
حفل الافتتاح الرسمي لقمة عرب نت الرقمية 2012
برعاية رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان ممثلاً بوزير الاتصالات نقولا صحناوي، اقيم اليوم الخميس في فندق "غراند حبتور" في بيروت حفل الافتتاح الرسمي لـ"قمة عرب نت الرقمية 2012".
وحضر حفل الافتتاح وزير النقل والاتصالات التركي بنالي فيلديريم، ونائب حاكم مصرف لبنان رائد شرف الدين ممثلاً الحاكم رياض سلامة.
وأعلن صحناوي الذي مثّل أيضاً رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، أن وزارة الاتصالات تعدّ "استراتيجية لِمُجْمَلْ قطاع الاتصالات والمعلوماتية ستأخذ في الاعتِبار دعم الصناعات الرَقمِية وصناعة المُحتوى، والاهَمْ تصديرِها". واذ شدد على أن "ما تحقَقَ في قطاع الاتصالات، أتاحَ دَفْعْ لبنان الى الأمام اثنَتَيْ عَشْرَة سنة"، كشف عن "خُطُوات استِثنائية في الاشهُر القليلة المُقبلة"، منها "ربْطِ سُنترالات الهاتف بواسطة الألياف الضوئية"، و"إطلاق مُناقصة لمشروع توصيل الالياف الضوئية بالمباني ومنازل مُعظم اللبنانيين (الـ FTTX)" الى جانب "التحضير لإطلاق مجموعة من المُدُن الذكيّة أو الرقمية، ولِتفعيل صِناعة استِقبال وإعادة بَث البرامِج التلفزيونية".
نشاشيبي
ووصفت رئيسة المجموعة الدولية المتحدة للأعمال (منظمة القمة) السيدة عنبر نشاشيبي قمة "عرب نت" بأنها "مهرجان للابداع الرقمي وريادة الاعمتال وفرص الاعمال، ويشكل ملتقى لاهم الخبراء والمتخصصين في قطاعي الانترنت والجوال في المنطقة، للتفاعل والتعلم والمساهمة في تقدم هذا القطاع الحيوي، الشديد التأثير على اقتصادات المنطقة وعلى الاستقرار الاجتماعي والسياسي فيها". وتحدثت عن اتساع أهمية "عرب نت" وتزايد الاقبال عليها والاهتمام بها، وأعطت لمحة عن برنامج القمة والمسابقات التي تتخللها.
شرف الدين
وقال النائب الأوّل لحاكم مصرف لبنان رائد شرف الدين إن المصرف "حرص على دعم مشروع عرب نت منذ بداياته".
ولاحظ أن "قطاع الأعمال والمبادرات الرقمية حققا نموًّا سريعًا في لبنان والمنطقة ككلّ على مرّ السنوات الماضية، وقد ترجم ذلك عبر ازدهار البيئة الحاضنة لريادة الأعمال بكل مكوّناتها من رواد أعمال ومستثمرين وحاضنين ومنظّمات غير حكومية يعملون معًا في سبيل الازدهار الاقتصادي". وقال: "إن الإنترنت والتكنولوجيا الجوالة، اللذين تسرّبا إلى ميادين الأعمال كافّة – ومنها القطاع المصرفي والسفر والإعلام والاتّصالات – لا بل إلى ميادين الحياة كافّة، وتركا فيها أثرًا جذريًّا، يشكّلان قوّة دافعة لثورة ريادة الأعمال هذه، ممّا يمكّن شبابنا من المنافسة على قدم المساواة على الصعيد العالمي".
لكنه رأى أن "ريادة الأعمال لا تزال تواجه بعض العقبات، ومنها الكمّ المحدود من التمويل والدعم المتوفرين للمبادرين، إضافةً إلى انعدام المعلومات وقواعد البيانات المتوافرة للعموم، علمًا بأنّ مشاريع جديدة تُطلَق باستمرار بهدف إزالة هذه العوائق".
وأشار الى أن "مصرف لبنان تولى تطوير المبادرات، وأحدثها كان EntrepreneursLebanon.com، بدعم من معنيّين أساسيين في بيئة ريادة الأعمال اللبنانية، بما في ذلك وحدة استراتيجية تكنولوجيا المعلومات والاتّصالات في رئاسة مجلس الوزراء ومعهد سيسكو لريادة الأعمال في "أميديست لبنان" وEndeavor Lebanon".
