iphoneخلال فعاليات مؤتمر عرب نت القاهرة 2011 التقينا بالسيد طارق منصور مؤسس موقع آيفون اسلام وصاحب البرنامج الشهير الخاص بتحويل الآيباد إلى هاتف وأجرينا معه اللقاء التالي:

لماذا لا نرى تطبيقات هواتف للشركات الكبيرة في المنطقة العربية سواء بنوك أو شركات سيارات أو غيرها من الشركات؟ لقد اكتشفت الشركات فجأة بعد ثورة يناير أن الفيسبوك مهم، فمتى يكتشفون أن التواجد من خلال تطبيقات الهواتف مهم أيضا؟

المشكلة أن العالم ليس كله مبدع، ولا يوجد متابعة مستمرة للتطوير بل يأتي التطوير أحيانا كتقليد للآخرين بشكل متأخر. كما أن هناك مشكلة أخرى تواجه الشركات المطورة للتطبيقات والمطورين أنفسهم وهي عدم وجود حلقة وصل بينهم وبين الشركات الكبيرة، وحتى بعد المرور بروتين طويل للوصول إلى الشخص المسئول في الشركة فإنه لا يملك القدرة الكافية للتجاوب مع الأفكار الإبداعية والمقترحات الجديدة. إحدى المشاكل أيضا هي أن قنوات التواصل التي تفتحها الشركات مع الجمهور والناس لا يأتي عبرها أفكار جيدة بل تمتليء بطلبات وكلام فارغ من الناس.
لو نظرت للدول الغربية فستجد أن كل الشركات الكبيرة لديها تطبيقات منذ بدء السماح بطرح تطبيقات في سوق الآيفون.
أعتقد أن وصول الشباب الصغير إلى أماكن إدارية قوية سيتمكن من تحقيق شيء مهم وتغيير الواقع الذي نعيشه الآن. كما أن دور الميديا لابد أن يكون فاعلا وخصوصا ميديا الإنترنت التي لها تأثير إيجابي كبير على السوق الآن.

ماذا يحكم السوق الآن من حيث تطبيقات الهواتف؟ وأعني هل يحكمه رغبات المستخدم؟ أم الأفكار الإبداعية؟

أولا بالنسبة لنا في آيفون إسلام فنحن نقدم تطبيقات نحب أن نستخدمها، أو بعبارة أخرى لكي نعرف ما يريده المستخدم وما سيحبه نتخيل أننا في مقاعد المستخدمين ونبدأ في تصميم البرنامج وتخيل إمكانياته. كما أننا بعد إطلاق البرامج نأخذ دوما رأي المستخدمين في إعتباراتنا.

أيهما يحكم؟ إبداع المصمم والمبرمج أم إحتياج المستخدم لبرمجيات معينة؟


هناك معادلة مهمة يجب أن نضعها أمام أعيننا وهي أن وجود تمويل لدى المبرمجين فإنه يعني فتح الباب أمام قدراتهم الإبداعية، بينما عدم وجود تمويل فإنه سيدفع المبرمج لإنتاج تطبيقات نمطية يحتاجها المستخدم ليحصل منها على المال. وهذا أحد أسباب وجود إبداع لدى المبرمجين الغرب واليهود، فهم يحصلون على تمويل كاف، وهذا يدفعهم للتفكير في إنتاج تطبيقات ذات أفكار جديدة وملهمة فتحقق نجاح متميز، على عكس المبرمجين العرب، من النادر جدا أن ترى تطبيقات بها حس إبداعي أو أفكار جديدة.
ولهذا فأنا أرى من وجهة نظري ضرورة وجود جانب من مصاريف الحكومة لدعم الإبداع لدى الشباب، هنا في مصر توجد طاقات كبيرة جديدة لكنها لا تحصل على حقها في التفكير وتطويع تلك الطاقات بسبب الظروف المتعددة المحيطة بها. ناهيك عن عدم وجود أبسط أسس الدعم، لا يوجد في مصر دعم معنوي من تكريم أو جوائز عينية أو حتى صورة صغيرة في الصحف، لقد أنتجنا برنامج لتحويل الآيباد إلى هاتف، اتصلنا بالصحف المصرية فقالوا لنا هذا البرنامج قديم، رغم أننا الوحيدون في العالم الذين أنتجوا هذا التطبيق، وللأسف في ذات الوقت استضافتنا قنوات أجنبية وصحف ومجلات أجنبية، كما استضافتنا قناة المجد السعودية. لا يمكن أن تتخيل ما يمكن أن تحدثه مثل هذه المواقف مع الشباب العربي عندما يبتكر شيء جديد ولا يجد أي دعم أو تشجيع.

