
الـCloud Gaming.. تقنية رائعة أم تهديد خطير على عالم الألعاب؟
ٍالـStreamed Games هي المستقبل لكنها ستأتي معها بكثير من المشاكل. هذه الجملة البسيطة يُمكنها أن تعطينا صورة واضحة عمّا نحن بصدده، خاصة بعدما أعلن العديد من المطوّرين عن نيتهم في دخول هذا المجال في مؤتمر E3 المنقضي وكذلك ظهرت شائعات عن نية مايكروسوفت لتصميم Xbox جديد ومنفصل مخصص فقط للـStreamed Games، وعندما نجد مطوريّ ألعاب محترفين وكذلك مايكروسوفت يتحدّثون عن أمر ما فبالتأكيد هذا الأمر له أهميته.
الـStreamed Game هي موضة مستمرة في النمو والتضخَم وأكبر دليل على ذلك هو مؤتمر E3 2018 حيث أعلنت من خلاله شركة EA Sports عن نيتها في دخول هذا المجال وكذلك فعلت Microsoft، وقد أتى كل هذا بالتوازي مع إطلاق نسخة Streamed من لعبة Resident Evil:7 والتي لم يكُن من المتوقع أن يشغّلها الهاردوير الخاص بـSwitch، وحينها أتفق معظم المراجعين على جملة: "أللعبة جيدة بقدر جودة إتصال الإنترنت الخاص بك" حينما تم إطلاق اللعبة لأجهزة Switch في اليابان بمساحة 42 ميجابايت فقط، وبطبيعة الحال لن تستطيع أن تقوم بتنصيب اللعبة بالكامل، كل شيء يتم داخل السحابة (Cloud-based).
ما هو الـCloud Gaming؟
حسنًا، نحن نعلم ماهية الألعاب، ونعلم أنها تحتاج قطع داخلية عالية الكفائة لكي يتم تشغيلها بشكل مرضي، فالمستخدم عندما يقوم بتشغيل لعبة ثقيلة نوعًا ما وقوية الجرافيكس سيهتم بأن يحصل على كارت شاشة قوي، ذاكرة عشوائية كبيرة ومعالج مناسب هذا بالنسبة لأجهزة الـPC والـGaming Laptops، أما عن الـConsoles فالمستخدم يقوم بشراء الإصدار الجديد كل عامين أو ثلاث لكي يتناسب مع الإعدادات الجديدة للألعاب والجرافيكس المطورة.
بكل بساطة، الـStreamed Games تطرح كل ما سبق أرضًا، فهي ألعاب يُمكن تشغيلها على السحابة (Cloud) دون أن تعتمد في عملية التشغيل تلك على قطع الـHardware الداخلية للجهاز، حيث أن كل ما تراه أمامك على الشاشة يتم معالجته على سيرفر سحابي مخصص لهذه العملية وهو ما يسمى بالـCloud-based Gaming أي أنك تقوم بالتحكّم في اللعب وكل شيء على ما يرام لكن جهازك لا يقوم بمعالجة أي شيء بل من يفعل هذا هو السيرفر، يُمكننا تشبيه الأمر -مجازيًا- بأنك تقوم بمشاهدة فيديو مباشر لعملية اللعب لكن مع التحكُّم الكامل فيها، ولهذا سميّت بـStreamed. على سبيل المثال لعبة رزدنت إيفل الجديدة لم تكن لتعمل بشكل جيّد على جهاز نيتندو سويتش بسبب الهاردوير الخاص به ومواصفاته، إلا أن النسخة الـStreamed تعمل بكل كفائة، ولا داعي لأن أذكر أن سرعة إتصال الإنترنت الخاص بك وثباته هو العامل الأهم هنا.
صرّح Yves Guillemot المدير التنفيذي لشركة Ubisoft قائلًا: "الجيل القادم من أجهزة الكونسول سيكون الأخير، الـStreaming سكون أسهل في الوصول إليه ولن يحتاج المستخدم إلى قطع هاردوير قوية." هذا التصريح ساهم في توضيح حقيقة أن الـStreaming هنا سيغنيك عن شراء جهاز كونسول جديد كل ما فيه انه تم تحسين قطع الهاردوير خاصته لأنك ببساطة يُمكن أن تلعب دون أن تكون للقطع الداخلية أي علاقة بالأمر.
هل سيقدّم الـCloud Gaming نفس تجربة اللعب؟
رأينا من قبل بعض التقنيات التي تتيح لك عمل Stream من البلايستيشن أو الإكسبوكس للـPC، وكذلك رأينا تقنيات تتيح عمل Stream من الـPC للموبايل مثل Steam Link، لكن جميع هذه التقنيّات لازالت بعيدة عن فكرة الـCloud Gaming ومعظمها أثبت فشله مثل خدمة GameFly التي أطلقتها EA في بداية هذا العام وخدمات أخرى مثل خدمة Shadow إلا أن الـCloud Gaming والـStreamed Games لازالا بعيدين عن كل هذا.
