إن كنت تزورنا من أجل معرفة أخبار الهواتف والتسريبات المحيطة بها في قسم التقنية، فمرحبأ بك دائماً. لكن في بعض الأحيان، أعلم أن عيناك قد تقابل بعض المعلومات بخصوص الهاردوير بشكل عام. ترى مراجعة لبطاقة رسومية جديدة، ترى خبر عن الشاشة المنتظرة من شركة ما أو ترى حتى أخبار الألعاب. هذا، بكل بساطة، لأننا صرنا مثل الفندق الذي يستضيف الجميع.

لكن..أنت نزيل في جناح التقنية. لا تهتم بأي جناحٍ أخر. لكن، قد ترى بعض الكلمات المتعلقة بعالم الهاردوير مثل الرسوميات والمعالج، لكن هناك كلمة واحدة بدأت تهتم بها في الأونة الأخيرة. هذه الكلمة هي معدل التحديث الذي بدأ بالتغير في عالم الهواتف الذكية والشاشات التي نراها في هذه الهواتف. هنا تبدأ بالتساؤل..ما هو معدل التحديث؟ ما الذي وضع شيء يتعلق بالهاردوير في عالم الهواتف الذكية ولماذا أنا هنا من الأساس؟ ما الذي يحدث؟!

هنا يأتي دوري. يأتي دور محرر من عالم الهاردوير لكي يناقشك في أحد أهم المعايير التي نتناولها في هذه الصناعة والذي بدأ بالتوسع إلى عالم الهواتف الذكية. هنا سأبدأ معك حديثي الذي يحتاج مني توضيح بعض الأشياء بخصوص الشاشة وكيفية عملها حتى أستطيع توصيل الصورة الكاملة لك على الشاشة التي تقرأ كلماتي منها. ما هو معدل تحديث الشاشة؟ وكيف يمكن له تحسين تجربتك للهاتف الذكي؟

ما هي الشاشة في الأساس؟

الشاشة في الهواتف

هذا السؤال مهم. الأهم من فهم معدل التحديث هو فهم الشاشة نفسها. فدعنا سريعاً نتحدث عن الشاشة بشكل غير مفصل. لن أقوم بـ"كروتة" المعلومات، لكنني سأعطيك ما تحتاج لفهم معدل التحديث ليس أكثر.

الشاشة تأتي بلوحة العرض التي تراها أنت وبعض المكونات الأخرى. لوحة العرض تلك تتكون من بعض الوحدات التي تسمى بالبيكسل والتي تقوم بعرض الألوان الخاصة بأي شيء سيتم عرضه على سطحها. على سبيل المثال، الصورة الواحدة مصممة من عدد معين من البيكسلات والتي عند تجميعها سوياً يظهر لنا شخص أو شكل محدد، مما يعطينا صورة كاملة الأركان يمكن التعرف عليها.

في نفس الوقت، هناك بعض القطع التي يتم توصيلها بالشاشة نفسها على لوحة واحدة. هذه القطع مسئولة عن القيام بتنظيم الطاقة، تنظيم الألوان والعديد من الوظائف. هناك وظيفة مهمة للغاية تقوم بها هذه القطع وهي تحديث الصورة مراراً وتكراراً، وهذا ما سنعرفه الآن بشكل مفصل.

ما هو معدل تحديث الشاشة؟

الشاشة

معدل التحديث هو عدد المرات التي تقوم فيها الشاشة بتحديث نفسها في كل ثانية. بما أن الصورة على الهاتف، التلفزيون أو شاشة الكمبيوتر ليست ثابتة، فيجب أن يتم تحديث البيكسلات كل فترة من الزمن. هذه هي الوظيفة التي تحتاجها للقيام بمشاهدة الأفلام على سبيل المثال. إن لم تستطع الشاشة الخاصة بك أن تقوم بتحديث الصورة بشكل يتناغم مع عدد الإطارات التي تراها.

دعنا نتخيل أنك تشاهد فيلم يقوم بعرض 24 إطار في الثانية الواحدة وتقوم الشاشة الخاصة بك بعرض إطار واحد في الثانية. هذا السيناريو سيكون صعباً لأنك سترى في الدقيقة الواحدة 60 إطاراً بينما كان من المفترض أن ترى 1440 إطار في الثانية الواحدة. إن كانت الشاشة الخاصة بك تقوم بعرض 60 إطار في الثانية الواحدة، فهذا يعني أنك سترى جميع الإطارات بشكل طبيعي أثناء تشغيل هذا الفيلم.

 عدد الإطارات التي تقوم الشاشة بعرضها هو نفسه معدل التحديث الذي يقوم بتحديث الصورة على الشاشة الخاصة بهاتفك، ولهذا يجب أن يكون متوازناً مع المحتوى الذي تراه على هذه الشاشة.

هذا، بكل بساطة، يعني أنه كلما زادت الإطارات التي يتم عرضها في الثانية على هذه الشاشة زاد معدل التحديث، هذا لأنهم واحد. يتم قياس هذا المعدل بوحدة الهرتز. إذا كانت الشاشة تقوم بعرض 60 إطار في الثانية من خلال تحديث الصورة 60 مرة في الثانية، فمعدل تحديثها 60 هرتز.

