من أكثر الأمور التي تجعل الشخص المُقبل على شراء حاسوب جديد في حيرة من أمره ، هو نوع الحاسوب نفسه . فالكثير من الأشخاص المُقبلين على شراء الحواسيب سواء كانت سيتم استخدامها في العمل أو في اللعب أو في تصميم والريندر وغيرها من الأمور ، يقف المشتري أمام حيرة كبيرة أخرى وهي نوع هذا الحاسوب . فهل يقوم بشراء حاسوب مكتبي PC يوفر له العديد من المميزات مثل القوة المفرطة والأداء القابل للزيادة بسهولة والحجم الكبير والشاشة الكبيرة المُريحة للأعين ، أم يلجاً لـ الحواسيب المحمولة (Laptop) التي ستساعده على التنقل أينما يشاء بدون أدنى قلق ، ليستطيع نقل محطة العمل الخاصة به أينما يشاء ، فيذهب بها الى المكتب الخاص به في العمل أو يتنقل بها الى المقهى وخلافها من الأماكن التي يذهب إليها.

ولعل هذه الحيرة كانت كبيرة بشكل أقل فيما مضى ، وقد يتعجب المستمع الآن لما أقوله، ولكن دعوني أوضح لماذا أرى ذلك، ثم سننتقل بعدها لنوضح الفوارق بين الحواسيب المكتبية والمحمولة ، ونعرف ما هو الأفضل لك في الوقت الحالي حسب طبيعة استخدامك.

في بداية الأمر يجب علينا معرفة أن الفوارق بين الحواسيب المحمولة والمكتبية تتمحور بشكل كبير حول بعض العوامل المختلفة والتي يأتي من ضمنها عامل القدرة على التنقل فالأمر ليس منوطاً بالكلية حول هذه النقطة بالطبع ... لذا دعونا نسرد بشكل بسيط هذه العوامل من وجهة نظري الشخصية ومن وجهة نظر الخبراء ومن ثم نرى ما الذي تقدمه الشركات في الوقت الحالي من الحلول المحمولة ....

عامل الحجم

في البداية يأتي عامل الحجم ، أحجام الحواسيب المحمولة ثابتة لا تتغير بعكس الحواسيب المكتبية التي يمكن تغيير أحجامها أو يعتمد حجمها على نوع صندوق الحاسب نفسه . ويعتبر عامل الحجم ميزة وعيب حسب نوع المستخدم ، فهناك من المستخدمين من يهتم بالحجم الصغير الذي يمكنه من التنقل أينما يشاء بدون قلق وهذا النوع في الأغلب نجده يفضل الحواسيب المحمولة، التي تأتي بأحجام أصغر من الحواسيب كاملة الحجم ، أو حتى الحواسيب المدمجة صغيرة الحجم ، ففي النهاية حتى هذه الحواسيب صغيرة الحجم ستعمل مع شاشة منفصلة وهو ما يعني حجم إضافي بسبب تلك الشاشة .

لذلك فعند هؤلاء الذين يتنقلون بشكل كبير سيكون لعامل الحجم والذي بالتالي يؤثر على وزن الحاسوب أهمية كبيرة للغاية قد تحدد في الأساس ما هو نوع الحاسب الذي يختاره الشخص للعمل عليه ، وذلك بالطبع في حالة لم يشكل السعر مشكلة له ، فإن الحواسيب المحمولة التي تأتي بأحجام جيدة مع مواصفات تقنية مرتفعة لتلبية احتياجات أصحاب الأعمال الشاقة كانت تأتي بتكلفة مرتفعة وهو ما سنتحدث عنه في نقطة القادمة في هذا المقال.

عامل المواصفات التقنية

العامل التالي الذي يؤثر بشكل كبير على نوعية الحاسوب المستخدم أو الذي سيقوم المستخدم بشرائه هو عامل المواصفات التقنية والذي يندرج تحته بعض العوامل الأخرى الفرعية ، مثل جودة الألوان وحجم الشاشة أو حجم البطارية وعدد ساعات العمل أو المواصفات التقنية الخاصة بالحاسوب نفسه مثل وسائط التخزين وسعة الذواكر وسرعتها ومواصفات المعالجات الرسومية والمركزية الموجودة في هذه الحواسيب .