وأوضح ان EntrepreneursLebanon.com "يؤمّن لرواد الأعمال منصّة مركزية موحّدة تسمح لهم بالتواصل والتعاون مع مبادرين آخرين، وعرض لمحة سريعة لأفكارهم في مجال الأعمال وتطويرها، والتواصل مع المستثمرين والمموّلين، والعثور على المعلومات حول المنظّمات الداعمة والخدمات التي تقدّمها، والولوج إلى الموارد القيّمة، ودليل بالأحداث ذات الصلة بالمبادرات والريادة محلّيًّا وإقليميًّا".
وذكّر بأن "مصرف لبنان سعى كذلك على مرّ السنوات الماضية، إلى تحفيز استثمارات القطاع الخاص في المجالات الإنتاجية، كالمعلوماتية والتكنولوجيا. ولهذه الغاية، يصدر مصرف لبنان تعاميم تُعرض من خلال المصارف بهدف تأمين المحفّزات للقطاع الخاص والحدّ من كلفة الاستدانة بشكل ملحوظ للتشجيع على الاستثمار". وأضاف "يتوقّع أن تساهم هذه المبادرة في خلق فرص عمل جديدة للشباب اللبناني وتوفير التمويل للمنشآت الصغيرة والمتوسّطة الحجم، وهي من الاحتياجات الأساسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ككلّ كما ورد في آخر تقرير للبنك الدولي". وأضاف "وحده التعاون بين الحكومات والقطاع الخاص من شأنه تأمين هذه الاحتياجات. وتشمل التعاميم الصادرة عن مصرف لبنان على سبيل المثال لا الحصر القروض الممنوحة للشركات المحلّية التي تصنّع معدّات معلوماتية والبرامج المعلوماتية والتكنولوجيا المتخصّصة على أنواعها والخدمات المرتبطة بها، إلى جانب القروض للمنشآت الصغيرة والمتوسّطة الحجم في قطاع التكنولوجيا بكفالة جزئية من "كفالات"، والقروض الممنوحة بموافقة المؤسّسات المتخصّصة في القروض المصغّرة لصالح مشاريع في قطاعات الخدمات والسياحة والتجارة (بما في ذلك تكنولوجيا المعلومات والإنترنت)، والقروض الممنوحة لتمويل مشاريع جديدة وتوسيع مشاريع موجودة أصلاً في قطاعي المعلوماتية والتكنولوجيا".
ولفت الى أن "مصرف لبنان يعمل مع البنك الدولي حاليًّا على دراسة تتناول ميزة لبنان التنافسية، ومن شأن هذه الدراسة أن تسلّط الضوء على القطاعات الرئيسة التي ينبغي التركيز عليها وتمهّد الطريق للاستثمار المباشر".
وأضاف "في ضوء المهمّة الملقاة على عاتق مصرف لبنان ويقينًا منه بقدرة الإنترنت والتكنولوجيا المتنقّلة على الدفع بالاقتصادات العربية قدمًا وتزويد هذه المنطقة من العالم بالأدوات الضرورية للنمو، يدعم مصرف لبنان قمّة عرب نت لمساهمتها في تطوير مهارات الشباب الخلاّق والمواهب التقنية في لبنان".
وشدد على أن "لبنان يشتهر بروحه الخلاّقة على صعيد المبادرة والريادة ويؤكّد مرّة بعد مرّة من خلال مبادرات كعرب نت، على حيويّته ودوره المركزي في قطاع الأعمال في المنطقة".
فيلديريم
ونوّه وزير الاتصالات التركيّ بنالي فيلديريم الى أهمية قمة "عرب نت"، وتحدث عن وضع قطاع تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات في بلاده، فشدد على "الحاجة الى بنى تشريعيّة لشركات الجوّال ولمنع الاحتكار وفتح السوق". وأضاف "عندما خرجت الحكومة من القطاع، أصبحنا بحاجة الى ناظم للقطاع، لوضع أسس المنافسة وحماية القطاع".
