انطباعاتنا الأولية عن Shadow of the Tomb Raider
مع صدور Shadow of the Tomb Raider تصل بنا القصة إلى مرحلة نرى فيها شخصية Lara Croft وقد تبلورت ونضجت بما يكفي. نحن الآن أمام Lara Croft The Tomb Raider التي يعرفها الجميع.
برغم التشكك الذي يحيط اللعبة من بعض اللاعبين ولكن Shadow of the Tomb Raider تقدم لنا تجربة ممتعة بحق ولربما تكون خاتمة مألوفة بعض الشيء لثلاثية قصة أصول شخصية Lara Croft. حتى الآن مراجعات اللعبة إيجابية بشكل عام حتى ولو لم يتم النصح بشرائها منذ اليوم الأول إلا أن اللعبة تعبر عن ناتج مشروع تم العمل عليه بإتقان وصبر ليصل بنا إلى المغامرة الأمثل التي ينتظرها عشاق اللعبة وعشاق الشخصية.
بالتأكيد يمكننا أن نلقي ببعض اللوم على مطور السلسلة الجديدة Eidos Montreal لعد اغتنام الفرصة بشكل أكبر والتطوير في شكل اللعبة لما هو أبعد من الأسلوب والشكل العام للعبة Uncharted ولكن على أي حال إن كنتم تبحثون عن لعبة مغامرات وأكشن من المستوى الرفيع فـ Shadow of the Tomb Raider هي وجهتكم الصحيحة طالما لا تتوقعون شيئاً صادماً أو مفاجآت من القصة أو أسلوب اللعب.
مع ذلك فلعبة Shadow of the Tomb Raider تحوي الكثير من الإثارة والمتعة لأي من عشاق السلسلة أو عشاق ألعاب المغامرات بوجه عام.
سنقسم إنطباعاتنا عن اللعبة إلى قسمين: جوانب أعجبتنا، وجوانب كان من الممكن استغلالها بشكل أفضل، وسنبدأ أولاً بالجوانب التي كان من الممكن أن تكون أفضل.
اللعبة بشكل عام تبدو مألوفة أكثر من اللازم:
ماذا نعني بذلك؟ الأمر بسيط وواضح وربما هو الانتقاد الأبرز بالنسبة للعبة. فسلسلة Tomb Raider لا يبذل المطور فيها الكثير من المجهود لتطوير المعادلة الرئيسية لأسلوب اللعب وعرض القصة. إن كنتم جربتم الجزئين السابقين من Tomb Raider وخاصة Rise فيمكننا أن نقول بشكل ما أنك لعبت هذا الجزء أيضاً حيث لم يتم إضافة الكثير مما نستطيع ان نصفه بالتجديد.
الألغاز والقتال والتخفي والاكتشاف وغيرها كلها لا تحيد او تختلف كثيراً عما رأيتموه سابقاً بل قد تجدون بعض الأجزاء تصل لدرجة التطابق. مما يجعلنا أن نقول أن اللعبة لن تكون أحد تلك الألعاب التي تتذكرونها بعد عدة سنوات من الآن. ويمكننا أن نلخص هذه الجزئية بقول أنه لو كانت Square Enix تنوي إصدار المزيد من ألعاب Tomb Raider في المستقبل فعليها أن تفكر جدياً في تقديم تجربة مختلفة وجديدة لإنعاش السلسلة وحتى لا تقع في فخ التكرار والنمطية الذي وقعت فيه عدة ألعاب أشهرها Assassin's Creed.
الحبكة والشخصيات ليست مثيرة للاهتمام بالشكل الكافي:
[caption id="attachment_220703" align="aligncenter" width="1920"] Shadow of the Tomb Raider[/caption]
في الحقيقة لا يمكننا اعتبار القصة أحد نقاط قوة الثلاثية بشكل عام. والإصدار الخير ليس استثناءًا من هذه القاعدة. بالنسبة لطريقة العرض فاللعبة تقريباً تتبع النمط نفسه الذي رأيناه في الأجزاء السابقة بسيناريوهات متوقعة ومعروفة من ألعاب وأفلام المغامرات يتبع بعضها بعضاص ليصل بك إلى مرحلة بعد اخرى من القصة ويعطي لأجزاء اكتشاف المقابر معنى وهدف.
