يمكن وصف 2020 بأنه عاما مختلفا بالكامل، حيث شهدنا جائحة كورونا وكيف غيرت من أسلوب وطريقة عملنا وتواصلنا، ومع ذلك لم يسلم هذا العام من الاخفاقات والأخطاء التقنية التي كانت علامة بارزة هي الأخرى وبينما كانت شركات تنمو وتتوسع ورجال تقنية زادت ثروتهم بالمليارات، هناك شركات أخرى كانت تُعاني من مواقف عصيبة وفشل كارثي، وخلال السطور التالية سوف نستعرض أهم الإخفاقات التقنية التي حدثت في 2020.

نظرية المؤامرة والمعلومات المضللة

بالتزامن مع تفشي جائحة كورونا في كل مكان بالعالم كان هناك فيروس آخر ينتشر مثل النار في الهشيم وهو المعلومات المضللة والتي تفشت بشكل غريب عبر الشبكات الإجتماعية المختلفة مثل فيسبوك و تويتر ويوتيوب وغيرهم وأحد أشهر نظريات المؤامرة والمعلومات الكاذبة كانت حول مؤسس مايكروسوفت بيل جيتس والذي كان يقف وراء فيروس كورونا بطريقة ما أو يستخدم الجائحة من أجل زرع الرقائق في البشر والسيطرة عليهم وهذه المعلومات المضللة تبدو حقا مستفزة حيث أمضى مؤسس مايكروسوفت سنوات في مكافحة الأمراض كما دفع الكثير من الأموال في سبيل تطوير واختبار لقاحات للفيروس التاجي وتوزيعها في كافة أرجاء العالم.

تأثير جائحة كورونا

أهم الإخفاقات التقنية في 2020 كان التأثير الناتج عن جائحة فيروس كورونا والذي كان بمثابة كارثة غيرت العالم وأنا هنا لا أتحدث عن الوباء نفسه بل عن تصديق العديد لنظرية المؤامرة والتي تزعم أن شبكات الجيل الخامس 5G لها علاقة وطيدة بفيروس كورونا وهذا ما جعل بعض الأشخاص يقوم فعليا بحرق أبراج الإتصالات والإعتداء على عاملي تركيب الشبكات، كما تم تطوير العديد من تطبيقات تتبع المستخدمين لمعرفة المخالطين في حالة اصابتهم بالفيروس وبالطبع ستنتهي الجائحة وستظل أدوات التتبع والتجسس، وبالنسبة للشركات فقد سمحت لموظفيها بالبقاء في المنزل والعمل عن بعد ولكن موقع التغريدات الشهير أعلن أن موظفيه يمكنهم العمل من المنزل طوال حياتهم وحتى بعد انتهاء الجائحة.

منصة كويبي والانهيار السريع

كويبي Quibi كان من أهم الإخفاقات التقنية التي لم نلحظ وجوده لأنه انهار سريعا جدا، وهو عبارة عن منصة فيديو لبث المحتوى الحصري على غرار نتفليكس وأبل تي في وغيرهما ولكن المميز فيها أن المحتوى الخاص بها كان قصير لا يتعدى العشر دقائق وحصلت على تمويل ضخم في البداية حوالي 1.75 مليار دولار ودعم من أسماء كبيرة ولامعة في مجال السينما وإدارة الأعمال وبعد حوالي 7 شهور تم إغلاق الخدمة للأبد، لماذا؟ يرجع الأمر لأن منصة كويبي استقطبت العديد من المشاهير الكبار في الوقت الذي كانت تستهدف فيه جيل الألفية ولهذا فقدت أكثر من 90% من مشتركيها بعد انتهاء فترة التجربة المجانية وبعدما كان لديها 900 ألف مستخدم، أصبح لديها 70 ألف مشترك فقط، أما السبب الآخر، فهو المحتوى الضعيف والغير مقنع، بجانب المنافسة القوية وهناك بالطبع السبب الأهم وهو لماذا أدفع اشتراكا شهريا في الوقت الذي يمكنني فيه مشاهدة أي شيء عبر موقع يوتيوب.

شاحن الآيفون

كشفت أبل هذا العام عن عائلة آيفون 12 وأعلنت أن علبة الجهاز الجديد سوف تخلو من الشاحن بحجة الحفاظ على البيئة ولكن بالطبع هناك أسباب خفية ومنها تحقيق هامش ربح جراء بيع شاحن الآيفون بشكل منفصل فضلا عن تقليل وزن علبة الآيفون يعني شحن وحدات أكثر بتكلفة أقل كما أن أبل تفكر في المستقبل حيث قد يأتي الآيفون في المستقبل بالشحن اللاسلكي وبالطبع نقطة الإهتمام بالبيئة تأتي في المركز الأخير، وعلى غرار أبل، سوف تحذو باقي شركات تصنيع الهواتف الذكية حذوها وسوف نرى قريبا هواتف بدون شواحن.

