كيف أثرت الرياضات الإلكترونية على صناعة الهاردوير؟
كل صناعة تترك أثرها على أخرى، ولو كانت هناك صناعة تؤثر بشكل مباشر على صناعة الهاردوير والإكسسوارات، فهي صناعة الألعاب. بالتأكيد الذكاء الاصطناعي أثر على هذه الصناعة، ولكننا نتحدث عنها عن التأثير المباشر على قطع الهاردوير الاستهلاكية، أي التي تستخدمها أنت.
الرياضات الإلكترونية جزء من صناعة الألعاب. لا يمكن أن ننكر هذا، ولكن مثل أي جزء آخر، كان لها تأثيرها الواضح على صناعة الهاردوير، والتي تأثرت بالكثير بسبب الألعاب. اليوم، نلقي نظرة على الأثر التي تركته الرياضات الإلكترونية على قطاع الهاردوير، بدايةً من كروت الشاشة حتى الإكسسوارات.
ما الذي تحتاجه ألعاب الرياضات الإلكترونية من القطع؟
لو أردنا تلخيص ألعاب الرياضات الإلكترونية في سطور، فهي ألعاب تنافسية تعتمد في معظم الوقت على السرعة. منها سرعة اتخاذ القرار، سرعة النقر لقنص الأعداء وسرعة تحديد مكان العدو. لو فكرنا في هذه المتطلبات، فهي ناتج عدد كبير من الإطارات مصحوب بسرعة في الاستجابة من باقي القطع.
لهذا السبب، هناك الكثير من المنتجات التي طمحت لتقديم هذه التجربة. هذه القطع تتماشى مع معايير صنعتها هذه الصناعة بنفسها، ومنها ما لا يستحق الضجة، والباقي منها أثبت فعاليته بعد مرور الوقت والباقي ترك بصمته مباشرةً.
لنبدأ رحلتنا من العنصر الأهم.
شاشات بمعدل تحديث مرتفع
شاشات الكمبيوتر ذات معدل التحديث المرتفع مهمة للغاية بالنسبة للاعبي الرياضات الإلكترونية، وهذا لأنها تقدم تجربة لعب أكثر سلاسة مع تأخير أقل في وصول الأمر من الماوس أو الكيبورد للشاشة نفسها. نتحدث هنا عن شاشات يبدأ معدل تحديثها من 120 هرتز على الأقل، وكل شركة تمتلك الترسانة الخاصة بها بمعدلات مختلفة.
المعدلات الأكثر شيوعًا هي الـ 144 والـ 240 هرتز، والتي تمكن اللاعب من رؤية عدد كبير من الإطارات، على عكس رقم 60 المعتاد. هذه الشاشات ذات المعدل المرتفع صارت جزءًا من هوية لاعبي الرياضات الإلكترونية، وصارت شاشات الـ 60 هرتز عنصر نادر في أجهزة من يمتلكون أجهزة الكمبيوتر من أجل اللعب، والمعظم يتجه في السوق العربي إلى شاشات الـ 144 هرتز بالذات بسبب السعر.
كروت الشاشة الاقتصادية شهدت نموًا واضحًا
سلاسل xx60 من NVIDIA وx600 من AMD شهدت نموًا مرتفعًا في مبيعاتها، وهذا يعود لكونها موجهة أكثر لهذه الفئة من الألعاب. لا نقصد أن نقلل من شأن هذه الكروت، ولكن في النهاية هي حلول اقتصادية مصممة من أجل اللعب على دقة مثل 1080p بمعدل جيد.
هذه الكروت تحولت إلى كروت "رياضات إلكترونية" نظرًا لأنها تقدم أكثر من 120 إطارًا في الثانية الواحدة مع هذه الألعاب، وهناك الكثير من اللاعبين غير المهتمين بأي لعبة أخرى إلا الألعاب التي يمارسونها من هذه الفئة، وخير مثالٍ على هذا كروت GTX 16 التي لاقت رواجًا واسعًا بسبب التجربة التي قدمتها لهذه الفئة من اللاعبين بالذات.
ضع هذا مع السعر الرخيص، الميزانية المناسبة مع موجود معالجات رخيصة بأسعارٍ جيدة وكافية لهذه الكروت ووجود الكثير من القطع الأخرى التي يمكن تركيبها بأسعارٍ رخيصة في تجميعتك، وستجد أن هذه الكروت لا زالت تقدم أفضل قيمة مقابل السعر بالنسبة لهؤلاء اللاعبين.
ماوسات الألعاب بمزايا ترفع السعر فقط ودون أهمية
هذا سيثير الجدل بعض الشيء، ولكن مشكلة سوق الماوسات الحالية أن هناك الكثير منها لا يمكن الاستفادة منه بالكامل على أرض الواقع. المشكلة عندنا في جزئية الحساسية الخاصة بالماوس، والتي عادةً ما تستخدمها كل الشركات في الترويج للماوس الخاص بها.
فمثلًا، هناك من سيقول إن شركته تصنع ماوس بحساسية، أو DPI، تصل إلى 25 ألف نقطة في البوصة الواحدة. لنهبط على أرض الواقع قليلاً، ونسأل: هل يستخدم أحد هذه الأرقام، أم هي مجرد لعبة ترويجية
لو أردت رأينا، فنرى أنها لعبة ترويجية بحتة في معظم الظروف.