ولعل المواصفات التقنية كانت هي المعيار الأول والأساسي لدى البعض في هذه العملية (عملية الاختيار) ، حيث أن هناك من يريدون الحصول على مواصفات تقنية هي الأفضل بدون أية تضحيات . وكما أشرت سلفاً ، فإن المواصفات التقنية في السابق كانت العائق الأكبر أمام أي مشتري للحواسيب المحمولة ، حيث كان الكثيرين يتراجعون عن فكرة شراء حاسوب محمول بسبب قصور مواصفاتها التقنية مقارنة بما تقدمه الحلول المكتبية من ناحية المعالجات التي كانت مقتصرة مثلاً على أربعة أنوية كحد أقصى في فئة المستخدمين مع ثمانية خيوط معالجة مثلاً أو معالجات رسومية لا تكاد تصل قوتها الى قوة المعالجات الرسومية المكتبية المتوسطة.

معالجات أفضل وعدد أنوية أكثر

ولكن مع التطور التقني في عالم الحواسيب وتقديم شركات العتاد والهاردوير معالجات مركزية أفضل تصل عدد أنويتها الى ستة أنوية و ثمانية أنوية، مع الحفاظ بالطبع على استهلاك طاقة متوازن يُقدّم عمر بطارية جيد للغاية مقارنة بالسابق ، أصبحت فكرة عدم وجود حواسيب محمولة ضعيفة تقنياً أو باهظة الثمن لمحبي الأداء هي فكرة من الماضي.

ففي عصرنا الحالي أصبحت قوة الحواسيب المحمولة تضاهي بشكل جيد للغاية الحواسيب المكتبية الى حد ما ، بالطبع لن تجد حلولاً أقوى من أقوى الحلول المكتبية الموجودة ، ولكن على الأقل يمكنك الآن أن تجد حلولاً محمولة تُقدّم أداء يضاهي معالجات الفئة العليا الأولى أو المتوسطة العُليا (أي في مستوى أفضل حلول الفئة المتوسطة) مع معالجات رسومية أيضاً في نفس المستوى تقريباً ، بجانب توافر ذواكر عشوائية ضخمة للغاية و أيضاً حلول تخزين من نوع SSD لتوفر سرعات أكبر في نقل البيانات .

لقد أصبحت الحواسيب المحمولة المتوسطة فما أعلى الأن قادرة بالكامل على تحمل أعباء العمل المختلفة بداية من أعباء العمل التقليدية البسيطة مثل التصفح وبرامج الأوفيس وغيرها من البرامج البسيطة ، مروراً بتشغيل الألعاب الحديثة على أفضل الإعدادات الموجودة والدقات المتوفرة لمعظم العناوين الموجودة ووصولاً للقدرة على القيام بعمليات الريندر ومعالجة ملفات الفيديو والصور ، بل وأيضاً البرامج الهندسية والبرمجة وخلافها من التطبيقات الشرهة.

شاشات أكبر وألوان أفضل

كل ذلك مع الحفاظ على مستوى جيد للغاية من عمر البطارية ، وتوفير شاشات بأحجام مناسبة للغاية ، ففي السابق كانت معظم الشاشات توفر بالكاد أحجاماً مثل 15 بوصة مثلاً كحجم أقصى مع دقات عرض بالكاد تصل الى 1080p مثلاً ، متخلية في طريقها عن العوامل الأخرى التي تساعد على توفير جودة صورة أفضل ، مثل توفير دعم تقنية النطاق الديناميكي الواسع HDR ، أو توفير جودة ألوان أفضل لتتوافق مع طبيعة العمل في حالة البرامج الهندسية وبرامج الفيديو والمونتاج وغيرها من البرمجيات .

ولكن الآن الأمر أصبح مختلفاً بشكل كبير ، حيث أصبح بإمكانك الآن الحصول على حواسيب مع شاشات بأحجام تصل الى 17 بوصة وأكثر في بعض الأحيان بشكل أكبر من السابق ، كما أنك الأن يمكنك الحصول على دقات عرض أعلى من 1080p بسهولة ، ودرجات ألوان أدق بفضل دعم تقنيات النطاق الديناميكي الواسع و دعم عدد أكبر من أطياف الألوان الموجودة ، بجانب دعم العديد من التقنيات الرسومية الحديثة الأخرى .