على عكس شاشات الكمبيوتر التي تراها في مراجعاتنا، فشاشات الهواتف مختلفة نوعاً ما. عملية التحديث في كل مرة لا تتم بشكل كامل للشاشة. الفكرة هنا أن كل صف يتم تحديثه حتى يتم تحديث الشاشة بالكامل على نفس معدل التحديث. نعم، يتم تحديث الشاشة بشكل كامل في 60 مرة في الثانية، لكن كل مرة يتم تحديث الشاشة من خلال كل صف أولاً. تستطيع أن تلاحظ هذا الأمر إن قمت بتشغيل على وضعية الحركة البطيئة من خلال التقطع في الصورة أثناء تشغيل الفيلم على هذه الوضعية، مما يعني أن الشاشة لا تقف عن التحديث بأي شكل من الأشكال، لكن التحديث الكامل يحدث في كل 1/60 من الثانية إن كانت الشاشة تأتي بمعدل الـ 60 هرتز.

بماذا يفيد معدل تحديث الشاشة مع الهواتف؟

بماذا يفيد معدل تحديث الشاشة مع الهواتف؟

إن قمنا برفع معدل التحديث في الشاشة الخاصة بأي هاتف ذكي من الهواتف التي نراها في الفئة المتوسطة، سنلاحظ فارق رائع من ناحية السلاسة في حركة الشاشة نفسها. لكن يجب أن تعرف أن هذا الإحساس لا ينطبق على جميع التطبيقات التي تقوم بإستخدامها لأن معظم التطبيقات صممت للتعامل مع معدل تحديث الـ 60 هرتز ولن يشكل أي فارق كبير في تجربتك مع العديد من التطبيقات.

بالنسبة للأفلام أيضاً أو المسلسلات، فالأمر لا يعطي فارق كبير لأن معظم المحتوى المرئي يعتمد على إظهار ما يقارب للـ 24 إطار في الثانية الواحدة. لكن، في عمليات التصفح على الإنترنت أو بعض تطبيقات التواصل الإجتماعي، ستلاحظ سلاسة وسرعة غير مسبوقة عند قيامك بالتصفح في هذا المحتوى بشكل واضح.

الأمر يظهر بشكل واضح جداً في الألعاب بالذات كما هي العادة مع أجهزة الكمبيوتر في الأصل. معدل التحديث العالي يعطي أداء أفضل في الألعاب وهذا ما يجعلنا دائماً نرشح الشاشات التي تأتي بمعدل الـ 120 هرتز وما أعلى للاعبين على أجهزة الكمبيوتر. في نفس الوقت، لا يمكننا أن ننكر أن الألعاب على الهواتف التي تأتي بمعدل التحديث العالي ستستفيد منه بشكل كبير، لكن يجب أن يكون المعالج الخاص بالهاتف قوي لإنتاج أكثر من 60 إطار في الثانية الواحدة لكي يستفيد اللاعب من هذا المعدل بشكل واضح، مع العلم إنه قد يضحي ببعض الإعدادات هنا وهناك للوصول لأعلى معدل إطارات ممكن.

ما الذي يعيب معدلات التحديث العالية في الهواتف؟

ما الذي يعيب معدلات التحديث العالية في الهواتف؟

عمر البطارية هو الأزمة مع معدلات التحديث التي تأتي إما بـ 90 هرتز أو ما أعلى. إن قمت بمقارنة التصفح على هاتف يعمل بمعدل تحديث الـ 60 هرتز مع هاتف يعمل بمعدل تحديث الـ 90 هرتز مثل OnePlus 7 Pro، ستجد أن عمر البطارية مع الهاتف الأول سيكون أطول بمدة تصل إلى 180-200 دقيقة. ثلاثة ساعات أو أكثر إن كنت تريد رقم أكثر دقة.

 

إقرأ أيضاً: هاتفي أوبو رينو 3 برو وفايند X2 برو | أيهما الأنسب لك؟

 

ولكن مع هاتف أوبو الرائد فايند إكس 2 برو قامت الشركة بتغيير تلك المعادلة لتجعل من الممكن أن تصل إلى 120 هرتز على دقة FHD و QHD ويوجد لديك الخيار أيضاً بأن تلقي المهمة على كاهل هاتفك ليقوم بالتنقل بين معدلات التحديث لتوفير البطارية بشكل ذكي وسهل وبدون تدخل منك.

هذا هو الهاتف الأول الذي نراه يتيح هذه التقنية على دقات عليا فيما نشاهد بعض الشركات الأخرى تعاني لتتيح تلك التقنية من الأساس على هواتفها بدقة FHD وبعض الشركات الأخرى التي لم تنتقل من معدل التحديث 60 هرتز بالأساس حتى الآن.

في النهاية..

إن سألتني عن رأيي الشخصي، لا يستحق معدل التحديث أن تبني خيارك القادم حوله. هو عنصر واحد من عناصر عديدة، لكن دعني أذكرك أيضاً أن معظم الهواتف التي تأتي بمعدل تحديث عالي تسمح لك بالقيام بالعمل على معدل أقل من أجل عمر البطارية. لهذا، إن كنت لاعب من لاعبي الهواتف الذكية وتريد تجربة أفضل، هذا العنصر مهم. لكن تذكر، لا تشغله إن كنت لا تحتاجه خارج لعبتك المفضلة. قدمنا لك عزيزي القارئ ما هو معدل تحديث الشاشة؟ وكيف يمكن له تحسين تجربتك للهاتف الذكي؟