ما الأهم أثناء الجيمنج؟ الدقة، الـ Refresh Rate، الـ FPS .. أم جميعهم؟
لا أظننا سنكف عن التحدّث يومًا عن أن تجربة الجيمنج يجب أن تكون متكاملة وألا يشوبها أي نقصان أو تضحيات، قلت هذا الكلام في معظم المقالات السابقة التي تناولت الجيمنج من أعين الهاردوير وسأظل أقوله، فإن استثنينا أجهزة اللابتوب وأجهزة الكونسول سنجد أن تجربة الجيمنج تعتمد بالكامل على تلك القطع المتصلة مع بعضها البعض والتي تعمل سويًا بلا كلل أو ملل لتخرج لنا بعض النتائج الرائعة، وإن تحدثنا عن الجيمنج من هذا المنظور سنجد أننا نتحدّث عن معالج الرسوميات (GPU) وكذلك الشاشة، حيث أنك لا يُمكنك أن تلعب دون أن ترى الصورة أمامك ورُبما يتغير هذا الأمر بعد عشر أو عشرين سنة، إلا أنه والآن، لا يُمكن لتجربة الجيمنج أن تتم دون أن ترى اللعبة أمام عينيك، من خلال الشاشة، وهنا نلاحظ أن اللاعبين قد يستثمرون أكثر من 800$ في شراء كارت الشاشة ثم يشترون أي شاشة يجدونها أمامهم وتم الأمر.. وهو ما يبدو غير منطقي بالمرة.
العاملان الأساسيان في عملية الجيمنج هم معالج الرسوميات والشاشة هذا مع استثناء الألعاب القليلة التي تعتمد على المعالج، لذلك توجد الكثير من الأمور في مجال الشاشات لا يهتم بها اللاعبين وهو ما ينتج عنه تجربة جيمنج غير متكاملة، تجربة قد تكون مرضية وكافية إلا أنها وبكل وضوح غير متكاملة ولا يُمكن لأحد أن يلمس الفجوة بين شاشة مخصصة للجيمنج وشاشة أخرى عادية إلا بتجربته للإثنين، وهنا -وبمساعدة العنوان- يُمكك أن تستشف الموضوع الذي سنتحدث فيه، وهو شاشات الجيمنج، إلا أننا لن نقوم بعرض شاشة ما ومميزاتها ومن ثم نتركك وحدك، بل سنُبحر في البعد التقني للشاشات بعض الشيء وسنجاوب عن بعض الأسئلة المهمة وأهمها: أيهما أهم، معدل الإنعاش المرتفع أم دقة الشاشة؟
دقة الشاشة (Resolution)
نحن جميعًا نعلم ما هي دقة الشاشة وكيف تؤثر على الجيمنج وعلى كل شيء يتم عرضه على الشاشة بكل تأكيد، لكن أولًا علينا أن نتأكد من مفاهيمنها، شاشة الكمبيوتر تستخدم ملايين البيكسلات لكي تقوم بعرض الصورة أمام عينيك، هذه البيكسلات يتم ترتيبها على شكل شبكي مقسمة لبيكسلات أفقية وأخرى رأسية وعليه من خلال أرقام -أو عدد- البيكسلات الأفقية والرأسية يُمكننا أن نعرف ما هي دقة الشاشة، فعلى سبيل المثال الشاشة ذات الدقة 1024x768 هي شاشة تمتلك 1024 بيكسل أفقية و 768 بيكسل رأسية، ويُمكنك التوجه لهذا الرابط الذي يوفّر أداة مجانية تبيّن لك دقة الشاشة الخاصة بك بنفس الطريقة الموضحة، إذن من خلال هذه النظرية يُمكننا أن نجد أن هناك شاشة تمتلك على سبيل المثال مليون بيكسل وشاشة أخرى تمتلك مليوني بيكسل، فما الفرق بينهم؟ هنا يكمن مفهوم "الدقة" الخاص بالشاشة، فكلما كانت البيكسلات أكثر كلما استطاعت الشاشة عرض المزيد من التفاصيل في الإنش الواحد.
