إذا كنت في موود الرعب والمغامرة وأردت تجربة لعبة Post-Apocalyptic، فأول سلسلة ستخطر على بالك إما ستكون STALKER، أو Metro. على الرغم من أن سلسلة STALKER كانت بمثابة الأب الروحي لسلسلة Metro في بداية القرن الحالي، إلا أن استوديو 4A Games تمكن من أخذ سلسلة Metro لأبعاد جديدة ومختلفة لم تُقدمها STALKER، خاصةً وأننا لم نحصل على جزء جديد منها منذ عام 2009. في مقال اليوم سنتحدث عن تاريخ سلسلة Metro، كيف بدأت، وما التطورات التي شهدتها خلال العقد الماضي!

The History of Metro

كيف تم تأسيس استوديو 4A Games وسلسلة Metro؟

في عام 2001 بدأ الاستوديو الأوكراني GSC Game World العمل على لعبة Post-Apocalyptic جديدة بعنوان STALKER. تلك اللعبة استهدفت تقديم تقنيات جديدة مع التركيز على عناصر الرعب والبقاء في عالم مفتوح تقع أحداثه في منطقة تشيرنوبيل بعد حادثة المفاعل النووي.

تعرضت اللعبة للعديد من المشاكل أثناء عملية التطوير، وتم تأجيلها أكثر من مرةً. على الرغم من أن STALKER صدرت بالفعل في الأسواق على منصة الحاسب الشخصي في عام 2007، إلا أن 3 من المطورين تركوا الاستوديو في عام 2006 وتوجهوا لتأسيس استوديو خاص بهم تحت عنوان 4A Games. خطتهم كانت أخذ كل ما تعلموه من تطوير لعبة STALKER، والبدء في سلسلة Post-Apocalyptic جديدة كليًا، ومن هنا جاءت فكرة Metro.

The History of Metro

تواصل فريق 4A Games مع الكاتب العبقري Dmitry Glukhovsky الذي كتب سلسلة روايات Metro، وقرروا التعاون لبدء العمل على لعبة فيديو جديدة تحمل نفس الاسم. تمكن استوديو 4A Games من إنهاء العمل على الجزء الأول من سلسلة Metro خلال أربعة أعوام فقط، وصدرت Metro 2033 كأول جزء من السلسلة في عام 2010 على الحاسب الشخصي و Xbox 360. بعد النجاح الذي شهدته لعبة Metro 2033، قررت الشركة الناشرة THQ Nordic أن تستثمر المزيد في استوديو 4A Games وسلسلة Metro خاصته، وبدأوا في الضغط على استوديو 4A Games للاستمرار في العمل على السلسلة. على الرغم من ظروف العمل الصعبة التي واجهها استوديو 4A Games سواء من ضغط THQ Nordic أو بيئة العمل السيئة التي كانت تنقطع فيها الكهرباء، إلا أن الاستوديو فاجئ الجميع بإصدار الجزء الثاني في 2013 تحت عنوان Metro: Last Light والذي حسن من كل شيء قدمه الجزء الأول وعالج كمية كبيرة من المشاكل التي وضحها النُقاد!

على الرغم من النجاح الذي حققته سلسلة Metro، إلا أن الشركة الناشرة THQ  كانت تُعاني من مشاكل مادية كبيرة جدًا وأعلنوا إفلاسهم في عام 2013. انتهزت شركة Deep Silver هذا الأمر وقررت شراء حقوق سلسلة Metro من THQ، وبعدها بدأوا التعاون مع 4A Games للعمل على الجزء الثالث Metro Exodus الذي جاءنا في 2019 وقدم تغييرات عملاقة على السلسلة.

ما ذكرته الآن كان مجرد نظرة أولية على تاريخ استوديو 4A Games وسلسلة Metro. دعونا الآن نأخذ كل لعبة من السلسلة ونتحدث عن عملية تطويرهم وما الذي قدموه لنا على مدار العقد الماضي.

