
أيهما أختار معالج APU أم بطاقة رسومية من فئة منخفضة؟
هل أشتري معالج APU وادفع القليل من المال, أم اشتري معالج مركزي وبطاقة رسومية من فئة منخفضة بتكلفة مالية أعلى؟ هذا ما يحير كل اللاعبين أصحاب الدخل المحدود والذين يجدون أنفسهم بحيرة من أمرهم, فتجدهم محتارين هل يدفعون القليل من المال لشراء APU مع وجود تخوف بداخلهم ان لا يستطيع تشغيل الالعاب بالشكل المطلوب وعلى الطرف الثاني تجدهم لا يريدون دفع المزيد من المال ولكنهم يعتقدون ويثقون بأن تلك التجميعة بين المعالج والبطاقة الرسومية من الفئة المنخفضة ستمنحهم التجربة المطلوبة.
بين هذا وذاك يأتي دوري هنا في هذا المقال لكي أعرفكم على أسباب التوجه نحو الاختيار الأفضل لك كلاعب صاحب دخل محدود لا تمتلك الكثير من المال وشغفك ان تلعب أحدث الالعاب وتستمتع بها مثلك مثل أي لاعب في هذه العالم. لذلك جهز نفسك وانطلق معي في مقال سيسعدك لما سوف يؤكده لك بأن معالجات APU من AMD ليست كما كنت تعتقدها.
ماهي معالجات APU وهل تختلف عن CPU؟
وحدة المعالجة المركزية والتي تأتي اختصار لـ CPU تعتبر العقل المدبر في تشغيل كل شيء في حواسبنا, هواتفنا الذكية, أجهزتنا اللوحية, والأجهزة الذكية المختلفة التي تتواجد في الأسواق. قدرتها تختلف بناء على نوع الجهاز المستخدم فيه نظراً لوجود عدد كبير من الانواع والتشكيلات في الأسواق اليوم. تستطيع هذه المعالجات القيام بالعمليات الحسابية المعقدة من خلال تنفيذ الأوامر التي تتلقاها.
على الجهة الأخرى لدينا وحدة المعالج الرسومية والتي تأتي اختصاراً لـ GPU وهي تعتبر المساعد الثاني للمعالج المركزي في عملية المعالجة المتعلقة بمعالجة المشاهد الرسومية وإظهار ذلك على شاشة العرض, يمكن الاستغناء عن المعالج الرسومي في الكثير من الحالات كما يحدث مع الخوادم, ولكن بعكس المعالج المركزي فلا يمكن أن يعمل أي جهاز بدون معالج مركزي.
ماذا عن رقاقة APU؟
تعتبر وحدة المعالج المسرع اختصار لـ APU تركيبة تجمع المعالج المركزي بجانب المعالج الرسومي على رقاقة واحدة بقالب واحد. الهدف منها هو توفير رقاقة واحدة قادرة على تشغيل كل شيء دون الحاجة لبطاقة رسومية منفصلة, فطريقة الدمج الحاصلة تعتمد بالدرجة الاولى على نجاح ما قامت به AMD في عام 2011 مع معالجات Fusion التي قدمت أولى التجارب حول هكذا رقاقات قادرة على تشغيل المهام اليومية بشكل سلس وتشغيل الالعاب الخفيفة..دون الحاجة لبطاقة رسومية منفصلة. هدفها الأساسي لم يكن استبدال البطاقة الرسومية المنفصلة بل كان الاستنغاء عن المعالج الرسومي المدمج بداخل اللوحات الأم وهذا ما نجحت به فعلاً. لكن مع الوقت تغير هذا المفهوم ليصبح الأن مركزاً اكثر حول إماكنية الاستغناء عن شراء بطاقة رسومية من الفئة المنخفضة.
هل تاريخ AMD في عالم APU يشفع لها بأن تثق بها مع جيل Ryzen APU؟
نعم, فالتاريخ الذي واكبناه منذ عام 2011 لهذه المعالجات الفريدة من نوعها قد مرت بحالات خجولة للتطوير وثم وصلت لمرحلة أفضل لتصل اليوم لأفضل مراحلها على الإطلاق مع توقعات بأن تكون السنوات المقبلة لهذا النوع من المعالجات أكثر قوة مما سيخدم فئة كبيرة من اللاعبين على منصة الحاسوب, الأجهزة المحمولة بجانب أجهزة الكونسول التي تعتمد على هكذا نوع من المعالجات المصممة بشكل رقاقات SoC, ليرتفع مستوى الكونسول نحو مرحلة لربما كنا نحلم بها.