إذن، يُمكننا أن نستنتج أن دقة الشاشة أو وضوحها يساهم في عرض المزيد من التفاصيل التي قد لا ينتبه لها أصحاب الشاشات ذات الدقة المنخفضة وهو ما يعني أن المظهر العام والتجربة العامة لتشغيل إحدى الألعاب لن تكون في أفضل حالاتها، خاصة أن الوضوح الخاص بالشاشة له علاقة مباشرة بعدد الفريمات وهو ما يُمكن استنتاجه من المعادلات التالية لبعض الدقّات الشائعة:
- 1920 x 1080 x 60FPS = 124,416,000 بيكسل لكل ثانية
- 3840 x 2160 x 60FPS = 497,664.000 بيكسل لكل ثانية
- 3840 x 2160 x 120FPS = 995,328,000 بيكسل لكل ثانية
- 3840 x 2160 x 144FPS = 1,194,393,600 بيكسل لكل ثانية
أهم ما يُمكننا استشفافه من المعادلات السابقة أن زيادة عدد الفريمات وكذلك زيادة دقة الشاشة سيساهمان بشكل مباشر في زيادة عدد البيكسلات المعروضة في الثانية الواحدة، وهو ما يبيّن العلاقة بين الدقة (Resolution) وعدد الفريمات (FPS)، وهنا ننتقل للحديث عن أمر هام، هام جدًا..
لعلنا عادة نقارن بين كفاءة جهاز مخصص للجيمنج وآخر عادة ما نلجأ للمقارنة بين عدد الفريمات التي ينتجها كل منهم على نفس اللعبة ونفس الوضوح، وهنا علينا أن نوضّح أن FPS تعني Frames Per Second وهو عدد الإطارات التي يعرضها الجهاز على الشاشة في الثانية، لكن هل سألت نفسك من قبل عن معنى كلمة إطار؟
الإطار هو عبارة عن صورة واحدة وثابتة حيث أن كل مشهد تراه داخل أي لعبة هو عبارة عن مجموعة من الصور الثابتة تم عرضها بشكل سريع جدًا تلو بعضها البعض، كل صورة من تلك الصور تختلف اختلافًا بسيطًا عن الصورة السابقة لها مما يجعلك تتوهم أنك ترى فيديو وليس صورة، إلا أنك هنا ستسألني -وعندك حق- عن كيف تكون الصور ثابتة وهي تنتج عن أفعالي داخل اللعبة وحركاتي من خلال وحدات الإدخال؟ هنا وبكل وضوح يأتي دور معالج الرسوميات الموجود داخل الجهاز وكذلك المعالج العادي في بعض الأحيان، حيث يقوم المعالج بدراسة الوضع الذي تتواجد بداخله وتحديد الصورة التي يجب أن تظهر أمامك في الحال وهنا تأتي عملية الـRendering المعروفة حيث يقوم المعالج بقطع الصورة ومن ثم تفريغها إلى بيكسلات يتم عرضها أمامك على الشاشة، وبطبيعة الحال كلما كان المعالج الرسومي أقوى كلما أنتج صورًا أكثر وبالتالي فريمات أو إطارات أكثر، أي أن عملية إنتاج الإطارات تستند بالكامل على المعالج الرسومي ومقومات جهازك بشكل عام.