الاحباط الأبرز هو الأعداء وتحديداً Doctor Dominguez والذي استخدم شكل كبير في مرحلة التسويق للّعبة ولكنه ومع ذلك لم يرق إلا ليكون شرير تقليدي من أشرار الألعاب بدوافع نمطية تحاول اصطناع الجنون. على الرغم من ذلك فهناك بصيص أمل في الأجزاء التي تتضمن شخصيات من Lost City of Paititi فظهور أحدهم وعلى الرغم من قلته إلا أنه دائماً ما يفيد تقدم القصة ومستواها.
ولكن بشكل عام ستجد نفسك تسبق القصة بخطوة دائماً فتتوقع الأحداث ومن سيموت أو من سيتخطى محنته وينجو. بالطبع يوجد بعض الأجزاء التي تعيد شعور الحنين إلى مرحلة الـ PS1 ولكنها تخبو داخل مزيج الشخصيات والقصة التقليدية.
القصة ليست سوداوية أو عميقة كما ينبغي:
إن ركنت إلى الحملة الدعائية للعبة فمن المفترض أن تكون Shadow of The Tomb Raider أكثر أجزاء اللعبة عمقاً وسوداوية حتى الآن. بشكل يجعلك تتساءل عن موقع Lara Croft الأخلاقي والهدف الحقيقي الذي تكتشف من أجله تلك المقابر والحضارات القديمة وأخذ ما فيها من الدوات والقطع العتيقة التي تحمل قوى كبيرة وخارقة لتستفيد بها.
للأسف كانت هذه أحد جوانب الدعاية ولا تعبر بشكل كامل أو صادق عن محتوى اللعبة ككل، فعلى الرغم من مواجهة سكان مدينة Paititi لـ Lara Croft بأفعالها إلا أنها سرعان ما تمر مرور الكرام بلا تأثير حقيقي على سير الأحداث. وبرغم أن Lara هي مسؤولة إى حد ما عن تسلسل الأحداث الكارثي في بداية اللعبة فهذا الجزء أيضاً لا يتم الضغط او التركيز عليه بما يكفي داخل القصة، برغم الفرصة المتاحة للتعمق أكثر إلى الجانب النفسي لدى شخصيتها وسبره واستغلاله في القصة بشكل أفضل. يمكننا وصف الأمر بأنه يشبه محاولات Marvel لوصف أفلام أبطالها بالظلامية والجدية.
لذا يمكننا القول أن هناك مشكلة في هذا الجانب أيضاً ولكن مع ذلك هذا لا يعني أن اللعبة ليست ممتعة إن كنتم ممن اعتاد على أسلوب عرض القصة التي تتبعه.
بعيداً عن الجوانب السلبية دعونا نكتشف بعض الجوانب التي أثارت إعجابنا في اللعبة ونتمنى استمرارها إن كان هناك المزيد من الإصدارات سيتم إضافتها للسلسلة:
الحملة الدعائية والشكل السينمائي لقصة اللعبة:
ربما ليست أقوى الحملات الدعائية على الإطلاق ولكن بلاشك كانت أحد أكثرها إمتاعاً في متابعتها. والقصة برغم كونها لا تتخطى العشر ساعات إلا أن الرتم الذي تسير به الحداث لن يجعلك تشعر بحساب الوقت من الأساس أو تحبط لقلته. أجزاء القصة سريعة وموزعة بشكل جيد داخل أحداث اللعبة بعروض ومشاهد سينمائية رائعة توضح مدى تمكن Eidos Montreal من عرض أفضل جوانب اللعبة بالسكل الأمثل والأنسب كمايجب أن تكون عليه ألعاب المغامرات والأكشن.
