لتكوني بديلة اللاعبة G2 Zaaz أو زينب تركي والتي قررت أن تتقاعد بعد أن تركت بصمتها الكبيرة في الفريق بعد أن فازت بآخر ثلاث بطولات من VCT Game Changers وهي النسخة النسائية من بطولة VCT العالمية للعبة فالورانت فما هي خططك وتفكيرك لشغل منصب أو مكان صعب وحساس تركته من قبلك لاعبة كبيرة مثل زينب وهل تعتبرين هذا الأمر بمثابة تحدي أم أنه أمر مؤرق لكي نوعاً ما؟
مريم: بالطبع أن أحل محلها لهو أمر كبير بالنسبة لي، في الواقع، لقد تحدثت مع زينب وهي شخصية رائعة، لديها عقلية ممتازة وتعتبر مؤثرة ومُلهمة جداً لكثير من اللاعبات، زينب هي قدوة أي لاعبة تسعى لحفر إسمها في مجال الرياضة الإلكترونية، استطاعت تحقيق الكثير وكانت في هذا المجال لفترة طويلة وصلت لـ 20 عاماً وتمكنت من الهيمنة مع الفريق لمدة ثلاث سنوات، لذا أن أخذ مكانها سيكون بالتأكيد صعباً وأنا لن أستطيع أن أعوض غيابها ولكنني سأقدم شيئاً مختلفاً، شيئاً جديداً واثقةً من قدراتي وموهبتي لتحقيق ذلك.
وكما قلت، زينب هي قدوني شخصياً ودائماً ما أتطلع إليها ولكن بإذن الله سأفعل ما في وسعي لتحقيق كل البطولات من أجلها.
ما هي معايير لاعب الرياضة الإلكترونية المحترف؟
عرب هاردوير: هل لديكي أي نصيحة يمكنك أن تقوليها لأي لاعب أو لاعبة يريد خوض التجربة الإحترافية خارج إطار الشرق الأوسط؟ هل مثلاً لدى فريق G2 Esports فريق كشافة متخصص لاصطياد المواهب أو هل بالإمكان لأي لاعب عربي أن ينضم للـ Tryouts الخاصة بالفريق على سبيل المثال؟
مريم: في الحقيقة لا أعرف الكثير عن أنظمة الكشافة الخاصة بهم ولكن يمكنني أن أؤكد بأنه لديك الفرصة بأن يتم اختيارك إن كنت موهوباً أو مجتهداً بالفعل لذا نعم، هناك فرصة بالفعل للإنضمام للفريق عالمياً، كل ما عليك فعله هو أن تُظهر نفسك للجميع وتثبت أنهم كانوا على خطأ.
عرب هاردوير: في نظرك يا مريم، ما هي المعايير التي تحدد لاعب الرياضة الإلكترونية المحترف فعلاً؟ تحدثتي عن الإلتزام، الثقة في النفس والإصرار على الهدف ولكن ما الذي يفرق لاعب عن آخر؟
مريم: في الواقع، أنا هنا في G2 Esports لمدة أسبوعين فقط لذا لا أملك من الخبرة ما يؤهلني لأقول لك بالتحديد عن تلك المعايير ولكن من واقع تجاربي السابقة، أهم ما يجب أن يتواجد في اللاعب المحترف هو مدى قدرته في التعاون مع بقية أعضاء زملائه، الأمر لا يتعلق بلاعب واحد بقدر ما هو فريق مكون من أربعة لاعبين عليهم أن يكونوا ملتزمين، متعاونين والأهم أن لديهم تلك الرغبة في الفوز لذا ليس من السهل أن تكون لاعباً محترفاً، ليست أسهل وظيفة مطلقاً ومن هذا المنطلق، وما يفرق أي لاعب عن الآخر هي طريقة تفكيره، وعليه أن يكون لديه طريقة لعب حتى مختلفة بالنسبة لي مثلاً، أنا أمثل الموهبة في الفريق ولعبي Mechanical وأعلم بأني لدي الموهبة منذ أن تعلقت بتلك الصناعة من صغري.
"لعل أهم شيء في إحتراف الرياضة الإلكترونية هي أن تحظى بحياة متوازنة خارج الألعاب، لا يجب أن تتمحور حياتك على مدار اليوم كله حول الجيمنج فقط، عليك بالخروج والإنخراط اجتماعياً والأهم هو أن تعتني بصحتك النفسية لأنها تؤثر على الأداء عموماً"
موهبة غير معتادة من الصغر وعقبات معتادة!
عرب هاردوير: دعينا نعيد عقارب الساعة للوراء لوقت الطفولة وحلمك في أن تصبحي لاعبة رياضة إلكترونية محترفة، ولنتحدث عن نقطة تقبل آبائك للمسألة برمتها من البداية، كما تعلمين مسألة الجيمنج والرياضة الإلكترونية لا تزال غير مقنعة بالنسبة لعدد لا بأس به من أولياء الأمور عموماً وبما أن سنك لا يزال صغيراً يا مريم فكيف كانت ردة فعل أبويكي حيال الأمر، هل كانوا متقبلين وداعمين للفكرة من البداية أم تطلب الأمر بعض الإقناع؟
مريم: كان الأمر صعباً طبعاً في البداية، اكتسبت حبي لألعاب الفيديو عمومأً من أقاربي عندما كنت أذهب عند جدتي وكنا نلعب طوال الوقت وهو ما زرع في داخلي عنصر التنافسية فصار همي الشاغل هو التغلب على أقاربي مهما كلف الأمر وهو ما لفت أنظار والداي وما اعتادوا عليه بعد ذلك خصوصاً بعد أن كنت أسهر للعب حتى الرابعة والخامسة فجراً وبالطبع والدي لم يتقبل الأمر ورأى بأنه خرج عن السيطرة وقتها وبات يؤثر على دراستي سلبياً ولكن..
