منذ أيام كان موعد إطلاق خدمة اللعب السحابى Google Stadia وأصبح لدينا الفرصة للوقوف على مدى جدوى الخدمة وهل بالفعل تقدم جديد فى هذا المجال أم أنها مجرد خدمة مشابهة لكثير من الخدمات الأخرى فى نفس المجال.

لكى نستطيع الوقوف على مدى جدوى خدمة Google Stadia يجب علينا أولاً أن نفهم ما هي خدمة اللعب السحابى أصلاً ثم نحاول معرفة المميزات والعيوب الموجودة فى الخدمة.

ما هي خدمة اللعب السحابي.

هل تمكنت Google Stadia من تقديم جديد فى مجال اللعب السحابي؟

لكى تستمتع بلعبة معينة يجب أن تمتلك منصة فيزيائية مثل الحاسب الشخصى أو جهاز Xbox مثلاً، بكل بساطة خدمات اللعب السحابى تمكنك من التمتع بالألعاب دون ارتباط بجهاز معين ذو امكانيات معينة.

يمكننا القول أن خدمات اللعب السحابى هى مجرد منصات رقمية، كل ما تحتاجه هو جهاز يستطيع تشغيل البرنامج الخاص بالخدمة والذى دائماً ما يكون جهاز محدود الامكانيات.

الأن يمكننا تحديد ميزة هذه الخدمات فى نقطة واحدة وهى الاستغناء عن العتاد الذى غالباً يكلف أموال ضخمة بالنسبة للبعض، ولكن على الجانب الآخر فأنت سوف تحتاج لاتصال انترنت ثابت ومستقر بشكل كبير لكي تحصل على التجربة المثالية.

كيف تعمل خدمات اللعبة السحابي؟

Google Stadia

خدمات اللعب السحابى الموجودة حالياً لا تعمل جميعها بنفس النظام التقنى والمالى، بل يوجد أكثر من شكل لإدارة هذه الخدمات.

بعض هذه الخدمات توفر للاعب حق تأجير جهاز ذو عتاد قوى تتصل به عبر شبكة الانترنت، وهذا الجهاز يوجد عليه مجموعة من الألعاب التى يمكنك التمتع بها ولعل أبرز الخدمات التى تنتهج هذه الفكرة هى خدمة Shadow.

بعض الخدمات الأخرى توفر خادم مركزى عملاق يحتوى على مجموعة كبيرة من الألعاب وكل ما عليك كلاعب دفع قيمة الاشتراك الشهرى للوصول إلى هذه الألعاب دون أى حاجة لعمليات تنصيب أخرى ومن أشهر هذه الخدمات خدمة PlayStation Now.

طريقة عمل خدمة Google Stadia.

Google Stadia

خدمة Google Stadia توفر خادم مركزى عملاق يوفر مجموعة من الألعاب المتاحة على الخدمة، ولكن توجد نقطة مختلفة بشكل كبير حيث أن الخدمة تطلب اشتراك شهرى قيمته 10 دولار إلى جانب شراء اللعبة نفسها داخل الخدمة.

فأنت الأن سوف تشترك فى الخدمة مقابل 10 دولار إلى جانب شراء اللعبة التى تعجبك من مكتبة الخدمة بأسعارها الكاملة كما هو الحال مع أى منصة فيزيائية أخرى.

لكن بمجرد شرائك اللعبة على المنصة فلن تحتاج لأى عمليات تنصيب أخرى فالألعاب متاحة أصلاً بمجرد شرائك للعبة يعطيك ولوج فقط إلى اللعبة.

مشكلة خدمات اللعب السحابي.

هل تمكنت Google Stadia من تقديم جديد فى مجال اللعب السحابي؟

تعانى خدمات اللعب السحابي من مشكلتين رئيسيتين، الأولى جودة خدمة الإنترنت التى تحتاجها هذه الخدمات لكى تحظى بالتجربة بشكل كامل، كما إن هذه الخدمات لا تحتاج فقط إلى خدمة انترنت مستقرة بل تحتاج أيضاً إلى سعة كبيرة جداً لأن هذا البث مشابه بشكل كبير لتشغيل مقطع رقمى مثلاً.

