لقد كان Steam هو صاحب اللعنة الأولي، تسلل الي عالم الحاسب كجزء لا يمكن الاستغناء عنه من لعبة Counter Strike ثم لعبة Half Life 2، هل تريد أن تلعبها؟ اذا كان الجواب بنعم (بالطبع الجواب سيكون نعم)، إذن فعليك لعبها من خلال Steam، لا يعجبك هذا؟ حسن هناك حل آخر بالطبع، وهو أن تتخيل كل أحداثها وتلعبها في عقلك، لا شئ يمنعك من هذا بالقطع!

سرعان ما توسع الأمر ليشمل كل ألعاب دار Valve للتطوير، مثل الاضافة الأولي والثانية لـ Half Life 2، ومثل Portal و2 Team Fortress و  Counter Strike Source ثم Left 4 Dead.

Steam

في البداية قوبل Steam بالرفض المطلق، واعتبره المستخدمون مجرد نظام حماية سخيف آخر، وكان المستخدمون في هذا الوقت يفرغون شحنات السباب المتراكمة عندهم في شركة UbiSoft صاحبة أسوأ نظام حماية في التاريخ وهو Starforce، الذي كان أداة تجسس وتحكم في جذور نظام التشغيل RootKit، وقد سبب نظام الحماية هذا مشكلات لا حصر لها للمستخدمين، مما جعل UbiSoft الهدف المفضل لصب اللعنات، حقا لقد كانت أياما مجيدة! وقد نال Steam ومعه Valve قسطا لا بأس به من تلك اللعنات أيضا، وذلك بسبب تعدد علله Bugs وأخطاؤه الكثيرة.

ولكن لأن ألعاب Valve واسعة السيط وناجحة للغاية، فلقد توسعت قاعدة المنصة رغما عن أنف الكارهين، وانضم لها عشرات المطورين الآخرين ووضعوا ألعابهم عليها! وقد قوبل هذا بالمزيد من الرفض من قبل المتحمسين، الذين اعتبروا هذا سرطانا ينتشر!

الحق أن للمنصة فوائد جمة بلا شك، فقبلها لم يكن حال ألعاب الحاسب ورديا الي هذه الدرجة، خذ مثلا هذه الفائدة، إن المنصة تتولي تحديث اللعبة نيابة عن المستخدم، وبهذا انتهي عصر بحث المستخدم عن الترقيع Patch الخاص بلعبته ثم تنصيبه ثم التفاجؤ بأنه لا يعمل كالعادة بسبب اختلاف لغة اللعبة عن لغة الترقيع! وهو الأمر المثير للسخرية حقيقة، وكأن الترقيع طالب جاهل تعوقه حواجز الترجمة، دعك من الألعاب التي تحتاج الي سبعة أو عشرة ترقيعات يلزم تنصيبها الواحد تلو الآخر كي تعمل، كان هذا يثير جنون اللاعبين ويدفعهم الي مستويات عليا من انفلات الأعصاب.

يتولي Steam أيضا تنصيب اللعبة نفسها، بكل ملحقاتها ، مثل Direct X أو ++Visual C، وبسبب هذا اختفت مشكلات تعارض نظام التشغيل مع تطبيق تنصيب اللعبة.

Steam

دعمت منصة Steam أيضا أنظمة مضادة للغش Anti-Cheat، بشكل تلقائي وخاصة لألعاب المنافسة الجماعية، وقد قيد هذا من حرية القراصنة محترفي الغش Hackers، ولم يعد من السهل علي أي رضيع أن يلتقط الفأرة ويشرع في قتل كل من في خريطة اللعب برصاصات مباشرة في الدماغ من مسافة ميلين ومن خلف الحوائط! لابد أن هذا قد سبب حزنا بالغا لهؤلاء القراصنة الُرضع! المشكلة أن هذا قد يكون عندهم عقدا نفسية تدفعهم الي بلوغ مستويات أكبر من الغش!

هناك فائدة جمة أخري، وهي تجميع كل الألعاب في مكان واحد سهل الوصول، وقد أدي هذا الي ثورة في أسعار ألعاب الحاسب، حيث تنافس المطورون في عرض ألعابهم بأسعار بخسة لتحصيل كسب سريع، لم يكن قد يأتي لولا التخفيض. وقد خلق هذا عروضا علي الألعاب وصفت بأنها سرقة أو تبرع مجاني من فرط تفاهة ثمنها! وصل الأمر في بعض الأحيان الي منح ألعاب كاملة مشهورة بدون أي تكلفة علي الاطلاق!

