الجيل الحالي هو جيل ألعاب الـ Battle Royale بلا أي منازع وهذه هي فئة الألعاب المسيطرة بشكل كبير على الأرباح وتتحكم في الشريحة الأكبر من اللاعبين، وبالطبع إذا ذكرنا ألعاب الـ Battle Royale يجب أن نذكر لعبة Fortnite.

لعبة Fortnite هي علامة فارقة في ألعاب الجيل الحالي، منذ إصدار اللعبة في عام 2017 من تطوير شركة Epic Games وهي تحقق نجاحات مدوية ومستمرة فمثلاً خلال العام الأول تمكنت اللعبة من الوصول إلى 125 مليون لاعب.

نحن هنا نتحدث عن نجاح استثنائي لا يمكن مقارنته بأي لعبة أخرى على الأقل في العشر سنوات الأخيرة، لك أن تتخيل نجاح عنوان Fortnite كان السبب في دخول مئات الملايين من الدولارات لشركة Epic Games وهذه الأموال مكنتها من إنشاء متجرها الخاص، فكل ما تشاهده الآن والحجم العملاق لشركة Epic Games جاء بسبب نجاح عنوان Fortnite.

في الحقيقة نجاح لعبة Fortnite لم يكن من فراغ فهناك العديد من الخيارات التي اتخذتها شركة Epic Games كانت السبب في هذا النجاح، لعل أبرز هذه الخيارات المصيرية كان تحويل اللعبة إلى مجانية بدل من لعبة مدفوعة وإضافة طور الـ Battle Royale لها.

تعمقنا في الماضي أكثر من اللازم، لنعود الآن إلى الوقت الحالي حيث نشهد تراجع كبير وملحوظ في القاعدة الجماهيرية الخاصة باللعبة، الأمر الذي يطرح العديد من التساؤلات لعل أهمها هل يمكننا أن نقول عصر Fortnite قد انتهى أم لا؟

سوف نحاول في هذه المناقشة تسليط الضوء على بعض النقاط التي نعتقد من جانبنا أنها السبب في ضعف الإقبال على لعبة Fortnite في الآونة الأخيرة.

انتشار المجانية.

بالطبع لا يمكن لأي أحد أن ينكر ميزة المجانية التي تمتعت بها لعبة Fortnite فوقت إصدار طور الـ Battle Royale كان يوجد لعبة PUBG وهذه اللعبة كما نعرف لعبة مدفوعة.

الأن عدد كبير من اللاعبين يريد تجربة طور الـ Battle Royale الذي يتحدث عنه الجميع ولديهم خيارين الأول لعبة مجانية والثاني لعبة مدفوعة، بكل تأكيد عدد كبير من اللاعبين سوف يتجه إلى النسخة المجانية على الأقل للتجربة وهذا هو ما حدث بالفعل فبينما كانت لعبة PUBG تتفاخر بملايين النسخ التي باعتها وصلت Fortnite إلى 125 مليون لاعب.

لكن مع بداية العام الماضي ظهر مجموعة من العناوين المجانية والتي تقدم طور Battle Royale فمثلاً لدينا Apex Legends التي جاءت من العدم لتهز عرش Fortnite بقوة.

ثم بعد ذلك تم إصدار لعبة PUBG Light وهي عبارة عن نسخة أخف من اللعبة الأصلية وتأتي بشكل مجاني، وفي هذه النقطة بدأت سيطرة لعبة Fortnite على الساحة في التراجع والسوق أصبح مقسم بين عدد من العناوين القوية التي تقدم تجربة Battle Royale بل وعدد من هذه العناوين مجاناً كما هو الحال مع Fortnite.

إصدارات الهواتف الذكية.

لعبة Fortnite متاحة على الهواتف الذكية سواء Android أو iOS ولكن اللعبة يتم تنزيلها من على الموقع الخاص بها وهي غير موجودة على Google Play بسبب رفض شركة Epic Games النسبة المالية التي يقتطعها المتجر.

بسبب هذه السياسة فلم تحقق اللعبة الانتشاء الجيد بين مستخدمي الهواتف الذكية، القليل جداً منا يقوم بتنزيل التطبيقات من خارج المتجر، أيضاً المتجر دائماً يكون وسيلة ليعرفنا على أفضل التطبيقات الجديدة فتقوم بتحميلها وتجربتها لذلك فهذه الخطوة لم تكن جيدة على الإطلاق واللعبة لم تحقق أي نجاح على الهواتف الذكية.

في المقابل نجد عنوان PUBG Mobile المتاح على المتاجر بشكل طبيعي والذي تمكن من إحداث ثورة بكل المقاييس، من وجهة نظري هذه اللعبة أهم ما تم إصداره للهواتف منذ صناعتها.

اللعبة صدرت وأصبح الجميع يلعبها الأطفال وكبار السن والشباب، من يحب الألعاب ومن لم يجربها أصلاً، اللعبة قامت بنشر ثقافة الألعاب وأصبح من الطبيعي أن يلعب أي شخص عكس الماضي حيث كان من يلعب أما يكون طفل أو شاب يتعرض للتنمر بسبب اللعب المستمر وأنه يضيع وقته.

في هذه اللحظة نجد شريحة أخرى من اللاعبين فقدتها لعبة Fortnite وهم اللاعبين الغير متعمقين الذين يريدون التمتع بتجربة Battle Royale خفيفة لا تكلفهم اهتمام كبير وتحديثات ومتابعة مستمرة.

"وللأسف النسخة الخاصة بالهواتف الذكية من Fortnite لم تتمكن من تأمين هذه الفئة لصالحها".

روتين الـ Battle Royale.

