Outlast: هل عادت العاب الرعب الي الساحة؟

دعنا نبدأ بسؤال بسيط، متي اخر مرة خفت فيها؟ ولنقتصر حديثنا فقط على الألعاب....
بالطبع سيقول بعضنا انه "Slenderman" الذي يحكم عالم الرعب حاليا، سأتفق معك الي حد ما، و لكن سأحدثك بصراحة، اخر مرة خفت فيها كثيرا من لعبة رعب كانت صاحبة هذا الشرف “F.E.A.R” في جزئها الأول، لكن الامر هنا في Outlast  مختلف تماما و الي حد كبير.

Outlast: هل عادت العاب الرعب الي الساحة؟

 

حسنا لنبدأ بالأساسيات ولن احرق اللعبة وتفاصيلها:

انت صحفي تريد كشف سر خطير يتربص مؤسسة والتي استعملت طرق ملتوية والتي يراها البعض "مثيرة للجدل" وهذه المؤسسة لها نفوذ غير اعتيادي مما يجعل من الصعب المساس بها من قبل الجهات الحكومية، بالطبع كما تستطيع ان تري الي اين نذهب بهذا، انت صحفي شاب وشجاع ولا تخاف مما يخافه الاخرون وستكشف السر والغموض الذي يحيط بهذه المؤسسة، لكني اشك في نقطة الخوف وستغير رأيك بسرعة.

الفكرة الرئيسية في نظام اللعب الذي يختلف كثيرا عن الألعاب المشابهة، هو عدم قدرتك عن الدفاع عن نفسك، أي لا تستطيع مهاجمة الأعداء او حتى افقادهم الوعي، كل ما لديك هو كاميرا فيديو مزودة بنظام ليلي لتري في الظلام، ويقتصر ما يمكنك فعله علي: الهروب والاختباء والتسلل أو دعك من كل هذا ويمكنك الموت مباشرة وبذلك تكون ارتحت وارحت الجميع وبالأخص.... نفسك.

إذا الفكرة الأساسية هي عدم قدرتك عن الدفاع عن نفسك وماذا لديك أيضا؟، هل تذكر كاميرا الفيديو؟ بالتأكيد هي أداة أساسية وبالأخص فيما يتعلق في التنقل في الظلام حيث هي الطريقة الوحيدة لتري في الظلام من خلال الاشعة الليلية، وللأسف الكاميرا ليست تعمل على مفاعل نووي، انها تعمل على بطاريات والبطاريات بالطبع...... تنفذ، أي أنك "ستستثمر" بعض الوقت في البحث عن البطاريات حتى تكون جاهزا لأحلك المواقف، ولكن نظرا لأن هذه لعبة رعب فأعتقد أنك لن تستغرق كثيرا من الوقت في البحث.

لنتحدث عن الجو العام:

في مصحة نفسية (المؤسسة) حيث كل ما يوضع تحت بند "مثير للجدل" سيكون موضع اختبار من وجهة نظرك، المصحة وبشكل مناسب جدا وسط الجبال، وبالطبع لا توجد تغطية للهاتف، أي يمكنك نسيان الاتصال بأحدهم.
هذه المصحة من فترة لعبي للعبة وختمي لها، بها كثير من البيئات المتنوعة، بداية من الحديقة الخارجية، الي الغرف الترفيهية الجميلة، وأخيرا وليس اخرا الدهاليز السرية تحت المصحة ومجاري الصرف الصحي، وهنالك نوع أخير ولكن سأتركه لك لتكتشفه بنفسك........ ان كانت لديك الجرأة.

الطرق القابلة للاستكشاف تتراوح من الانفاق في المجاري الي فتح التهوية، طبعا كل هذا لا يبدو سيئا ولكن قام استوديو "Red Barrel" بإضافة هذه المواقع والطرق بالدماء والجثث الي جانب بعض الاعداء، وهذا بالطبع عنصر أساسي في جميع العاب الرعب، ونعم! كدت انسي، هذه الطرق أيضا تحتوي على بعض الشخصيات العشوائية والتي قد او قد لا تؤذيك.

