منذ عدة أيام كان الاطلاق الرسمي لمنصة بث الألعاب السحابية المقدمة من Google تحت اسم Stadia.

ولندخل في صلب الموضوع مباشرة، فان الاطلاق الرسمي هو التجسيد الحقيقي لكلمة كارثة تقنية، لقد كان مغرقا في العبث واللامعقولية، ممتلأ بالمشكلات والصعوبات التقنية، وغير واعد أو مبشر بالمرة.

في البدء تطلب منك Google شراء حزمة المؤسسين Founders Pack كي تتمكن من الاشتراك في الخدمة، وستكلفك 130 دولارا، لتعطيك تذكرة اشتراك Pass Code و جهاز ChromeCast Ultra للبث المرئي والتلفزيوني، اضافة الي ذراع تحكم مخصوص Stadia Controller. قد لا تحتاج لذراع التحكم ولا جهاز البث، لكن Google تجبرك علي شرائهم رغما عنك!

إطلاق Stadia، كارثة تقنية محققة!

حتي لو كنت تمتلك جهاز بث آخر من نوعية أخري، فانه لن يعمل مع Stadia في الوقت الحالي، بل ونزيدك من البيت شعرا: حتي لو كنت تمتلك جهاز ChromeCast Ultra أو ChromeCast العادي بالفعل، فلن تتمكن من تشغيل Stadia! والجهاز الوحيد الذي يمكنه تشغيلها حاليا هو الجهاز الذي تعطيك إياه Google في حزمة المؤسسين Founders Pack.

أيا كان، لن ندع هذا الأمر يؤثر علي استمتاعنا بالخدمة، دعنا من كل هذا الترف الذي لا داعي له، ولنبدأ في تشغيل الخدمة من علي الحاسب الشخصي المكتبي Desktop أو المحمول Laptop. سوف يكون التشغيل ابحارا سلسا بدءا من الآن كما وعدت Google، أليس كذلك؟

خطأ بالطبع! لن تدع Google هذا الأمر يمر بالبساطة التي تحلم بها عزيزي المستخدم، لابد من أن تضع في طريقك العثرات والتعقيدات الغير منطقية، وأول هذه التعقيدات هو احتياجك لتثبيت تطبيق Stadia أولا قبل تشغيل الخدمة كي تتمكن من تفعيل تذكرة الاشتراك Pass Code .. أيا كان، ما المشكلة من تنزيل تطبيق آخر سخيف؟ فلننتهي من هذا الأمر بسرعة كي نبدأ اللعب.

ليس بهذه السرعة عزيزي المستخدم! إن تطبيق Stadia لا يمكن تثبيته الا علي هاتف نقال Mobile Phone يعمل بنظام iOS أو Android! ولا يمكن تثبيته علي نظام Windows ولا أي حاسب شخصي آخر!

أسمعك تتسائل عزيزى المستخدم، ما حاجتي لهاتف نقال اذا كنت سألعب علي الحاسب الشخصي؟ سأقول لك ان اجابة هذا السؤال عسيرة حتي علي Google شخصيا!

لكن دعنا لا نتوقف عند هذا الهراء، ان ما مضي من تناقضات هو شئ، وما هو آت هو شئ آخر تماما، فاذا كنت من تعساء الحظ الذين يملكون هاتفا بنظام تشغيل Android، فستجد أن تطبيق Stadia لا يدعم هاتفك في أغلب الأحوال! إن عدد هواتف Android التي يدعمها التطبيق لا تتعدي أصابع اليد الواحدة، وأغلبها هواتف Pixel من Google! بمعني آخر اذا لم تكن تمتلك هاتفا من طراز Pixel فلن تتمكن من تفعيل الخدمة ولا تثبيت التطبيق! لا يمكنك حتي تشغيل التطبيق علي جهاز ChromeCast Ultra!

إطلاق Stadia، كارثة تقنية محققة!