سيتيح لك خيار الكلاود جيمنج إمكانية لعب أفضل الألعاب بسعر رخيص نسبيًا مقارنة بما سوف تنفقه على تجميع جهاز PC او شراء جهاز Console وحتى الآن يُمكننا اعتبار الأمر إيجابيًا إلى حد كبير، لكن تذكّر أن الكلاود جيمنج يحتاج إنترنت دائم العمل أي أنه لن يكون بوسعك أن تلعب الوضعيّات الـOffline بدون إنترنت، ومن ناحية أخرى لا يجب عليك أن تتوقع نفس التجربة، فبالمنطق، هل يُمكن أن تتساوى لعبة على الإنترنت بلعبة مخزنة على جهازك بمساحة 20 أو 30 جيجابايت؟
تجربة اللعب لن تكون ذاتها، فعلى سبيل المثال كانت Resident Evil 7 على سويتش تعتمد بالكامل على وجود إنترنت سريع ومستقر، أما وضع الـSingle-Player فكان يحتوي بعض المشاكل، كذلك ومن ناحية نفسية، ماذا إن أردت أن تلعب لعبة معينة ولم تعد متوفرة على السحابة؟ إن لم توفّر الشركة المطورة حلًا بديلًا فسيجب عليك أن تنسى اللعبة وينتهي الأمر هنا، أي أنك لن تستطيع إخراج الـCD وتشغيلها كما هو الأمر في وقتنا الحالي، كما أن الألعاب ستكون Online بالكامل ومن المتوقع أن تلاقي مصير الألعاب القديمة التي عفا عليها الزمن ولم نعد نسمع هنا، كذلك من المحتمل أن يواجه اللاعبين مشاكل متعلقة بكون اللعبة تعمل على سيرفر (بالكامل) مثل وقوع السيرفر أو بطء استجابته.
الـCloud Gaming بين المميزات والعيوب
للألعاب السحابية مميزاتها وعيوبها، وقد ذكرنا اعلاه أن التجربة لن تكون مماثلة لتجربة اللعب المعتادة لكن هذا لا يعني أنها في منتهى السوء، في الواقعظن ظغن تم تنفيذ فكة اللعب السحابي بشكل جيّد فسيختلف الأمر تماماً، لكن وحتى الآن نحن لا نعلم كيف سيكون مستقبل هذه التقنيةن وأقصد بكلمة "مستقبل" الفترة التي ستكون تلك التقنية مزدهرة فيها، وفيما يلي مميزات وعيوب الألعاب السحابية:
مميزات الألعاب السحابية
- لا حاجة لقطع هاردوير غالية أو للتحديث: باستخدام الـCloud Gaming لن يكون هناك داعي لكي تقوم بترقية جهاز الـPC الخاص بك أو شراء جيمنج لابتوب أو كونسول جديد، كل ما ستحتاجه هو شراء جهاز بثّ رخيص.
- إلعب على أي جهاز أو أي نظام تشغيل: الألعاب السحابية بدورها ستكون قابلة لتتشغيل على كافة الأجهزة كونها لم تعد متعلقة بنوع الجهاز ومواصفاته الداخلية وبهذا ستتمكن من تشغيل الألعاب الـHigh-End على كافة الأجهزة حتى ولو كانت أجهزة موبايل أو تابلت وعلى أي نظام تشغيل.بما في ذلك iOS، Android، Linux، Chrome OS وكذلك Mac.
- نقل تجربة الجينج إلى التلفاز: بطبيعة الحال تعمل أجهزة الكونسول على التلفاز، لكن ما بالك إن إنتقلت تجربة اللعب بالكامل إلى التلفاز وبدون كونسول، هذا ما سيتم فعله مع الـCloud Gaming حيث ستدعمه أجهزة التلفاز الذكية (Smart TVs) والتي لن تحتاج لأي عتاد داخلي معيّن، تذكر أن الأمر سيشبه مشاهدة الفيديوهات.
- إلعب مباشرة: بعض الألعاب تصل مساحتها إلى 20 جيجا وأكثر، لكن الـCloud Gaming سيتيح لك اللعب مباشرة دون تحميل أو تنصيب، لأن اللعبة لن تكون لديك من الأساس، بل ستكون على السحابة.
مميزات الألعاب السحابية
- ضغط الفيديوهات: كما هو الحال على مواقع مثل نيتفلكس ويوتيوب، المحتوى المرئي الذي ستنقله لك خدمة الـCloud Gaming سيكون مضغوطًا حتى يقلل استهلاك الـBandwidth ولهذا لا يجب عليك أن تتوقّع أن تكون اللعبة مليئة بالتفاصيل مثلما هو الحال على جهاز PC عالي المواصفات، لكن على النقيض ستكون اللعبة في حال أفضل بكثير من تشغيلها على جهاز كمبيوتر منخفض المواصفات، الأمر نسبي هنا.
- استهلاك الـBandwidth: رُبما تستهلك لعبة واحدة أكثر من 2 جيجابايت من الـBandwidth (نقل البيانات) إن قمت بلعبها لمدة ساعة، وفي حالة أن الإنترنت الخاص بك محدود بكوتا معينة فسيكون لديك مشكلة كبيرة هنا، والأمر لن يكون في أفضل حالاته في مصر.
- سرعة الاستجابة: عندما تقوم بتحريك الماوس أو الضغط على أزرار الكيبورد فأنت بذلك تقوم بإرسال الأوامر إلى جهاز الكمبيوتر الواقع أمامك وعن طريق سلك تتحرك فيه الإلكترونات، فما بالك إن كانت حركتك تلك يجب أن تسافر عبر الإنترنت حتى تصل إلى السيرفر الموجود عليه اللعبة؟ هذا سيجعلنا نواجه مشاكل مع اللعب حتى ولو كانت سرعة النت كبيرة جدًا.