كلما أفصحت Google عن معلومات أكثر بخصوص Stadia كلما زاد احباط اللاعبين! والأمر يسير هكذا باضطراد وانتظام دون أي استثناء! و باختصار غير مخل، لم يعد هناك شيئا جذابا ومهما في المنصة الا وقضت عليه Google تماما بسلسلة من التصريحات الصادمة التي أطلقتها الشركة بلا هوادة!

وكانت الصدمة الأولي هي أن الخدمة تتطلب شراء اللعبة بسعرها العادي الكامل! مثلما تشتريها علي أي الحاسب الشخصي PC أو أي منصة ألعاب منزلية مثل PS4! والمشكلة في هذا الطرح من Goggle أن المستخدم يشتري اللعبة علي تلك الأجهزة كاملة ويمتلك بياناتها كاملة، ويمكنه لعبها في أي وقت، سواء بالشبكة الدولية أو بدونها، ويمكنه تعديل ملفاتها وتثبيت ملفات معدلة للرسوم Graphics Mod وما شابه، أما علي Stadia فالمستخدم لا يملك بيانات اللعبة ولا يملك التصرف فيها بأي شكل، ولا يملك حتي لعبها دون اتصال بالشبكة الدولية، وليس أي اتصال كذلك! بل اتصال قوي وفعال!

كلما أفصحت Google عن معلومات أكثر بخصوص Stadia كلما زاد احباط اللاعبين!

والأسوأ من هذا كله أن الألعاب علي Stadia ستعمل بجودة رسومية أقل كثيرا من جودة أي منصة ألعاب أخري، سواء PC أو PS4 أو Xbox One!

فعلام اذن تستحق ألعاب Stadia البيع بسعر اللعبة الكامل؟ إن المنطق يحتم أن تكون ألعاب Stadia اقل سعرا بما يوافق النصف مثلا كي تكون الصفقة عادلة! بل أقل من النصف حتي! إن Google لا تبيع المستخدم جهازا، ولا تبيعه رسوما ولا أداء، وانما تبيعه وقتا يستأجر فيه اللعبة علي الشبكة الدولية كي يلعبها ثم يتركها! هذا الوقت لا يستحق البيع بسعر اللعبة الكامل! وما يستحقه هو سعر رمزي، جزء بسيط من ثمن اللعبة الكامل، لأن Stadia هي خدمة بث ألعاب وليست متجرا لبيع الألعاب، وعلي هذا يجدر بـ Stadia التصرف كخدمة بث، مثل خدمات بث الأفلام والعروض المرئية، كـ Netfilx و Amazon Prime و Hulu و كل هؤلاء يعرضون علي المشترك سعرا رمزيا للالتحاق بالخدمة، ولا يجبرونه اطلاقا علي شراء الافلام واحدة تلو الاخر بسعر الفيلم الكامل! هذا أمر غير منطقي وغير مفهوم!

حتي خدمات البث الأخري الألعاب تلتزم نفس المبدأ، سواء PS Now أو Geforce Now أو XCloud، كلها تعرض الألعاب بأسعار رمزية وليس بسعر اللعبة الكاملة علي الاطلاق، رغم امتلاكهم جميعا مكتبة ألعاب أضخم وأكبر بكثير!

لقد عرضت الشركة استعراضا سريعا لخدمتها بينت فيه كيف ان المستخدم يضغط علي رابط اللعبة فينقله فورا الي موقع YouTube ليلعبها هناك مباشرة دون اية عوائق او خطوات اضافيةK الان نعرف ان هذا الاستعراض كان خادعا، وان المستخدم سيتوجب عليه شراء اللعبة بعد الضغط علي الرابط وتضييع الوقت في إنهاء عملية الشراء والبحث عن ما إذا كان السعر مناسبا ام لا.

كلما أفصحت Google عن معلومات أكثر بخصوص Stadia كلما زاد احباط اللاعبين!

لذا فان طرح Google فيما يخص سعر الألعاب لهو محض هراء بحت! وهو أمر لن يقبله أي مستخدم عاقل! وسيفضل جموع المستخدمين اما الالتزام بأجهزتهم المنزلية أو الاشتراك في اي خدمة بث العاب أخري!

