لطالما كان عالم Lord of The Rings أو كما نطلق عليه بالعربية مملكة الخواتم أو سيد الخواتم، العالم الأفضل و الأمتع والأكثر تشعبًا فيما يتعلق بالقصة وتعدد وتفرد الشخصيات الموجودة به.

عالم Lord of The Rings تمكن من تقديم 6 أفلام رائعة طويلة جدًا إلى جانب بعض الألعاب المتفرقة مُنذ البدء في إطلاق أفلام سلسلة مملكة الخواتم، ومع ذلك يظل هذا العالم قادر على تقديم المزيد من الأفلام والمسلسلات والألعاب.

يوجد دائمًا الكثير من المحتوى الجيد ولكن نادرًا ما نجد الإبداع وهو ما حدث مع سلسلة مملكة الخواتم Lord of The Rings، فهذه القصة جسدت معنى كلمة الإبداع، الشخصيات في هذه القصة تم رسمها بعناية فائقة مع ترابط زمني عبقري في الأحداث.

ومن بين هذه الشخصيات كان يوجد جولوم، الشخصية التي استعبدها الخاتم وتحكم فيها وأصبح شغلها الشاغل الحصول على الخاتم والاحتفاظ به بعد أن دمرها الخاتم من الداخل ومن الخارج.

لعبة lord of the rings gollum

والغريب في شخصية الجولوم أنها كانت محركة جدًا للأحداث ولعبت دور هام جدًا في ثلاثية مملكة الخواتم بالتحديد، ومع ذلك لم تكن شخصية بطلة، يمكن السبب في طريقة رسمها الذميمة أو لا أعرف في الحقيقة، ولكني متأكد أنها شخصية أثرت على المتابع والمتلقي بشكل غريب جدًا.

نحن لا نحب جولوم ولا نكرهه، نشفق عليه أحيانًا وفي بعض الأوقات نرى أنه يستحق كل لحظة عذاب بسبب قلبه الأسود من البداية.

الآن نحن أمام لعبة Lord of The Rings Gollum  وهي لعبة فريدة جدًا من نوعها لأنها لعبة تدور كل أحداثها حول شخصية الجولوم لدرجة أنه بطل اللعبة وهو الشخصية التي تتحكم بها.

اللعبة تأتينا من تطوير فريق Daedalic Entertainment ومن نشر شركة Nacon ومن المفترض أن يتم إطلاقها في 25 مايو على الحاسب الشخصي، Xbox One، Xbox Series X|S، PS4، PS5 وسيتم إطلاقها على منصة Nintendo Switch في وقت لاحق.

كما ذكرت فإن فكرة اللعبة فريدة جدًا من نوعها فنحن هنا نلعب بمسخ ذميم، يوجد به الكثير من العيوب وكذلك نحن نعلم شخصية جولوم فهو ضعيف وماكر فكيف سيكون بطل في اللعبة؟

لحظ الحظ فريق عرب هاردوير تمكن من تجربة اللعبة في جلسة لعب تمكنا من خلالها التعرف على اللعبة بشكل أعمق والتعرف على الكثير من المعلومات حولها، والآن نحن هنا اليوم لنتحدث عن أبرز الملاحظات الناتجة من تجربتنا السريعة للعبة.

لكن قبل البدء يجب التأكيد أن هذه المقالة برمتها تم كتابتها بناء على تجربة سريعة لبعض أحداث اللعبة المتفرقة ولا تعكس أي تقييم نهائي أو حتى انطباعات أولية.

قصة Lord of The Rings Gollum تتمسك بالأحداث الأصلية

لعبة lord of the rings gollum

لعبة Lord of The Rings Gollum  مبنية بالكامل على الأحداث الأصلية الموجودة في روايات الكاتب الشهير J. R. R. Tolkien ومن الواضح أن أحداث اللعبة تغطي كل الفترة الزمنية بين ذا هوبيت ومملكة الخواتم.

