خلال مؤتمر إنتل أعلنت الشركة عن مجموعة من المنتجات والتقنيات، لكن تلك الإعلانات التي تمت اقتصرت على معلومات محددة وليست شاملة, وما لدينا في هذا المقال المعلومات الكاملة حول ما أعلن وأبرز العناوين كما أصبحتهم تعلمون معالجات الجيل العاشر Ice Lake المصنوعة بدقة 10nm.

أول معالج مركزي أطلقته إنتل بدقة تصنيع 10nm كان قبل فترة من عائلة Cannon Lake الذي صنف ضمن الجيل الثامن. المعالج حمل إسم Core i3-8121U وكان يعمل بنواتين مع 4 مسارات ويستهلك 15 واط وللأسف لم يستخدم إلا في عدد معين من الاجهزة المحمولة في الأسواق الصينية. دقة التصنيع المستخدمة كما ذكرنا كانت الجيل الاول من 10nm. مع العلم ان أن إنتل أعلنت عنها في عام 2014 وتم تحديد عام 2016 لإطلاق أولى المعالجات بهذه الدقة, ولكن تأجل الامر إلى عام 2017 واستمر الأمر حتى وصل ذلك المعالج الذي قمنا بذكره Core i3-8121U. الجيل الجديد Ice Lake لا يعتمد على نفس الجيل من دقة تصنيع 10nm بل هو يعتمد على الجيل الثاني منها .

أبرز ما أعلنته إنتل؟

  • تدشين معالجات الجيل العاشر Ice Lake المصنوع بدقة 10nm وذلك بعد انتظار طويل.
  • الإعلان عن بدء شحن معالجات Ice Lake-U SoC لشركاء إنتل مع 11 إصدار.
  • أطلقت 14 معالج Xeon E جديد للموبايل وهي للمرة الأولى تتضمن 8 انوية مع  16 مسار، بتردد 5GHz ودعم ذاكرة 128GB DDR4-2666 ECC.
  • كشفت إنتل عن برنامج ابتكار جديد من إنتل المسمى Project Athena والذي سيأخذ حوسبة الموبايل إلى مستوى جديد كليا.
  • أعلنت عن معالجات Core vPro من الجيل التاسع للأجهزة المحمولة والاجهزة المكتبية مع 14 إصدار وهي متاحة لشرائها من خلال Acer, Lenovo, ASUS, Dell, HP.
  • أعلنت عن قرب وصول سلسلة معالجات X في هذا الخريف لتقديم مستويات اداء قوية تلبي متطلبات مبتكري ومنشئي المحتوى الذين يحتاجون إلى هذا النوع من القوة الحوسبية.
  • أعلنت عن معالجها الأسرع بالعالم للألعاب i9 9900KS المميز بتردده الذي يصل لـ 5GHz على كامل الأنوية وسيتوفر بالأسواق في الربع الرابع.
  • أعلنت عن أداة Auto-overclocking لكسر السرعة بشكل ذكي فهي تصل للتردد والفولت الأقصى الذي يتحمله المعالج.

الجيل العاشر...هل هذا ما كنا ننتظره؟

قبل التدشين كنا نتوقع الكشف عن كامل سلسلة المعالجات سواء المكتبية او المحمولة, إلا أن ما أعلن ارتكز على المعالجات المخصصة للأجهزة المحمولة وبالذات نحن هنا نتحدث عن فئة Ice Lake-U و Ice Lake-Y بينما المعالجات المكتبية فلم ترى النور ولم يصدر أي معلومات عنها سوى أنها قادمة خلال العام القادم. لذلك لن نبني كامل رأينا حول هذا الجيل حتى نرى الإصدارات المكتبية التي تهمنا أكثر من هذه المعالجات المخصصة لفئة معينة من الاجهزة.

عند الحديث عن فئة معالجات Ice Lake-U و Ice Lake-Y الجديدة فيمكن القول أنها أتت مع أخذ بين الاعتبار حاجة سوق الأجهزة المحمولة الخفيفة لتوفر لنا مجموعة من الامور: عمر البطارية أفضل، أداء أعلى، استجابة أسرع، اتصالات تواكب المتطلبات وتصميمات تناسب ما يحتاج إليه المستخدمون. خلال النظر لمواصفات معالجات Ice Lake من الجيل العاشر سترى أنها تأتي بقدرات جيدة وواعدة خاصة مع نشر مستوى الأداء الذي شاركتنا به إنتل أيضاً.