لكن الطرح السئ لم ينته بعد، فهناك ايضا تسعيرة الاشتراك في الخدمة نفسها، ظننا ان الشركة ستكتفي باشتراك شهري صغير وكفي، ولقد ألمح مسئولي الشركة لهذا بالفعل، لكننا فوجئنا بهم يتحدثون عن اشتراك شهري كبير يصل الي 10 دولارات شهرية، مع أنه لا يتضمن ثمن اي لعبة بداخله، فالاشتراك هو ثمن تشغيل الخدمة لديك وفقط، اما الالعاب فيجب عليك شراؤها بنفسك لعبة لعبة كما شرحنا!

مما يعني أن المستخدم يدفع الكثير من الأموال في سبيل تأجير اللعبة مؤقتا، بحسبة بسيطة يكلف الأمر اللاعب 120 دولارا سنويا علي Stadia! وهو أمر لا يحدث مع خدمات بث الألعاب الأخري، فخدمة PS Now تتيح لك دفع 100 دولار سنويا ولعب أكثر من 750 لعبة من العاب PlayStation دون أن تدفع دولارا واحدا زائدا! بل وتتيح لك تجربة أي لعبة تريدها مجانا في لمدة 7 أيام متتالية! كلما أفصحت Google عن معلومات أكثر بخصوص Stadia كلما زاد احباط اللاعبين! لماذا تطلب Google هذا المبلغ الكبير للاشتراك الشهري؟ لماذا وهي تملك مكتبة ألعاب ضئيلة لا تتعدي الـ 40 لعبة، ثم هي تجبرك علي شراء كل لعبة منهم علي حدة! إن طرح Google يزداد سوءا يوما بعد يوم!

ربما تحاول Google عمل تركيبة اشتراك جديدة غير تقليدية؟ ربما ستمنح المشتركين ألعاب مجانية كثيرة تعوضهم عن سعر الاشتراك العالي؟! مثلما يحدث في اشتراكات منصتي PS4 و XO؟

لكن حتي هذا غير صحيح، فطبقا لآخر تصريحات الشركة، فانه لن توجد ألعاب مجانية، فقط ستمنحك Google لعبة مجانية كل شهر اذا كنت ممن يدفعون رسوم الاشتراك الخاص (10 دولار شهريا) .. واذا توقفت عن دفع الاشتراك فلن يمكنك لعب هذه الألعاب المجانية الا اذا عدت الي دفع الاشتراك الشهري!! وكأن Google تأخذ ألعابك رهينة عندها حتي تدفع اتاوة اطلاق سراحها! إن ألعابك عند Stadia ليست ملكا لك عزيزي المستخدم حتي وان كنت دفعت في سبيلها من مالك الخاص!

تقول Google أيضا انه لا تنتوي عمل أي أنظمة تجربة مجانية للألعاب علي الاطلاق! حتي ولو ليوم واحد! اذا اردت تجربة الخدمة فيجب عليك الدفع أولا! حتي اذا كنت تريد تجربتها لمعرفة جودتها علي نظام اتصالك!

وكأن Google تدفع المستخدمين بعيدا عنها! انها تلغي باصرار عجيب كل خاصية ايجابية وكل فرصة سانحة قد تميز منصة Stadia عن الاخرين!

هل تتذكرون خاصية اللعب علي Stadia في أي مكان علي وجه الأرض؟ لقد تفاخرت Google بهذا في كل مكان علي وجه الأرض حرفيا! لكن الحقيقة برزت لتكون أبعد ما يمكن عن هذا التفاخر! كلما أفصحت Google عن معلومات أكثر بخصوص Stadia كلما زاد احباط اللاعبين!

بداية فان اللعب علي الهاتف الجوال Mobile Phone غير مدعوم الا علي هواتف Pixel 3 من Google، دعم باقي الهواتف سيكون صعبا وسيتطلب الكثير من الوقت، وهو ما تنتوي Google فعله تدريجيا وبمرور الوقت! كم سيتكلف هذا الوقت؟! لا نعلم!

لن يمكنك اللعب أيضا علي الشاشات المنزلية TV الا باستخدام جهاز ChromeCast Ultra للبث، حتي لو كانت شاشتك مزودة بجهاز بث مستقل، مثل Shield أو Ruku، إن أي جهاز بث آخر باستثناء ChromeCast Ultra سيكون غير مدعوما وقت الاطلاق .. وهو ما سيكلفك كمستخدم 129 دولارا كاملة! ربما يكون الأجدر بك دفع ضعفها في جهاز منزلي Xbox One S كامل وحقيقي يعيش معك أبد الدهر! متي سيتم دعم باقي أجهزة البث؟ لا نعلم بعد!