إقرأ أيضا : أضخم اختراق إلكتروني لمؤسسات الحكومة الأمريكية.. ما الذي يحدث؟

تطبيق تيك توك

لا يزال تطبيق الفيديو الشهير تيك توك TikTok ظاهرة حتى الآن، لكن نجاحه اجتذب انتباه حكومة ترامب والتي اعتبرته تهديدا للأمن القومي والمستخدمين في أمريكا ووقع ترامب أكثر من قرار تنفيذي لحظر التطبيق أو بيعه لشركة أمريكية أو إغلاقه هناك، وحاولت أكثر من شركة الاستحواذ على عمليات التطبيق الصيني في أمريكا منها مايكروسوفت التي دخلت في مفاوضات جادة لكن نجحت أوراكل وول مارت بتقديم صفقة مقترحة لشراء حصة تيك توك TikTok في أمريكا عبر كيان منفصل وحظيت الصفقة بمباركة ترامب ولكن مع قدوم الإنتخابات الرئاسية الأمريكية وخسارة ترامب، بدا وكأنه نسي الأمر، وحتى الآن لايزال الوضع مجهولا لتطبيق الفيديو الصيني.

 اختراق تويتر

أحد أكبر الاختراقات هذا العام وربما أكثرها رعبا، كان اختراق تويتر Twitter حيث تم تهكير حسابات رفيعة المستوى على تويتر مثل حساب كاني ويست وباراك أوباما وإيلون ماسك وبيل جيتس وشخصيات أخرى مشهورة في مجال السياسة والفن والتقنية على مستوى العالم، ولكن هل كان الإختراق لنشر معلومات مضللة على تلك الحسابات أو بغرض عرض قضية ما، لا، لقد قام الجناة بالتسلل لهذه العملية الضخمة من أجل عملية احتيال وسرقة عملات مشفرة من متابعي تلك الحسابات الرسمية، ونشر المخترقون رسالة على تلك الحسابات تخبر المتابعين أن ارسالهم مبلغ بسيط من عملات البيتكوين على رابط معين سوف يعود عليهم أضعاف ما أرسلوه ولأن تلك الحسابات رسمية، هناك البعض ممن صدق التغريدة المنشورة وقام بإرسال عملات بيتكوين وتمكن المتسللون من الحصول على تحويلات بقيمة أكثر من 100 ألف دولار، وعلى الرغم من أن تويتر استعاد السيطرة على الحسابات من جديد إلا أن الأمر كان بمثابة فشل كارثي لموقع التغريدات الشهير الذي لم يستطع توفير الحماية المطلوبة لمستخدميه.

خدمة زوم

عندما تفشى فيروس كورونا، زاد استخدام خدمات مكالمات الفيديو وخدمة زوم Zoom استفادت من تلك الجائحة أكثر من الخدمات الأخرى المنافسة وتمكنت من ملء الفراغ الذي فشل فيه الآخرون مثل سكايب و تيمز و جوجل ميت وسيسكو، وأعلنت خدمة Zoom أن لديها 300 مليون مشارك يومي في اجتماعات الفيديو ولكن على غير العادة، اكتشف مستخدمي الخدمة أن هناك ثغرات أمنية في منصة مكالمات الفيديو نتج عنها مشاركة غرباء في اجتماعات المستخدمين ونشر محتوى إباحي وسيء وأصبحت جلسات زوم غير آمنة وأطلق على هذا الهجوم من قبل الغرباء Zoombombing، ولكن سرعان ما قامت الخدمة بسد بعض تلك الثغرات وإصلاح المشكلات الأمنية التي كانت تواجهها.

أبل وفورتنايت

ننتقل لأحد أهم الإخفاقات التقنية التي حدثت في 2020 مع معركة شركة إيبيك المطورة للعبة فورتنايت ضد عملاق التكنولوجيا أبل، وكان الأول قد أضاف نظام دفع خاص به داخل اللعبة على عكس سياسة متجر تطبيقات أبل من أجل التهرب من دفع العمولة التي تفرضها صانعة الآيفون وتصل إلى 30% مقابل كل عملية شراء داخل التطبيق وجاء رد فعل أبل سريعا بإزالة لعبة فورتنايت على الفور وهنا بدأت الحرب بين أبل وإيبيك التي رفعت دعوى قضائية ضد سياسات متجر أبل وسلطت الضوء على الممارسات الإحتكارية التي تفرضها الشركة على المطورين داخل متجرها ولا تزال المعركة جارية بين الشركتين في المحاكم.

أخيرا، هذه كانت أهم الإخفاقات التقنية التي حدثت في 2020 ولنأمل أن يكون العام القادم 2021 أفضل من العام السابق، ماذا عنك، ما هي أهم الاخفاقات التي حدثت في مجال التكنولوجيا هذا العام، شاركنا برأيك في التعليقات.