السبيل الوحيد أمامك عزيزي المستخدم هو أن تتصرف باستعارة هاتف iPhone أو Pixel من أحد أصدقائك، والا فان قطار السعادة سيفوتك! لكن هذا لن يعني أن مشكلاتك سوف تنتهي رغم ذلك، فالتفعيل الآن متوقف للكثير والكثير من اللاعبين، حتي الذين نجحوا في تثبيت التطبيق! ويبدو أن Google تعاني من عدد من المشكلات التقنية في خوادمها الرئيسية التي تمنعها من إرسال رموز التفعيل Activation Codes للمستخدمين!

لكن لنفترض أنك كنت من سعداء الحظ، وأرسلت لك Google رمز التفعيل! ستفاجئ عزيزي المستخدم أنك لاتمتلك ولا حتي لعبة واحدة يمكنك تجربتها علي منصة Stadia (باستثناء Destiny 2 وهي المتاحة مجانا أصلا لكل اللاعبين)، وستحتاج الي شراء ألعابك لعبة لعبة بالسعر السوقي الكامل كي تتمكن من تشغيل أى لعبة!

وليت الامر يقتصر علي هذا، سرعان ما ستكتشف انه لا يمكنك شراء اي لعبة الا من خلال تطبيق Stadia اللعين! نعم انه ذلك التطبيق الذي يرفض العمل علي غالبية هواتف Android، هل تذكرته الان؟ ما الداعي لشراء الالعاب من خلال هذا التطبيق؟ لا نعرف ونثق أن Google نفسها لا تعرف! وبعد تجاوزك لهذه العقبة الكاسحة، ستكتشف أيضا ان قائمة الالعاب التي توفرها Stadia تعاني من فقر الدم ومن المجاعة! بعدد العاب لا يتجاوز العشرين لعبة، قليل منهم هي العاب مشهورة يرغب فيها الجميع، وأغلبها العاب مغمورة لا يهتم بها أحد حقا، ولا تساوي قيمة اشتراكك في الخدمة.
إطلاق Stadia، كارثة تقنية محققة!
  تحتاج Stadia أيضا الي خط اتصال بالشبكة الدولية ذو سعة تحميل كبيرة، ذلك أنها تلتهم البيانات التهاما، فالساعة الواحدة علي جودة 4K قد تكلف المستخدم 20 الي 25 جيجابايت ..  وحتي جودة 1080p تحتاج الي ما يوازي 5 جيجابايت في الساعة. مما يعني ان المستخدم سيحتاج سعة تحميل شهرية تبلغ 1 تيرابايت (1TB) كي يلعب لمدة 65 ساعة شهريا علي جودة 4K!! وهو رقم بخس للغاية بالنسبة لعدد ساعات اللعب، فهو لا يكفي لانهاء لعبة واحدة من العاب تقمص الادوار RPG الكبيرة مثل Skyrim او Dragon Age، او العاب الغنائم الجماعية Looters مثل Destiny 2، او حتي العاب التصويب التنافسية امثال PUBG و Fortnite. لكن سعة التحميل هي مجرد جزء من المعضلة، والجزء الاخر هو ان يكون خط الاتصال ذو سرعة عالية ومعدل تأخير منعدم، والا فإن تجربة لعبك علي Stadia سوف تمتلأ بتقطعات الصوت وتقطعات الصورة، وعدم استجابة البث لاوامرك. بل وتشوش جودة الصورة كذلك!   إطلاق Stadia، كارثة تقنية محققة! اما الجزء الاخير فهو ضمانك لعدم وجود مستخدمين آخرين علي نفس الخط لديك، فكل ما سيحتاجه الامر لافساد توازن تجربة Stadia الهشة هو ان يقوم احدهم بتشغيل مقطع فيديو او تحميل ملف اثناء لعبك، وسرعان ما ستمتلأ تجربة لعبك بالتقطعات والوقفات. لهذا، فاذا كنت تتوقع ان تستطيع اللعب علي شبكات اتصال الهاتف المحمول سواء كانت 4G أو حتي 5G فبامكانك نسيان هذا الأمر تماما، فهذه الشبكات غير مستقرة بالمرة وتعاني من ارتفاع أزمان التأخير وارتفاع معدلات الخطأ وانفصال الاتصال، دعك من أنها ستستهلك كما كبيرا من البيانات بسبب شراهة استهلاك Stadia مما سيكلفك الكثير من المال، حيث ان سعة التحميل علي شبكات المحمول هي سلعة اكثر ندرة من الشبكات الأرضية. لهذا فاذا كنت تتوقع ان تحمل حاسبك المحمول Laptop في أي مكان وتستطيع تشغيل Stadia في أي مكان أيضا فيجب ان تراجع توقعاتك، ستظل دائما مربوطا الي خطوط الاتصال الارضية الثابتة ذات السرعات العالية. وهو الأمر الذي سيقيد حرية لعبك بشدة، ويحرمك من الاستفادة من أهم خاصية في Stadia. لكن ربما يكون هذا أقل مشكلاتك مع Stadia، لأن قطار المشكلات لم ينتهي بعد، لقد وصل الان الي محطة مشكلات جودة الصورة. وهي محطة تثير الرعب. لقد وعدت