كلما أفصحت Google عن معلومات أكثر بخصوص Stadia كلما زاد احباط اللاعبين!

- سيمكنك اللعب من خلال متصفح Chrome علي الأجهزة المكتبية Desktop والمحمولة Laptop فقط، الأجهزة اللوحية Tablets غير مدعومة كليا وقت الاطلاق، متي سيتم دعمها؟ لا نعلم بعد!

هكذا وبضربة واحدة، نتبين أن Stadia لن تعمل علي كل مكان في وجه الأرض! فهي لن تعمل علي الغالبية العظمي من الهواتف الجوالة، والشاشات المنزلية، ولن تعمل اطلاقا علي الحواسيب اللوحية بكافة اشكالها!

كل هذا ونحن لم نتحدث بعد عن جودة الصورة الخاصة بالخدمة، ولا عن معدل استقرارها وسلاسة العرض منها!

إن Stadia تعاني مثل أي منصة بث ألعاب أخري، من مشكلات عيوب الصورة الناتجة عن تقنيات ضغط البث Streaming Compression، وسرعات الانترنت غير المستقرة. فصورة اللعبة التي ستصلك ستكون مضغوطة لتلائم سرعة الانترنت، وستمتلا بعيوب ضغط الصورة مثل الالوان الباهتة والتشوهات التي تظهر في هيئة مربعات وتشوش الصورة، وتشوش الحركة أثناء المشاهد المزحمة أو ذات الكثير من التفاصيل.

كلما أفصحت Google عن معلومات أكثر بخصوص Stadia كلما زاد احباط اللاعبين!

الي اليمين الـ PC و الـ Xbox X، الي اليسار البث من خلال Stadia و Project Stream، جناح الطائر يظهر مموها وباهتا مع البث وكل تفاصيل ريشه مشوشة

كلما أفصحت Google عن معلومات أكثر بخصوص Stadia كلما زاد احباط اللاعبين!

الي اليمين الـ PC و الـ Xbox X، الي اليسار البث من خلال Stadia و Project Stream، لا يمكنك تمييز وجه الشخصية في حالة البث

وفوق كل ذلك، فانه لا وجود لدعم دقات العرض الواسعة UltraWide Resolution أو البينية، مثل 2560x1440 و 3440x1440 و 2560x1080 وغيرهم .. ستمنحك Stadia دقات ثابتة محددة: 720p و 1080p و 4K وفقط!

تعاني Stadia ايضا من ازمان التأخير lag بين اشارة التحكم من اللاعب واستجابة اللعبة. إن التحكم في اللعبة يصير أبطأ مع Stadia، فهناك دوما زمن تأخير lag بين ضغطة زر التحكم وبين استجابة اللعبة لأوامر اللاعب، هذا الزمن هو ضعف التأخير علي الحاسب الشخصي PC، وهو ما سيفسد متعة الألعاب سريعة الحركة أو الألعاب التنافسية.

كلما أفصحت Google عن معلومات أكثر بخصوص Stadia كلما زاد احباط اللاعبين!

أن تجربة اللعب علي Stadia لديك ستعتمد اعتمال كلي أيضا علي استقرار خط الاتصال لديك، فالتقطعات والتأخرات وعدم الاستجابة ستظهر بقوة اذا كان الخط لديك غير مستقر علي سرعة ثابتة طوال الوقت. و مهما كانت قوة الاتصال مع Google سيظل هناك زمن تاخير كبير بين اللاعب واللعبة، وهو زمن بث اللعبة نفسه وضغطها عبر الانترنت.

اما عن سعة التحميل المطلوبة فسوف تتعدي ال 18GB في الساعة الواحدة لجودة 4K .. مما يعني ان المستخدم سيحتاج سعة تحميل شهرية تبلغ 1 تيرابايت (1TB) كي يلعب لمدة 65 ساعة شهريا علي جودة 4K!! وهو رقم بخس للغاية بالنسبة لعدد ساعات اللعب، فهو لا يكفي لانهاء لعبة واحدة من العاب تقمص الادوار RPG الكبيرة مثل Skyrim او Dragon Age، او العاب الغنائم الجماعية Looters مثل Destiny 2، او حتي العاب التصويب التنافسية امثال PUBG و Fortnite.