لا يخفى عليكم أنه في الوقت الحالي أصبحت أجهزة الكونسول قوية وقادرة على تشغيل دقة 4K ولكنها لا ترقى لقدرة الحاسوب نظراً لقدرته الرسومية الكبيرة, مع ذلك توقعاتنا تقول اننا خلال السنوات المقبلة سنشهد نقلة نوعية في قدرة تلك الرقاقات SoC التي تأتي عادة بتصميم مخصص للشركة المصنعة سواء سوني أو مايكروسوفت, وبشكل عام نتوقع كذلك نقلة نوعية على صعيد معالجات APU عامة التي تعتبر فخر صناعة AMD, فليس هناك في السوق ماهو أفضل منها في الوقت الحالي, وإنتل تعتبر غائبة عن هذه المنافسة نظراً لضعفها في مجال المعالجة الرسومية. لكنها قد تفعل شيء مثير للاهتمام في القريب العاجل نظراً لتأسيس قسم خاص بتطوير المعالج الرسومي ووضع السيد رجا قدوري على رأس الهرم الذي يعتبر المطور الرئيسي في شركة ATI/AMD لحلول المعالج الرسومية سابقاً.
التاريخ المشرف انطلق بداية في عام 2011
مع معالجات حملت إسم Llano من معمارية K10 المصنعة بدقة 32nm من GlobalFoundries. هذه المعالجات كانت الأولى من نوعها التي تضم معالج مركزي بمعالج رسومي مدمج بنفس القالب لتكون نقلة نوعية في تصميم رقاقات الحاسوب. ذلك الجيل الأول كان يعمل على لوحات أم بسوكيت FM1. وفي نفس العام تم إطلاق الإصدار المحمول مع تشكيلة Desna, Ontario, Zacate التي أتت من معمارية Bobcat بدقة تصنيع 40nm من TSMC وعملت على سوكيت FT1 المخصصة للاجهزة المحمولة فائقة الرفع منخفضة استهلاك الطاقة.
الجيل الثاني
الذي حمل إسم Trinity من معمارية Piledriver المصنعة بدقة 32nm من GlobalFoundries. هذا الجيل الثاني أتى بتحسين أفضل على صعيد المعالج الرسومي المدمج, لكنه لم يحمل الكثير من المفاجئات. هذا الجيل كان يعمل على لوحات أم بسوكيت FM2. من نفس هذا الجيل تم إطلاق نسخة محسنة وهي Richland في عام 2013 بنفس الموصفات ولكن كان الاختلاف بتحسن نوعية الانوية وإضافة عدد من التقينات الجديدة مثل تقنية Smart Turbo Core.
الجيل الثالث
دشن في عام 2013 بمعالجات تحمل إسم Kabini و Temash من معمارية Jaguar بدقة تصنيع 28NM من GlobalFoundries. هذا الجيل كان مخصص للأجهزة المحمولة فائقة الرفع ويعمل على لوحات بسوكيت AM1 المخصصة للأجهزة المحمولة.
الجيل الرابع
مع معالجات Kaveri من معمارية Steamroller بدقة تصنيع 28nm من GlobalFoundries. تميز هذا الجيل باستخدام الجيل الثاني من المعالجات الرسومية Graphics Core Next بقوة 512 وحدة معالجة رسومية مع توافقها على العمل على لوحات بسوكيت FM2+ المكتبية وسوكيت FP3 للوحات المخصصة للأجهزة المحمولة.
دخلنا في الجيل الخامس
مع معالجات تحمل إسم Beema و Mullins المصنوعة من معمارية Puma بدقة 28nm من GlobalFoundries . هذا الجيل كان مخصص فقط للأجهزة المحمولة فائقة الرفع ومنخفضة استهلاك الطاقة وقدمت وقتها أداء جيد مقارنة بمستوى استهلاك الطاقة المنخفض لها والذي كان يقدر بـ 10 واط و 15 واط و 25 واط كمعالجات رباعية وثنائية النواة. في نفس العام تم تقديم معالجات Carrizo-L المحسنة من معمارية Puma+ بنفس دقة التصنيع والمخصصة فقط للأجهزة المحمولة بسوكيت FP4.
الجيل السادس
وصل لنا بقوة أكبر مع معالجات Carrizo من معمارية Excavator التي حسنت من قدرة النواة الواحدة كتردد وأداء كما حسنت على صعيد المعالج الرسومي المدمج لتستخدم الجيل الثالث من معالجات Graphics Core Next. هذا الجيل أطلق في عام 2015 وتم إطلاق نسخ محسنة منه بإسم Carrizo Pro.
