ينتظر عالمنا أزمة جديدة مع اقترابنا من نهاية عام 2021, ففي الوقت الذي ظن الجميع أننا بدأنا في التعافي من تبعات أزمة انتشار فيروس كورونا بدأت مؤشرات أزمة جديدة ستطول الأخضر واليابس وستؤثر بالتأكيد على كافة الأجهزة الإلكترونية ومكوناتها.

ارتفاع أسعار هذه الأجهزة بات للأسف مسألة وقت. قد لا تتوافر معلومات مؤكدة عن موعد هذا الارتفاع ولكن الأسباب التي نشاركها معكم اليوم تؤكد لنا أن قطع الهاردوير, الأجهزة الذكية وكل شيء يحتوي على دائرة كهربية سيرتفع سعره لا محالة أو سيختفي من الأسواق حتى تنتهي الأزمة!

ماذا يحدث ؟

أزمة كهرباء في الصين

تعاني الصين حالياً من أزمة كهرباء حادة وصلت إلى دعوة المواطنين إلى ترشيد الاستهلاك قدر المستطاع لتفادي الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي والذي بدأ يحدث بالفعل في عدد من المقاطعات والمدن الصينية الكبرى.

Electric power line

تعود هذه الأزمة إلى عدة عوامل أهمها رغبة الصين في تقليل الانبعاثات الكربونية الناتجة من عملية احتراق الفحم والذي يعد أهم وأكبر مصدر مستخدم في توليد الطاقة الكهربائية في مصنع العالم, الصين! فرضت الحكومة المركزية الصينية قيود جديدة لتقليل التلوث الناتج من عملية استخدام الفحم في توليد الكهرباء ما نتج عنه انخفاض الإنتاج الكهربائي للمحطات ومن ثم حدوث أزمة في الطاقة الكهربية لم تستطع الحكومة الصينية حلها حتى هذه اللحظة.

كانت خطة الصين البديلة للفحم هو استخدام الغاز الطبيعي كأحد مصادر الطاقة الأقل توليثاً للبيئة. هنا حدثت أزمة جديدة سنناقشها في النقطة التالية.

المؤكد الآن أن هناك أزمة في الكهرباء بدأت تؤثر على خطوط الإنتاج. قد يحدث أيضاً ارتفاع في أسعار الكهرباء في الصين ما سيؤثر بالتأكيد على أسعار كافة المنتجات ولكن الحكومة الصينية لم تُعلن عن هذه الزيادة حتى الآن.

أزمة في مصادر الطاقة 

مع توقف العالم مطلع عام 2020 وحدوث انخفاض ضخم في استهلاك الطاقة بأنواعها بسبب الإغلاق التام الذي تزامن مع هذه الفترة خفضت الدول المصدرة للغاز الطبيعي والمنتجات البترولية إنتاجها. بعد انتهاء موجة الإغلاق وعودة الحياة إلى طبيعتها نوعاً ما في الشهور التالية عاد الطلب وبشدة على مصادر الطاقة المختلفة بسبب عودة المصانع للعمل بكامل طاقتها لسد الاحتياج المتزايد على كافة المنتجات والذي قفز مرة.

هنا حدثت الأزمة, الصين تحاول تبديل الفحم بالغاز الطبيعي فتحاول الحصول على أكبر كمية متاحة منه في الأسواق العالمية. دول أوروبا تنتظر شتاء قد يكون الأشد برودة منذ زمن طويل لذا تحاول هي الأخرى سد تخزين أكبر كمية خشية اندلاع أزمة في فصل الشتاء. الإنتاج العالمي لا يمكنه حالياً سد هذا الاحتياج الضخم.

في أوروبا ارتفعت بالفعل أسعار الكهرباء أما في الصين فكما ذكرنا الأزمة بدأت بالفعل.

ارتفاع أسعار البترول

ولأن المصائب لا تأتي فرادية فالأزمة التي تحدث حالياً يصحبها ارتفاع أسعار البترول. سعر البرميل تضاعف تقريباً مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. هذه الزيادة ستؤثر على تكلفة الشحن بداية من شحن المنتجات من المصانع إلى الموانئ وحتى تكلفة وصولها للمستخدم كان ذلك في المتجر أو إلى منزله.

انتشار فيروس كورونا في الصين

Corona Virus Covid 19

تواجه عدد من المقاطعات الصينية شبح الإغلاق التام مثلما حدث مطلع عام 2020. فيروس كورونا بدأ في الانتشار بصورة سريعة وهو ما قد يدفع حكومات تلك المقاطعات لإعلان إغلاق جزئي أو إغلاق تام خلال الفترة المقبلة. وزارة التجارة الصينية كانت قد دعت مواطنيها لتخزين احتياجاتهم من المنتجات الأساسية دون إبداء أسباب قبل أن تخرج عدة صحف محلية صينية تؤكد أن السبب يرجع لاحتمالية حدوث إغلاق بسبب انتشار فيروس كورونا الذي زادت وتيرة انتشاره خلال الأيام الماضية.

النقص العالمي في الرقاقات

Chip

تخيل أن الشركات المصنعة للأجهزة الإلكترونية تعاني بالفعل من نقص في أشباه الموصلات والرقاقات بشكل عام. أضف إلى ذلك ارتفاع تكلفة تصنيعها وتكلفة شحنها ووجود احتمالية لانخفاض الإنتاج وانتظار صناعة السيارات لكميات ضخمة منها.

الأمر واضح! نحن الآن أمام عدة أزمات ستؤثر كما ذكرنا إما بزيادة أسعار الأجهزة الإلكترونية ومكوناتها أو ستجعلها تختفي من الأسواق. الأجهزة الإلكترونية لن تكون الوحيدة فمهما كان البلد الذي تعيش فيه فقد لاحظت بالتأكيد ارتفاع أسعار بعض المنتجات.

ماذا تفعل؟

لا أريدك عزيزي القارئ أن تتسرع وتشتري احتياجاتك من هذه الأجهزة في أسرع وقت فقد يتغير الوضع بالإيجاب أو بالسلب في أي لحظة ولكن ما يمكنني أن أنصحك به هو ألا تنتظر أن يتحسن الوضع قريباً وألا تؤجل خططك لشراء الأجهزة الإلكترونية ومكوناتها لأن المؤشرات غير مبشرة.

نصيحتي لك هو أن تحاول استغلال خصومات الجمعة البيضاء التي تنطلق عالمياً في آخر الشهر الجاري قدر المستطاع فمن جهة ستضن حصولك على أي منتج بسعر أقل من سعره حالياً وبسعر أقل بالتأكيد مما سيكون عليه في الفترة المقبلة.