كم هي مرعبة؟

Qutlast-04
علي مقياس من 1 الي 10, في البداية ستكون اللعبة مرعبة بقدر 10 !!!، ثم سيقل هذا التقييم مع مرور الوقت في اللعبة، لماذا؟ اعتقد ان هذا الامر طبيعي بشكل كبير، في أي لعبة بمجرد قضائك لبعض الوقت فيها، ستبدأ في التعود على الأصوات المختلفة وبالطبع ستصبح على دراية أكبر بتحركات الأعداء وتستطيع احتواء الذكاء الاصطناعي الخاص باللعبة والذي بكلمات اخري، سيصبح لديك مرجع جيد بعد اول ساعة عما يجب ان تتوقعه من اعدائك وتحركاتهم وأيضا توقع احداث اللعبة.

الي ان الامر ليس بتلك السهولة واللعبة ليست تكرارية اطلاقا، بمعني توقع الاحداث شبه مستحيل والأعداء ليسوا دائما بنفس السهولة ويختلف مقدار ذكائهم وتصميمهم على العثور عليك من عدو الي اخر، بعضهم سيوصلك لمرحلة اليأس، فوق كل هذا لا يمكنك تحديد شعور الشخصيات المختلفة حولك، بعضهم سيهاجمك ولكنه يساعدك بطريقة، البعض الاخر يهاجمك بدون ادني سبب، والذي يعتبر شيء منطقي نظرا لأنك في مصحة مجانين، والاخرين فقط يحبون مشاهدتك واتباعك والحديث معك في أحاديث....... "مثيرة للاهتمام".

أين يمكنك الاختباء؟

Qutlast-05

تقريبا في كل مكان، الأعداء ليسوا خارقين.... فيما عدا واحد ستتعرف عليه فور بدأك للعبة، على أي حال يمكنك الاختباء في الدواليب والخزنات، في الأطراف المظلمة في الحجرات، تحت الاسرة، تحت المكاتب، وراء الأثاث، أي مكان يمكنك اعتباره مكان اختباء منطقي يمكنك الاختباء فيه و لكن احذر، اعدائك مدركين لقدراتك الاختبائية و يستطيعون تخمين مكانك وفق عوامل معينة، مثل كم من الوقت مر عندما فقدوا اثرك، حجم الحجرة، حالة الأبواب: مفتوحة ام مغلقة، و قمت بعمل اختبار صغير لقياس مدي ذكائهم، اختبئت في احد الحمامات ذو 3 حجرات او 4، فتحت احدها و اختبئت في احد الحجرات الباقية بعد اثارة بعض الجلبة لجذب الانتباه، و النتيجة انه تجاهل تماما في كل مرة أجريت فيها هذا الاختبار الحجرة المفتوحة، و تفقد اثنان او حجرة واحدة من المغلقين و كان كثيرا ما يفشل في تخمين في أي واحدة كنت مختبئا، فيما عدا التي تتوسط حجرتين او خزنتين، سيتفقد مكان الاختباء المتوسط تقريبا في كل مرة، فنصيحتي اختبئ في الخزنات علي الأطراف.

Qutlast-01

بالطبع ستعرف انك مطارد من الموسيقي التصويرية التي تصاحب اللعبة، و التي تساعد بشكل كبير، نظرا لمقدار الظلمة الكبيرة فلا يمكنك تحديد ان كان احد الأعداء يعبث في المكان ام يطاردك بشكل ما، يمكنك أيضا تفادي هجماتهم بالقفز و الأعداء معظمهم يستطيعون القفز فوق العوائق، و لكنهم لا يستطيعون الدخول ورائك في الانفاق او فتحات التهوية و لذلك فأنا اهدي هذه التحية الي فتحات التهوية: انت رائعة!