أما عن معدل الإنعاش أو الـRefresh Rate فهو مهمة الشاشة بشكل كامل، الشاشة تقوم هي الأخرى بإنعاش نفسها لتقوم بعرض الفريمات التي ينتجها المعالج الرسومي وهو ما يتم قياسه بالتردد (Hz) حيث أن الشاشة ذات التردد 60Hz تقوم بعرض 60 إطار في الثانية الواحدة، أما الشاشة ذات التردد 120Hz فتقوم بعرض 120 إطار في الثانية أي أنها تقوم بعرض 120 صورة ثابتة من تلك الصور التي أنتجها المعالج الرسومي، إلا أن الشاشة تمتلك دائمًا معدل إنعاش ثابت (Fixed) لا يمكنها أن تتخطاه في الظروف العادية وهذا على عكس معالج الرسوميات الذي ربما ينتج أكثر من 100 إطار ويرسلهم لشاشتك ذات الـ60 هيرتز، وهنا لن تتمكن الشاشة من عرض كل هذا المحتوى وبطبيعة الحال سينتج لديك مشاكل التيرينج والستترينج المعروفة، إلا أن تقنيات مثل AMD FreeSync و Nvidia G-Sync قد حلّت هذه المشاكل بالفعل، وهنا عليك أن تتطلع على المقالات التالية للاستزادة:
تقنية الـ G-Sync : كيف تؤثر على تشغيل الألعاب؟
هل إختيار شاشة الألعاب أهم من البطاقة الرسومية؟!
ما هي تقنية RTX وكيف تعمل؟ وكيف ستغيّر من عالم الألعاب بشكل ثوري؟
أيهما تختار.. الدقة أم معدل الإنعاش المرتفع؟
فيما سبق، كانت الشاشات إما تقدم دقة مرتفعة ومعدل إنعاش 60 هيرتز المعتاد أو تقدم تقدم دقة محدودة أو منخفضة مع معدل إنعاش مرتفع ينحصر ما بين 85 هيرتز إلى 120 هيرتز، إلا أن التقدم الذي طال معالجات الرسوميات والمعالجات قد طال الشاشات أيضًا لكن المستخدمين لم يهتموا كثيرًا لاستكشاف الأمر على ما يبدو، الآن أصبحت هناك شاشات مخصصة للجيمنج تقدّم أداءًا مرتفعًا من جميع النواحي بداية بالدقة ونهاية بالمعدل المرتفع إلى جانب دعم تقنيات G-Sync و FreeSync التي تعمل على مزامنة الفريمات التي تنتجها كروت الشاشة مع تردد الشاشة نفسها، ولعل الدليل الاكبر على هذا الأمر هو شاشات Optix من شركة MSI.
شاشة MSI Optix G27C
تأتي هذه الشاشة منحنية الأطراف وبقياس 27 إنش، كذلك تقدم معدل إنعاش مرتفع يصل إلى 144Hz وهو ما أصبحنا نعرف مدى جودته مما سبق، أما عن الوضوح فالشاشة تأتي بدقة 1920x1080 أي Full HD، كما تأتي بتصميم جيّد من جميع النواحي إلى جانب دعمها لتقنية الـFreeSync للتخلص تماماً من تقطّع الشاشة وغيرها من العوامل هذا إلى جانب الإضافات الجانبية والمختصة بحفظ العين من الآشعة الضارة وما إلى ذلك، وهذه الشاشة مثال على تقديم دقة مرتفعة وكذلك معدل إنعاش مرتفع.
شاشة MSI Optix MPG27CQ
أما عن هذه الشاشة من MSI فهي تحل المعادلة الصعبة بأفضل طريقة وأفضل نتائج، فبجانب تصميمها العبقري فهي تقدم وضوح 1440p أي 2560x1440 جنبًا إلى جانب مع معدل الإنعاش 144Hz، هذا إلى جانب وقت الاستجابة الذي لا يتعدى الـ1 مللي ثانية إلى جانب دعمها للـFreeSync وكذلك مداخل HDMI، DisplayPort ومدخلي USB، أما عن الأداء المتعلق بالجيمنج فيكفي مطابقة مواصفاتها مع ما شرحناه أعلاه.
ما رأيك بالشاشات وأيهما أهم بالنسبة لك، معدل الإنعاش أم الدقة؟ شاركنا في التعليقات!
?xml>