التطبيقات سيئة السمعة.. لماذا يصنف الترويج لها تحت بند الاتجار بالبشر؟
أثار حكم المحكمة المصرية الصادر في قضية فتيات تيك توك بالحبس جدلاً كبيراً، خاصة وأن القضية صنفت تحت بند الاتجار بالبشر، والأمر كان مجرد فيديو ترويجي لتطبيق بث مباشر. فلماذا يصنف الترويج لهذه التطبيقات تحت بند الاتجار بالبشر؟
هناك نوعين من التطبيقات، التطبيقات التجارية والتطبيقات سيئة السمعة، بالنسبة للتطبيقات التجارية العادية فهي التطبيقات التي لا يوجد حولها شبهات صريحة ويستخدمها الجميع وتخضع لعمليات إشراف وقوانين واضحة ومحددة.
وهناك النوع الآخر من التطبيقات الذي يبدو في ظاهره مجرد تطبيقات عادية، ولكن يتم استخدامه بصورة سيئة بغرض الربح سواء كان باستغلال بيانات المستخدمين، أو الترويج لأمور غير أخلاقية.
أشهر هذه التطبيقات سيئة السمعة تطبيقات البث المباشر، والتي نرى لها إعلانات ودعايا كثيرة مدفوعة عبر المواقع المختلفة، فما مشكلة هذه التطبيقات تحديداً؟
كيف تعمل التطبيقات سيئة السمعة؟
بدأ انتشار تطبيقات البث المباشر على أساس اكتشاف المواهب المختلفة، فمن يملك موهبة ما يخرج في بث مباشر ويستعرض موهبته وبقوم المتابعين بمكافئته وإرسال كوينز "Coins" له، يكون المستخدم قام بشرائها من التطبيق، ويمكن لمن يحصل عليها استبدالها بالأموال بعد ذلك.
لكن الأمور انجرفت في طريق سئ خاصة بعد انتشار فكرة "الغرف الخاصة" "Private room" والتي تكون بمقابل مادي أكبر وكوينز أكثر، وتمثل ربح سريع لأصحاب التطبيق، وربح كبير ومغري لمستخدمي التطبيق ممن يتلقون هذه العروض.
فمثلاً عند دخول فتيات أو حتى أولاد صغار السن إلى هذه التطبيقات بحثاً عن الربح بطريقة سليمة دون الدخول في أمور غير أخلاقية، فإن الأمور ستسير بشكل اعتيادي ويبدأون البث والحصول على الأرباح من المشاهدين، لكن مع زيادة عدد المتابعين يبدأ هؤلاء الصغار في تلقي دعوات وطلبات خاصة مقابل عدد أكبر من الكوينات وبالتالي الأموال مقابل مشاهدات غير أخلاقية.
بالتأكيد سيرفض البعض تلك العروض، لكن مع كثرة العروض وزيادة قيمتها كل مرة سيكون من السهل الإيقاع بصغار السن خاصة، وأصحاب النفوس الضعيفة أمام الإغراءات المادية، ومن هنا تتحول تلك التطبيقات السيئة إلى مصيدة تبدو في ظاهرها مساحة للإبداع، ولكنها تحمل في طياتها وكر للأمور الغير أخلاقية وفخ يدمر صغار السن.
بالعودة إلى قضية فتيات تيك توك، لماذا تم تصنيف ترويجهم لهذه التطبيقات تحت بند الاتجار بالبشر؟
تقدم تلك التطبيقات خدمة Referral وهي عبارة عن كود أو رابط تشاركه مع المتابعين، وعندما يقوم أحد بالتسجيل في تلك التطبيقات باستخدام الكود الخاص بك فإنك تحصل على نسبة، وفي كل مرة يحصل الأشخاص الذين انضموا إلى التطبيق عن طريق الرابط الخاص بك على كوينات وأموال فإنك تتلقى ربح أنت الآخر.
وبالعودة لماهية تلك التطبيقات الحقيقية التي ذكرناها بالأعلى فإن الأنفلونسرز الذي يقومون بالترويج لهذا النوع من التطبيقات يعرفون جيداً تلك المصيدة وحقيقة الأمر، ويبدأون في الترويج للتطبيق تحت بند "أنك ستظهرين بحجابك" وبالتزام واحترام وتحصلين على الأموال، وأنتم تعرفون البقية بالطبع!
أيضاً أصحاب تلك التطبيقات يعرفون ما يحدث من استغلال عبر الغرف الخاصة، ويرجون له للحصول على المزيد من الأموال من المستخدمين الذين يسعون للحصول على أمور غير أخلاقية بأي ثمن.
أخيراً، فقد تعمدت عدم ذكر أسماء تلك التطبيقات سيئة السمعة، حتى لا يتحول الأمر دعايا لها، لكنكم ترون إعلاناتها في كل مكان وتظهر باستمرار على فيسبوك كإعلانات مدفوعة، وبعضها معروف جداً ويشتهر بالفيديوهات القصيرة التي تشبه فيديوهات تيك توك.
نكتفي فقط بالإشارة إلى أن هذه التطبيقات هي تطبيقات "البث المباشر"، لذلك وجب التحذير من خطرها خاصة على صغار السن، وما يمكن أن تؤول إليه الأمور ليس فقط مع الفتيات بل والأولاد أيضاً، وكيف يمكن استغلالها بأشكال لا نتوقعها مقابل المزيد من الأموال!
?xml>