عام 1994، عندما أطلقت خدمة التجارة الإلكترونية أمازون، تم إرسال أول طرد لمنتجاتها، وهي مجموعة كتب فيزياء، عن طريق البريد. وعندما نعود إلى عام 2020، اليوم، نرى استخدام الطائرات بدون طيار لتسليم الطرود إلى عتبة أبواب العملاء.

التجارة الإلكترونية أصبحت المحرك الرئيسي للمستقبل، وفي كل عام تظهر اتجاهات جديدة في فضاء تلك التجارة، وحتى خلال العام الحالي 2020، نتوقع أن تتطور التجارة الإلكترونية العالمية من عدة جوانب، وخاصةً بعد الاعتماد الهائل عليها حاليًا بسبب تفشي وباء فيروس كورونا، واستبدالها للتجارة والمحلات على أرض الواقع.

دعنا نُلقي نظرة على هذه الاتجاهات الجديدة التي تظهر في التجارة الإلكترونية خلال عام 2020 وما بعده.

تطور عمليات تسليم الطلبات

[embed]https://www.youtube.com/watch?v=3HJtmx5f1Fc[/embed]

في عام 2019، أصبحت عملية تسليم الطلبات في التجارة الإلكترونية عملية حساسة للوقت. وقد أثبتت العديد من الدراسات واستطلاعات الرأي أن الزبائن على استعداد لدفع مبالغ مالية إضافية من أجل ميزة التسليم في اليوم نفسه، أو تحديد يوم التسليم حسب اختيارهم. ووجد استطلاع رأي عام 2018 أن أكثر من 40% من المتسوقين عبر الإنترنت ذكروا أنهم على استعداد لدفع رسوم إضافية من أجل التسليم في نفس اليوم.

ومن وجهة نظر اقتصادية لدى شركات التجارة الإلكترونية، يمكن أن تؤدي عمليات التسليم في نفس اليوم إلى ارتفاع حجم المبيعات بشكل كبير. كما ستوفر أيضًا ميزة أخرى وهي انخفاض حاجتهم إلى مساحات تخزين في مستودعاتهم. وبفضل عمليات التسليم السريعة، لن تحتاج المتاجر على الإنترنت سوى إلى مراكز توزيع أصغر لتخزين بضائعها.

والآن، كيف يمكن أن يتطور أسلوب تسليم الطلبات في عام 2020؟ ربما خدمة Amazon Prime Air تشير إلى مستقبل تسليم البضائع، حيث تتم معظم عمليات التسليم بواسطة طائرات بدون طيار، وفي مقابلة مع سي بي إس نيوز في عام 2013، ألمح مؤسس أمازون جيف بيزوس إلى هذا المستقبل عندما ذكر أن شركة أمازون سوف تسلم الطرود عن طريق طائرات بدون طيار Drones.

يبدو أن هذا هو الاتجاه الجديد لمستقبل تسليم البضائع والطرود، يمكننا أن نتوقع أن نرى المزيد من الطائرات بدون طيار تحلق فوق رؤوسنا وهي تحمل طلباتنا وتضعها أمام باب المنزل!

الدفع بواسطة الأجهزة المحمولة

ما هي الاتجاهات الجديدة التي ستميز التجارة الإلكترونية خلال عام 2020؟

من الواضح بالطبع أن التجارة عبر الأجهزة المحمولة قد نمت بقفزات كبيرة خلال السنوات الأخيرة. ومع ذلك، كانت هناك ميزة تحفيزية واحدة يمكن القول إنها السبب الرئيسي لهذا النمو السريع وهي تطور وسائل الدفع المحمولة مثل المحافظ الرقمية.

وهناك عدة فوائد تقدمها وسائل الدفع المحمولة والمحافظ الإلكترونية والتي تجعلها مغرية بالنسبة للعملاء، مثل: تخلصهم من حمل المحفظة أو بطاقة الدفع البلاستيكية، والطلب السريع عبر الإنترنت دون مغادرة شاشة التطبيق، ونقاط الولاء والمكافآت على المعاملات التي تقدمها تلك الخدمات، وسهولة إرسال وتلقي الأموال إلى الأشخاص وإلى المتاجر كذلك.

