error

يقول أحد المستثمرين في منافذ البيع عبر الإنترنت إن الإملاء الرديء يكلف المملكة المتحدة خسائر بملايين الجنيهات الاسترلينية ,ويقول تشارلز دونكومب إن تحليلاً لأرقام أحد المواقع يظهر أن خطأ إملائياً واحداً من شأنه أن يخفض مبيعات عبر الإنترنت إلى النصف.

ويذكر دونكومب أنه أصيب بالصدمة أثناء سعيه لتوظيف أشخاص من رداءة اللغة الإنجليزية المكتوبة.
ويشير تشارلز دونكومب إلى أن المشكلة الكبرى التي تواجه مؤسسات البيع عبر الإنترنت لا تكمن في التكنولوجيا بل في العثور على موظفين يمكنهم الكتابة بصورة صحيحة.
دروس للقراءة والكتابة
وهناك في اتحاد الصناعة البريطانية من يشعر بالقلق تجاه الأمر. إذ نبه مدير قسم التعليم والمهارات في الاتحاد إلى أن على الكثير من أرباب العمل الاستثمار في دروس علاجية للقراءة والكتابة.
يدير تشارلز دونكومب مواقع ألكترونية لمبيعات السفر والهواتف النقالة والملابس. ويقول إن الإملاء الرديء يعد مشكلة خطيرة لاقتصاد الإنترنت.
ويضيف "حتى الشركات المتطورة تعتمد على مهارات قديمة." ويذكر أن المشوار العسير لتوظيف عدد كاف من الأشخاص ممن يمكنهم الكتابة بشكل سليم يعني أن هذا القطاع من الاقتصاد ليس كفوءاً كما ينبغي.
وتشير إحصاءات نشرها المكتب الوطني للإحصاء في الشهر الماضي، إلى أن حجم مبيعات الإنترنت في المملكة المتحدة يصل إلى 527 مليون جنيه استرليني في الأسبوع.
يقول دونكومب "أعلم أن الصناعة تتحسر على مستوى نظام التعليم، لكن المشكلة تأخذ بالتعقيد أكثر فأكثر مع بدء الكثير من الشركات أعمالاً تجارية على الإنترنت." ويرى دونكومب أن السبب في ذلك يعود إلى أن 99 في المائة من الوقت المستخدم للبيع أو للتواصل عبر شبكة المعلومات الدولية يتم عن طريق الكلمة المكتوبة.
خسارة ملايين الجنيهات
وحسب رأي تشارلز دونكومب فإن من الممكن تعريف التأثير المحدد للخطأ الإملائي على المبيعات. ويذكر دونكومب أنه قاس العائدات وفقاً لكل زائر لأحد مواقع المبيعات ووجد أن الدخل كان أكثر بمرتين بعد تصحيح خطأ.
ويقول دونكومب "إذا أسقطت ذلك على جميع منافذ البيع عبر الإنترنت فإن من المرجح أن هناك خسارة بملايين الجنيهات الاسترلينية أسبوعياً بسبب أخطاء إملائية بسيطة."
ويوضح "إن الإملاء عامل مهم لمصداقية أي موقع ألكتروني، وإذا كانت هناك مخاوف كامنة بشأن السلامة والاحتيال عندها يكون الحصول على الحقوق الأساسية أمراً أساسياً."
ويشير دونكومب إلى أن هناك ست ثواني فقط لشد الانتباه على موقع ألكتروني. ويذكر أنه شاهد أخطاءاً إملائية في الغالبية العظمى من طلبات توظيف خريجي المدارس والجامعات.
ويضيف ان بعض الأشخاص اقتبسوا مقاطع من الكتب المنهجية في كتابة الرسائل المرفقة بطلبات التوظيف.
وظهرت مشكلات أخرى في الإملاء بين أولئك الذين بدوا أنهم يتقنونه عندما خضعوالاختبار تحريري ولم يسعفهم المدقق الإملائي للكومبيوتر، كما يقول دونكومب.
ويقول ويليام دتون مدير معهد أوكسفورد للإنترنت في جامعة أوكسفورد إن هناك تسامحاً أكبر تجاه الإملاء والنحو في بعض المجالات غير الرسمية في الشبكة العنكبوتية. لكن البروفيسور دتون يضيف "أن هناك مجالات أخرى مثل الصفحات الرئيسية والعروض التجارية التي لا تتداول بين الأصدقاء، والتي تثير مخاوف بشأن الثقة والمصداقية."
ويذكر دتون ان في مثل هذه المواقف عندما يتعامل أحد الزبائن بحذر مع محاولات التصيد أو الرسائل غير المرغوب فيها، فإن الخطأ في كتابة كلمة يعد قضية خطيرة.
أما جيمس فوثرغل مدير قسم التعليم والمهارات في اتحاد الصناعة البريطانية فيقول "إن بحثنا الأخير يظهر أن 42 في المائة من أرباب العمل غير راضين عن مهارات القراءة والكتابة الأساسية لدى خريجي المدارس والمعاهد، وأن على حوالي النصف منهم الاستثمار في تدريبات لتصل مهارات موظفيهم إلى الصفر.
ويمضي فوثرغل إلى القول إن الوضع مدعاة لقلق حقيقي، وإن على الحكومة أن تجعل تحسين مستوى القراءة والكتابة والحساب لدى خريجي المدارس والمعاهد على رأس أولوياتها.

المصــدر