لذلك – ولا أعتقد أنني أحرق الأحداث الآن – في لعبتنا الجولوم قد تشوه بالفعل بسبب القوة المظلمة للخاتم وقد فقده بالفعل على يد بيلبو باغنز وهو الآن يسعى للحصول على الخاتم.

أثناء تجربتي للعبة تعرضت لـ أجزاء متفرقة من اللعبة تغطي الفصل الأول والرابع والسابع على ما اتذكر، ومن الواضح أن القصة تأخذ بطلنا إلى كل عالم الأرض الوسطى لذلك توقع مقابلات مع الشخصيات المعروفة من الأفلام واللعب في مناطق شهيرة من هذا العالم الرائع.

لدى Lord of The Rings Gollum طابعها الخاص

اللعبة تتمسك بالأحداث الأصلية الموجودة في الروايات وليس في الأفلام لذلك فالشخصيات الموجودة داخل اللعبة لها شكل مختلف عن الشخصيات الموجودة في الأفلام على الرغم من تشابه الأسماء.

على سبيل المثال وبدون أي حرق لأي أحداث فيوجد في اللعبة شخصية غاندالف الرمادي ولكنها بتصميم مختلف عن غاندالف الذي نعرفه من الأفلام، لأن اللعبة هنا لها حقوق ملكية خاصة بها ولم تعتمد على الشخصيات الشهيرة من الأفلام.

أيضًا اللعبة أوضحت وجود شخصيات أصلية خاصة بها وخلال تجربتي رأيت هذه بعض من هذه الشخصيات ولكني لن أفصح عنها حتى لا أكون سببًا في أي نوع من أنواع الحرق في القصة، ولكن الملاحظ في هذه الشخصيات أنها كانت مبنية بعناية ومن الواضح أن لها دور مؤثر في القصة.

بطلنا مريض نفسي بكل تأكيد

لعبة lord of the rings gollum

بطلنا يحمل داخله شخصيتين، الأولى هي الجولوم وتمثل الشر والمكر والكراهية، والثانية شخصية سميجول وبالطبع يمثل الطيبة والمعدن الأصلي لبطلنا قبل أن يسيطر عليه الخاتم.

حالة الانفصام تتعامل معها طوال أحداث اللعبة، حيث يدخل بطلنا في أحاديث جانبية بين شخصياته والحقيقة الأحاديث كانت ممتازة وأداء الشخصية أسطوري بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

أيضًا تحتوي اللعبة على لحظات عليك فيها الاختيار بين شخصية سميجول أو جولوم ولكن في الحقيقة لا أعرف كيف يمكن أن تؤثر هذه الخيارات على أسلوب اللعب.

خلال الفصل الأول من تجربتي واجهت هذا الخيار وكررت المرحلة بكل الخيارات المتاحة وكانت النتيجة مماثلة مع اختلاف المشاهد السينمائية فقط، وبعد ذلك واجهت نفس الخيار أثناء تجربة باقي الفصول ولكني لم أختبر باقي الخيارات.

أتمنى عندما تصدر اللعبة بشكل نهائي أن تركز على هذه النقطة وأن لا تكون مجرد شكل لا أهمية له ولا يؤثر على طريقة اللعب والأحداث.

بطلنا ضعيف جدًا، مخادع جدًا

لعبة lord of the rings gollum

نحن جميعًا نعلم جولوم من الكتب أو الأفلام، الشخصية ضعيفة وهزيلة جدًا لديها العديد من المشاكل الصحية، وبالتالي لا تتوقع منها في اللعبة أي قتال عنيف أو مهارات خارقة.

بطلنا يعتمد على التسلل والقفز هنا وهناك لكي يهرب من الخطر ويصل إلى هدفه، وحتى لكي يتخلص من أعدائه. الأمر هنا يشبه كثيرًا لعبة A Plague Tale Innocence  حيث تحاول الهرب أو التخلص من الأعداء عن طريق التسلل.