كذلك مزية الاحتفاظ بملفات الحفظ Save الخاصة بالألعاب علي خادم سحابي Cloud Server، وبهذا لم يعد اللاعب مطالبا بنسخ هذه الملفات خوفا من فقدانها عن طريق الخطأ أو كلما غير نظام التشغيل، وأيضا مزية التواصل الاجتماعي مع الأصدقاء، و تسهيل الانضمام واللعب معهم بخطوات بسيطة.

لكن وعلي الرغم من كل هذا، الا أن تشغيل Steam ليس ابحارا سلسا طوال الوقت، وننقل في هذا الشأن شكوي اللاعب الافتراضي (ميدو)، وهو لاعب مخضرم وقديم، لكنه يعاني من مرض الشك والعصاب وجنون الاضطهاد أيضا!

“”مرحبا ، بداية شكواي هي أن مالي يتم سرقته علانية وفي وضح النهار، كلما فتحت تطبيق Steam أجد عشرات الألعاب بأسعار رخيصة للغاية، وللأسف لا أستطيع مقاومة القاء الأموال عليها، رغم معرفتي اليقينية أنني لن ألعب أغلبها، كيف عرفت هذا؟ حسن هو ليس عيب في الألعاب نفسها ، فكلها قوية وممتعة ، لكنني أجد أنه من الصعب أن ألعب 250 لعبة الواحدة تلو الأخري (وكل لعبة تستغرق 10 ساعات علي الأقل)، دون أن يقتلني أبي/أمي/أخي/زوجتي، ودون أن أفٌصل من العمل/المدرسة، ودون أن اصاب بانزلاق غضروفي من كثرة الجلوس أمام الحاسب في وضعية البهلوان الملتوي! يجب أن يكف المطورون الحمقي عن استبخاس ألعابهم بهذا الشكل، كيف يجمعون أرباحا بحق الاله اذا كان كل ما يفعلونه هو محاولة لفت نظر المشتري بأسعار أقل وأقل؟ هل يظنون أنهم يديرون جمعية خيرية أم مؤسسة اجتماعية للتبرع؟ إن عدد الحمقي الذين يديرون ما يزعمون أنها شركات ربح في ازدياد مضطرد، لا عجب إذن من كثرة أخبار الإفلاس والخسارة في هذا الزمان!

Steam Sale

ثم هناك شئ آخر، كلما فتحت التطبيق اللعين تتسع عيناي في فزع، عشرات الألعاب تريد أن تحدث نفسها في ذات الوقتّ! والنتيجة هي صف كبير من الألعاب ينتظر تحميل ما يحتاجه من ملفات، ولا يبدو أن هذا الصف يتبدد أبدا ، بل هو يتوالد تلقائيا كل يوم، وهناك ألعاب لعينة تحتاج تحديثا كل ساعة مما يجعل تصفح الشبكة الدولية أو مشاهدة العروض علي YouTube جحيما لا يطاق، وأضطر في النهاية الي اغلاق التطبيق تماما! الأمر الذي يؤذيني لاحقا عندما أريد تشغيل لعبة لأفاجئ أنها لم تحصل علي تحديثاتها فأضطر الي الانتظار! لقد صار هذا أمرا لا يطاق، يشبه الأمر مجموعة من الأطفال المزعجين الذين يقفون في طابور استلام المصروف كل يوم، والحل المناسب لهؤلاء هو ركل المؤخرات وحرمانهم من المصروف بسبب تدهور أداؤهم الدراسي، لكن ما الحل مع تلك الألعاب اللعينة؟ بل أن التطبيق نفسه يطلب تحديثا كل حين وآخر! لقد صار هذا جنونا مطبقا! أين تذهب كل تلك التحديثات ولم ازداد عددها بهذا الشكل الرهيب؟ لو كانت Valve اللعينة تأخد سنتا واحدا عن كل تحديث فلابد أنها تجلس الآن علي كثبان من الأموال، لحظة! هذا هو الحاصل بالفعل! إن الشركة اللعينة تحقق أرباحا من علي أقفية مطوري الألعاب المغفلين الذي يوزعون ألعابهم بلا مقابل وكأنهم يتخلصون منها، علي الأقل هناك من يتربح من وراء هذا العبث، هكذا تكون ادارة الأعمال الناجحة في رأيي!