مرة أخرى الرحلة مع اللعبة ككل ليست متكلفة أو متعبة بل ربما هي سهلة أكثر من اللازم ومع ذلك فهي تحتوي على كل ما يتطلبه ويتمناه عشاق ألعاب المغامرات.
الكثير من المقابر لكي تكتشفها:
كانت من أهم شكاوى اللاعبين في الجزئين السابقين هو قلة المقابر التي يمكنك اكتشافها، على الأقل لم تكن موجودة بما يكفي للعبة اسمها الرئيسي Tomb Raider، ولذلك من أفضل جوانب لعبة Shadow of the Tomb Raider هو الاستماع لآراء اللاعبين وتعويض ذلك بالكثير من المقابر لاكتشافها والألغاز والتحديات لحلها.
سواء قررت الالتزام بخط أحداث القصة او قررت الاكتشاف أكثر على كل حال ستقابلك العديد من المقابر والتحديات بداخلها. وحتى وإن لم تكن الألغاز بداخلها بالصعوبة التي تتمناها أو تتوقعها ولكن حتى الشكل المعماري وحده يكفي لاستمتاع بالتواجد فيها. وهنا نجد اللعبة تقترب أكثر لاجواء أجزاء اللعبة الأولى على منصة PS1 حيث أن الجانب الأبرز آنذاك هو حماسة الاكتشافات وحل الألغاز ولي القتال والقضاء على بعض الأشرار هنا وهناك.
الرسوميات البديعة:
رأينا جميعاً ما تبدو عليه اللعبة في عروض تثديم بطاقات RTX من Nvidia ولكن حتى بدون ما تقدمه المعالجات من تقنية فلعبة Shadow of The Tomb Raider تقدم لك جمال في الصور كما ينبغي أن تكون عليه ألعاب الـ AAA الإخراج الفني للصور والمواقع في اللعبة يظهر موهبة حقيقية وخبرة للصناع تتبلور في شكل تجربة لا تنسى لكل مشهد داخل اللعبة.
المؤثرات الضوئية وشكل المياه وحركتها في اللعبة أكثر من مبهر وقد يدفعك في أحيان كثيرة للتوقف عن الحركة والتأمل فيها لبعض الوقت خصوصاص ان كنتم من المحظوظين الذين يجربون اللعبة على دقة 4K.
الشخصيات على جانب آخر هي أقل إبهاراً فكل شخصة ما عدا Lara تبدو أقل في الاهتمام بها من حيث التفاصيل حتى في جوانب هامة مثل ربط الصوت بحركة الشفاه.
وكخلاصة فيمكننا القول أنه وعلى الرغم من عدم تقديم اللعبة لجديد إلا أنها على مستوى الرسومات قدمت تجربة مبهرة بشكل يرضي كافة اللاعبين بشكل عام.
استكشاف أكثر وقتال أقل:
من بعض شكاوى اللاعبين أيضاً هو اتجاه الجزئين السابقين إلى جانب الأكشن وخاصة في Rise of the Tomb Raider أكثر مما ينبغي. وهنا نجد أيضاً استماع جيد لآراء اللاعبين والاستجابة لها فمعدل القتال في اللعبة بالمقارنة أقل كثيراً ليقدم تجربة أكثر إمتاعاً وأقل حدة.
وعلى الرغم من أن اللعبة تقدم خيارات قتالية عديدة ونتحدث تحديداً عن الاختيار بين الهجوم المباشر أو الـ Stealth إلا أن المواجهات مع الشخصيات الأخرى داخل اللعبة تبدو متباعدة للغاية.
