تقنية التعرف على الوجه في الهواتف الذكية تخسر مرة أخرى!
لا شكّ أن التقنية قد تطوّرت بشكل خارق، الآن يمكننا أن ننظر لهواتفنا فقط لتفتح لنا، وهو أمر رائع أو على الأقل كان رائعًا قبل أن نعتاد عليه، لكن لا يخفى على أحد أن الطريقة التي يستخدمها الهاتف للتعرف عليك وفتح نفسه لأجلك تختلف من هاتف لآخر، هذا مع توافر قارئات البصمة في الهواتف الذكية وهي الطريقة الأكثر أمانًا لفتح الهواتف، إلا أن الإنسان دائمًا ما يعشق السهولة ويسعى إليها، لكن لا بأس بالأمر، إلا أن أحد المراسلين قد أثبت أن تقنية التعرف على الوجه في معظم هواتف أندرويد ليست بآمنة وهنا يجب أن نتحدّث عن تقنيات التعرّف على الوجه في هذه الهواتف، ولنكن دقيقين فجميع هواتف أندرويد تقريبًا وخاصةً تلك التي تخدم الفئة المتوسطة أو الفئة الاقتصادية تقدّم أنظمة تعرّف على الوجه تعتمد فقط على الكاميرا الأمامية وليس أكثر، وهنا نجد هواتف مثل هواتف أوبّو، واوي وشاومي الاقتصادية، على الجانب الآخر هناك هواتف تقدّم حماية حقيقية مثل هاتف Pocophone F1 من شاومي على سبيل المثال والذي يأتي بحسّاسات تجعل التعرف على الوجه حقيقي ولا يعتمد على الكاميرا فقط، كذلك فهواتف سامسونج تدعم الـIris Scanner أو ماسح قزحية العين، لكن لنرجع الآن إلى موضعنا..
لعلّك تسأل عن الطريقة التي تيقّن بها هذا المراسل من أن نظام الحماية غير آمن، والطريقة هنا غريبة نوعًا ما حيث أنه لم يبرمج شيئًا ولم يعبث في أية أكواد، كل ما فعله الرجل هو أنه قد توجّه إلى شركة تدعة Backface في المملكة المتحدة والتي صممت له وجهًا مشابه لوجهة تماماً باستخدام أكثر من 50 كاميرا لبناء خريطة كاملة لوجهة، ومن ثم قامت بطباعتها باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد مع الاستعانة بمواد مناسبة، وهذه العملية البسيطة قد كلّفت Thomas Brewster حوالي 300 جنيه استرليني، وهو نفسه الشخص الذي قام بهذه التجربة من الأساس، هذا الشخص والتابع لمجلة Forbes قد قام بإجراء اختبار للهواتف باستخدام ذلك النموذج ثلاثيّ الأبعاد، لكن قبل أن تكمل القراءة، هل تعتقد أن الهواتف قد تم خداعها بالفعل؟
تقنية التعرف على الوجه بين السهولة وقلة الأمان
قامت مجلة Forbes باختبار خمس هواتف مختلفة لكي تتبيّن فعالية أنظمتها في التعرف على وجوه مستخدميها، هذه الهواتف كانت iPhone X من أبل، Galaxy S9 من سامسونج، Note 8 من سامسونج، G7 ThinQ من LG وكذلك هاتف OnePlus 6، ومن خلال تقريرها، ذكرت فوربس أن هاتف iPhone X فقط هو الذي يملك هاردوير مخصص للتعرّف على الوجه من بين هذه الهواتف، حيث أنه وبمجرد أن تقوم بإيقاظ هاتف iPhone X أو هواتف آيفون الأحدث مثل iPhone XS أو iPhone XR يقوم الهاتف بتشغيل بروجيكتور يعتمد على نقاط تعمل بالآشعة تحت الحمراء، بعدها تبدأ كاميرا الهاتف والتي تعمل أيضًا بالآشعة تحت الحمراء في فحص خريطة الوجه الذي قام البروجيكتور ببنائها، وإن كانت الخريطة المطابقة يفتح الهاتف في سلاسة، ولا شك أن تقنية FaceID في هواتف آيفون متطورة بشكل كبير وملحوظ، وهو امر منطقي نظرًا لكون هواتف آيفون الجديدة لا تأتي بقارئ بصمة من الأساس.
