القصة الكاملة لماجد الفطيم.. من موظف إلى ثالث أغنى أغنياء العرب!
توفي البارحة رجل الأعمال الإماراتي ماجد الفطيم تاركاً خلفه أكثر من نصف قرن من النجاحات والإنجازات التي لم تؤثر فقط على تضاعف ثروته بل على حياة الملايين في الشرق الأوسط، فكيف لموظف شاب في إحدى البنوك أن يصبح ثالث أغنى أغنياء العرب؟
نشأة ماجد الفطيم
ولد ماجد الفطيم في الإمارات في عام 1935 لأبوين إمارتين. كان والده تاجراً يعمل مع أخيه في تجارة الأخشاب والأقمشة واللؤلؤ. لم يكن الشاب الإماراتي حينها مولعاً بالعمل في هذا المجال فقبل انتهاء العقد الثاني من عمره توجه لدراسة الهندسة الميكانيكية في جامعة "عليكرة" الإسلامية في الهند قبل أن يتوجه للعمل كموظف في بنك عمان.
أولى خطوات النجاح
بالتأكيد لن تصبح واحد من أثرى أثرياء المنطقة العربية إذا استمررت في العمل كموظف في بنك. أمر بديهي أدركه ماجد الفطيم منذ شبابه ولكن العقبة الأولى أمام حلمه هو عمل والده وعمه في مجال لم يكن مولعاً به.
بعد مدّة من عمله وبعد محاولات مستمرة نجح ماجد أن يقنع أبيه وعمه في شراء 50 سيارة من ماركة تويوتا لبيعها في الإمارات. فكرة الملياردير الأولى كانت ناجحة فسرعان ما بيعت السيارات ليخطو أولى خطواته في عالم الأعمال ويسافر إلى اليابان ليحصل على توكيل ببيع سيارات تويوتا.
أيقنت عائلة الفطيم أن رؤية ماجد وطموحه سينتقلان شركتهم إلى منزلة أعلى بكثير من كونها شركة تجارية تعمل في ثلاث مجالات فقط. نجاح توكيل تويوتا دفع الأسرة لزيادة ثقتها في ماجد لينطلق في سلسلة متتالية من النجاحات لم تتوقف حتى وفاته.
السياسة التوسعية
لم يكتف ماجد الفطيم بالنجاح الذي حققته سيارات تويوتا فذهب مرة أخرى لليابان ليجلب معه توكيل هوندا ثم سافر إلى الولايات المتحدة ليجلب معه توكيل دودج. كان للسيارات الأوروبية نصيباً أيضاً ففي سبعينيات القرن الماضي حصل على توكيل فولفو السويدية. اتجه الفطيم أيضاً في نفس المرحلة لمجال الإلكترونيات حيث حصل على توكيلات مثل ناشونال وتوشيبا.
مراقبة الأعمال مهمة حتى عندما تمتلك الكفاءات
احتاجت الشركات الكثيرة التي تمتلكها عائلة الفطيم لكفاءات كبيرة لإدارة هذه المجموعة الكبيرة من الأنشطة. جلبت الشركة المتخصصين من الدول العربية المجاورة كمصر، والعراق، وسوريا، ولبنان كما اتجهت إلى الكفاءات الغربية في المجالات التي لم تكن قد توطنت في العالم العربي.
ماجد الفطيم على اليسار وحاكم دبي راشد بن سعيد على اليمين. الصورة نقلاً عن Wikimedia Commons
لم تكن تلك الكفاءات دافعاً للبعد عما يدور داخل كل شركة. يقول موظفو إحدى توكيلات السيارات التي كانت تمتلكها العائلة أن ماجد الفطيم كان دائم المرور والتفتيش العشوائي على ما يدور، يمر على الشركة ويسحب ملف أحد العملاء بصورة عشوائية تماماً. توفر له هذه الخطوة البسيطة نظرة عشوائية على ما يحدث داخل الشركة ما يدع الجميع في حالة ترقب.
وفي حالة أراد إجراء أي تعديلات على ما حدث مع العميل كان يواجه المسؤولون بالأمر ثم يعاود مرة أخرى بعد أيام للتأكد من أن تعليماته قد تم تنفيذها.
الاعتماد على الذات ودخول مجالات جديدة
عندما احتاجت شركة حمد ومحمد الفطيم (الشركة التي أسسها ولده وعمه والمالكة لكافة الشركات الأخرى) لإنشاء مقر جديد للشركة لم تلجأ إلى الاعتماد على شركات أخرى بل استغلت هذه الفرصة لإنشاء شركة جديدة للإنشاءات تكفلت ببناء المقر الجديد، مساكن للعاملين في الشركة ومن ثم الانتقال للعمل في مجال الإنشاءات والمقاولات.
تكرر الأمر السابق كثيراً ففي كل مرة احتاجت شركته الأم للاعتماد على الغير كان الحل الأول هو إنشاء شركة جديدة للعمل في هذا المجال حتى وإن احتاج الأمر مشاركة كبرى المنافسين في هذا المجال.
استقلال ماجد الفطيم
في عام 1992 قرر ماجد الفطيم الاستقلال عن شركة العائلة حمد ومحمد الفطيم وتأسيس شركته الخاصة تحت اسم ماجد الفطيم القابضة.
بدأت هذه الشركة طريقها عبر الاستحواذ على نسبة من متجر التجزئة الفرنسي الضخم كارفور قبل أن تحصل على حقوق استخدام العلامة التجارية إنشاء متاجر في الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا وآسيا الوسطى.
رؤية ماجد الفطيم حينها أن بيع المنتجات بالتجزئة لن تكون حجر الأساس التي تبنى عليه إمبراطوريته الجديدة ففكر في دخول مجال لم يكن موجوداً في منطقتنا وهو مجال الترفيه، والتسوق ومركز التسوق التجارية.
بدأت الرحلة بإنشاء سيتي سنتر الأول في الإمارات ثم مركز ألعاب ماجيك بلانيت. تلاهم استثمارات أخرى في مجال الترفيه والتسوق في الإمارات عبر مول الإمارات ومركز تزحلق على الجليد Ski Dubai. سريعاً ما دخلت نفس المشاريع بجانب متاجر كارفور الضخمة إلى المزيد من الدول العربية.
حالياً تمتلك شركة ماجد الفطيم 29 مركزاً تجارياً و13 فندقاً و4 مدن متكاملة في أكثر من 33 دولة بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من المشاريع قيد الإنشاء فيما يعمل داخل الشركة أكثر من 43 ألف موظف.
تقدر ثروة ماجد الفطيم حالياً بحوالي 4.4 مليار دولار ليحصل في المرتبة الثالثة بحسب فوربس ضمن قائمة أغنى أغنياء العرب.
?xml>