المشكلة الثانية فى تأخر استجابة التحكم، هذا التأخر هو مجرد كسور من الثانية لكن يشعر بها أى لاعب محترف بالطبع.

هل تمكنت خدمة Google Stadia من حل مشكلات اللعب السحابي الشائعة؟

هل تمكنت Google Stadia من تقديم جديد فى مجال اللعب السحابي؟

بكل تأكيد لا، فمازالت الخدمة تطلب اشتراك انترنت ثابت جداً ومستقر إلى جانب سعة كبيرة جداً وإذا ما قارنا متطلبات الخدمة بالنسبة لدولة مثل مصر سوف نجد أن سرعات الإنترنت أصبحت جيدة جداً ولكننا نعانى فى نقطة استقرار الخدمة إلى جانب مشكلة جوهرية فى السعة التى توفرها شركات الإنترنت.

بحسبة بسيطة يمكننا القول أن خدمة Google Stadia إذا توفرت فى مصر سوف تعانى بشكل كبير جداً وإذا أردت أن تتمتع بالخدمة بشكل مثالى سوف تحتاج إلى اتصال انترنت يكلف مبلغ من المال كبير جداً يغطى قيمة المنصات الفيزيائية فى وقت صغير جداً.

ننتقل الأن إلى مشكلة الاستجابة وهل تمكنت خدمة Google Stadia من حلها؟

هل تمكنت Google Stadia من تقديم جديد فى مجال اللعب السحابي؟

الأراء متباينة بشكل كبير جداً، ولكن الجميع أجمع على وجود المشكلة أصلاً.

البعض يرى أن التأخر على الرغم من وجوده إلا أنه لا يؤثر بشكل كبير على تجربة اللعب، ولكن البعض الأخر يرى أن الأمر كارثى ولا يمكن قبوله.

فى كلا الحالتين الأمر المؤكد أن خدمة Google Stadia لم تستطيع التغلب على هذه المشكلة بل لم تقدم حتى تحسن ملموس أو فارق عن باقى خدمات اللعب السحابي التى تعانى فى هذه النقطة.

مجموعة ألعاب محدودة.

هل تمكنت Google Stadia من تقديم جديد فى مجال اللعب السحابي؟

فى وقت سابق من العام الجارى تم الإعلان عن قائمة الألعاب التي ستكون متاحة على الخدمة، وكانت هذه القائمة محدودة قليلاً ولكنها كانت تضمن مجموعة من الألعاب الجيدة فى مختلف الفئات.

لكن مع إطلاق اللعبة تم تعديل القائمة وتوفير مجموعة محدودة جداً من الألعاب لكى تكون متاحة وقت الإطلاق مما وضع شركة Google فى موقف حرج جداً وجعلها تعدل القائمة وإضافة مجموعة أخرى من الألعاب ولكن ظلت القائمة محدودة إلى حد كبير.

هذا التعديل الذى تم من قبل شركة Google يثير التساؤلات بشكل كبير، طالما الألعاب متاحة لوضعها على الخدمة لماذا توفر الخدمة هذا العدد المحدود من الألعاب وقت الإطلاق؟

خصوصاً مع القيمة المالية التى تحتاجها الخدمة، فحتى الأن النسخة المجانية من الخدمة سوف تكون متوافرة العام القادم، وهذه نقطة أخرى غريبة جداً، فكان من المنطقى أو المقبول قليلاً أن تكون الخدمة مجانية فى البداية على الأقل لتعطى فرصة للاعبين لتجربتها، خصوصاً وأن الخدمة من الواضح مازالت فى مرحلة الإعداد والتطوير وليست منتهية على الإطلاق.

أسلوب تعامل شركة Google مع مشاريعها.

Google Stadia

فى الحقيقة تتعامل شركة Google مع مشاريعها الجديدة بشكل يثير القلق إلى حد كبير، فعلى الرغم من حجم الشركة العملاقة فإنها لا تتمسك بمشاريعها.