للأسف ألعاب الـ Battle Royale تقدم نمط روتيني بعض الشيئ والأفكار الموجودة داخل هذه النوعية من الألعاب مكررة جداً ومتشابهة من لعبة إلى لعبة وهنا تكمن المشكلة.

إذا قارنا مثلاً ألعاب الـ Battle Royale بألعاب الـ MOBA نجد أن ألعاب الـ MOBA توفر أبطال جدد بشكل مستمر وبالطبع مع كل بطل يتم إصداره يتوافر محتوى جديد للاعبين حيث يمكنهم تجربة البطل الجديد والتمرس فيه.

لكن في حالة الـ Battle Royale نجد أن المحتوى المستمر ضعيف جداً ويدور في بعض السمات الشكلية أو الأسلحة الجديدة ليس أكثر، لنلعب مثلاً PUBG سنجد أن نصف المباراة دائما ما يتكرر معك.

بمجرد تعودك على اللعبة إلى حد ما سوف تحفظ أماكن النزول وكيف تناور وأماكن البيوت، لذلك نصف وقت المباراة يكون عبارة عن خطوات أنت تحفظها تقوم بتأديتها بشكل تلقائي تماماً.

أعتقد أن الروتينية التي تغرق فيها ألعاب الـ Battle Royale لن تمكن هذه النوعية من الألعاب للصمود لفترة كبيرة خصوصاً ونحن نتحدث عن ألعاب عبر الشبكة أي تريد ان تربط اللاعبين بها لأكبر وقت ممكن فهي ليست ألعاب تلعبها لمدة شهر حتى تنهي القصة كما هو معتاد بل هي ألعاب تريدك أن تلعبها لسنوات وسنوات.

تأخر الموسم الجديد.

نحن الآن في الفصل الثاني من لعبة Fortnite وشاهدنا جميعاً الإطلاق الرائع للفصل الثاني حيث تم مسح كل المحتوى المتعلق بالفصل الأول ودخوله في ثقب أسود لمدة يوم وبعد ذلك جاء الفصل الثاني من اللعبة.

لعبة Fortnite تشتهر بإصدار عدة مواسم بشكل دوري وكل موسم من المواسم يكون بداخله مجموعة من الأدوات الجديدة أو الفعاليات ومحتوى اللعب الإضافي.

منذ بداية الفصل الثاني من اللعبة ونحن نلعب داخل الموسم الأول وبالطبع هذه فترة زمنية كبيرة جداً فلا يوجد المزيد من النشاطات التي يمكن للاعبين القيام بها في الوقت الحالي.

الفترة الزمنية الطويلة جداً للموسم الأول انعكست حتى على منصات البث مثل Youtube و Twitch حيث عزف الكثير من صانعي المحتوى عن تقديم مقاطع متعلقة باللعبة وذلك لعدم وجود نشاطات أصلاً لكي يتم تصويرها وبثها.

طالع: لعبة Call of Duty Modern Warfare تحصل على طور Battle Royale قريباً.

شخصياً لا أعرف أسباب تأجيل الموسم الثاني لهذه الدرجة ولكن بكل تأكيد هذا التأجيل كان له أثر سلبي جداً على اللعبة، على أي حال الموسم الثاني سوف يتم إصداره يوم 20 فبراير أي غداً وبكل تأكيد فور إصدار الموسم الجديد سوف ترتفع أعداد اللاعبين بشكل ضخم جداً والجميع سوف يريد تجربة الموسم وأن يرى الإضافات الجديدة الموجودة داخله وسوف يعود صناع المحتوى إلى الاهتمام باللعبة من جديد وإغراق منصات البث بالمقاطع الخاصة بالموسم الجديد.

طالع: الإعلان عن الموسم الثاني من الفصل الثاني للعبة Fortnite.

لكي أكون منصفاً الموسم الثاني من اللعبة تم تقديمه للاعبين من خلال حملة دعائية متميزة جداً حيث تم الإعلان عن أرقام هواتف في مجموعة مختلفة من البلدان وعند الاتصال بهذه الأرقام سوف يرد عليك شخص يبلغك عن مجموعة من المعلومات المتعلقة بالموسم الجديد.

"دائماً ما تكون الدعايا الخاصة بلعبة Fortnite مبتكرة ومتصلة بالشارع ولا تقتصر على العالم الافتراضي"

الخلاصة.

ما سبق ذكره كان مجموعة من الأسباب التي أعتقد أنها السبب في ركود اللعبة في الفترة الاخير، أيضاً هي أسباب في ركود طور الـ Battle Royale عموماً حيث أنني أشعر أن هذه النوعية من الألعاب فقدت جزء كبير جداً من المهتمين بها في الفترة الاخيرة.

للأسف إذا كان شعوري حقيقي فسوف تكون هذه الفئة هي أسرع فئات الألعاب التي تتمكن من تحقيق انتشار ونجاح والأسرع أيضاً في الزوال.

فقد شاهدنا في الماضي عصر ألعاب الـ MMO وبعده تكون لدينها عصر الـ MOBA وفي كل عصر نعم بفترة من الاستقرار حتى جاء العصر الذي يليه، فمثلاً قبل قدوم الـ Battle Royale كانت ألعاب الـ MOBA هي المسيطر الأكبر.

"فهل نكون أمام نوعية جديدة من الألعاب على وشك الظهور تنحي ألعاب الـ Battle Royale؟"

شاركنا رأيك عزيزي القارئ، هل تتفق معنا في وجهة النظر التي تم عرضها؟

هل ترى أن ألعاب الـ Battle Royale قلت شعبيتها بشكل كبير أم ترى هذه العناوين مستقرة ولم تتأثر حتى الأن؟