هل يقوم مطوري لعبة PUBG بقتل اللعبة بأيديهم ؟؟
تعتبر لعبة PUBG و Fortnite الاسمين الأكبر لظاهرة ألعاب الـ Battle Royal . وفي خضم المنافسة المحتدمة بين اللعبتين يبدو أن PUBG لا تنوي البقاء طويلاً !
علينا أن نتفق في بادئ الأمر أن PUBG لم تخترع ألعاب الـ Battle Royale ولكنها وبلا شك هي أحد أهم العوامل لسيطرة هذا النوع من الألعاب على الساحة حالياً. لقد ساعدت في بناء أساس قوي اعتمدت عليه العديد من الألعاب الأخرى في الخروج بهذه الظاهرة التي لا ينفك الجميع بالتحدث عنها حتى خارج دائرة اللاعبين.
https://www.youtube.com/watch?v=y0DhWQM40XQ
كان يبدو للعبة PUBG عند إصدارها مستقبل واعد كان لابد وأن يجعلها تسحق منافسيها آنذاك وفيما بعد بـ أكثر من 50 مليون نسخة مباعة. لتحقق قاعدة لاعبين مهولة تتفوق على أغلب الألعاب في المبيعات عند الاطلاق الأول لها.
على الرغم من تضاؤل عدد اللاعبين بشكل ملحوظ منذ ذاك الحين، إلا أنها ما زالت تمتلك قاعدة عريضة من اللاعبين بالرغم من التضاؤل الملحوظ في مستوى الدعم للعبة الذي لابد وأنه محبط لكثير من هؤلاء اللاعبين الأوفياء والذين باهتمامهم قدموا الكثير من الاقتراحات وساعدوا في عملية تطوير اللعبة في مراحلها الأولى عن طريق التجربة، برغم من عدم الأخذ بمقترحاتهم أو عدم إصغاء المطورين في Bluehole من الأساس بالرغم من أن اللاعبين وردود أفعالهم واقتراحاتهم من المفترض أن تكون العامل الأهم في تطوير اللعبة في مراحلها المتقدمة.
[caption id="attachment_209891" align="alignnone" width="1920"] bluehole studio developer of PUBG[/caption]
إذاً كيف تقتل PUBG نفسها ؟؟
في البداية علينا أن نعرفكم على Brendan Greene مصور فوتوغرافي ومصمم جرافيك والمسؤول الأول عن فكرة الطور المعدل من لعبة ARMA 2 الذي بدأت منه هذه الظاهرة. والذي أطلق عليه آنذاك Day Z Battle royale !! هل يبدو لكم الاسم مألوفاً ؟؟
يقول Brendan أنه يعشق ألعاب التصويب العسكرية مثل ARMA كما أنه معجباً بشدة بفيلم Battle Royale ومن هنا جاءته الفكرة.
مع انفصال DayZ عن ARMA 2 بدا وأن حلمه صعب الوصول فقرر عندها قبول عقد من شركة Sony للعمل كمستشار على لعبة H1Z1. وفي هذا التوقيت ظهر ستوديو Bluehole مملوكاً لشركة لم يعلم عنها أحد الكثير إلا أنها تقوم بتطوير ونشر ألعاب الهواتف المحمولة. أراد الاستوديو العمل على لعبة للحاسب الشخصي لأول مرة ولإدراكهم أن الأمر يتطلب مجهوداً أكبر، تم الاتجاه بالطبع إلى خاصية منصة steam early access. بصياغة أخرى أرادت الشركة الاسراع بإخراج لعبة إلى النور والاستفادة منها مادياً برغم من عدم اقترابها حتى لدرجة الاكتمال. ومن هذا المنطلق بدأ تم التعاون مع Brendan Greene باعتباره صاحب فكرة الطور المعدل في الأساس. من هنا خرجت لعبت Day Z التي لم يستمر العمل عليها طويلاً لذات الأسباب السابق ذكرها. فالدفع بلعبة بعيدة تمام البعد عن الاكتمال إلى مرحلة Early Access ليس خياراً حكيماً.
تم العمل لأول مرة على لعبة PUBG في مارس عام 2016 لتصدر اللعبة في العام التالي مباشرة !! بمعرفتكم الآن بقصة Day Z هل كان هذا قراراً حكيما؟؟
برغم ذلك بدأت ظاهرة PUBG التي نعلمها جميعاً وسيطرت على Steam لفترة كأحد أكثر الألعاب نشاطاً على المنصة. وأكثر الألعاب مشاهدة على موقع Twitch كذلك. بدا أن صعود اللعبة لا يمكن إيقافه. فقط لتقوم اللعبة بالخطوة الأولى لقتل هذا الصعود.