بل أن الشركة تعتمد على تقديم عدد كبير من الخدمات الجديدة والخدمات التى تنجح بصورة تلقائية تبقى عليها، بينما الخدمات التى تواجه صعوبات تجارية فإنها تقوم بإلغائها دون محاولة للتطوير أو التعديل عليها.

بالنظر لهذا الأسلوب وحالة خدمة Google Stadia فمن الواضح أن الخدمة قد تعيش أيام صعبة قليلاً، ولكن أيضاً لايجب أن ننسى أن هذه الخدمة تعتبر أول خدمة ألعاب تعمل عليها شركة Google وقد تهتم بها قليلاً.

الأمر الأكيد أن خدمة Google Stadia ليست ثورية على الإطلاق كما اعتقد البعض، بل هى مجرد خدمة لعب سحابى جديدة تنضم إلى الخدمات الموجودة بالفعل والتي يعتبر بعضها جيد جداً.

من المستفيد من خدمة Google Stadia.

Google Stadia

بهذا الوضع فإن الخدمة ليست خيار جيد على الإطلاق لأى لاعب محترف ولا مجال لتقديم ألعاب الرياضات الإلكترونية بشكل سلس على هذه الخدمة.

كما أن الخدمة ليست الخيار الجيد لأى شخص محب للألعاب عموماً ويلعب بشكر مستمر، فمبلغ الخدمة الشهرى إلى جانب قيمة اشتراك الإنترنت سوف تعادل قيمة أى منصة فيزيائية بعد فترة ليست طويلة تماماً.

الخدمة مناسبة جداً لأى شخص لا يلعب بشكل مستمر، وفى هذه الحال نفترض وجود لعبة لفتت انتباه أحد الأشخاص ويريد تجربتها فقط وهنا تأتى خدمة Google Stadia كحل عملى وفعال حيث يدفع اللاعب قيمة اللعبة فقط إلى جانب الاشتراك الشهرى.

حتى الحالة السابق ذكرها تطلب وجود مجموعة كبيرة من العناوين داخل مكتبة Google Stadia وهذا الأمر غير موجود على الإطلاق على الأقل فى الوقت الحالى.

جدير بالذكر.

Google Stadia

خدمة Google Stadia جاءت ناقصة بشكل كبير جداً ونحن لا نتحدث عن قائمة الألعاب فقط، فمثلاً الخدمة لا تدعم فى الوقت الحالى لدقة الـ 4K.

أيضاً لن تتمكن من تجربة الخدمة على شاشة التلفاز بدون أداة التحكم الخاصة بالخدمة والتى يصل سعرها إلى 70 دولار، والحقيقة أن هذا المبلغ مقبول قليلاً خاصة بالنظر لجودة اليد ولكن هذا الأمر لم يكن متوقع بشكل كبير.

الخدمة حتى الأن لا تدعم ميزة الـ Cross Play ولكن توجد وعود من Google بأن هذه الميزة سوف يتم تقديمها ولكن فى وقت لاحق، فهل تتحقق هذه الوعود؟، أم أن الخدمة سوف تنهار قبل الوصول إلى هذه المرحلة من الأصل؟

خلاصة ما تم ذكره يؤكد على أهمية المنصات الفيزيائية على الأقل فى الوقت الحالى وبكل تأكيد الجيل الجديد من الـ PlayStation أو الـ Xbox لن يتأثر على الإطلاق بوجود خدمة Google Stadia.

نحن نتحدث عن المشاكل التقنية التى تعانى منها الخدمة إلى جانب العيوب الضخمة فى السياسة المالية دون أن نتطرق إلى الحصريات التى يتم تقديمها على المنصات الأخرى.

وبكل بساطة فإن خدمة Google Stadia ليست مستقبل الألعاب على الأقل بالشكل الحالى.

يمكنك عزيزى القارئ التعرف على المزيد من التفاصيل حول Google Stadia من خلال هذا الرابط.