أول ما امتاز به هذا الجيل هو تصنيعه بدقة 10nm وذلك بعد انتظار طويل وطويل لوصول هذه الدقة إلى معالجات إنتل, فلقد عانت الشركة الكثير والكثير مع هذه الدقة بسبب مشاكل متعددة, فلم تستطع مسابك إنتل ورغم كثرتها وخبرتها من تجاوز بعض العوائق التي منعتها من تقديم الدقة في موعدها المحدد والذي كان في عام 2016 لتتأخر وتصدرها اليوم في منتصف عام 2019.

الفائدة التي حصلت عليها إنتل من استخدام هذه الدقة تعتبر أكثر من جيدة, فهي تساعدها على تحسين الاداء وبنفس الوقت تقليل من استهلاك الطاقة مما سيجعل من هذا الجيل الجديد وبالذات فئة معالجات Ice Lake-U و Ice Lake-Y ان تقدم الاداء المتوقع سواء من ناحية الاداء العام او من ناحية استهلاك الطاقة المنخفض.

كما تمتاز هذه المعالجات بقدرات الذكاء الاصطناعي عالية الأداء التي وصلت للأجهزة المحمولة أخيراً من خلال خاصية Intel Deep Learning Boost (Intel DL Boost). الميزة الثالثة هي أن أنوية معالجات Ice Lake تعتمد على تصميم جديد من خلال معمارية “Sunny Cove” core  المفترض أن تحسن مستوى الاداء بشكل ملاحظ مقارنة بالجيل الحالي, كما تعتمد على معالجات رسومية جديدة من الجيل الحادي عشر المتوقع لها كذلك ان تقدم مستوى أداء أفضل مما رأيناه مع الجيل الحالي بنسبة مقبولة. انوية معالجات Ice Lake كما ذكرنا حصلت على تصميم انوية جديد من خلال معمارية Sunny Cove بجانب تحسين حجم الذاكرة المخبئة التي أصبحت مضاعفة حيث حققت زيادة في IPC “وهي تعني عدد التعليمات أو الاوامر التي أصبح المعالج قادر على معالجتها خلال النبضة الواحدة للتردد” بنسبة 18% مقارنة بتصميم انوية Skylake التي أطلقت في عام 2016.

لم يسبق لإنتل أن قدمت هكذا تحسينات بهكذا نسبة كبيرة, ولكن بسبب الوضع الحرج التي تعاني منه إنتل في منافستها لـ AMD احتاج منها إلى هذا الكم من التحسينات. الأسباب التي ساعدت على هذه التحسينات تعود إلى مضاعفة ذاكرة التخزين المخبئة  L2 ، والزيادة في سعة منافذ التنفيذ، وإعادة هيكلية تصميم الانوية التي أدت بالمحصلة إلى هذه النتيجة الجيدة.

التشكيلة الجديدة "لا نعرف بعد كم عدد الإصدارات بالضبط" سوف تكون متوفرة بتشكيلة تضم Core i7/i5/i3، مع ما يصل إلى أربع نوات و 8 مسارات، وصولا إلى تردد توربو أقصى بـ4.1GHz بينما تردد نواة المعالج الرسومي ستكون عند 1.1GHz. من ناحية استهلاك الطاقة فهي ستتراوح بين 9 واط, 15 واط و 25 واط مع التأكيد مرة اخرى نحن نتحدث عن فئة معالجات Ice Lake-U و Ice Lake-Y المخصصة للاجهزة المحمولة.

ما سرب من إصدارت كانت تحمل إسم i7-1065 G7 رباعي النواة مع 8 مسارات و i5-1035 G1 رباعي النواة مع 8 مسارات, و i3-1005 G1 ثنائي النواة مع 4 مسارات. هذه المعالجات لا يعرف بعد كامل مواصفاتها بل هي عرضت من قبل مصنعي الاجهزة المحمولة, لكن قد تعني أحرف G7/G1 عدد وحدات الحوسبة الخاصة بالمعالج الرسومي, المؤكد من إنتل أن فئة معالجات Ice Lake-U و Ice Lake-Y ستحصلان كليهما على عدد وحدات حوسبة تصل إلى 64EU لكن أغلب الظن وهو المتوقع حتى بالنسبة لي ان تكون فئة Ice Lake-Y بترددات معالج رسومي منخفضة نظراً لاستهلاكها المنخفض من الطاقة. بينما فئة Ice Lake-U فهي ستنقسم إلى قسمين الاولى منها ستحصل على معالج رسومي تحت إسم Ice Lake U UHD وستتضمن 32 وحدة حوسبة بينما Ice Lake U Iris Plus فستحصل على معالج رسومي بـ 48 وحدة حوسبة و 64 وحدة حوسبة وكلها ستعمل بترددات مرتفعة.