لكن إلى جانب التسلل يوجد جزء كبير يعتمد على البلاتفورم وحل الألغاز، حيث يجب عليك فهم المسار والتنويع بين القفزات وتسلق الجدران لكي تعبر من نقطة إلى أخرى.

بالنسبة لهذا الأمر فلدي ملاحظة أتمنى أن يتم تداركها قبل إصدار النسخة الأخيرة، معظم عقبات البلاتفورم تعتمد على صعوبة التحكم أكثر من صعوبة اللغز.

نعود من جديد لـ A plague Tale innocence لنجد أن عبقرية اللعبة كانت تكمن في وجود اللغز وحله بطريقة ذكية وهو ما كان يعطي شعور بالرضا بعد تجاوزه، أما في لعبتنا Lord of The Rings Gollum أنت تفهم اللغز وتفهم طريقة حله، بمجرد النظر ستعرف أنه يجب القفز على الحافة و التسلق لأعلى ثم التحرك لليسار ثم القفز للوراء.

اللغز مفهوم ومحلول ولكن عند التطبيق تواجه مشكلات في التحكم نفسه، فمثلًا تحتاج للقفز من نقطة معينة بالتحديد وإلا ستسقط أو في بعض الوقت كانت زاويا الكاميرا متعبة جدًا على الأقل بالنسبة لي.

أتمنى أن يتم تدارك هذا الأمر قبل إصدار النسخة النهائية من اللعبة، وهذه النقطة ستكون أول ما أقوم بمراجعته عندما تصدر اللعبة النهائية في مايو القادم.

جولوم ليس قبيح جدًا

لعبة lord of the rings gollum

هذه النقطة لاحظتها وودت التحدث عنها في هذا المقال لأن المطور نفسه تطرق إليها من خلال لقاء حصري جمع بين عرب هاردوير وفريق التطوير.

شخصية جولوم في اللعبة يمكن تقبلها بشكل كبير فهي ليست قبيحة جدًا مثل وصف الرواية أو حتى مثل الأفلام، وهذه النقطة تحدث عنها المطور بنفسه وقال إنه أمر متعمد.

في البداية قرر فريق التطوير تصميم الجولوم بشكل جميل نسبيًا أو ليس بدرجة القبح التي نعرفها في الأفلام، لأنها الشخصية البطلة ونحن سنلعب بها طوال أحداث اللعبة المستمرة لمدة 20 ساعة تقريبًا وبالتالي لن يكون من المنطقي أن نتحكم بشخصية تثير الاشمئزاز كل هذا الوقت ونتفاعل معها.

لكن السبب الحقيقي في الأمر هو أن القصة هنا يتم سردها من وجهة نظر جولوم نفسه وليس من وجهة نظر أي شخص أخر مثل غاندالف أو غيره، وبالتالي عندما ينظر غولوم لنفسه فهو لا يرى انه وحش قبيح، غولوم يعتقد اعتقاد تام أنه عادي الملامح وليس قبيح ولكنه طاعن في العمر ليس أكثر.

تذكر

لعبة lord of the rings gollum

بالطبع لا يمكننا الوقوع على جودة الرسوم أو الأداء في اللعبة، ما جربته كان مجرد عمل لم ينتهي بعد، حتى المراحل التي لعبتها لم تنتهي ولم تحصل على التلميع والصقل اللازم، لذلك لا تستمع إلى أي مقال أو فيديو يتحدث عن رسوم اللعبة سواء بالإيجاب أو بالسلب لأن ما جربناه كان بدائي جدًا.

أخيرًا لعبة Lord of The Rings Gollum تبدو واعدة بشكل كبير، واعدة لدرجة أنه يجب أن نجربها عندما تصدر حتى نقف على جودتها، في نفس الوقت هذه اللعبة لديها مفترق طُرق إما أن تكون لعبة ممتازة أو تكون سقطة وننساها وكأنها لم تأتي، على أي حال سنعرف النتيجة عندما تصدر اللعبة في مايو القادم.