تقنية الواقع المعزز ستوفر تجربة شراء مذهلة

[embed]https://www.youtube.com/watch?v=cdv0b0nBqPk[/embed]

الشيء المميز الذي يجعل التجارة الإلكترونية مغرية للمتسوقين على الإنترنت هي تجربة المشاهدة والقدرة على المقارنة والقيام باختيارهم النهائي للمنتج من خلال قائمة خيارات لا نهائية تقريبًا. وحتى الآن، كانت تلك التجربة مقتصرة على مشاهدة صور المنتجات ثنائية الأبعاد، من زوايا متعددة، مع القدرة على التكبير.

معظم الزبائن اليوم يريدون تجارب تسوق مذهلة على شاشات هواتفهم المحمولة. لحسن حظ شركات التجارة الإلكترونية، فإن العديد من التقنيات الجديدة يمكنها أن تقدم بعض التجارب المذهلة التي قد تأسر عقول المستخدمين، وعلى رأس القائمة بالطبع تقنية الواقع المعزز، والتي بدأت بالفعل تغزو العديد من الهواتف الذكية الجديدة.

وفي التجارة الإلكترونية، ستملك تقنية الواقع المعزز الكثير من الإمكانيات والتطبيقات، بما في ذلك معاينة وتجربة المنتج بشكل أقرب إلى الواقع. وربما تجربة شركة IKEA خير دليل على الاستفادة من تقنية الواقع المعزز لتجعل تجربة التسوق للأثاث أكثر تفاعلية؛ حيث يسمح تطبيق الشركة للعملاء بوضع نماذج الأثاث بالأحجام الطبيعية رقميًا، حتى يمكنهم تجربتها في منازلهم لمعرفة ما إذا كانت ستتوافق مع المنزل أم لا، وهو ما يساعدهم بالتأكيد على شراء النوع والحجم المناسب من قطع الأثاث.

وسوف تتمكن العلامات التجارية التي تأخذ في اعتبارها استخدام مثل هذه التقنيات من تمييز نفسها عن البقية في المستقبل.

خصوصية البيانات سوف تحتل الصدارة

تملك معظم الأعمال التجارية اليوم نقاط اتصال لا نهائية حيث يمكنهم جمع وتحليل بيانات المستخدم، مثل ملفات الارتباط لتصفح مواقع الإنترنت (الكوكيز)، واستخدامات تطبيقات الهاتف المحمول، وغيرها الكثير بالطبع. ومع ذلك، فإن عمليات جمع بيانات المستخدمين بتهور وبدون دراسة يمكنها أن تُنهي مستقبل الشركات أو على الأقل تدمر أعمالها بصورة هائلة. والآن اشتهر التجار على مواقع التجارة الإلكترونية بإرسال كثير من الإعلانات ورسائل البريد الإلكتروني التي تهدد خصوصية بيانات المستخدم.

كما ظهر في عدة حالات أن بعض الشركات التجارية تهاونت في التعامل بحرص مع بيانات مستخدميها. وحدثت اختراقات وتسريب لملايين البيانات، مثلما حدث مع الخطوط الجوية البريطانية، وشركة Equifax، وشركة Uber، وغيرها من الحوادث التي عرفناها خلال السنوات القليلة الماضية.

ولكن خلال عام 2020 والسنوات القادمة، ستحاول الشركات وبشكل خاص في مجال التجارة الإلكترونية، أن تضع المزيد من الضوابط والقواعد لعمليات جمع بيانات المستخدمين، وحماية خصوصيتهم. وهو ما بدأنا نراه من خلال وضع قوانين مثل اللائحة التنظيمية المتعلقة بحماية البيانات العامة (GDPR) الذي وضعه الاتحاد الأوروبي، وربما سوف يأتي الحفاظ على خصوصية البيانات في صدارة الاتجاهات الجديدة.

الخلاصة

في التسعينيات، عندما كانت شركة أمازون في مراحلها الأولى، لم يكن أحد يسمع عن تطور التجارة الإلكترونية، ولم تكن حتى جزءا من مفردات تطوير البرمجيات. ولكن اليوم، أصبحت صناعة تقدر بمليارات الدولارات، والتي تسمح للأشخاص من تشكيل محلاتهم التجارية الخاصة على الإنترنت، من خلال تجارب شراء مذهلة تهدف إلى كسب المزيد من العملاء والزبائن والأرباح.

ما رأيك عزيزي القارئ، هل ترى أن هذه الاتجاهات الجديدة سوف تسيطر على مجال التجارة الإلكترونية خلال عام 2020 وما بعده؟