الجيل السابع قبل الأخير
Bristol Ridge وهي تشكيلة من المعالجات المطورة من نفس المعمارية Excavator لكنها عملت لأول مرة على أول سوكيت جديد AM4 الذي كان مخصص لمعالجات Ryzen المكتبية. هذا الجيل أطلق في 2016 وصنع بدقة 28nm من GlobalFoundries أيضاً نظراً لانها الشريك الحصري لشركة amd في تصنيع رقاقاتها. الجيل السابع استمر باستخدام الجيل الثالث من المعالجات الرسومية Graphics Core Next لكن مع تحسين الترددات وتحسين عدد الشاشات التي يمكن للمعالج الواحد تشغيلها والتي تصل إلى 4 شاشات. تلى ذلك أيضاً إطلاق معالجات Stoney Ridge المخصصة للأجهزة المحمولة فائقة الرفع والتي تحمل نفس المواصفات من المعمارية ودقة التصنيع ويكمن أن نقول أنها إصدار مخصص لأجهزة المحمولة.
الجيل الثامن والأخير
كان مع Raven Ridge الذي تم تدشينه في عام 2017 مستخدماً ولأول مرة معمارية Zen الجديدة كلياً التي حققت الكثير من الأداء الجيد لهذه المعالجات مع استخدام ولامرة مرة معالجات Graphics Core Next من الجيل الخامس التي رفعت من عدد وحدات الحوسبة إلى 704. هذه المعالجات مستندة على معمارية Zen الثورية والتي أتت بقدرات كبيرة جعلت من معالجات Ryzen تقدم نقلة نوعية غير مسبوقة مكنتها من منافسة احدث حلول إنتل مما جعل إنتل تتخبط بشكل واضح في السوق.
التحسين الهائل والأول من نوعه وصل الى 52% بالنسبة لـ IPC مقارنة مع معمارية Excavator وهي تعني عدد التعليمات أو الاوامر التي أصبح المعالج قادر على معالجتها خلال النبضة الواحدة للتردد, وكانت العلامة البارزة في زيادة أداء المعالج, الملفت هو بقاء مستوى استهلاك الطاقة على حاله دون زيادة وهو أمر يعود بالفضل لتصميم المعمارية الجديد ودقة التصنيع الجديدة المستخدمة.
معالجات Ryzen Apu المكتبي اعتمدت على تصميم SoC يضم كلاً من قالب نواة Zen,”و “Vega المتصلة مع بعضها البعض من خلال تقنية الاتصال الجديدة Infinity Fabric فالاتصال الداخلي بين أنوية المعالج المركزي والمعالج الرسومي عن طريق Infinity Fabric التي تعتبر وريث HyperTransport ستسمح في حالة كان هناك تردد ذاكرة أعلى ان يكون هناك عرض نطاق ترددي أعلى أيضاً ليسمح بالمحصلة من الحصول على أداء أفضل بفضل هذا الاتصال السريع والأمن بين مختلف مكونات الرقاقة نفسها.
بما انها تعتمد على نفس بنية المعمارية فهي تدعم تقنية AMD SenseMI التي تعتبر من أفضل ما قدمته AMD في عالم المعالجات المركزية فهي مجموعة من ميزات التعلم، التكيف والاستشعار المبنية داخل معالجات AMD Ryzen لتجعل من كل تلك المميزات والقدرات قابلة للتطبيق على أرض الواقع والاستفادة القصوى منها في المكان والزمان الصحيحان.
فكل معالج AMD Ryzen مع المعالج الرسومي Vega سيكون قادم لنا مع ما يطلق عليه بـ “شبكة ذكية” من الاستشعارات المتصلة الدقيقة بالنسبة لـ1mA, 1mV, 1mW, 1°C مع معدل polling بـ1000/sec. هذه الاستشعارات تولد بيانات القياس الحيوية عن بعد التي يتم تغذيتها في تقنية الاتصال Infinity Fabric ، لتمنح معالج AMD Ryzen ظروف التشغيل المثالية.
هناك فقط معالجين الأول والأقوى هو Ryzen 5 2400G وهو معالج رباعي النواة مع 8 مسارات يعتمد على تصميم CCX واحدة بتردد 3.6GHz قياسي وتردد 3.9GHz مع Boost, ومع 11 وحدة حوسبة بنواة Vega11 لتقدم 704 معالج تدفق بتردد 1250MHz, وذاكرة مخبئة من المستوى الثاني بحجم 2MB ومن المستوى الثالث بحجم 4MB وبسعر 170 دولار.
بينما معالج Ryzen 3 2200G فسيكون كذلك رباعي النواة ولكن مع 4 مسارات يعتمد على تصميم CCX واحدة بتردد 3.5GHz قياسي وتردد 3.7GHz مع Boost ومع 8 وحدات حوسبة بنواة Vega8 ليقدم 512 معالج تدفق بتردد 1100MHz,وذاكرة مخبئة من المستوى الثاني بحجم 2MB ومن المستوى الثالث بحجم 4MB وبسعر 100 دولار.
