قبل خمس سنوات من الآن، بدأت قصة غامضة كان أبطالها هما الحكومة الأمريكية وشركة أبل، والهدف هو العمل على مشروع يسمح للحكومة بالتعديل على جهاز الآيبود الخاص بشركة أبل من أجل تطوير نسخة سرية معدلة من الآيبود، وخلال السطور التالية سوف نتعرف على حكاية الآيبود السري وما الهدف منه حيث لا يزال هذا المشروع يعد لغزا لا يعرف عنه الكثير من الأشخاص.

القصة من طرف دايفيد شاير

الآيبود الغامض

بدأ دايفيد شاير وهو مهندس برمجيات سابق في شركة أبل كلامه قائلا، كان يوما رماديا في أواخر عام  2005، كنت جالسا على مكتبي واكتب رمزا لجهاز الآيبود الذي سوف يتم طرحه العام القادم.

ودون أن يطرق الباب، دخل مدير برنامج الآيبود – رئيس رئيسي- فجأة وأغلق الباب خلفه وقال في جدية وغموض " لدي مهمة خاصة لك، رئيسك في العمل لا يعرف عنها شيئا، سوف تساعد اثنين من المهندسين من وزارة الطاقة الأمريكية لبناء نسخة سرية منجهاز آيبود".

في اليوم التالي، اتصل بي موظف الإستقبال ليخبرني أن هناك رجلين ينتظراني في الردهة، نزلت لإستقبالهم وهما بول وماثيو، المهندسين الذين سيصممون النسخة السرية من الآيبود.

وكنت أود أن أضيف بعض الإثارة كما في الروايات البوليسية الغامضة، حيث يرتدي مثل هؤلاء الأشخاص نظارات داكنة ومعاطف طويلة وأعينهم تراقب المكان من حولهم للتأكد من أنهم غير مراقبين.

ولكن كانوا مهندسون عاديون في الثلاثين من العمر، وقمت بتسجيل الدخول وذهبنا مباشرة إلى غرفة الإجتماعات للتحدث حول المشروع السري.

نبذة عن دايفيد شاير

 ويقول دايفيد عنه نفسه ، كنت ثاني مهندس برمجيات يتم تعيينه لمشروع الآيبود عندما بدأ في عام 2001، وأول مهندس كان الرجل الذي كلفني بتلك المهمة الخاصة.

وخلال عملي في برنامج الآيبود، كتبت نظام ملفات الجهاز وبعد ذلك قاعدة البيانات التي تعقبت جميع الأغاني ويمكن القول بأنني قمت بكل شيء للآيبود بإستثناء برامج ترميز الصوت.

بطاقات عمل بول وماثيو

الآيبود الغامض

يقول مهندس أبل السابق دايفيد شاير، قمت بترتيب حصولهما على مكتب فارغ بجانب توفير إنترنت خارجي بعيدا عن شبكة أبل الداخلية وكانت وظيفتي، تقديم أي مساعدة يحتاجونها في شركة أبل، وهما سيفعلون كل العمل.

ولأن أبل كان تقدم لهم معروفا، لم توفر لهم أي أجهزة أو برامج، فقد اشترى المهندسين كافة مايحتاجونه من أموالهم الخاصة ولم تساهم أبل في شيء.

والمضحك في القصة، أن مباني أبل بحاجة لبطاقة لكي تسمح لك بالمرور في أي مكان وكان عليا أن اذهب يوميا لبول وماثيو من أجل فتح الأبواب المغلقة لهما إلى أن تمكنت في النهاية من جلب بطاقات بائعين والتي تسمح بإدخالهم المباني دون الإضطرار لمساعدتهم يوميا.

إقرأ أيضا : حرب المليارديرات بين Epic ، جوجل وأبل..من يفوز ؟ وهل نتجه نحو كارثة؟

مهندسيين أذكياء

الآيبود الغامض

كان بول وماثيو من وجهة نظر دايفيد شاير رجالا أذكياء، مع القليل من المساعدة كانا يفهمان كل شيء ويعملان بسرعة كبيرة، يقول شاير، لقد أوضحت لهما كيفية إعداد أدوات التطوير وبناء نسخة من نظام التشغيل من المصدر وتحميلها في الآيبود.

سرعان ما استوعبوا كل شيء وبدأو في طريقهم الخاص نحو إضافة أجهزة خاصة إلى الآيبود مما أدى إلى توليد البيانات التي أرادوا تسجيلها سرا وكانوا حريصين على التأكد من أنني لم أر تلك الأجهزة مطلقا، ولم أستطع بالفعل.

وفي أحد المرات، كانوا يبحثون عن طريقة لإخفاء البيانات التي قاموا بتسجيلها، وبصفتي مهندس قرص، اقترحت عليهم إخفائها عبر إنشاء قسم آخر في الجهاز وبهذه الطريقة إذا تم توصيل الآيبود المعدل بجهاز آخر سوف يتم قرائته ومعاملته على أنه آيبود عادي، وبالفعل أحبوا الإقتراح وشرعوا في تنفيذه.

الهدف من المشروع السري

الآيبود الغامض

بول وماثيو، لم يعملوا في الواقع لصالح وزارة الطاقة، لقد عملوا في قسم من شركة بكتل وهي شركة مقاولات دفاعية أمريكية كبيرة تابعة لوزارة الطاقة، وكان الهدف من المشروع السري تطوير نسخة سرية من الآيبود تبدو مثل الآيبود العادي ولكنها قادرة على تسجيل وتخزين البيانات بطريقة لا يمكن اكتشافها.صنع شيء مثل عداد جايجر والذي يستخدم في قياس الفوتونات والنشاط الإشعاعي.

وأعتقد أنهما أراد صنع شيء يمكنه تسجيل أي أنشطة إشعاعية أو بيانات خاصة بتطوير برنامج نووي وربما الكشف عن مستويات اليورانيوم ولكن بشكل سري.

أخيرا، إذا حاولت التأكد من هذا المشروع عبر سؤال أبل فلن يخبروك شيئا، لأن هذا المشروع كان سريا وجميع الإتصالات كانت وجها لوجه ولا توجد معاملات ورقية، فقط أربعة أشخاص في أبل كانوا على دراية بالأمر وهم دايفيد شاير الذي حكى لنا القصة و مدير برنامج الآيبود ونائب الرئيس و نائب الرئيس الأول وجميعهم لم يعودوا موظفين في أبل، ومع ذلك فقد أكد على صحة قصة شاير، نائب برنامج الآيبود طوني فاضل من خلال حسابه الرسمي على تويتر.