بهذه المميزات يمكن ان نقول ولو بشكل مبدئي ان هذا الجيل سوف يأخذ الأجهزة المحمولة الخفيفة والرفيعة بجانب أجهزة 2 في 1 نحو مرحلة أفضل تلبي ما يحتاج إليه السوق, وبنفس الوقت سيرفع من المنافسة الشرسة مقارنة بالحلول التي تقدمها AMD خاصة مع معالجات APU المخصصة للأجهزة المحمولة.

ماذا يعني دعم المعالجات للذكاء الاصطناعي؟ وماذا قدم الجيل الجديد للمعالجات الرسومية؟

تعتبر المعالجات الجديدة المصممة لتتيح الذكاء الاصطناعي عالي الأداء على الأجهزة المحمولة خطوة هي الاولى من نوعها بالنسبة لإنتل مع الاجهزة المحمولة ، ليكون الهدف من هذه الخطوة تقديم أداء ذكاء اصطناعي أسرع بمرتين ونصف عن الجيل الحالي مع خاصية Intel DL Boost .أما بالنسبة لمعمارية المعالجات الرسومية من الجيل الحادي عشر فهي تقدم أداء يصل لـ 1Teraflop من الحوسبة الموجهة لتسريع عمليات الاستدلال المكثفة على الأجهزة المحمولة الرفيعة والخفيفة. كما تم دمج Intel Gaussian Network Accelerator (GNA) بداخل رقاقة SoC لتعرض أداء مساعد لعمليات معالجة الذكاء الاصطناعي المنخفضة الطاقة.

المعالج الرسومي Intel Iris Plus الجديد، المستند على معمارية الجيل الحادي عشر، تضاعف تقريبا الأداء عن الجيل السابق "ألتاسع" لتحقق تجربة مشاهدة ولعب أفضل, الوصول إلى قدرات انشاء محتوى بمستوى احترافي مع أداء ترميز HEVC أسرع بمرتين، دعم حقيقي لدقة ومعيار 4K HDR ، والقدرة على لعب الألعاب عند معدلات إطار أسرع بمرتين من الجيل التاسع لتسمح لك بلعب مئات الألعاب المشهورة وعلى دقة 1080p. فيكفي أن نقول لكم أنه خلال مؤتمرها استعرضت إنتل قوة المعالج الرسومي المدمج الجديد من الجيل الحادي عشر من خلال تشغيل ديمو لعبة Destiny 2 , ووفقاً للعرض اللعبة تعمل بشكل سلس دون مشاكل على هذا المعالج الرسومي المدمج.

كما حصلت المعالجات الجديدة على دعم يشمل Thunderbolt 3 والشبكة اللاسلكية المدمجه Intel Wi-Fi 6 (Gig+) للمرة الأولى لتمكين سرعات لاسلكية أسرع بثلاث مرات أي أنه قادر على تقديم سرعات لاسلكية تصل إلى 1Gbps بجانب المنفذ الأكثر شمولية Thunderbolt 3 الذي أصبح يستخدم في الكثير من الاجهزة.  النتائج التي قدمتها إنتل تؤكد على أن معالجات الجيل العاشر بمعالجات رسومية مدمجة من الجيل الحادي عشر استطاع أن ينافس معالجات AMD APU مثل 3700U المخصصة للاجهزة المحمولة. السبب الرئيسي في هذه القدرة تعود إلى زيادة عدد وحدات الحوسبة من 24 إلى 64 وحدة حوسبة الذي ضاعف من الاداء الرسومي بضعفين.

في الختام يمكن القول أن إنتل حسنت من هذا الجيل بشكل مقبول على صعيد الاجهزة المحمولة سواء من ناحية المميزات أو من ناحية قوة المعالج الرسومي المدمج "طبعاً ننتظر وصول هذه المعالجات مع الاجهزة المحمولة لنختبرها ونبدي رأينا النهائي حولها" ولكن ماذا عن الإصدارات المكتبية؟ هل سنشهد نقلة نوعية؟ هذا ما سوف نعرفه في بداية العام القادم وهي الفترة المتوقع ان تطلق فيها إنتل الإصدارات المكتبية.

فريق عرب هاردوير معكم الأن بتغطية شاملة ولحظية من أرض معرض Computex 2019 ليقدم لكم كل ما هو جديد. بداية المعرض ستكون في 27 مايو حتى 1 يونيو...تابعونا 😉