حسنا ماذا لدينا أيضا؟

Qutlast-02

لدينا مستندات في غاية "السرية" وقابلة للتجميع لكي تتمكن من الإحاطة وبالفعل إدراك ماذا يحدث في ذلك المكان، هل هو مجرد مكان مرعب بدون أي سبب؟ ام هنالك شيئا ما خفيا يتحكم بالأمور؟
ولدينا أيضا بعض المشاهد التي تتطلب...... كيف اقولها........ (18+) حيث هنالك صديقين عاريين تماما يحاولان اصطيادك ودائما ما يحاولان الإيقاع بك.

بالطبع جميع الاحداث تحدث في الليل ولا أستطيع ان اري لماذا لم يختار عند شروق الشمس لكي يزور مكان مريب مثل هذا.
لدينا كذلك خصوم رئيسيين وكل منهم يحكم منطقة معينة تقريبا، فيما عدا أحدهم والذي ستكتشفه بنفسك قريبا.

حسنا لنقوم بتلخيص تجربتي مع اللعبة في عناصرنا المعتادة:

Qutlast-03
الرسوميات: الرسوميات ليست سيئة و محرك Unreal Engine  كالعادة يظهر في لعبة اخري و بالتأكيد يقدم الكثير من روعة المؤثرات و الظلال و كما قلت الرسوميات ليست جيدة تماما و لكنها ليست سيئة بل ستفي بالغرض لكي تتمتع او تفزع من اللحظات العديدة في اللعبة، ربما الشيء السلبي هو تكرار اشكال الأعداء العاديين بشكل واضح جدا و أيضا استعمال نفس الشكل في عديد من الشخصيات و حتي ان كانت شخصيات لا تهم و ليس لها دور كبير في القصة.

القصة: الصحفي الهمام لا يتحدث، و يا لها من مفاجأة، كم لعبة تصويب بطلها لا يتحدث؟، علي أي حال حديث الشخصيات بشكل عام مريض و مخيف جدا و مفزع في بعض الأحيان و به بعض التلميحات ال....(18+)، و كذلك تصرفات الشخصيات في مواقف عديدة تجعلك بالفعل تعيش في جو الارتياب و تجعلك بشكل مستمر تنظر خلفك و امامك و قلبك يدق اسرع و اسرع، القصة في نهايتها مركبة قليلا الا اذا كنت قد ابديت بعض الاهتمام و الانتباه الي الحوارات المختلفة و حصلت علي بعض المستندات السرية، فهي في النهاية صادمة و شيقة جدا في نفس الوقت، و اللعبة اخذت في اخر نصف ساعة منعطف جنوني في القصة لم اتوقعه اطلاقا و هذا شيء جيد.