كلاهما يستهلكان 65 واط ويدعمان ذاكرة DDR4 بتردد 2933MHz بوضعية Dual Channel كما أن عدد الترانزيستور يصل إلى 4.94 مليار في قالب الرقاقة الذي يبلغ حجمه 209.78mm2 وهو حجم مقبول لمعالجات APU SoC. الأمر المميز بهذه المعالجات هو عدم حاجتها لشراء لوحة أم جديدة أو معينة, بل ستكون قادر على تشغيلها على أي لوحة من اللوحات الأم الحالية والتي تستخدم سوكيت AM4 بشريحة X370 او B350 او A320
بعيداً عن الكلام التقني..ضع لي بالأرقام كيف ستكون تجربتي في الألعاب
الأرقام هي خير دليل على ما تستطيع هذه المعالجات فعله, مع الألعاب فلقد تم اختبار هذه الألعاب The Elder Scrolls V: Skyrim, CS:GO, Rocket League, DOTA 2, BF1 وغيرها مثل PUBG على المعالج 2400G AMD المتضمن المعالج الرسومي Vega مقارنة مع معالج إنتل i5 8400 المتضمن الرسومي المدمج UHD 630 على دقة 720 بكسل بإعدادات رسومية مختلفة.
النتائج كانت مبهرة على الرغم من أنه بالمحصلة معالج APU رخيص الثمن متضمن معالج رسومي مدمج. أما عند مقارنة نفس المعالجات مع معالجات إنتل ولكن بتزويدها ببطاقة GT 1030 نلاحظ تفوق معالجات إنتل في الكثير من الاختبارات, والفضل يعود لبطاقة انفيديا. ولكن نعود للمعادلة الاولى, السعر. كما تلاحظ تكلفة المعالج مع البطاقة مرتفعة مقارنة بتكلفة معالج AMD المتضمنة كل شيء. معها ستحقق تجربة لعب 60 فريم كما تشاهد بالنتائج مع أكثر من لعبة دون دفع مبلغ مالي يتجاوز 170 دولار…هذا ما تريده AMD وهذا ما يبدو أنها استطاعت تحقيقه.
عليك أن تعرف بعض الحقائق حول الاسباب التي تجعلك فعلاً بحاجة إلى التوجه نحوها:
- شرائك لهذه المعالجات لن يدعك بحاجة لشراء بطاقة رسومية منفصلة من الفئة المنخفضة
- هذه المعالجات ستجمع بين المعالج المركزي والمعالج الرسومي لتشغيل مختلف الألعاب والمهام اليومية باداء جيد.
- بمبلغ بسيط يبدأ من 150 دولار ستحصل على معالج ولوحة لتشغيل الألعاب المختلفة.
- لست بحاجة لإنتظار حتى تصبح أسعار البطاقات الرسومية رخيصة..الحل متوفر اليوم مع Ryzen APU بسعر 100 دولار او 170 دولار.
- قدرتها الرسومية تعادل قوة معالج رسومي جيد من الفئة المنخفضة على دقة 720 بكسل.
- قوة المعالج المركزي كافية لتأدية مختلف المهام التي لديك.
- لو فكرت بتركيب بطاقة رسومية منخفضة سوف تحصل على صفقة أفضل من حلول إنتل بسبب التكلفة المالية الأقل لسعر المعالج.
في ختام مقالنا المطول لابد أن فكرتك حول معالجات APU او كما يطلق عليها بالمصطلح العربي وحدة المعالج المسرع قد تغيرت كثيراً, فالتاريخ يؤكد أن انطلاقة هذه المعالجات كانت خجولة ولكنها كانت تمتلك حلم كبير بالوصول إلى مرحلة متقدمة كما هو الحال مع الجيل الجديد من AMD والتي دشنت فيه جيل قادر بكل ما تحمله الكلمة من معنى من تشغيل الألعاب على دقة 720 بكسل بكفاءة أو تشغيل دقة 1080 بكسل مع مراعات نوعية اللعبة والإعدادات الرسومية. فالأجيال السابقة لم تكن قادرة على تحقيق هذه المرحلة من قبل لذلك أغلب مواقع المراجعات بهما فيها نحن أذهلنا بما هي قادرة على فعله مقارنة بالتكلفة المالية التي سندفعها.
نصيحتنا لك انك في حالة كنت لا تمتلك الكثير من المال ودخلك يعتبر محدود ولا تريد إنفاق المزيد من المال على قطع الحاسوب عندها أستطيع أن أطمئنك واقول لك ادفع مافي جيبك نحو معالجات AMD Ryzen APU الجديدة لانها ستقدم لك ما تبحث عنه بالضبط معالج مركزي قوي مع معالج رسومي جيد جداً يتجاوز ما يستطيع معالج UHD 630 الرسومي المدمج فعله مع معالجات إنتل. تذكر أنك لو رغبت بنتائج أفضل لمعالجك سيكون عليك التوجه نحو ذواكر عشوائية بترددات أعلى لانها ستقدم لك أداء أفضل مع هذه المعالجات.