معركة متاجر الحاسب الشخصي، Steam ضد Epic، المعركة الكبري!

دعك من مشكلات التطبيق نفسه، كم من مرة يتوقف عن الاستجابة أو يتجمد؟ كم من مرة ينهار بشكل مفاجئ؟ كل هذا برغم التحديثات المستمرة! لابد أن Valve استعانت بمجموعة من القرود لتصميم التطبيق، كلا، آخرون استعانوا بالقرود وكانت النتائج أفضل، لابد أن Valve استعانت بالضفادع اذن! أما من نهاية لهذا العبث؟

ثم اسمح لي، لا أتفق معك البتة فيما يخص منع الغش، لايزال هناك غشاشين ملاعين كثيرين، بعض القراصنة أخذوا علي عاتقهم كسر حماية Steam تماما وكأنه تحدي شخصي، بل هو كذلك بالفعل، لا بد أن هؤلاء الأوغاد المهوسوين يعتقدون أن الأمر يمس شرفا شخصيا عندهم أوشيئا من هذا القبيل، سحقا! لقد انتهي الشرف الحقيقي حتي من عالم الألعاب!””

الي هنا انتهت ثرثرة اللاعب ميدو فيما يخص تطبيق Steam.

ولقد تربع متجر Steam علي عرش متاجر الحاسب الشخصي طويلا، فكان المنصة الاوحد والاشمل، واحتوي علي عدد ضخم من المزايا والخصائص ذات الجودة العالية التي تحسن من تجربة المستخدم. وبدءا من خدمة حفظ الملفات السحابية ومرورا بمراجعات اللاعبين وواجهة للاستخدام القوية، والقدرة علي استكمال وايقاف التحميل Download وقوائم التمني Wish List وقوائم المتابعة Watch List و التسوق Shopping Cart ومشاركة ألعابك مع العائلة بشكل مجاني Family Share .. الخ. 

معركة متاجر الحاسب الشخصي، Steam ضد Epic، المعركة الكبري!

حتي منتديات الدعم والتواصل مع المطورين موجودة في Steam، جنبا الي جنب مع نظام لتقييم الألعاب من اللاعبين Reviewer Score، وهو ما جعل المتجر منصة شاملة، وجعله محل جذب لكل اللاعبين والمطورين من جميع الجهات والفئات. وبينما جاءت متاجر Origin و Battle.Net و Microsoft بالعاب حصرية لها، الا أنها كانت قليلة العدد للغاية مقارنة بشمولية Steam واحتواءه حرفيا علي عشرات الالاف من الالعاب، القديم منها والجديد، بينما انحصرت الالعاب علي متجر Origin في سلاسل FIFA و Battlefield و Need For Speed والمتفرقات من العاب EA التي لا تزيد عن 3 العاب في السنة.

  معركة متاجر الحاسب الشخصي، Steam ضد Epic، المعركة الكبري!

وكذا الامر مع متجر Microsoft الذي لم يحوي سوي العاب سلسلتي Gears Of War و Forza، وكذا الامر مع متجر Battle.Net الذي احتوي فقط علي العاب شركة Blizzard التي لا تزيد عددا عن اصابع اليد الواحدة.

ولقد ازدهرت صناعة الحاسب بشدة في ظل تحسن Steam المستمر، وابتلاعه لكل الالعاب، وفي ظل مبيعاته العالية، فاطمئن المطورون الي كون المتجر ضمانا ممتازا لبيع ونشر العابهم، فصارت العاب الأجهزة المنزلية تصدر بقوة وبكثرة علي المنصة، حتي حصريات الطرف الثاني.

لكن انتشار Steam جلب معه مجموعة من الممارسات الاحتكارية التي مثلت جانبا سلبيا للمطورين. وكانت اشد تلك الممارسات ضررا هي اجبار المتجر المطورين علي دفع 30% من صافي أرباحهم.

وتلك النسبة ليست قليلة بالمرة، خصوصا ان جميع المطورين يضطرون الي تخفيض سعر العابهم علي متجر Steam مع مرور الوقت بسبب المنافسة العالية من عدد الالعاب الكبير الذي يملأ المتجر. مما يعني ان مكسب المطور يقل مع مرور الوقت، ويقتطع منه ايضا نسبة المتجر التي تظل ثابتة.

