أيام قليلة تفصلنا عن موعد الإصدار الرسمي للعبة Death Stranding من تطوير المخرج الياباني العبقرى Hideo Kojima ونشر Sony Entertainment، حيث تصدر اللعبة بشكل رسمى يوم 8 نوفمبر حصرياً على منصة الـ PlayStation 4.

لعبة Death Stranding ليست مجرد لعبة جديدة يقدمها لنا Hideo Kojima بل يوجد العديد من الأبعاد الأخرى التى تلقى بظلالها على هذه اللعبة لعل أبرزها انفصال Kojima عن شركة Konami وأن هذه هى أول لعبة يعمل عليها المخرج الشهير بعد الانفصال؟

فى حقيقة الأمر انفصال Hideo Kojima عن شركة Konami لم يكن بصورة جيدة على الإطلاق بل جاء بعد العديد من المشاكل بين المخرج والشركة الشهيرة، هذه الخلافات أعطت لعبة Death Stranding بعد وأهمية مضاعفة لأنها سوف تحسم الحرب الدائرة منذ الانفصال وسوف تجيب عن السؤال الأهم الذى شغل الجميع وهو من الخاسر فى هذا الانفصال.

الكثير من الأشخاص يروا أن شركة Konami هى الخاسرة من هذا الانفصال حيث فقدت واحد من أفضل المخرجين على مر تاريخ صناعة الألعاب والبعض الأخر يرى أن الشركة لن تقف على مخرج معين وأن Hideo Kojima يجب أن يكون أكثر تعاوناً مع الشركة الناشرة وأنه لا يجب أن يُترك الأمر بشكل كامل لفريق التطوير.

حتى الأن صدرت مجموعة كبيرة من تقييمات اللعبة والنتائج جاءت غريبة إلى أقصى حد، حيث نالت اللعبة العلامة الكاملة من بعض المقيمين، والبعض الأخر أعطاها علامة مرتفعة ولكن ليست كاملة، فى حين رأى البعض أن اللعبة دون المتوسط!

فى هذا النقاش نحاول الإجابة على تساؤل هام، هل نجح Hideo Kojima فى توجيه ضربة قاضية لشركة Konami ؟، أم أنه فشل وظهرت رؤية Konami؟

فى الحقيقة لكى نجيب على هذا التساؤل يجب علينا أن نرجع بالزمن قليلاً ونبحث فى الأوضاع بعد انفصال Kojima و Konami، ثم نحلل بعد ذلك خطوات الجانبين.

محاولات Konami بعد Hideo Kojima.

الجميع يعلم بأن المخرج المعروف اشتهر بفضل سلسلة Metal Gear، بل وأن هذه السلسلة كان سبب رئيسى فى الخلاف بين الشركة والمخرج.

بعد الانفصال قامت شركة Konami بإصدار جزء جديد من السلسلة بعنوان Metal Gear Survive ولكن اللعبة جاءت مخيبة للأمال بشكل كبير وعلى كافة الأصعدة.

اللعبة كانت سيئة من حيث أسلوب اللعب حيث كان متكرر بشكل كبير، ولكن الأسوأ من أسلوب اللعب كان السياسات المالية التى اتبعتها شركة Konami حيث كانت اللعبة حقل لعمليات الشراء الصغيرة.

الشركة تعسفت في استعمال عمليات الشراء ولم تقتصر على مجموعة من الأدوات داخل اللعبة بل امتدت لتشمل ميزة الحفظ وبدء شخصية جديدة، فلكى تلعب بأكثر من حساب داخل اللعبة يجب عليك دفع قيمة من المال.

بجميع الحسابات يمكننا أن نقول شركة Konami فشلت بشكل كبير جداً وتشتت بعد انفصال Hideo Kojima عنها على الأقل فى هذا الوقت.

خطوة Hideo Kojima.

فى هذه اللحظة جاء Hideo Kojima ليعلن عن خطته وتطوير لعبة جديدة تحت عنوان Death Stranding والحقيقة العرض الأول للعبة كان مشوق جداً ومبهم ويظهر فيه عبقرية المخرج وإبداعه.

بعد ذلك تلاحقت العروض الدعائية التى جاءت كلها على نفس المستوى من التشويق والإثارة، إلى جانب الشكل المبهر للعبة من حيث الرسوميات ومدى واقعية الشخصيات داخلها.

أيضاً أعلن Hideo Kojima أن لعبة Death Straanding سوف تقدم نوعية جديدة تماماً من الألعاب وأنه يعمل على صناعة فئة لم تكن موجودة من قبل وهذا الأمر يجب أن نركز عليه بشكل كبير جداً ونتذكره حتى نهاية النقاش.

من الواضح أن عملية التطوير أخذت وقت ومجهود كبير جداً، حيث أن فريق Hideo Kojima يتكون من 100 مطور ولكن الفريق استعان بمساعدة 80 مطور من الفريق العملاق Guerrilla Games، فلك أن تتخيل حجم اللعبة لكى يعمل عليها 180 مطور فى نفس الوقت!

تقييمات غريبة.

كما ذكرنا تقييمات اللعبة جاءت غريبة جداً وهذا الأمر يجب أن نحلله ونقف على أسبابه.

فى البداية يجب أن لا ننسى أن Hideo Kojima له عدد كبير جداً من العشاق والمريدين وبالطبع هذه الفئة عند تقييمها للعبة سوف تتأثر بشكل لا أرادى بهذا العشق لذلك من السهل أن تحصل اللعبة على العلامة الكاملة من البعض.