The History of Metro

Metro 2033

قصة Metro 2033 تتحدث عن قيام حرب عالمية ثالثة في عام 2013. تلك الحرب لم تكن حربًا عادية، بل كانت حربًا نووية بشكل شامل تسببت في موت معظم سكان الكرة الأرضية في كل أنحاء العالم. تبقى فقط 50 ألف شخص في روسيا من أصل 7 مليار، ونظرًا لأن سطح الأرض أصبح ملوثًا ومليئًا بالإشعاع والوحوش الناتجة عن الانفجارات النووية، قرر الأشخاص المتبقين أن يتوجهوا إلى أنقاض المترو لأن هذا هو المكان الوحيد الآمن بالنسبة لهم!

بالطبع قيام حرب نووية وانقراض معظم كوكب الارض سيجعل الأشخاص المتبقين قادرين على فهم أن المسؤولية أصبحت على عاتقهم لضمان استمرار حياة الجنس البشري صحيح ؟ للأسف لا، حيث يظل العدو الرئيسي للإنسان هو أخيه الإنسان وهذه حقيقة مثبتة لن تتغير مهما تغيرت الأزمنة والتواريخ. تم تأسيس مجموعة من المجموعات والتوجهات السياسية في أنقاض المترو، لدرجة أن البعض قرروا إعادة العصر النازي مرةً أخرى والسيطرة على البشر واخضاعهم تحت تصرفهم. نشبت العديد من الحروب بين الجنس البشري وبعضهم، وبين الجنس البشري والمخلوقات الأخرى التي خُلقت بسبب الانفجارات النووية.

The History of Metro

بعد 20 سنة من قيام الحرب، يظهر بطل لعبتنا Artyom وهو منضمًا لمجموعة من المجتمعات التي تم تأسيسها في المترو، وتبدأ قصته عندما يظهر عدو جديد في عام 2033 بإسم The Dark Ones. هؤلاء الأعداء عبارة عن أشخاص يشبهون البشر ولكن أجسادهم سوداء بشكلٍ كامل. بعد تعرض المجتمع الذي يعيش فيه Artyom للهجوم من هؤلاء الأعداء، يخرج بطلنا في رحلة للبحث عن مساعدة من المجتمعات الأخرى حتى يتمكنوا من الوقوف أمام الـ Dark Ones.

بعد 4 سنوات في عملية التطوير، صدرت Metro في 2010 كمفاجأة لمجتمع اللاعبين. ركزت اللعبة على تقديم قصتها بالأسلوب الخطي المُحدد مما جعلها تجربة أكثر إحكامًا من سلسلة STALKER التي قدمت عالمًا مفتوحًا عملاق. على الرغم من أن Metro 2033 هي في الأصل لعبة أكشن ومغامرات، إلا أن الجزء الأول بالتحديد كان الأكثر رعبًا في السلسلة بتقديم بعض لقطات الرعب النفسي التي كان يُعاني منها Artyom. لعبة Metro 2033 قدمت لنا أسلوب لعب واقعي وكانت تستهدف اللاعبين الـ Hardcore الذين سيحافظون على الذخيرة ولن يدخلوا مواجهات إلا إذا اضطروا لذلك. الذكاء الاصطناعي للسلسلة معروف بأنه من الأفضل في صناعة الألعاب وهذا ما ميز الجزء الأول في عام 2010.

The History of Metro

المحرك الذي صممه استوديو 4A Games كان من الأفضل وقتها حيث قدم مستوى رسوم خلاب مع فيزيائية مميزة للبيئات. في 2010 لم تكن وحدات المعالجة الرسومية في الحواسيب الشخصية بالقوة الكافية لدرجة أن اللعبة احتاجت أجهزة عملاقة لكي تعمل بسلاسة. أصبحت Metro 2033 واحدة من أكثر الألعاب الثقيلة على الأجهزة بجانب الجزء الأول من Crysis. على الرغم من الرسومات الخلابة وفيزيائية التدمير المميزة، إلا أن النُقاد وجهوا انتقادات كبيرة لأداء اللعبة التقني وإذا فكر استوديو 4A Games في صناعة جزء ثاني، فكان يجب عليه حل مشاكل المحرك.