على ذكر برنامجكم الرائع الذي حول الآيباد إلى هاتف، هل يمكن أن تحدثنا عنه وعن الصعوبات التي واجهتكم؟


بداية لابد أن يعرف القاريء أن جهاز آيباد يمكنه استخدام شريحة اتصال بيانات للاتصال بانترنت، ولقد وجدنا أن الآيباد به نفس امكانيات الآيفون تماما، لكن مزايا الهاتف تم تعطيلها. وحقيقة لأننا عملنا على تعريب الجهاز في السابق تعريبا احترافيا، حتى أبل نفسها استفادت من هذا التعريب لاحقا، وهذه الخبرة الطويلة أعطتنا فكرة عن خبايا النظام وعرفنا مداخله وكثير من أسراره، وهذا ساعدنا على العمل على التطبيق طوال ثمانية أشهر. وصراحة لقد كنا نحمل إصرارا لتحقيق النجاح وبالفعل وفقنا الله ونجحنا في إنتاج البرنامج ونحن الوحيدون في هذا على مستوى العالم كله، الجميل في الأمر أننا استغرقنا شهرا كاملا لحماية البرنامج والحمد لله لا يوجد له أي كراك حتى هذه اللحظة.
حتى الآن لم نتمكن من إنتاج برنامج لجهاز الآيباد2 ولكننا مازلنا نعمل ونحاول دون يأس.

هل تم التواصل مع أبل؟

هم يحترموننا ويعرفون أن هذا يزيد من شهرتهم ومبيعاتهم بشكل أو بآخر، فدوما الشركات الكبيرة لا تضيع وقتها مع مثل هذه الأمور الصغيرة إطلاقا.

وهل ترى أن هذا البرنامج أثر على مبيعات أبل؟

نعم، أنا أعرف أناس اشترت آيباد خصيصا لوجود هذا البرنامج، بل أعرف آخرين باعوا أجهزة آيباد2 واشتروا آيباد1 لهذا البرنامج.

كيف ترى السوق العربي والمصري تحديدا؟

السوق المصري مليء بالموارد والعقول الممتازة القادرة على العمل والإنتاج في سوق البرمجيات، السوق الخليجي هو مكان ممتاز لتسويق البرمجيات، فمستخدميه يعتمدون على التقنية بشكل أكبر كثيرا وبحاجة دوما لتطبيقات وبرمجيات للإستخدام اليومي أو استخدامات الأعمال.

المحتوى العربي.... ماذا تقول؟

أقول بكل بساطة أننا لدينا أطفال، لو خربنا المحتوى الآن فلا تتوقع أن ترى هؤلاء الأطفال في مكان جيد. وهذا ينطبق على كل شيء من تطبيقات هواتف وبرمجيات، ولا يمكن أن تتخيل تأثير برمجيات وتطبيقات الهواتف على الأطفال، فهي موجودة عبر أجهزة يمكن التنقل بها بسهولة في كل مكان، والطفل قبل أن ينام سيلعب لعبة عنيفة أو سيئة أو سيقرأ شيئا غير سليم، غذا لو أعطيناه محتوى جيد وتطبيقات محترمة، فتأكد أن تستثمر في جيل جديد.

شكرا للسيد طارق منصور على وقته الثمين وكلماته الرائعة ونتمنى له كل التوفيق.

أجرى الحوار: محمد كمال – إبراهيم حمدي

طارق منصور