Battle.Net

ان نسبة ارباح Steam العالية كانت سببا بالاساس في صدور متاجر اخري امثال Origin و Battle.Net، تلك المتاجر برزت الي النور بالاساس لان الشركات رغبت في الاحتفاظ بنسبة الأرباح كلها لنفسها وعدم اقتسامها مع Steam. وفوق كل ذلك تباطئت Valve للغاية في تطوير المتجر، بل لم تعد تهتم حتي بصناعة العاب علي الاطلاق، واهملت سلاسل العابها المهمة امثال Half Life و Portal .. واتجهت لتطوير مشاريع جانبية فاشلة امثال متحكم Steam وصندوق Steam، وكلها مشاريع لم تري النور للنهاية.

لقد اغترت شركة Valve لامتلاكها المنصة الاقوي تجاريا في تاريخ الالعاب، واغترت من عدم وجود منافسين، فصارت متسيبة وبطيئة الحركة، وتوقفت عن التطوير والابتكار. ولان دوام الحال من المحال فقد برز المنافس الجديد بشكل مفاجئ .. ومن حيث لم يتوقع احد. ومن حيث لم يدري أحد. وعلي ظهر لعبة واحدة فقط. لعبة Fortnite التي صنعتها شركة Epic. ووضعتها خصيصا علي متجرها الخاص الذي كان مخصصا بالأساس لمحرك Unreal الرسومي وملحقاته.

معركة متاجر الحاسب الشخصي، Steam ضد Epic، المعركة الكبري!

ولان شهرة اللعبة كانت طاغية، وتحولت الي ظاهرة ثقافية واجتماعية من فرط انتشارها، فقد كانت شهرة متجر Epic فائقة بدورها، وانتشاره كان طاغيا، بشكل يناظر متجر Steam!

ولقد حققت تلك الشهرة أرباحا بمئات الملايين من الدولارات لشركة Epic، وهو الامر الذي يعني ان الشركة صارت تملك في وقت قصير واحد من اشهر متاجر العالم اضافة الي اكوام من الأموال التي لا حصر لها.

ولقد دفع هذا شركة Epic الي التفكير في استثمار هذه البنية التحتية غير المسبوقة بشكل يضمن لها تواجد مستقبلي قوي ومتميز في سوق الالعاب. ولقد بدات الشركة هذا الاستثمار بقرارها ان متجر Epic سيتحول لمتجر عمومي لجميع الالعاب مثل Steam بالضبط، ولكن بفارق بسيط. نسبة ارباح المتجر ستنخفض من 30% الي 12% فقط.

وبالنسبة للمطورين وشركات الالعاب فان هذه النسبة تمثل فارقا هائلا لارباحهم .. فارق قد يعني الحد الفيصل ما بين الربح والخسارة. والأجمل من هذا ان تلك النسبة تاتي من متجر مشهور ومنتشر بشكل لا يقل عن Steam، الامر الذي استتبع أقبال اغلب شركات الالعاب علي وضع العابهم في متجر Epic رغم عمره القصير.

معركة متاجر الحاسب الشخصي، Steam ضد Epic، المعركة الكبري!

لكن طموح شركة Epic لم يتوقف عند هذا الحد، فنسبة ال 12٪ من الربح مشروطة في احيان كثيرة بكون اللعبة حصرية مؤقتة لمتجر Epic لفترة عام علي الاقل، مما يعني ان متجر Steam محروم منها لمدة عام. وفوق كل هذا فإن Epic تدفع اموالا لبعض المطورين لجعل العابهم حصرية كاملة علي متجر Epic ولمدي الحياة.

معركة متاجر الحاسب الشخصي، Steam ضد Epic، المعركة الكبري!

ولقد ساهمت أموال Epic في جلب عدد غير هين من حصريات منصة PlayStation الي الحاسب الشخصي، مثل Journey و Heavy Rain و Beyond Two Souls و Detroit وغيرهم. وهو انجاز رهيب يحسب لمتجر Epic، عجز متجر Steam عن تقديمه رغم سنوات السيطرة الكاملة التي امتلكها علي الحاسب الشخصي. وهي فرصة ثمينة ضاعت من يد Valve، فلا هي استخدمت أموالها الطائلة في صنع العاب ذات جودة عالية، ولا هي جلبت العاب الاجهزة المنزلية ذات الجودة العالية الي الحاسب الشخصي، وبالتالي فقد حرمت نفسها من فرصة نمو وانتشار هائلة كانت ستثبت اقدامها لعقود في سوق الحاسب. فرصة التحول لمتجر مؤثر في سياسات نشر الالعاب وصنعها، وليس مجرد متجر مشهور يستقبل الالعاب. وهو الامر الذي سعت Epic لعمله منذ اللحظة الاولي.