عمر بطارية أطول من السابق

ولعل العامل الأخير والذي كان شديد الأهمية أيضاً بالنسبة للعديد من المستخدمين ، خاصة الذين يتنقلون بشكل كبير ، وهو عمر البطارية هو أحد أكثر العوامل التي تم التركيز عليها في الفترة الأخيرة ، والتي بالرغم من كونها لم تحصل على نفس الاهتمام ، أو لم نصل فيها لنقلة نوعية في الأداء مثل باقي القطع في الحواسيب المحمولة ، إلا أنها حظت ببعض الاهتمام وبعض التطور هي الأُخرى ، بدرجة تجعل الحواسيب المحمولة الأن مقبولة من هذه الناحية .

وقد يعود هذا التطور الذي أوصلنا الآن الى توافر حواسيب محمولة تستطيع الصمود حتى 10 ساعات كاملة من عرض الفيديو الى عدة عوامل ، منها العوامل البرمجية والتي تندرج تحتها العديد من تقنيات توفير الطاقة من نظام التشغيل أو من أدوات القيادة والتعريفات الخاصة بالعتاد نفسه ، أو الى عوامل أُخرى صناعية وعتادية ، مثل الحجم الأصغر للعتاد الذي سمح بوضع بطاريات أكبر ، أو دقات التصنيع والمعماريات الأحدث للهاردوير ، التي جعلت عملية استهلاك الطاقة أقل بكثير من السابق.

عامل السعر

العامل الأخير في قائمتنا اليوم وهو أحد العوامل الهامة للغاية في تحديد نوع الحاسوب الذي سيتم شراؤه هو عامل السعر . فلا أُخفي عليكم سراً ، بالنسبة للكثيرين هذا العامل هو الأهم في النهاية ، فكمية المال التي تستطيع بذلها في شراء حاسوبك الجديد هي التي ستحدد كل شيء . وقد كان هذا الأمر في السابق مشكلة أكبر كما ذكرت في الأعلى ، فأنت لم تكن تستطيع الحصول على حاسوب بمواصفات تقنية قوية في حالة لم تمتلك الكثير من المال ، فأنت في تلك الحالة كنت أمام خيارين لا ثالث لهما ، فإما أن تقوم ببذل الكثير من المال للحصول على حاسوب محمول قوي من ناحية المواصفات التقنية أو الاكتفاء بشراء حاسوب مكتبي جيد بما معك من الميزانية ، وذلك في حالة لم تمتلك تلك الميزانية الكبيرة لشراء حاسوب محمول قوي ليلبي كافة متطلباتك.

وقد كانت هذه النقطة محط خيبة أمل بالنسبة للكثيرين من محبي الأداء ، فأنت تستطيع شراء حاسوب مكتبي قوي للغاية بنفس سعر الحاسوب المحمول المتواضع أو المتوسط القوة في ذلك الوقت . ولكن الأمر لم يستمر كذلك لحسن الحظ ، فالآن يمكنك الحصول على حواسيب محمولة بمواصفات قريبة من قريناتها المكتبية بدون دون تلك الفوارق الباهظة في الميزانية كما كان الوضع في السابق ، أنت الأن بإمكانك الحصول على حاسوب محمول مع معالج ثماني الأنوية على سبيل المثال وذاكرة وصول عشوائي بحجم 32 جيجابايت وبطاقة رسومية 2060 Super مثلاً مع فارق في السعر قليل للغاية مقابل نفس هذه المواصفات في حاسوب مكتبي مثلاً (في حدود  1800 دولار أو 1500 دولار حسب المواصفات).

رحبوا معنا بـ لاب توب Lenovo Legion Y540 (RTX 2060) 

ولكي نقوم بدعم هذا المقال الطويل بنتائج على أرض الواقع دعونا نستعرض معاً هذا اللابتوب المميز من شركة Lenovo . يأتي Lenovo Legion Y540 مع العديد من التكوينات الخاصة بالعتاد الداخلي التي تستطيع الاختيار بينها، ولكن في نسختنا اليوم فالحاسب الذي بين أيدينا يأتي مع أقوى المعالجات التي توفرها من هذه السلسلة ، سواء من ناحية المعالج الرسومي (حيث يأتي الحاسوب مع معالج رسومي RTX 2060)) أو من ناحية المعالج المركزي (نسختنا تأتي مع معالج Intel® Core™ i7 9th Generation processor) من الجيل التاسع وأيضاً مع 16 جيجابايت من ذاكرة الوصول العشوائي.