واشار الى أن "خدمات الانترنت والجوال أصبحت متوافرة في كل أنحاء تركيا ونوعيّة الخدمة هي نفسها للجميع في تركيا". واضاف "تم تأمين ولوج الى الانترنت في محطات القطار والمواقع العامة، وتأمين الانترنت لكل المدارس حتى في القرى". وتابع "في الماضي، كان أهل القرى يسألوننا عن المياه والكهرباء، أما اليوم فيطالبوننا بالحزمة العريضة". وشدد على أن "فتح القطاع وتحريره يمهّد لتطوير الخدمات"، مشيراً الى ان تجربة بلاده في هذا المجال تثبت ذلك.
صحناوي
وعرض صحناوي لعدد من "الهواجِسْ حِيالْ مدى المُواكبة الرَّسْمِية العربيَّة للتَّطوُّرات الرَّقمِية الهائِلة الحاصِلة، وتِلك المُرْتَقَبَة"، فسأل "هلْ الاقتِصاد الرَّقمي، في العُرْفِ العَرَبيّ، تَرَفْ ونَزْوَة شبابِيَّة، امْ أنَّهُ بالفِعْلْ رافِعَة اسْتِثْنائِيَّة للاقْتِصادات الوَطنِيَّة وللمُجْتَمَعات؟ وما مَدَى الاسْتِجابَة الحُكومِيّة لمُتَطلِبات التطوُرات التكنولوجِيَة الهائِلة، بِدْءاً مِنْ تحضير البُنى التَحتِية وليسَ انتِهاءً بإسقاط جُدران الخوف الرسمي منها؟ وهل نُدرِك، على سبيل المِثال، أن الاقتصاد الرقمي اسْتقطبَ في أوروبا في الاعوام الخمسة الفائِتة 25% من فُرص العمل الجديدة؟".
وتابع معدداً الهواجس "لماذا القُصور غير المفهومْ في تحفيز قِطاعات البُحوث والتطوير، والاسْتِمرار في الإكتفاء بمُبادرات القِطاع الخاص الذي لا يزال في أحيانٍ كثيرة يتقدم على القِطاع الرسمي في دعم المُبادرات الخلاقة ورِعايتِها وتنظيمِها؟ وهل أرْسى النظام التربوي والاكاديمي العربي، الرسمي والخاص على السَواء، قواعدَ جديدة تُواكب التكنولوجيا الحديثة وتؤهِل الطُلاب لنمطٍ مُختلفٍ من أسواق العمل والاِبداع؟".
وأمل في "أن تُشكِل هذه الهواجس عناوينَ في سِياق المُؤتمرِ، فتَـلقى معَ غيرِها مِنَ الأسئِلة الكبيرة المطروحة، إجاباتٍ تشكلُ جِزءاً من التوصياتِ" التي سيخرجبها المشاركون.
وأبرز صحناوي "ضرورةِ دراسةِ تجاربٍ عدة على مُستوى العالمِ الثالث نَجَحَتْ في توظيفِ الاقتصادِ الرقمي لِرفْعِ مُعدلات النموّ، وتالياً تكبيرْ حجم الاقتصاد من طريق الاستثمار في قِطاع المعلوماتية والاتصالات. فاستطاعتْ بِذلك تقليصَ الفجوة الرقمية مع الدُول الصِناعية بِنِسَبٍ معقولة، لا بل، معقولة جداً". واستشهد تحديداً بتجربة الهند التي "نجحت في جعلِ قطاع المعلومات قائماً بذاته، حتى اصْبَحَتْ عِملاقاً في مجالْ تصْنيع البَرْمَجِيات وتصديرِها"، وماليزيا التي "تحولت، بِفضلِ بِناءْ إقتِصاد المَعرِفة، من مُجتمعْ زِراعي بسيط إلى مُجتمع إقتِصادي مُعَقّدْ، ونجحت في تطوير كُلّ مَناحي الحياة واهتِمامات المُجتمع، فجعلَت من تجرِبَتِها وسيلة لِلتطوُر الاجْتِماعي بِالتوازي مع التطوُر الاقتصادي".