أيضاً لا يمكننا أن ننكر حقيقة بعض المقيمين يتقاضوا أجر مقابل عملية التقييم ولذلك قد نجد بعض التقييمات جاءت سيئة بسبب ولائهم لشركة Konami أو بسبب عدم الاتفاق مع PlayStation.

بالتأكيد الفئة الأكبر من المقيمين ليسوا مما سبق ذكرهم بل هم مقيمين طبيعيون، وهنا نعود إلى ما ذكرناه سابقاً وهو تصريح Hideo Kojima بأن اللعبة سوف تقدم فئة ونوع جديد تماماً من الألعاب.

بالطبع هذه الفكرة الجديدة تماماً وأسلوب اللعب المختلف سوف يلقى انبهار من البعض والبعض الأخر سوف يقيم اللعبة بشكل احترافى، والباقى سوف يجد الفكرة غير مقبولة.

بكل تأكيد الفكرة الجديدة التى قدمها Hideo Kojima كانت سبب فى تفاوت التقييم بهذا الشكل، ولكن يجب تذكر مجمل التقييمات التى جاءت جيدة جداً حيث حصلت اللعبة على متوسط تقييم 8.7 من 10.

من الفائز؟

بكل تأكيد يمكننا أن نقر بفوز Hideo Kojima وأنه وجه ضربة قوية وموجعة إلى شركة Konami.

هذا الفوز ليس لأن اللعبة خيالية أو ممتازة بل لأن اللعبة مثيرة للجدل بشكل كبير جداً، وهذه النوعية من الألعاب مصدر قوة لأى شركة ناشرة.

اللعبة تجربة يجب أن يمر بها أى مستخدم لجهاز PlayStation بغض النظر عن مدى إعجاب اللاعبين أو المقيمين بها، فالفكرة الجديدة التى تقدمها اللعبة يجب أن يختبرها أى لاعب.

هنا يلعب Kojima على الفضول الموجود لدى اللاعبين لتجربة هذه الفكرة الثورية، وبكل تأكيد اللعبة سوف تحقق مبيعات ضخمة جداً.

هذا الأمر إن دل على شيئ فهو يدل على أهمية المطور للعبة ويجب على الشركات الناشرة أن تترك المزيد من الحرية لإبداع المطور، كما يدل على أن الرهان على الأفكار دائماً ما يكون رهان فائز.

وهنا يجب أن نتذكر لعبة Tom Clancy’s Ghost Recon Breakpoint اللعبة التى فشلت بشكل كبير جداً بسبب الناشر Ubisoft ووضعه لكم هائل من عمليات الشراء داخل اللعبة.

وأيضاً نتذكر لعبة Star Wars Battlefront II اللعبة الرائعة من حيث التطوير ولكن فاشلة بشكل لا يصدق بسبب تدخل Electronic Arts وإضافة عمليات شراء بشكل دمر اللعبة بصورة كاملة لدرجة جعلت اللاعبين يصفوا اللعبة بأنها مجرد خدعة لسرقة أموال اللاعبين.

بالطبع الربحية أمر هام جداً لكل شركة، على الأقل لكى تضمن الشركة الاستمرارية فى المجال، ولكن يجب أن يتم هذا الأمر بشكل مناسب لا يدمر تجربة اللعب نفسها.

السياسات المالية المدمرة لا تقتصر على عمليات الشراء فقط، بل تشمل أيضاً التسرع فى عملية التطوير لإصدار أكبر قدر من العناوين خلال نفس العام لتحقيق أعلى ربحية.

هل انتهت الحرب؟

بالطبع جانب من الحرب حُسم بشكل كبير، وأكد Hideo Kojima على مدى أهميته كمخرج ومبدع فى مجال الألعاب وأن إبداعه لن يتوقف على أى شركة ناشرة.

ولكن يوجد جانب آخر من الحرب لم ينتهى وهو عند شركة Konami التى يجب عليها أن تثبت أنها تعلمت من خطأها وننتظر أن تقوم الشركة بطرح عنوان كبير متميز كخطوة للرد.

قد تكون شركة Konami غير مهتمة بشكل ما لما يجرى حالياً، ولكن إن صح هذا الأمر فإن الشركة سوف تكون مخطئة بشكل مضاعف، الخطأ الأول كان عند تركها Hideo Kojima يذهب والخطأ الثانى عند عدم التركيز على تقديم عنوان كبير جديد.

معلومات عن اللعبة.

لعبة Death Stranding من تطوير شركة Kojima Productions بالتعاون مع Guerilla Games، اللعبة من نشر Sony Interactive Entertainment وهى حصرية فى الوقت الحالى على منصة PlayStation 4.

تم الإعلان عن نسخة الحاسب الشخصي من اللعبة والتى سوف تأتى فى عام 2020 من نشر 505 Games.

تدور اللعبة في عالم مفتوح ملئ بالتفاصيل حيث يحاول اللاعب إعادة الصلة بين البشر وبين من علقوا فى عالم الأموات، والقصة أحد أهم العوامل التى تميز اللعبة، أيضاً لا يجب أن ننسى المستوى الرسومي المبهر الذى ظهرت به اللعبة.

جدير بالذكر أن اللعبة تمكنت حتى الأن من الحصول على تقييمات جيدة جداً وسوف تصدر بشكل رسمى يوم 8 نوفمبر الجارى.

أخيراً.

شاركنا رأيك عزيزي القارئ، هل ترى أن لعبة Death Stranding سوف تنجح فى تقديم تجربة ثورية عند صدورها بشكل رسمى؟

أم أن اللعبة سوف تكون مجرد تجربة جيدة ليس أكثر؟