Stadia المستخدمين بتشغيل الالعاب بجودة 4K وبسلاسة 60 صورة في الثانية، لكنها لا توفي لا بهذا ولا بذاك .. لعبة مثل Destiny 2 تعمل بوضوح 1080p فقط، لعبة Red Dead Redemption 2 لا تعمل الا بوضوح 1440p وبسلاسة 30 صورة في الثانية fps فقط، واذا أردت سلاسة 60 صورة فيجب عليك القنوع بوضوح 1080p مجددا. وحينها لن تحصل علي سلاسة ثابتة أيضا، بل ستعاني من الانخفاضات الي 50 صورة كذلك! إطلاق Stadia، كارثة تقنية محققة! ثلاثية ألعاب Tomb Raider لا تعمل الا بوضوح 1080p لمعدل سلاسة 60 صورة في الثانية 60fps، إذا أردت وضوح 4K فيجب عليك القنوع بسلاسة عرض 30 صورة في الثانية فقط! ثم والاسوأ من هذا، ان جودة الصورة نفسها أقل من اللازم، فالألعاب تعمل بجودة صورة متوسطة  Medium Graphics كما في حالة Destiny 2، أو حتي إعدادات دنيا Low Graphics كما في حالة Red Dead Redemption 2 .. وهو الامر الغريب تماما، لماذا تجبرك Stadia علي هذه الاعدادات الرسومية المنخفضة في حين انها تستخدم في خوادمها عتادا متفوقا يتضمن بطاقة رسومية في مستوي Vega 56 و معالج مركزي بثمانية أنوية وتردد 3.2GHz؟  والجواب ببساطة هو لتحافظ علي زمن استجابة سريع أثناء اللعب، فكلما رفعت مستوي رسوم اللعبة كلما زاد زمن الاستجابة. إطلاق Stadia، كارثة تقنية محققة! كل هذا ونحن لم نتحدث بعد عن مشكلات جودة الصورة الخاصة بضغط البث ليصلك عبر الاتصال الشبكي .. فرغما عنك ستلاحظ عيوب ضغط الفيديو أثناء اللعب، وتشمل الالوان الباهتة ومربعات الضغط macro blocks و تشوش الصورة أثناء الحركة السريعة وضبابيتها بشكل عام. وتتضافر كل هذه العوامل معا، سواء مشكلات ضغط الصورة، ومشكلات الاعدادات الرسومية المنخفضة ومشكلات دقة العرض والوضوح التي لا تصل الي 4K، لتجعل من جودة العرض باستخدام Stadia أقل بقدر كبير وملحوظ من اللعب علي جهاز Xbox One X مثلا، فما بالك بجهاز حاسب شخصي PC قوي يستخدم أخر تقنيات العتاد وأعلي الاعدادات الرسومية؟ إطلاق Stadia، كارثة تقنية محققة! لكن قطار المشكلات لا يتوقف وهو يستعد للوصول لمحطة جديدة أخري، وهي محطة تأخر الاستجابة، فكل ألعاب Stadia تعاني من تأخير في الاستجابة لأوامر اللاعب يصل ال 50 مللي ثانية فوق جهاز Xbox One X (أقوي جهاز ألعاب منزلي متاح)، وهو فارق كبير يمثل زيادة 50% فوق المعدلات الطبيعية، ويعني أن الالعاب الحساسة والسريعة ستعاني من بطأ الاستجابة لأوامرك أو تخلفها عن الوقت المتوقع.  والأمر يكون أكثر سوءا اذا ما قارنت هذا بمعدلات الاستجابة علي الحاسب الشخصي التي هي أقل بنسب كبيرة حتي عن جهاز Xbox One X. إطلاق Stadia، كارثة تقنية محققة! ثم تأتي الطامة الكبري لتقضي علي البقية الباقية من الأمل، العديد من الالعاب يفشل في الحفاظ علي معدل عرض ثابت بسلاسة 60 صورة في الثانية، ويبدأ في التذبذب ما بين 40 و 50 وهو ما يعني ان معدلات الاستجابه تصبح متغيرة، و انضباط التحكم يصبح أكثر صعوبة. فالانضباط عبر البث يحتاج الي ثبات معدل البث أولا. وليت الامر ينتهي عند هذا الحد، لايزال قطار المشكلات ثابتا في مساره، لدينا مشكلة عدد اللاعبين المحدود، خاصة في الالعاب الجماعية، فمنصة Stadia معزولة للغاية عن غيرها من منصات الالعاب، معزولة حتي عن الحاسب الشخصي PC، وفي الوقت الذي تتعاون فيه جميع منصات الالعاب من PlayStation أو Xbox أو PC  في الالعاب الجماعية وتتشارك قاعدة اللاعبين فيها في اللعب في العديد من الالعاب الحديثة، سيجد مستخدمي Stadia أنفسهم معزولين لمنصة Stadia فقط وقاعدة لاعبينها المحدودة. وهذا بالضبط ما حدث مع Stadia، أغلب الألعاب الجماعية مثل Mortal Kombat 11 و Destiny 2 لا يمكن لعبها مع آخرين لخلو المنصة من عدد كاف من اللاعبين لاتمام هذا الأمر!