عندما كان عُمري 13 عاماً، قررت أن أفتح قناتي الخاصة على يوتيوب لأظهر مهاراتي للجميع وبالطبع حصلت على دعم كبير من أكثر من يوتيوبر ومن هنا بدأت الظهور في Streams وكان هذا هو الوقت الذي اقتنع فيه والداي وأكدوا لي دعمهم بالأخص بعد أن تواصل فريق Nasr Esports معي وتواصلوا أيضاً مع والداي وشرحوا لهم وقتها مبدأ الرياضة الإلكترونية وكانت تلك رحلتي.
في العموم، الأمر ليس سهلاً ولا تزال الدراسة وتقسيم أوقاتكم هي الأولوية القصوى التي يحتاج أي لاعب للمحافظة عليها وأي شيء يأتي ثانياً بعد ذلك ولكنه ليس من السهل مطلقاً إقناع الآباء بأن تلك صارت وظيفة خاصة وكاملة وأتمنى أن أرى تغير تلك الفكرة أو النظرة في الشرق الأوسط خلال السنوات المقبلة.
عرب هاردوير: رسالتك يا مريم لأي آباء لا يزالون غير مقتنعين بالرياضة الإلكترونية!
مريم: رسالتي ستكون أن تدعموهم..ادعموهم وادعموا أفكارهم من أول الطريق، تكلموا معهم واعرفوا مصدر شغفهم لأنه في النهاية القرار سيكون عائد إليهم هم في كيفية إدارة حياتهم، شخصياً لم أكن أعلم بأنه سيأتي اليوم الذي انضم فيه لفريق G2 والذي من خلاله سيشرفني أن أُمثل المنطقة العربية بإذن الله لذا، أبسط شيء يمكن تقديمه هو الدعم.
مريم تعطي نصائح أخيرة لمن يلعب فالورانت!
عرب هاردوير: بعودة للأسئلة التقنية بعض الشيء، في أول المقابلة، قلتي يا مريم بأنكي منذ وضعتي عينيك على فالورانت لأول مرة، قررتي أن تكون مسيرتك الإحترافية من خلالها وسؤالي لكي هو لماذا؟ ما الشيء الذي جذبك في اللعبة؟ وما هو أكثر عميل تحبين اللعب به؟
مريم: لماذا فالورانت، لأن أصدقائي كانوا يلعبون CS GO وقتها وفي الحقيقة، لقد قضيت وقتاً مع تلك اللعبة، ليس بالكثير فهو 800 ساعة فقط ولكني رأيت مدى إهتمام منظمات مثل FACE IT باللعبة ومن هنا كان القرار في إحتراف CS GO لبعض الوقت ولكن بعد رؤية فالورانت؟ لا أعرف حقاً ما السبب الذي جعلني أقول بأني سأحترف تلك اللعبة حتماً فجأة وبدون أي مقدمات ولكن هذا ما حدث.
من ناحية عميلي المفضل في فالورانت فهي Jett ولكني أحب أيضاً اللعب بدور Initiator ومساندة زملائي في اللعب بعملاء مثل Sova أيضاً.
عرب هاردوير: أعلم بأنه من الطبيعي ألا نعلم عن هذه الخطط والتكتيكات ولكن ما هي عصارة خبرتك الإحترافية في فالورانت التي يمكنك أن تشاركي بيها مع بقية اللاعبين المحترفين أو حتى المبتدئين؟
مريم: سأكون مباشرة معك هنا، لا توجد أي أسرار أو وصفات سحرية، عليك أن تُجرب أنت اللعبة بنفسك مع التدريب المكثف.
عرب هاردوير: لكم من الوقت أو ما هو متوسط فترة تدريبك في العادة؟ وكيف تقسمين وقتك بين الدراسة واللعب؟
مريم: الوقت الطبيعي للتدريب هو ما بين 6 - 8 ساعات يومياً وبالطبع قد تختلف المدة بحسب جدولي اليومي ولكن في بضع الأحيان ألعب أيضاً خارج أوقات التدريب.
عرب هاردوير: كلمة أخيرة يا مريم عن انضمامك لفريق G2 Esports وتمثيلك رسمياً لمنطقة الوطن العربي خصوصاً النساء!
مريم: الأمر لا يصدق البتة، يكاد يكون جنوني، أنا في G2 ولا زلت لا أصدق ولكنها تظل تجربة عظيمة وكما قلت، فقط اتبع شغفك ولا شيء آخر، لا تستمع إلا لصوت عقلك فقط وما يمليه عليك وبالطبع هو شرف كبير أن أمثل الوطن العربي والبحرين على وجه الخصوص.
تلك كانت كل تفاصيل مقابلتنا مع مريم ماهر، لاعبة فريق G2 Esports Gozen، نتمنى أن تكون المقابلة أعجبتكم والشكر موصول بالطبع لمريم وفريق G2 على سعة صدرهم في خوض تلك المقابلة!
?xml>