ورأى أن "من الضروري مُقاربَة الاقتصاد الرقمي والمعلوماتي بِوصْفِه حافزاً تنموياً أساسياً، وأن نُحَوِلَهُ أداةْ تطويرْ لِمُواكبة - لا مُواجَهة- طُموحات مجتمعاتِنا إلى التواصُل الرقمي". وقال "لِتَعْزيز هذِه الاتِجاهات، لا بُدَّ لنا في لبنان ومُحيطِنا العربي، من أن نُوفّر الشروط المادِية والفنِية لإفساح المجال أمامَ إمكانات الاستِفادة مِنَ الانترنت، بالعملِ المُستمِرْ على زيادة سِعات وسُرْعات الاتِصال، وتفادي قِيام حواجِز رِقابية تُـقيِّد حُرية استِخدام الشبكة العَنْكَبُوتِية".
وذكّر صحناوي بأن "الحكومة اللبنانية خَطَتْ خُطْوات استِثنائِية في الاشهُر التِسعة الفائِتة لتفكيك مُسبِبات الهواجِس الرقمية، بُغْيَة تحديث البُنى التحتية وتوسِيعها وتأهيلِها وجعلِها مِنَصَّة مُمَيزة للاستثمارات العربية والدولية، في مُوازاة تحضير وزارة الاتصالات استراتيجية لِمُجْمَلْ قطاع الاتصالات والمعلوماتية ستأخذ في الاعتِبار دعم الصناعات الرَقمِية وصناعة المُحتوى، والاهَمْ تصديرِها".
وشدد على أن "ما تحقَقَ في قطاع الاتصالات، أتاحَ دَفْعْ لبنان الى الأمام اثنَتَيْ عَشْرَة سنة، عَبْرَ خُطوَتيْن استثنائيتين نُعَوِلْ عليهِما لِتعويض تأخير مُزْمِن: الانتِقال من الجيل الثاني الى الجيل الثالث في الشبكة الخليوية (مع 100 مَحَطَة من الجيل الرابع)، والانتِقال من الحُزْمَة الضيقة إلى الحُزْمة العريضة (Broadband) في الشبكة الثابتة". وأضاف "سَتُسْهِم هاتان الخُطوتان في بِدْءْ انتِشار مجموعة واسعة من الخدمات في قطاعات حَيوية، وفي اتاحة المجال لآلاف فُرص العمل وتكبير حجمِ الاقتصاد ورفع مُعدلات النمو، عَبْرَ تحويل لبنان مِنصّة إقليمية لاسْتِقْطاب الشركات وتصدير الخدمات".
وتابع "تنتَظِرُنا في الاشهُر القليلة المُقبلة خُطُوات استِثنائية ايضاً، لن تَـقِلّ أهمِية عمّا تحقق. ففي مُوازاة العمل القائِم على ربْطِ سُنترالات الهاتف بواسطة الألياف الضوئية، نُحَضِر لإطلاق مُناقصة لمشروع توصيل الالياف الضوئية بالمباني ومنازل مُعظم اللبنانيين (الـ FTTX). ويجري التحضير لإطلاق مجموعة من المُدُن الذكيّة أو الرقمية، ولِتفعيل صِناعة استِقبال وإعادة بَث البرامِج التلفزيونية بِحيث يُصبِحْ لبنان مِنَصّة رئيسية للشركات الإقليمية والدَوْلية لإعادة البث مِنْهُ وعَبْرَه".
وخلص الى القول "مَعَ تنامي الاهتِمام بالتطورات التكنولوجية، تزداد التحديات وتَتَشَعَّبْ، ومُعظمُها مُرتبطُ بابتِكار الآليات التي تُحاكي القُدْرات الاستِثمارِية والمخاطر الناتِجة منها، والتي تُواكِب الخدمات المُتوَسِعَة. وهذا يَفْتَرِضْ بِنا، حُكومات وقِطاعات خاصّة، الالْتِفات الى واجب أن نُدْخِلَ تغييرات جَذْرِية في أنظِمَتِنا المَعرِفِية تُؤمن مجالات واسعة في قطاعات العَمَلْ والعِلْمْ، وتُسْهِمْ في تسهيل إيجاد التطبيقات المحلية - العربية المُرتبِطة بِخِدْمات الانترنت".
ويشارك نحو 150 محاضراً من دول الشرق الأوسط وأوروبا والولايات المتحدة وغيرها، في جلسات حوارية خلال يومي المؤتمر، بعد أن كانت سبقته ورش عمل ضمن "يومي المطورين" و"يوم القطاعات"، الثلثاء والأربعاء.