دعك من أطنان الخصائص التي أعلنت Google أنها ستدعمها "فيما بعد"، مثل دعم التشغيل علي الهواتف الأخري غير هواتف Pixel ودعم الأجهزة اللوحية Tablets، ومثل دعم مشاركة العائلة Family Share واللعب المشترك Cross Play و غيرهم .. متي تكون "فيما بعد" هذه؟ لا ندري!

إن كل أوجه استخدام Stadia تشير الي كسل شديد وضعف في التنفيذ والمجهود المبذول، وكأن Google تريد أن تؤسس Stadia بأقل تكلفة ممكنة، وهذا ليس مؤشرا جيدا أبدا.
كل هذه المشكلات والعيوب لا ترسم الا صورة قاتمة لخدمة تطلب من المستخدم دفع اشتراك شهري بقيمة 10 دولارات ثم دفع سعر اللعبة كاملا فوق ذلك! كل هذا وتجربة اللعب نفسها ناقصة بشدة ومعيوبة حتي النخاع! إطلاق Stadia، كارثة تقنية محققة!

علام تستحق ألعاب Stadia البيع بسعر اللعبة الكامل؟ إن المنطق يحتم أن تكون ألعاب Stadia اقل سعرا بما يوافق النصف مثلا كي تكون الصفقة عادلة! بل أقل من النصف حتي!

إن Google لا تبيع المستخدم جهازا، ولا تبيعه رسوما ولا أداء، وانما تبيعه وقتا يستأجر فيه اللعبة علي الشبكة الدولية كي يلعبها ثم يتركها! هذا الوقت لا يستحق البيع بسعر اللعبة الكامل! وما يستحقه هو سعر رمزي، جزء بسيط من ثمن اللعبة الكامل، لأن Stadia هي خدمة بث ألعاب وليست متجرا لبيع الألعاب، وعلي هذا يجدر بـ Stadia التصرف كخدمة بث، مثل خدمات بث الأفلام والعروض المرئية، كـ Netfilx و Amazon Prime و Hulu و كل هؤلاء يعرضون علي المشترك سعرا رمزيا للالتحاق بالخدمة، ولا يجبرونه اطلاقا علي شراء الافلام واحدة تلو الاخر بسعر الفيلم الكامل! هذا أمر غير منطقي وغير مفهوم!