يُذكر أنه في وقتٍ ما خلال عام 2009 قبل إصدار Metro 2033، اتهم Sergey Grigorovich (مؤسس GSC Game World) أن فريق 4A Games سرق مجموعة من العناصر الخاصة بمحرك X-Ray الذي تم تطوير STALKER عليه. لكن سرعان ما خرج استوديو 4A Games لينفي تلك الاتهامات مؤكدًا أن المحرك الجديد خاصتهم هو محرك مبني بالكامل من الصفر لسلسلة Metro. وعلى عكس محرك STALKER، فإن محرك Metro يدعم السلسلة على أجهزة الكونسول.

The History of Metro

Metro: Last Light

بعد النجاح الممتاز الذي حققته لعبة Metro 2033، قررت الشركة الناشرة THQ Nordic أن تستثمر المزيد في استوديو 4A Games وأن تفرض عليهم وقت قصير نسبيًا لإصدار جزء ثاني من السلسلة حتى يضمنوا أكبر قدر ممكن من الأموال في أسرع وقت. عملية تطوير Metro: Last Light نفسها لم تكن سهلة حيث أن استوديو 4A Games كان في مقره القديم بأوكرانيا والذي كان صغيرًا نسبيًا على عدد الفريق وقتها. ضف على ذلك أن الاستوديو كان يُعاني من بعض المشاكل التقنية مثل انقطاع التيار الكهربي الذي أدى إلى زيادة البرد في مقر العمل.

على الرغم من كل تلك العقبات، إلا أن استوديو 4A Games استطاع إصدار Metro: Last Light بعد 3 سنوات فقط من الجزء الأول وقد حل مجموعة كبيرة من المشاكل التي ذكرها النُقاد في تقييمهم لـ Metro 2033. المشكلة الأكثر وضوحًا في Metro 2033 كانت الأداء التقني حيث كانت تحتاج اللعبة لجهاز بمواصفات عملاقة. لحسن الحظ هذا الأمر اختلف تمامًا مع Last Light حيث أصبحت اللعبة واحدة من التجارب التقنية المميزة لعام 2013.

The History of Metro

محرك 4A Games نفسه تم تحسينه بشكل ملحوظ حيث أصبحت تتمتع Last Light برسومات أكثر قوة من 2033 واستطاعت أن تقدم أيضا تحسينات للفيزيائية والتدمير في عالم اللعبة. أحد أهداف الاستوديو مع Last Light كانت إضافة العديد من التحسينات على ميكانيكيات أسلوب اللعب، وخلال 3 سنوات فقط تمكنوا من فعل ذلك. Last Light قدمت لنا نظام تخفي وتسلل جديد كلياً وأصبح لك حرية أكبر كلاعب في اتخاذ القرارات في مختلف المواجهات. ضف على ذلك أن المواجهات نفسها أصبحت أكثر عمقًا وقوة من السابق بتحسينات على نظام القنص بالأسلحة مما جعل استخدامها أكثر متعة وأكثر واقعية في نفس الوقت.

تحسينات Metro: Last Light لم تقتصر فقط على الجانب التقني وأسلوب اللعب، بل تصميم العالم نفسه تم تحسينه. في Last Light أصبحنا نقضي وقت أطول فوق سطح الأرض على عكس Metro 2033 التي كانت معظم لقطاتها في أنقاض المترو. هذا التنوع جعل الاستمتاع بعالم Metro في مستوى جديد من الناحية التقنية والرسومية بسبب الاختلافات في البيئات.

من ناحية القصة نفسها، فبالطبع تستكمل رحلة بطلنا Artyom حيث أصبح الآن تابعًا لمجموعة الـ Rangers. الصراعات السياسية والاقتصادية لا تزال سائدة بين مختلف المجتمعات التي تم تأسيسها في أنقاض المترو، ولكن العدو الرئيسي للقصة لا يزالون هم الـ Dark Ones (الكائنات الخارقة للطبيعة التي ظهرت لأول مرة في Metro 2033). أسلوب سرد قصة Last Light تم تحسينه وأصبحت تجربة أكثر تميزًا من الجزء الأول بسبب التنوع. بطلنا Artyom أصبح له علاقة رومانسية وزوجة في هذا العالم الميت مما أضاف طبقة أخرى لطبقات الدراما. في نفس الوقت تعرفنا على مجموعة من الشخصيات الجديدة التي أصبح لها دورًا هامًا في مستقبل السلسلة!

