عشر خطواتك تقودك نحو وظيفة أحلامكإنّ مجرد النظر إلى واقع سوق العمل في البلدان العربية يجعلك تفكر بأن الحصول على أي وظيفة قد أصبح أمنية يتطلب تحقيقها إمّا عصاً سحرية، أو أن يكون مدير الشركة قريباً لك، أو ربما راتباً بدون جهد أو حتى توصية من مسؤول حزب ما ، يهلل لكل أفعال حكومته.

 

حصولك على الوظيفة هو إنجاز يحسب لك سواء أكانت الوظيفة مؤقتة أو دائمة، لأن الوظيفة المؤقتة قد تؤهلك للحصول على الوظيفة الدائمة. ما يهمنا الآن هو ما تستطيع تطبيقه للحصول على الوظيفة المؤقتة، فمن هناك سيكون الانطلاق نحو وظيفة أحلامك.

إذا كنت عاطلاً عن العمل وتبحث حالياً عن وظيفة، فالهدف بسيط وجَعلُه بسيط وهو أنني أريد وظيفة، فإذا كنتَ في وظيفة وتودٌّ الاستمرار فيها فاجعل هدفك أن يكون (أنا أريد وظيفتي). سأعطيك عشر عادات أو ممارسات عليك تطبيق معظمها للحصول على وظيفة أحلامك، أقصد بوظيفة أحلامك تلك الوظيفة ذات الراتب الممتاز والعقد لسنوات، أي وظيفة تقتنع بها.

الكلام شيء والفعل شيء، لذا سأعطيك نصائحي التالية وما عليك إلاّ التطبيق.

أولاً : لا تترك أي فرصة عمل مؤقتة؛ فنتيجة للضغط والزخم بدأت الشركات بطلب عمالة للعمل تطوعاً بدون مقابل مادي والسبب أنها لو أعلنت عن وظيفة واحدة فقط فسيكون هناك آلاف المتقدمين وسيكون من الصعب إيجاد ما تريده مهما كانت طريقة التقييم التي تتبعها. التطوع في الشركة هو مفتاح نحو التعاقد معك لأن الشركة ستعمل على غربلة المتطوعين وتحدّد الموظف الذي يمتلك دافعاً للعمل حتى لو كان يعرف في قرارة نفسه أن العمل سيكون مؤقت وتطوعي، كل عمل تعمله هو خبره لك فاستغل الفرصة وابدا بالبحث عن فرص للتطوع في الصحف، مواقع التواصل الاجتماعي مثل Facebook.com أو المنتديات العلمية الخ

ثانياً : أفضل طريقة لتسويق نفسك هي في شركتك بعينها، فمثلاً لو أن الشركة التي تعمل بها قررت الاستغناء عن بعض الموظفين لسبب ما وعلمت أنك قد تكون من ضمن من سوف يُستغنى عنهم وأنت تحب عملك، فأعلِم صاحب العمل مباشرة بأنك تحب العمل بالشركة، ولديك مؤهلات للقيام بوظيفة أخرى ضمن اختصاصك في الشركة. فالاستسلام يعني أنك خارج نطاق الشركة، لكن تَوقُّع الحدث والبدء بعمل سيرة ذاتية لأي وظيفة أخرى بالشركة قد تجعل صاحب العمل يفكر بأنك ستكون موظفاً ذا فائدة كونك موظف بالشركة وخبير بأمورها، وإضافة إلى ذلك أنك تودٌّ خدمة الشركة في منصب آخر قد يكون سببأً لامتلاكك لعقد طويل الأمد ولحصولك على مِّيزات أفضل.

ثالثاً: البحث عن الوظيفة في الصحف، والمنتديات أو حتى في لوحات الإعلانات أصبح نمطاً قديماُ وكاذباً في نفس الوقت. فقد أصبحت الشركات تلجأ للإعلانات كطريقة لعمل مسح ميداني عن الرواتب المتوقعة للوظيفة أو المهارات المتوفرة في المتقدمين. اليوم عليك بالتسجيل بموقع LinkedIn.com والبدء بالبحث عن شركات باختصاصك أو مؤتمرات تعقد بمدينتك أو التعرف على أشخاص ذوي خبرة في مجالك. فإذا سمعت عن وظيفة ما ، فقم بالتواصل مع مدير الشركة أو مدير القسم المسؤول سواء بالبريد الإلكتروني أو الموقع أعلاه وعرِّف نفسك ومؤهلاتك للوظيفة، الوقت يمضي وقد تفوتك فرصة العمر، لهذا كن أسرع من غيرك وليكن شعار التواصل الاجتماعي هو شعارك نحو وظيفتك القادمة.

رابعاً: كن مرناً في التعامل مع مديرك أو صاحب العمل. قد يختبرك مديرك بأن يطلب منك أن تعمل يوم إضافياً مدفوع الأجر أو المكوث لحين إكمال تقرير مهم ، المدير هنا يخبرك أنك إذا كنت مستعد لمهاماً إضافية فذلك يعني احتمال ترقيتك إلى منصب أعلى أو استثنائك من الاستغناء القادم في الوظائف. ابتسم واقبل الطلب لأن غيرك سيرفض ويقدّم الحِجج فهذا يعطيك فرصةً للتميز عن غيركَ بالعمل وخدمة مديرك علماً أن خدمة مديرك بالنهاية هي خدمة الشركة التي تعطيك الراتب وقد تكون منقذك عند الاستغناء عن بعض الموظفين.