حتي خدمات البث الأخري الألعاب تلتزم نفس المبدأ، سواء PS Now أو Geforce Now أو XCloud، كلها تعرض الألعاب بأسعار رمزية وليس بسعر اللعبة الكاملة علي الاطلاق، رغم امتلاكهم جميعا مكتبة ألعاب أضخم وأكبر بكثير!

لقد عرضت الشركة استعراضا سريعا لخدمتها بينت فيه كيف ان المستخدم يضغط علي رابط اللعبة فينقله فورا الي موقع YouTube ليلعبها هناك مباشرة دون اية عوائق او خطوات اضافية، الان نعرف ان هذا الاستعراض كان خادعا، وان المستخدم سيتوجب عليه شراء اللعبة بعد الضغط علي الرابط وتضييع الوقت في إنهاء عملية الشراء والبحث عن ما إذا كان السعر مناسبا ام لا، وكل هذا عبر تطبيق Stadia اللعين الذي يرفض العمل علي كافة أجهزة الحاسب في العالم!

لذا فان طرح Google فيما يخص سعر الألعاب لهو محض هراء بحت! وهو أمر لن يقبله أي مستخدم عاقل! وسيفضل جموع المستخدمين اما الالتزام بأجهزتهم المنزلية أو الاشتراك في اي خدمة بث العاب أخري!

لكن الطرح السئ لم ينته بعد، فهناك ايضا تسعيرة الاشتراك في الخدمة نفسها، ظننا ان الشركة ستكتفي باشتراك شهري صغير وكفي، ولقد ألمح مسئولي الشركة لهذا بالفعل، لكننا فوجئنا بهم يتحدثون عن اشتراك شهري كبير يصل الي 10 دولارات شهرية، مع أنه لا يتضمن ثمن اي لعبة بداخله، فالاشتراك هو ثمن تشغيل الخدمة لديك وفقط، اما الالعاب فيجب عليك شراؤها بنفسك لعبة لعبة كما شرحنا!

مما يعني أن المستخدم يدفع الكثير من الأموال في سبيل تأجير اللعبة مؤقتا، بحسبة بسيطة يكلف الأمر اللاعب 120 دولارا سنويا علي Stadia! وهو أمر لا يحدث مع خدمات بث الألعاب الأخري، فخدمة PS Now تتيح لك دفع 80 دولار سنويا ولعب أكثر من 750 لعبة من العاب PlayStation دون أن تدفع دولارا واحدا زائدا! بل وتتيح لك تجربة أي لعبة تريدها مجانا لمدة 7 أيام متتالية! لماذا تطلب Google هذا المبلغ الكبير للاشتراك الشهري؟ لماذا وهي تملك مكتبة ألعاب ضئيلة لا تتعدي الـ 40 لعبة، ثم هي تجبرك علي شراء كل لعبة منهم علي حدة! إن طرح Google يزداد سوءا يوما بعد يوم!

إطلاق Stadia، كارثة تقنية محققة!

ربما تحاول Google عمل تركيبة اشتراك جديدة غير تقليدية؟ ربما ستمنح المشتركين ألعاب مجانية كثيرة تعوضهم عن سعر الاشتراك العالي؟! مثلما يحدث في اشتراكات منصتي PS4 و XO؟

لكن حتي هذا غير صحيح، فطبقا لآخر تصريحات الشركة، فانه لن توجد ألعاب مجانية، فقط ستمنحك Google لعبة مجانية كل شهر اذا كنت ممن يدفعون رسوم الاشتراك الخاص (10 دولار شهريا) .. واذا توقفت عن دفع الاشتراك فلن يمكنك لعب هذه الألعاب المجانية الا اذا عدت الي دفع الاشتراك الشهري!! وكأن Google تأخذ ألعابك رهينة عندها حتي تدفع اتاوة اطلاق سراحها! إن ألعابك عند Stadia ليست ملكا لك عزيزي المستخدم حتي وان كنت دفعت في سبيلها من مالك الخاص!