The History of Metro

كما ذكرت في بداية المقال، فقد تعرضت شركة THQ للإفلاس في عام 2013 وقامت شركة Deep Silver بشراء حقوق سلسلة Metro منهم. بعد ذلك قام استوديو 4A Games بنقل مقر عمله إلى مدينة (سليمة) بدولة (مالطا) وأصبح هذا هو المقر الرئيسي. الاستوديو المتواجد في أوكرانيا لا يزال قائمًا ولكنه يلعب دور استوديو صغير مُساعد للاستوديو الرئيسي.

بعد انتقال الموظفين إلى مالطا وجدوا نفسهم في بيئة عمل أفضل بكثير تحت إدارة Deep Silver، وقرروا بدء العمل على نسخ محسنة من Metro 2033 وMetro: Last Light. جاءتنا النسخ المحسنة في 2014 تحت عنوان Redux وتوفرتا على الحاسب الشخصي وPlayStation 4 وXbox One. تلك كانت أول مرة تصدر فيها سلسلة Metro على منصة PlayStation حيث أن النسخ الأساسية توفرت بشكل حصري على الحاسب الشخصي وXbox 360 فقط!

The History of Metro

قدمت نسخ Redux تحسينات رائعة لرسومات اللعبتين، بالإضافة إلى ذلك أصبح كل جزء منهما يعمل على 60 إطار في الثانية على منصات الجيل الجديد. نسخ الـ Redux حسنت أيضًا من أسلوب اللعب حيث كان يجب على اللاعبين المحافظة على الذخيرة لأنك إذا قررت تعمير السلاح قبل تفريغه من كل الذخيرة المتواجدة به، فستخسر جزءًا كبيرًا منها.

حصلنا أيضًا في النسخ الجديدة على مستويات صعوبة أعلى، مع تحسينات للذكاء الاصطناعي ليكون أكثر عنفًا وواقعية من السابق. أي مرحلة من المراحل التي كانت مُصممة بشكل متفرق (بينها شاشات تحميل) على الجيل السابق، أصبحت الآن مراحل متصلة ببعضها البعض مما جعل سرد القصة والمشاهد السينمائية أكثر تميزًا. ضف على ذلك أن نسخة الـ Redux من لعبة Last Light ضمت كل الإضافات المجانية والمدفوعة التي توفرت للعبة، وبذلك أصبحت نسخ الجيل الجديد هي الطريقة الأمثل لتجربة اللعبة.

تلك التحسينات كانت مجرد البداية لاستوديو 4A Games الذي عمل على تحسين محركه بشكل ضخم ليتناسب مع الجزء الأحدث والأضخم في السلسلة: Metro Exodus.

The History of Metro

Metro Exodus

على الرغم من أن لعبة Metro: Last Light حققت نجاحًا رائعًا من ناحية المبيعات وتقييمات النُقاد، إلا أن بعض النقاد ذكروا في تقييمهم أن المراحل الخطية التي يصممها الاستوديو ضئيلة جدًا وتقتل الفكر الابداعي الذي من الممكن أن يتواجد في سلسلة مثل Metro.

لحسن الحظ، استمع استوديو 4A Games لآراء النُقاد وقرر الابتعاد عن الساحة لمدة 3 سنوات ليعمل بكل جهد على تجربة جديدة ومختلفة كليًا في سلسلة Metro والنتيجة كانت Metro Exodus. كشف الاستوديو عن اللعبة خلال فعاليات حدث Microsoft Xbox E3 2017 بمقطع أقل ما يُقال عنه هو أنه خرافي ولا يزال عالقًا في أذهاننا حتى هذا اليوم!