التركيز الأكبر في هذا لاجزء على الألغاز والـ Platforming والاستكشاف بوجه عام وهو كل ما كان ينتظره اللاعبون المنزعجون من تكريس تجربة Rise بشكل غريب إلى إطلاق للنار وتصويب أول الانتقال من قتال لآخر في أجزاء كبيرة منها. وحتى مع وجود أجزاء تقدم تجربة أكشن إلا أنك نادراً ما تجد نفسك في حالة تفوق عددي كبيرة من الأعداء أي انه لن يتطلب الأمر منك أبداً القتال بتفاني وبحدة كما كان الأمر في الجزء السابق خصوصاً مع عتاد Lara المتكامل في هذا الجزء.
ستجد نفسك في هذا الجزء داخل أقسام كبيرة للغاية بدون اي تفاعل مع شخصيات بشرية على الإطلاق وهذا بالفعل ما كنا ننتظره.
الأداء الصوتي والمؤثرات الصوتية مذهلة:
[caption id="attachment_220709" align="aligncenter" width="1920"] Shadow of the Tomb Raider[/caption]
كبداية يمكننا أن ننصحكم بتجربة اللعبة مستخدمين سماعات الأذن للحصول على التجربة الأمثل ولن تندموا أبداً على هذه الخطوة فكل جوانب اللعبة من حيث الصوت تحمل طابعاً من الإتقان يجعلك تشعر أنك في قلب الحدث أو الموقع بالفعل بدءًا بالأداء الصوتي لشخصية Lara باللغتين العربية والانجليزية وحتى الموسيقى التي تنتقل بك في أجواء اللعبة بشكل سلس وتصف مشاهد ومشاعر كثيرة في اللعبة بدون الحاجة لاستخدام الكلمات حتى.
حتى المؤثرات الأكثر بساطة ووضوح مثل أصوات الصخور تحت أقدامك أو أثناء التسلق أكثر من رائعة وتزيد من شعور اللعبة المليء بالحياة. يالطبع يمكنك المجادلة بالقول أن أي ألعاب الـ AAA يمكنها العمل على مؤثرات صوتية جيدة ولكننا لا نتحدث هنا عن اداء "جيد" وإنما نتحدث عن منتج تم العمل عليه بشغف وصدق ليظهر ذلك في كل همسة تسمعها بأذنيك.
المهمات الجانبية والمحتوى الإضافي ممتع أكثر مما تتوقع:
يعتبر جانب المحتوى الإضافي من أكثر الجوانب المنتقدة في كافة الألعاب في الفترة الحالية كون أغلبه مكرر ولا يقدم أي جديد في أفكاره، فيكون بالتالي أداة للحشو والزيادة في وقت اللعبة بلا ناتج حقيقي أو فائدة. ولكن ولحسن حظنا ليس هذا هو الحال مع Shadow of the Tomb Raider فالمحتوى الإضافي ممتع على عكس المتوقع على الأقل في أغلب الأوقات.
معظم المحتوى الجانبي سيكون متوفراً في Hub Cities حيث يمكنك الدخول في عدة مهمات للسكان المحليين وجمعك لبعض المعلومات عن ثقافة المواطنين في تلك المنطقة. المهمات في ذاتها ربما لا كون بمستوى عالٍ ولكن بلاشك أن الشخصيات المختلفة التي تقابلها تحمل عمقاص كبيراً في شخصياتها تجعلك دوماً متشوقاً للمزيد.
بالطبع ما يزيد من قوة هذا الجانب هو جمال وروعة المناظر في Hub cities بوجه عام حيث أنها من أهم جوانب ولحظات اللعبة على كافة الأصعدة. حيث تقدم لك ساعات من المحتوى الممتع خارج المسار الاعتيادي والنمطي للأحداث.
في النهاية يمكننا القول أن Shadow of the Tomb Raider قدمت الكثير مما كان ينتظره اللاعبون من الجزاء السابقة ولكن ربما يعاب عليها جانب وحيد وهو أنها لم تقم بالابتكار بنفس مستوى تدارك الأخطاء. ولكنها بلاشك تجربة ممتعة لأي محب لألعاب Tomb Raider أو ألعاب المغامرات.