خامساً : مواقع التواصل الاجتماعي (مثل Twitter.com) وُجدت لبناء علاقات مع من يهمّك أمره من الأصدقاء والخبراء والعلماء الخ، أداة تويتر هي أفضل طريقة لتطوير مهاراتك في التواصل، طرح الأسئلة، المشاركة، القراءة وغيرها، وكل ما يطرح في توتير هو معلومة جديدة تضاف إلى قاعدة بياناتك، لهذا ابدأ اليوم بإنشاء حساب في الموقع واتبع فقط من يفيدك من الأشخاص وابدأ بعمل بحث عمّا يدور في اختصاصك أو مشاريع في مدينتك أو شركات تتمنى أن تعمل بها يوما ما. مشاركة واحدة قد تقودك إلى وظيفتك التالية وقصص النجاح كثيرة وبازدياد يومي في كل العالم.


سادساً: التميّز لا يولد معك أو شي تجده فجأة ولكنه يبنى بالجهد والعمل المضني، فاتباعك لنفس أساليب العصر الحجري عند التقديم للوظيفة فهذا شيءٌ جيد كونك ستعطي فرصتك لغيرك، أما إذا قمت ببناء سيرة ذاتية مميزة غير تقليدية تحتوي على كل ما يهم صاحب العمل وشرح لكل منجزاتك بالأرقام والإحصائيات ،وذكر للمنظمات التي تطوعت فيها، ورابط مدونتك الإلكترونية فهذا شيءٌ آخر. أنت اختار فلديك فقط 15 ثانية للفت انتباه صاحب العمل، ومن ثمَّ سيكون هناك مصيران لسيرتك الذاتية؛ فإمِّا أن تبقى على المنضدة أو تستقر في مكانها المفضل ألا وهو سلَّة المهملات.

سابعاً : إذا أحسست بالإحباط أو كرهت العمل الذي تعمل فيه أو حتى وجدت وقتاً زائداً بعد العمل فعليك بالتدوين، المدونه لم تخلق لشخص دون غيره، فكلنا لدينا أفكار وخبرة في مجال ما نمتاز بها عن غيرنا. إذا تركنا هذه الفكرة تمضى مع الوقت فستذهب سدى، وستكون قد خسرت إضافة معلومةٍ جديدة للناس في العالم، ابدأ بكتابة ماتحب عمله، فليس هناك شروط للتدوين، فقط اكتب ما يعجبك لأن هناك العشرات والآلاف سيقرأون أفكارك وسيشكروك على وقتك وتعبك. سواء أكنت في وظيفة أو عاطلأً عن العمل، اذهب إلى wordpress.com وانشىء مدونتك المجانية الآن وضع صفحة عنك لأنها قد تكون مفتاحك نحو وظيفة أحلامك، إذ قد يكون مديرك القادم ممن يقرأ ما تكتبه. العالم كله اليوم داخل شبكة الإنترنت لذا فإنّ عليك التواجد وإلا لن تكون موجوداً معنا.

ثامناً: لا تفكر كثيراً بأنك تخرَّجت من جامعة غير معروفة أو لست خريجاً من الجامعة الأمريكية في دولة ما،لا أحد ينكر بأنَ التدريس فيها مختلف نوعاً ما و لكن ما يهم هو أنت، فمن الممكن أن تدرس في جامعة ليست مشهورة لكنك تحب اختصاصك وتحلم بالعمل في اختصاصك، هذا مايهم فقط، إذا كانت لديك الرغبة والشغف لما تدرسه فهذا كافٍ للحصول على وظيفة أحلامك ، ما الفائدة من الأموال والوقت والجهد الذي هُدر على تخرج طالب ما، لم يحب اختصاصه بل أحب المظهر والشكليات ، فقط لوجود اسمه في جامعة ذات صيت .. الجواب: لا شي! يمكنك تعويض قلّة الحصص الدراسية أو جودة التدريس إمّا بالدراسة الشخصية والتطوع لكسب الخبرة، أو بالاشتراك في دورات تدريبية. اشتري مثلاً عشرة كتب في مجال اختصاصك وحاول قراءتها قبل نهاية العام. انشىء مجموعة أو ما يعرف ب"جروب" على الفيس بوك بمجال اختصاصك وابدأ النقاش من الآن.

تاسعاً : قد تكون نصيحة جديدة لك لكني أحب أن أوجهها لكل من يهتم بمساره الوظيفي وكل من يريد أن يحصل على وظيفة بأسرع وقت، رجاءاً لا تخض بعلاقات مع أصدقاءٍ وأشخاصٍ سلبيين ومحبطين لك، فمهما كان هذا الشخص عزيزاً عليك لابدّ أن تجعل وظيفتك أولى أولوياتك. اترك كل من يقول لك دائماً أنك شخص بدون خبرة ويستحيل توظيفك، لا تتعجل بالالتحاق بالوظيفة لأن هناك الآلاف من النتقدمين أفضل منك أو حتى شخص ضحك عليك لأنني نصحتك بالتدوين! من يدمِّر أحلامك هم من يحطُّون بك فاجعلهم المحفز لتقدٌّمك لا لتدميرك.

عاشراً : لابد أن اذكرها كل مرة وهو أن كل شي له حكمة، فلو فاتتك فرصة فالثانية قادمة ،ولو العاشرة فلا تكره نفسك وتعتقد بأنك شخص فاشل حتى ولو ضاعت الفرص، اجعل هذا حافزاً لمعرفة سبب ضياع هذه الفرص، ابدأ بدراسة نفسك أولاً ومن ثم سوق العمل، وكن شخصاً آخر عند التقدّم للوظيفة الجديدة لأنك بنفس القالب ستصل إلى نفس النتائج الفاشلة. ابدأ اليوم ولا تُضع وقتك، فالحياة قصيرة فلا تضيعها في أشياء لا تفيد.

عشر خطواتك تقودك نحو وظيفة أحلامك

 

بقلم: محمد الطائي