قد تجد العنوان غريباً فدائما ما عودتنا أبل على كفاءة وسرعة هواتفها والتي دائماً ما تشهد المزيد من التطور مع كل هاتف جديد ولحسن الحظ فإن أداء هواتفها لن يكون أبطأ من المتوقع ولكن سرعة الانترنت والتي لا تقل أهمية عن سرعة الهاتف لن تكون مرضية للمستخدمين حيث من المتوقع أن تكون سرعة الانترنت في هواتف iPhone 2018 هي الابطأ في تاريخ الشركة بل أبطأ من أغلب الهواتف الاندرويد المطروحة في الأسواق حالياً.

ويرجع هذا التراجع في سرعة الانترنت إلى تخلى أبل عن شرائح الاتصال التي تطورها كوالكوم والتي اعتمد عليها أبل كغيرها من الشركات لسنوات كثيرة لتنتقل إلى منافسها في هذا المجال إنتل. وكما هو معروف فشرائح الاتصال بالجيل الرابع التي تطورها إنتل ليست بكفاءة شرائح كوالكوم الأمر الذي سيؤدي إلى بطء سرعة الانترنت والتحميل من خلال الاتصال الشبكي مقارنة بالسرعة التي ستكون متاحة لأغلب الهواتف الاندرويد.

وترجع تلك الخطوة نتيجة للصراع بين الشركتين حيث يدور الاختلاف حول براءات الاختراع, ولكن على عكس أغلب الصراعات حول براءات الاختراع والتي تتهم شركة الأخرى بسرقة واستخدام اختراعاتها دون إذن, تتهم أبل كوالكوم باستغلال براءات اختراعاتها في كسب مزيد من الأموال دون وجه حق, حيث بررت أبل موقفها أن كوالكوم تطلب مزيد من الأموال مع كل مميزات جديدة تضاف لهواتف iPhone مثل تحسينات الشاشة والكاميرا وخاصية Touch ID. فيما ردت كواكم بأن أبل تستغل كثير من براءات اختراعها في هواتفها وأن من حق الشركة التربح من وراء أبحاثها وتصاريح استخدام براءات الاختراع.

هل حقاً سرعة شرائح كوالكوم أسرع من من شرائح إنتل؟

شرائح كوالكوم

وبحسب العديد من الأبحاث والتجارب التي أجراها موقع قياس سرعة الانترنت المشهور Oolka أثبتت التجارب أن الاتصال عبر الانترنت من خلال شرائح كوالكوم أسرع بفارق ملحوظ حيث وبمقارنة سرعة الانترنت على بعض الهواتف الاندرويد العاملة بشرائح كوالكوم مع أخري تعمل بشرائح أنتل لوحظ تفوق بنسبة 53% لصالح شرائح كوالكوم  مقارنة بشريحة إنتل XMM 7480 كما أن النسبة زادت إلى 68% مقارنة بشريحة إنتل XMM 7360. الأمر لم يتوقف عند مقارنة هواتف أندرويد بأخري فعند تكرار التجربة بين هواتف اندرويد وهواتف أبل المدعومة بشرائح إنتل لوحظ أيضاً تفوق هواتف الاندرويد المدعومة من كوالكوم.

وبناء على نتائج الدراسة الأخيرة ونتائج دراسات أخري أتهمت كوالكوم أبل بتعمد إبطاء سرعة الانترنت في الهواتف التي تعمل بشرائح الأولي حتي لا يلاحظ المستخدمين اختلاف في سرعة الانترنت.

ورجحت شركة كوالكوم من خلال تصريح لأحد مسؤوليها خلال العام الماضي أن يظل الأمر على هذا الحال لعدة سنوات مقبلة إلا أنه سرعان ما اختلف الوضع كلياً حيث صرح George Davis المدير المالي للشركة أن أبل لن تستخدم نهائياً أي شرائح اتصال تطورها شركته في تصنيع هواتفها الثلاثة المرتقبة وإنها ربما قد تتجه نحو منافسهم لتزويدهم بالشرائح اللازمة.

هل اتخذت أبل القرار الصحيح؟

في الحقيقة المكسب الوحيد التي حققته أبل فيما يخص الاستغناء عن شرائح كوالكوم هو خفض تلكفة تصنيع هواتفها فقط. ولكن فيما يخص سرعة الانترنت أبل لن تجني أي ثمار كما أن أبل قد وضعت نفسها في موقف لا تحسد عليه فباستغنائها عن شرائح كوالكوم قد تتبخر آمالها في طرح هاتف يدعم الجيل الخامس من الاتصالات 5G خلال عام 2019. فكوالكوم تنوي دعم الشركات المصنعة للهواتف الذكية بشرائح الاتصال عبر الجيل الخامس مع بداية العام المقبل فيما لا تحمل إنتل أي خطط لدعم الجيل الخامس قبل منتصف العام المقبل الأمر الذي لن يتيح الوقت الكافي لأبل لتجربة شرائح الأخيرة خاصة وأنها تطرح هواتفها في سبتمبر من كل عام.

ويمكنك التعرف على أفضل الهواتف التي من المنتظر أن تدعم 5G خلال العام المقبل من خلال المقالة التالية:

أفضل 5 هواتف تدعم الجيل الخامس من الاتصالات “5G” ننتظرها خلال 2019