ما سبق كان بالنسبة لهواتف آيفون، أما وإن انتقلنا للحديث عن هواتف أندرويد التي اشتركت في نفس التجربة فسنجد أن هذه الشركات وهي سامسونج، إل جي وون بلس تسعى فقط لمنافسة أبل ومجاراتها، وهذا لكي لا تأتي هواتفهم تلك ناقصة لتقنية هامة وتقدّمها هواتف آيفون، وهو أمر معتاد على شركات أندرويد أن تقوم بتقليد هواتف آيفون بشكل ما، إلا أن سامسونج هي الأخرى لها ابتكاراتها الهامة، إلا أن الصورة العامة هنا توضّح أن هذه الشركات سعت فقط لتوفير الميزة الجديدة في هواتفها دون الاكتراث إلى ما إذا كانت ستكون فعالة أم لا، وهنا علينا أن نذكر مرة أخرى أن هواتف سامسونج الحديثة تقدّم تقنية قراءة وفحص قزحية العين، وهي تقنية فعالة وآمنة إلا أنها بطيئة جدًا.
هناك أمر هام هنا علينا أن نذكره، وهو أن هواتف أندرويد التي توفّر هذه الميزة تخبر المستخدمين قبل تفعيلها أنها بالفعل غير آمنة تماماً، وأنها قابلة للخداع باستخدام صورة عالية الجودة او وجه ثلاثي الأبعاد كما في الحالة التي نناقشها الآن، كذلك عليك أن تعلم أن تقنية الـFace Unlock موجودة بالفعل في هواتف أنرويد من قبل أن تعتمد عليها أبل بهذا الشكل، حيث أنها أتت إلينا للمرة الأولى مع نسخة أندرويد 4.0 Ice Cream Sandwitch، إلا أن كلًا من الشركات المصنعة للهواتف وكذلك جوجل لم يعترفوا بهذه التقنية كوسيلة فعالة لحماية الهاتف، خاصةً أن الكاميرات الأمامية حينها كانت ضعيفة إلى حد كبير..
كيف تم خداع تقنية التعرف على الوجه؟
في هذا المقال تنقلنا حتى الآن بين الحديث عن تجربة فوربس تلك وعن تقنيات التعرف على الوجه بشكل عام سواء في هواتف آيفون أو في هواتف أندرويد، ويمكننا أن نلخص كل ما سبق في أن شركة أبل تقدّم تقنية حقيقية للتعرف على الوجه باستخدام تقنيات متطورة إلى حد بعيد، ويمكنك الاستدلال من الصورة السابقة، كذلك فهذه التقنية تحصل على تطوير ملحوظ مع كل جيل جديد من هواتف آيفون، على الجهة الأخرى نجد أن هواتف أندرويد تقدّم تقنية تعرّف على الوجه ضعيفة، فهي تعتمد على الصورة الخاصة بك فقط، حيث أنك وأثناء إعدادها تقوم بالتقاط صورة لك، ومن ثم وكلما تستخدم هذه التقنية يبدأ الهاتف في محاولة التعرّف عليك من خلال مقارنة الصورة التي تلتقطها الكاميرا الأمامية بتلك المخزنة فيه سابقًا.
الآن نعود للتحدّث عن تجربة فوربس تلك، والتي لعلّك استنتجت نتيجتها قبل أن نبدأ في التحدّث، إلا أن هناك أمور متغيرة هنا، لكن الثابت الأول هو أن تقنية التعرّف على الوجه في هواتف آيفون FaceID لم يتم خداعها من خلال الوجه ثلاثي الأبعاد الذي تم طباعته، وهو الهاتف الوحيد في الاختبار الذي كان قادرًا على الهروب من هذا الفخّ، أما عن هواتف أندرويد المستخدمة في التجربة فكانت نتائجها كالتالي:
- هاتف ون بلس 6 كان أسهل الهواتف في الخداع، حيث أنه خسر التحدي بسرعة كبيرة أمام الوجه ثلاثي الأبعاد، والأمر هنا يعود إلى أن ون بلس تعطي تركيزًا كبيرًا لسرعة عمل تقنية التعرف على الوجه في هواتفها، لذلك فيمكننا أن نقول مجازًا أنها لا تدقق كثيرًا.
- هواتف سامسونج كانت أصعب في الخداع، حيث أن فتح الهاتف أمام الوجه ثلاثي الأبعاد كان بطيئًا بشكل ملحوظ، إلا أن الهاتف فتح في النهاية، لكن على الأقل حققت سامسونج تفوقًا هنا على هواتف ون بلس، برغم أن الإثنين قد خسرا في النهاية..
- هاتف إل جي كان في المنتصف بين أداء هاتف ون بلس وهاتفيّ سامسونج، إلا أنه قد خسر هو الآخر.
هنا تنتهي التجربة وينتهي أيضًا مقالنا، لكن النقاش لم ينتهي بعد، لذلك اترك لنا تعليقك حول الأمر برمته وكذلك أخبرنا ما إذا كنت تفضّل إستخادم ميزة التعرّف على الوجه في هواتف أندرويد بشكل عام أو لا.. نحن في انتظارك
?xml>