معركة متاجر الحاسب الشخصي، Steam ضد Epic، المعركة الكبري!

لكن قطاع كبير من جمهور اللاعبين استقبل هذه التطورات بغضب واحتقار واعراض شبه كامل، لقد تعود أغلبهم علي تواجد كل الألعاب علي متجر واحد ومنصة واحدة هي Steam، فلما برز متجر Epic الي الوجود وسلب منهم عددا من الألعاب أثار هذا غضبهم واحتقارهم. لقد سأم الكثير منهم كثرة متاجر الحاسب وكثرة الحسابات الشخصية التي يضطرون الي صنعها عليها، الأمر لا يحتمل متجرا جديدا فوق ما هو متاح بالفعل!

فضلا عن هذا فان اللاعبين احتقروا متجر Epic أكثر وأكثر بسبب خلوه من كل خصائص الخدمات الاضافية الموجودة في Steam، مثل الحفظ السحابي Cloud Save، و قوائم التمني Wish و التسوق Shopping ومنتديات الدعم ..الخ، وبسبب عدم استقرار تطبيق Epic نفسه أيضا، لكنها كلها أمور أعربت شركة Epic عن عملها علي اصلاحها في أسرع وقت.

معركة متاجر الحاسب الشخصي، Steam ضد Epic، المعركة الكبري!

لكن هذا الاعلان لم يفت في عضد متعصبو Steam، الذين سارعوا الي قصف الألعاب القديمة علي Steam بتقييمات سلبية في محاولة للانتقام من المطورين الذين نقلوا العابهم الي Epic. ولقد زادت هذه التصرفات من حدة وسوء الموقف بدرجة لا تقاس! الأمر الذي دعي عددا من المطورين الي انتقاد سياسات Steam علنا، الي حد وصفهم له بأنه صار مقلبا للقمامة من الألعاب، ولكل من هب ودب من الألعاب السيئة ذات الجودة المنخفضة!

وهو أمر صحيح بالفعل، ففي كل عام يصدر قرابة الخمسة الاف لعبة علي Steam، أغلبها العاب بدائية وبسيطة بل والعاب يصنعها هواة مبتدئون، لا يتقنون فن صناعة لعبة، فتخرج العابهم رديئة للغاية وسيئة. وهو الأمر الذي اشتكي منه المطورون المحترفون الذين يجدون العابهم تغرق وسط طوفان من الالعاب الرديئة، فلا يستطيع المستخدم ايجادها بسهولة، ويضطر هذا المطورون ايضا الي تخفيض اسعار العابهم للمنافسة مع تلك الالعاب الرخيصة الرديئة.

وهو ما يعني أن الأفق قد انسد في وجه الجميع، فاللاعبون يحتقرون متجر Epic، والمطورون يحتقرون متجر Steam، كيف وصلنا الي هذا العبث؟

معركة متاجر الحاسب الشخصي، Steam ضد Epic، المعركة الكبري!

إن غضبة اللاعبين مفهومة في ظل نقص خدمات Epic، لكنه نقص مؤقت، سيتم تعويضه مثلما كان Steam ناقصا ومعيوبا جدا في بداياته، علي الناحية الأخري فان شكاوي المطورين حقيقة وتعكس آلامهم وتوجعهم من ممارسات Steam، فضلا عن ذلك فان لـ Epic انجازات حقيقة ملموسة علي أرض الواقع متمثلة في نقل العاب المنصات المنزلية الي الحاسب الشخصي لأول مرة، وهو انجاز يجدر أن يحتفل به كل لاعبي الحاسب الشخصي.

إن الكرة الآن في ملعب Steam، لقد تباطئ وتكاسل وتخلي عن دوره الأساسي تماما حتي سمح للمنافسين بالظهور وقصم ظهره، والتضييق عليه، لذا فعلي شركة Valve أن تنهض من جديد وتقوم بدورها المفترض، باصلاح شكاوي المطورين، وبقيادة جهود جلب اكبر عدد ممكن من حصريات المنصات الي الحاسب الشخصي. إما هذا وإما فان البقاء والنماء سيكونان من نصيب Epic، وعن استحقاق كامل هذه المرة، وعلي الرغم من اية نواقص خدمية مؤقتة فيه، سيتم اصلاحها ومعالجتها عاجلا أم آجلا.