بدأ هبوط أعداد اللاعبين شهراً تلو الآخر وكان أكثرها ملاحظة في شهر مارس الماضي، وبحلول شهر يونيو فقدت PUBG نصف قاعدة اللاعبين منذ بداية عام 2018 ليصل من 3.2 مليون إلى 1.7 مليون لاعب !!
كانت هذه الخطوة بالطبع هي عدم الإنصات لأصوات اللاعبين. حتى بعد الإطلاق للعبة كانت مليئة بالأخطاء والعيوب التي تبدوا بدائية للغاية فكان ما زال من الممكن أن تجد نفسك غارقاً وسط الأرض أو طائراً في السماء لمجرد الاصطدام بصخرة أو الوقوع من على بعض درجات السلم. الحوائط يمكنها الظهور والاختفاء كما تشاء وأشياء أخرى كثيرة لا يجب أن تكون أبداً في لعبة في مراحلها التجريبية حتى !!ورغم ذلك كان التركيز من الاستوديو المطور على إطلاق نسخة الهواتف المحمولة و نسخة الـ Xbox خرائط جديدة وغيرها !!
ثم بدأت اللعبة في الخطوة الثانية:
وهي الاهتمام بالجانب التسويقي والربحي بشكل أكبر رغم استمرار المشاكل في اللعبة على غرار ألعاب الهواتف المحمولة. فجاء season pass لتعويض اللاعبين عن عدم وجود نظام ارتقاء لوقت طويل بمبلغ 10$ بالإضافة لسعر اللعبة الأساسي. يدوم السيزون باس لمدة 30 يوم بثلاثين مستوى، لكن تكمن المفاجأة عندما ظهرت تقارير وإشاعات تشير بأن ما ستحصل عليه خلال الثلاثين يوم لن يمكنك الاحتفاظ به مثل ما هو الحال مع Fortnite Battle Pass. أي أنك ستقوم بدفع مبلغ مالي "حقيقي" للحصول على مكافآت في واقع "افتراضي" ولن يمكنك الاحتفاظ بما ستحصل عليه حتى في ذلك العالم الافتراضي!! كل ذلك مع العلم أن PUBG هي ليست لعبة مجانية في الأساس أي أن اللاعبين لا يفترض بهم الدفع مرة أخرى للحصول على إضافات المحتوى كما هو الحال مع Fortnite المجانية.
الخطوة الثالثة: قلة الدعم المقدم من المطور !!
استلزم الأمر مرور عامين منذ انطلاق اللعبة في Early Access للحصول على خريطة جديدة. فتم تقديم Miramar مع قدوم اللعبة على منصة Xbox فقط لتلاقي ردات فعل تحمل الكثير من الاستياء بسبب تصميم الخريطة "الفقير". وبرغم من محاولات تعديل لاحقة بإضافة مباني عديدة وتعديل أماكن Loot Drops إلا أن الخريطة ظلت تحوي الكثير من المشاكل لدرجة محاولة لاعبي الحاسب الشخصي لإيجاد طرق مختلفة لتجنب اللعب في تلك الخريطة !! قدمت PUBG الخريطة الثانية بعد ما يقرب من مرور 7 أشهر لتأتي لنا بـ Sonhak وهي خريطة بنصف حجم الخريطة الرئيسية.
الخطوة الرابعة: مقاضاة Epic Games.
منذ إطلاق Fortnite صدرت عدة تصريحات من ستوديوهات Bluehole تتهم مطوري اللعبة بالنسخ أو سرقة الأفكار وخرق لقوانين حقوق الملكية للعبة PUBG الأمر الذي يظهر Bluehole في موقف. ثم تم تصعيد الموقف برفع دعوى قضائية هذا العام 2018 بالفعل لخرق واستغلال حقوق الملكية الفكرية. (وهي الدعوى التي تم سحبها فيما بعد).
http://arabhardware.net/2018/07/04/pubg-corp-withdraw-lawsuit-against-epic-games/
هذه الخطوة تعطي انطباعاً باليأس وباهتمام المطور بتقويض والعبث بعمل المنافس أكثر من تطوير مشروعه الخاص!
في النهاية لا نستطيع القول إلا أن PUBG كانت الاسم الأول والأوحد عندما نتحدث ألعاب Battle Royale وكان عليها الاحتفاظ بهذه المكانة، ولكن للأسف مع اتباع السياسات السابقة لا يمكننا أن نتوقع أكثر من الاكتفاء دوماً بالمرتبة الثانية هذا إن استطاعت اللعبة الاستمرار.