حتي الخدمات الاضافية أثناء اللعب كانت هزيلة للغاية، فلا وجود لخاصية المشاركة العائلية Family Share علي المنصة وقت الاطلاق .. ولا وجود للانجازات Achievements أثناء اللعب وقت الاطلاق أيضا .. حتي اللعب المشترك عبر المنصات Cross Play غير مدعوم تلقائيا ويترك لمطور اللعبة دعمه من عدمه اذا أراد .. وهو ما يهدد استمتاع اللاعبين بالألعاب الجماعية التي تتطلب عددا كبيرا من اللاعبين (مثل Battlefield و Call Of Duty وغيرهم)، فعدد اللاعبين علي Stadia فقط سيكون قليلا جدا مقارنة بباقي المنصات الأخري! واللعب المشترك بين المنصات الأخري أمر ضروري هنا كي يكون عدد اللاعبين كبيرا بما يكفي لاستكمال تجربة اللعب الجماعي علي تلك الألعاب. وبعدم وجود اللعب المشترك فان استكمال عدد اللاعبين المطلوب سيكون صعبا جدا، وقد يفاجئ المستخدم علي Stadia بجولات لعب خالية تماما من اللاعبين جراء هذا الأمر.

كلما أفصحت Google عن معلومات أكثر بخصوص Stadia كلما زاد احباط اللاعبين!

وكل هذا ونحن لم نتحدث بعد عن عيوب الخدمة، فهي كاي خدمة لعب سحابية، معرضة للإغلاق وعدم الاستمرار في اي لحظة، خصوصا مع تاريخ Google الشهير في هذا الشأن، فلقد اغلقت الشركة عشرات المشاريع الوليدة طوال السنوات السابقة، حتي لو كانت تلك المشاريع مستمرة لعدة سنوات!

وقبل مؤتمر Stadia الاخير بثمانية ايام فقط، اغلقت Google منصة YouTube Gaming التي كانت بديلا لموقع Twitch. لذا فالثقة في مبادرات Google هي في ادني درجاتها حاليا.

وفوق كل هذا، عليك كمستخدم تحمل اعطال الخوادم لدي Google والتي ستؤثر علي تجربة لعبك وتمنعك من اللعب من الأصل، وكذلك اعطال شبكة الاتصال، وكلها اشياء متكررة الحدوث ورائجة .. وتحمل حقيقة ان اللعب بدون اتصال غير متاح، وأنك كلاعب تحت رحمة شبكة الاتصال الخاصة بك .. واذا ما ذهبت لأي سبب، فان قدرتك علي اللعب ستتوقف نهائيا حتي تستعيد الاتصال.

وعليك ايضا تحمل حقيقة ان تجربة اللعب لديك ستعتمد اعتمادا كليا علي استقرار خط الاتصال لديك، فالتقطعات والتأخرات وعدم الاستجابة ستظهر بقوة اذا كان الخط لديك غير مستقر علي سرعة ثابتة طوال الوقت. وهو حال معظم مستخدمي الإنترنت حاليا للأسف.

كلما أفصحت Google عن معلومات أكثر بخصوص Stadia كلما زاد احباط اللاعبين!

والمؤسف أن أيا من طروحات Google لمنصة ألعابها الجديدة لا يكفي لتخفيف وقع أي من هذه العيوب، بل هي تزيد منها أكثر وأكثر، تحتاج Google لتعديل خطتها السعرية كلها كي تقنع المستخدمين باللعب عندها، فالمستخدمين والنقاد يرون الخدمة مثارا للسخرية والاحباط حاليا، والاعتقاد السائد لدي جموع اللاعبين الآن أنها Stadia ليست الا تجربة بائسة تزداد درجة بؤسها وعدميتها يوما بعد يوم! حتي قبل اطلاق الخدمة رسميا! وانها ليست الا مشروع مرجئ الفشل ينتظر اغلاق Google له عاجلا أو آجلا، مثله مثل كل مشاريع Google الفاشلة الأخري!