بعد البحث عن إعدادات بعض لاعبي الرياضات الإلكترونية، وجدنا أن أفضلهم لا يقترب لنصف هذا الرقم حتى. على سبيل المثال، dycha لاعب Counter-Strike 2 يستخدم DPI بـ 400 نقطة فقط، مثله مثل Shroud الذي يستخدم 800 نقطة، وهو أحد أفضل لاعبي ألعاب التصويب في العالم.
حتى لو فكرنا في ألعاب الـ MOBA مثل League of Legends، فسنجد أن T1 Faker يستخدم 3500 نقطة في البوصة الواحدة. حتى هذه الألعاب التي تحتاج لكسر حاجز الـ 5000 نقطة للتحرك في خريطة كبيرة، مما يعني أن هذا..بكل بساطة…ما هو إلا زيادة لا قيمة لها.
حتى نختصر الأمر، نرشح لكم الحصول على ماوس يأتي بجودة تصنيع جيدة وبمستشعر جيد، وليس جيدًا بحساسيته، بل من مصنع جيد مثل Pixart على سبيل المثال، والذي سيضمن لك دقة في الحركة أيًا كانت في الماوسات التي تستضيفه.
سماعات الألعاب لها قصة أخرى في الفئة الاقتصادية
يبحث اللاعبون عن سماعات يمكنها نقل كل خطوة داخل اللعبة، بالذات مع ألعاب التصويب مثل Rainbow Six: Siege أو Counter-Strike 2. طبيعي أن تحتاج لهذا، ولكن كأي منتج، تتوقع أن تقدم سماعات الفئة العليا تجربة أفضل مع الصوت المحيطي.
هذا صحيح، ولا غبار عليه، ولكن تظل المشكلة مع السماعات في الفئة الاقتصادية التي تأتي من مصنعين مجهولي الهوية. معظمهم من الصين، ويعتمدون على خاصية الصوت المحيطي على الصناديق الخاصة بسماعاتهم للترويج له، ولكن هناك نقطة بسيطة يجب الحديث عنها.
القنوات المحيطة الأكثر استخدامًا مع ألعاب الفيديو هي قنوات الـ 7.1. قنوات الـ 7.1 الطبيعية ستجعلك تشعر وكأنك أنت في اللعبة، فتستطيع سماع كل ما يدور حولك بسهولة وبوضوح، وهذا دون التضحية بجودة الصوت الأصلية.
ولكن، مع الأسف، هناك سماعات رخيصة تستخدم "7.1" تلك كحركة تسويقية رديئة، وبحجة أنها تأتي بقنوات الـ 7.1 "الافتراضية". أي لا يوجد مخرج حقيقي من السماعة نفسها، مما يجعل جودة الصوت أسوأ بكثير عند اللعب، وهذا لأنها لا تستخدم نفس محركات الصوت في السماعات التي تأتي من فئات أعلى.
لهذا لا تنخدع أيضًا بهذه الجزئية، ويمكنك أن تكتفي فقط بنمط الستيريو الطبيعي حتى لا تخسر جودة الصوت نفسها. في نهاية المطاف، لن تجد الفارق الذي تبحث عنه، فلا تحزن…هناك سماعات صينية كثيرة بصوت ستيريو جيد وبسعرٍ أرخص من باقي السماعات، ومنها مثلًا Redragon وOnikuma لمن يريد سماعات في حدود الـ 700 جنيه مصري.
الكيبوردات الميكانيكية لن تجعلك لاعبًا أفضل
من قال لك إنك تحتاج إلى كيبورد ميكانيكي حتى تصبح لاعبًا أفضل كان على خطأ. هذا لا يعني أن تظل مع مفاتيح الـ Membrane، والتي نرى أنها سيئة بالنسبة لمعايير الفترة الحالية، خصوصًا مع وجود كيبوردات رخيصة من Aula وRedragon وأصدقائهم.
كل ما في الأمر أنه يقدم مزايا أفضل، وأهمها الإحساس بالنقرة التي تسجلها على الكيبورد، قوة تحمل أعلى مع الاستخدام المستمر، إمكانية استبدال المفاتيح نفسها ووجود أكثر من نوع مختلف للمفاتيح من أجل تجربة أفضل.
لكن مع الألعاب، الميزة الأهم أنها أكثر استجابة من الكيبوردات الأخرى، خصوصًا لو كانت من فئة أعلى. عدا هذا، لو أقنعك أحدهم بأنك ستصبح لاعبًا أفضل بعد الشراء مباشرةً، فهذا لا يحدث مع كل الكيبوردات، والتي نجد منها الكثير بوقت استجابة مشابه للكيبوردات العادية، وبمفاتيح رديئة للغاية لا يمكن مقارنتها بمفاتيح Cherry MX على سبيل المثال.
لكنها، في النهاية، خيارٌ أفضل في كل الحالات مقارنةً بكيبوردات الـ Membrane تلك، فحتى الكيبوردات الميكانيكية الرخيصة خيارٌ جيد في الكثير من الأحيان.
في النهاية كلمة "رياضة إلكترونية" تستطيع بيع الكثير من الأشياء
حتى لو لم تكن مفيدة، فهي تبيع في محاولة لخداع اللاعبين الذين يريدون شراء الأرخص، وهم يتوقعون الحصول على تجربة مثالية. أي نعم، قدمت لسوق الشاشات وكروت الشاشة طفرة رائعة لزيادة الطلب عليها، ولكن في بعض الأحيان نجد استعدادًا غريبًا من بعض الشركات لاستخدامها كنقطة بيع، ولا تمت لصلة بالواقع في نهاية الأمر.
?xml>