تقول Google أيضا انه لا تنتوي عمل أي أنظمة تجربة مجانية للألعاب علي الاطلاق! حتي ولو ليوم واحد! اذا اردت تجربة الخدمة فيجب عليك الدفع أولا! حتي اذا كنت تريد تجربتها لمعرفة جودتها علي نظام اتصالك! وهو الأمر الذي يعني أنك تضيع أموالك علي خدمة لا تحوي أية مميزات تستحق بها تلك الأموال التي تطلبها!

صحيح أن Stadia توفر علي المستخدم مساحة التخزين، وتوفر عليه صداع تحميل اللعبة وانتظار تثبيتها، أو صداع تحديث اللعبة .. لكنها تنقل هذا الصداع الي منطقة أخري، وهو استهلاك سعة التحميل من خط اتصالك، وهو أمر أكثر ندرة من سعة التخزين، ويكلفك أموالا أكثر .. كما أنها تحرمك من امتلاك ملفات وبيانات ألعابك فلا يمكنك لعبها الا وأنت متصل بالانترنت، بعكس الحاسب الشخصي مثلا، حيث تمتلك ألعابك كاملة، ويمكنك لعبها في أي وقت، سواء بالشبكة الدولية أو بدونها، ويمكنك تعديل ملفاتها وتثبيت ملفات معدلة للرسوم Graphics Mod وما شابه، أما علي Stadia فالمستخدم لا يملك بيانات اللعبة ولا يملك التصرف فيها بأي شكل، ولا يملك حتي لعبها دون اتصال بالشبكة الدولية، وليس أي اتصال كذلك! بل اتصال قوي وفعال! إطلاق Stadia، كارثة تقنية محققة! إن استخدام Stadia حاليا يمكن تشبيهه بقطار مشكلات كبير يصل الي محطة مشكلة تلو محطة مشكلة تلو محطة مشكلة .. ويحدث كل هذا بسرعة أمامك لتصطدم بمشكلة تلو الاخري حتي يهوي القطار من فوق تل عال! كل هذا والمحصل يطلب منك دفع ثمن تذكرة من الدرجة الأولي المميزة! السؤال المحوري الآن هو: هل ستتحسن خدمات Stadia كي تستحق هذه الأموال التي تطلبها؟ هل ستزيد جودة صورتها لما سبق ووعدت به؟ هل ستتلاشي مشكلات تقطعات الاتصال وضعف عدد الألعاب وتأخر الاستجابة ونقص الخصائص وقلة عدد الأجهزة التي تدعمها؟ إطلاق Stadia، كارثة تقنية محققة! والجواب، وطبقا لما حصلنا عليه حاليا، فان Google لا تريد انفاق الأموال الكثيرة لتصدر خدمة بث قوية، بل هي تريد انفاق أقل القليل، والا ما كنا حصلنا علي خدمة بث بهذه المشكلات الجمة عند الاطلاق، وعلي هذا فلنا ان نتوقع تحسن بطئ للغاية ومحدود،  يأتي قطرة بقطرة، فشهرة Stadia حاليا في الحضيض، وأغلب النقاد والمستخدمين أعربوا عن امتعاضهم منها علي حالتها هذه، مما يعني انها لن تجلب الا القليل من المال لـ Google في الوقت الحالي، لذا فالتحسن البطئ هو أفضل الاحتمالات القائمة لمصير Stadia. أما الاحتمالات الأسوأ والأوقع، هي أن تفشل خدمة Stadia تماما، ويتم اغلاقها بعد أعوام مريرة من الفشل، إن Google لن تنفق الأموال علي خدمة لا تلاقي نجاحا كبيرا في أوساط المستخدمين، وهو حال منصة Stadia في هذه اللحظة المحورية وقت الاطلاق، لقد كان اطلاقا كارثيا أسطوريا .. لذا فكما يقول المثل الشهير"إن أول القصيدة كفر"! فلنا أن نتوقع أن تكون نهاية القصيدة الحادا! إطلاق Stadia، كارثة تقنية محققة!