أسلوب اللعب: بصراحة اللعبة يمكننا القول اعادت نوع الرعب الي العاب الفيديو ولم تكتفي فقط بهذا ولكن صقلته وجعلته أكثر تشويقا وصعوبة وتحديا، من خلال سلبك جميع اسلحتك وتسليحك فقط بكاميرا فيديو واستعمال الذكاء وخفة الحركة، يمكنك الركض بشكل مستمر و لكن عاجلا ام اجلا ستواجه عدوا في وجهك مباشرة، و ان كنت ابطئ من اللازم سيلحق بك اعدائك، اللعبة تتطلب دقة الملاحظة لكي تتمكن من تحديد اتجاهاتك و الأدوات او القطع التي يفترض ان تحصل عليها و حتي التعرف عليها اثناء الركض من الأعداء، كذلك نظام الرؤية الليلي واقعي جدا، فلم يعطيك أداة خارقة مثل معدات Splinter Cell و أيضا لم يعطيك معدات عديمة القيمة، اعطاك فقط ما تحتاجه لكي تتمكن من اللعب و يكون لديك عنصر التحدي و الصعوبة، و اعجبني كذلك القدرة علي النظر ورائك اثناء الركض و هذا يسهل معرفتك اذا ما كان الذي يطاردك مازال يطاردك ام لا، حتي لا توقع نفسك في مشاكل اخري من الركض الزائد، و الموسيقي الصادرة عن مطاردة احدهم لك أيضا إضافة رائعة لتسهل و تسرع من ردة فعلك، و أيضا اعجبني الظلام المخيم بشكل رهيب علي المكان في معظم الأماكن حيث يمكنك الاختباء في الظلمة من الأعداء لانهم لا يستطيعون الرؤية في الظلام، علي عكسك، و هذا أيضا يضيف الغموض و القلق لأنك نعم تستطيع الرؤية في الظلام و لكن ليس جيدا و ليس بكفاءة، من الوارد ان تصطدم بأحد الأعداء و تصبح العواقب وخيمة، او أسوأ من هذا و تتوه في منطقة مظلمة واسعة، أيضا الأصوات واضحة و تستطيع التعرف علي اعدائك و هويتهم من مجرد سماع أصوات حركاتهم و أسلحتهم. بشكل عام أسلوب اللعب رائع وجعل اللعبة بالفعل مخيفة الي حد كبير، لكن في النهاية سوف تبدأ في توقع الأسوأ وستقل نسبة خوفك، لكن اللعبة ليست تكرارية وستفاجئك في أكثر من موضع حتى لو تكرر نفس الموقف.

الاستمرارية او التكرارية: اللعبة ستلعبها مرة واحدة فقط، ولا اري لماذا يجب ان تلعبها مجددا، الا إذا كنت من محبي الاستكشاف وتريد التعرف أكثر على عالم اللعبة الغني، اللعبة ليست طويلة بشكل عام ولقد تمكنت من اختصار ساعة كاملة من مدة اللعب بمجرد اختيار طريق اخر، جعلني اجتنب الكثير من المشاكل واوصلني مباشرة الي اخر منطقة في اللعبة، أي يمكنك اختصار وقتك باختيار طريقك ولكن لم اقصد فعل هذا، فلا اعتقد انه شيء قصده المطورون، او قصدوه وكانت لديهم بعض الأخطاء، سأترك الامر لكم في هذا.

من وجهة نظري اللعبة تفوقت على العاب الرعب القديمة مثل F.E.A.R بسبب نقطة عدم إمكانية الدفاع عن نفسك وأيضا وبشكل كبير عدم تكرار المواقف ومن الصعب ان تكون توقعا عن ماذا سيحدث لاحقا وبالتالي ستظل دائما متحفزا على أطراف أصابع قدميك في اللعبة، بعكس F.E.A.R 2 والتي لم تكن مرعبة اطلاقا الا في بعض المواقف، والسبب انهم استنفذوا كل ما لديهم في الجزء الأول وعندما دخلنا في جزئها الثاني، كانت لدينا بالفعل فكرة جيدة عن حركات وقدرات ومواقف الخوف المحتملة وبالتالي لم نخف منها كثيرا.
Outlast ستبقيك دائما في وضع الجهوزية و لن تتوقع ماذا سيحدث لاحقا!

وبذلك ينتهي تقريرنا، هل يجب ان تحصل عليها؟ كما قلت لكم كل مرة، الامر والحكم متروك لك، لديك تقريري، لديك مقاطع على الانترنت في كل مكان، قرر انت لماذا يجب ان تحصل عليها، من تجربتي الشخصية اللعبة اضافت تجربة جديدة الي مكتبة العابي وكانت تجربة رائعة وشيقة وحزنت قليلا لانهائي إياها بتلك السرعة ولكن الأشياء الجيدة لا تدوم....

هل لعبت Outlast؟ ماذا تعتقد وما رأيك في اللعبة؟

صور للعبة:

Qutlast-06

Qutlast-07

Qutlast-08

Qutlast-09

Qutlast-10

Qutlast-11

Qutlast-12