اللاب توب متوفر في الأسواق المصرية بحوالي 24 ألف جنيه مصري وهو ما يساوي تقريباً 1500 دولار . الحاسب يأتي مع شاشة بحجم 15.6 بوصة مع دقة عرض FHD ولوحة من نوع IPS لتوفر سرعة الاستجابة التي يبحث عنها اللاعبين ، كما يأتي مع قرص صلب حتى حجم 2TB من نوع HDD ، ووحدة تخزين صلبة من نوع SSD بحجم 500GB ...

هذه المواصفات المميزة وغيرها الكثير (والتي يمكنك أن تجدها هنا في هذه الصفحة الخاصة بالحاسب) تستطيع أن تحصل عليها بالتأكيد في جهازك المكتبي ، ولكن المفاجئة هنا هو أن الفارق في السعر ليس كبيراً على الإطلاق !! ...

وأخيراً ومن ناحية الأداء ، فيمكننا أن نستعرض معاً ما يقدمه هذا الحاسوب المحمول معاً من خلال نتائج الأداء التالية ، والتي توضح ببساطة أن يمكنك الأن الحصول على حاسوب محمول مخصص للألعاب بدون أن تقلق من ناحية السعر أو الأداء أو المواصفات التقنية للحاسب .

Shadow Of The Tomb Raider Deus ex Far Cry New Dawn The Division 2 Assassin's Creed Odyssey Cinebench R15   Cinebench R20 POV- RAY Geekbench 7-ZIP
1080p 1080p 1080p 1080p 1080p single : 172 single : 433 single : 428 single : 1069 Total MIPS
69 53 74 49 45 Multi : 1133 Multi : 2532 Multi : 2258 Multi : 5479 43258

الخاتمة

حتى لا أُطيل عليك عزيزي القارئ أكثر من ذلك ، لا شك أن أجهزة اللابتوب كانت ولا تزال احدى أهم أنواع الحواسيب التي يستخدمها القاصي والداني ، وفي الحقيقة سوق الحواسيب المحمولة في الأساس يعتبر من الأسواق المهمة للغاية للشركات التقنية ، فكمية الحواسيب المحمولة التي تبيعها الشركات في الأساس أكبر من الحواسيب المجمعة مسبقاً OEM أو الحواسيب المكتبية الشخصية PC ، وهذا لأن الكثير من المستخدمين التقليديين لا يُريدون الخوض في تجربة تجميع أو اختيار قطع الحاسب ومن ثم تركيبها وما الى ذلك من الخطوات التي تهم بشكل أكبر محبي الحاسوب.

فبكل تأكيد لن يقوم والدك أو أستاذك في الجامعة بشراء حاسوب مكتبي ليتباهى به أمام أصدقاءه ، فهذا النوع من المستخدمين يلجاً مباشرة لحاسوب محمول حتى يتوافق وطبيعة عمله التي بها الكثير من التنقل . الأمر نفسه بالنسبة لبعض الأشخاص أصحاب القنوات على الانترنت أو كثيري التنقل ، والذين يحتاجون للموازنة بين قدرة الحواسيب المحمولة على توفير سهولة الحركة ولكن لا يُريدون خسارة الكثير من الأداء أو الكثير من الأموال .

لذا فالآن يمكننا وبكل ثقة أن نقول أن الحواسيب المحمولة لم تعد كما كانت من قبل ، باهظة في الثمن أو حتى أقل بكثير من الحواسيب المكتبية من ناحية الأداء ، ففي حال أردت كمستخدم الحصول على أفضل أداء ممكن ولا تهمك المرونة أو سهولة الحركة التي توفرها الحواسيب المحمولة ، فبكل تأكيد لا يزال الحاسوب المكتبي أو PC هو خيارك الأمثل ، فهناك ستجد قوة لن تجدها في أية حاسوب محمول في حالة اتجهت الى معالجات الفئة العليا وصناديق الحاسب الضخمة التي تناسب محطات العمل الصغيرة والشخصية . أما في حال كنت من مُحبي التنقل والحركة وتريد الموازنة بين الأداء والمرونة ، فالحواسيب المحمولة الآن أصبحت على قدر كافي من القوة لتلبية احتياجاتك بدون أدنى قلق ، هذا كان رأي الشخصي والاختيار متروك لك ...