The History of Metro

التغيير الأضخم الذي قدمته لنا اللعبة هو تصميم المراحل. قصة Metro Exodus منقسمة لأربعة أجزاء (كل جزء يحدث في فصل مُعين من العام) وبذلك أصبحت تُقدم لنا اللعبة 4 مناطق رئيسية لأحداث القصة. على الرغم من أن قصة Metro Exodus لا تزال تعتبر مُحكمة وخطية بشكلٍ أو بآخر، إلا أن كل منطقة من المناطق الأربعة الرئيسية يمكن اعتبارها بمثابة عالم مفتوح مصغر نسبيًا يمكنك القيام فيه بمجموعة من المهام الجانبية أولاً بدلاً من التوجه بشكل رئيسي لإنهاء مهام القصة. Metro Exodus لم تُقدم عالمًا مفتوحًا بشكلٍ كامل، وأظن أن ما قدمه استوديو 4A Games هو أكثر تصميم مناسب لعالم Metro في الوقت الحالي.

بالنسبة لقصة اللعبة، فهي تخدم طريقة تصميم العالم بشكل مميز. قصة Metro Exodus تأخذنا في رحلة جديدة مع بطل السلسلة Artyom حيث يذهب للبحث عن مدن ودول أخرى بها أشخاص على قيد الحياة. كل من كانوا يعيشون في أنقاض المترو في روسيا كانوا يظنون أنهم وحدهم من تبقوا على قيد الحياة في الكوكب بأكمله، ولكنهم سيعلمون بعد ذلك أن الحرب النووية لم تنتهي، ولا تزال توجد مدن ودول أخرى بها سكان على قيد الحياة أيضًا!

ما يميز Metro Exodus عن أي جزء آخر في السلسلة هو أن معظم أحداثها تقع فوق سطح الأرض. في Metro 2033 وLast Light كنا نقضي معظم وقتنا في أنقاض المترو مما خلق تجربة أكثر رعبًا. على الرغم من ذلك، فالبيئات كانت مُكررة إلى حدًا ما خاصةً وأننا لم نخرج إلى سطح الأرض إلا في بعض المهام الخطية البسيطة. بذلك التوجه الجديد، استطاعت Exodus أن تخلق لنفسها توجه جديد كليًا عن أول جزأين من السلسلة.

The History of Metro

ليس التوجه لعالم شبه مفتوح وحسب هو ما يميز عالم Metro Exodus، بل تم التخلي بشكل كامل عن فكرة شراء الذخيرة والموارد من البائعين وأصبح يمتلك بطلنا Artyom حقيبة بها إمكانية لتصنيع المعدات. الآن أصبح يتوجب عليك استكشاف العالم المفتوح والبحث عن موارد لكي تتمكن من تصنيع الذخيرة والموارد اللازمة التي ستُساعدك في البقاء على قيد الحياة خلال رحلتك في هذا العالم الوحشي.

بعد إصدار Metro Exodus في أوائل 2019 وتحقيقها لنجاحٍ رائعٍ سواء من ناحية التقييمات أو المبيعات، قرر الاستوديو العمل على مجموعة من الإضافات للعبة. الإضافات تُقدم لك قصص جديدة كليًا لشخصيات معروفة أو جديدة. حصلنا على إضافتين للعبة Metro Exodus، الأولى بعنوان The Two Colonels  وصدرت في أغسطس 2019، ثم Sam's Story والتي جاءتنا في فبراير 2020 لتُصبح أضخم إضافة للعبة Metro حتى يومنا هذا. كل إضافة من إضافات Metro أكدت لنا قدرة الاستوديو الابداعية على خلق قصص مميزة في هذا العالم المُدمر وأنصحكم بتجربتهما إذا لم تفعلوا حتى الآن.

دعم لعبة Metro Exodus ظل مستمرًا حتى عام 2021 حيث أطلق استوديو 4A Games نسخة جديدة كليًا من اللعبة تحت عنوان Enhanced Edition للحاسب الشخصي وPlayStation 5 وXbox Series X|S. تلك النسخة صدرت بشكل مجاني لكل من يمتلكون اللعبة سواء على الحاسب الشخصي، أو على PlayStation 4 وXbox One.

The History of Metro

الهدف من نسخة Enhanced Edition هو تحسين رسومات اللعبة وجعلها أكثر روعة مما كانت عليه. الاستوديو استخدم تقنيات الجيل الجديد لتقديم تقنية تتبع أشعة بشكل كامل. المميز هنا هو أن تقنية تتبع الأشعة لم تكن في الانعكاسات وحسب، بل تم استخدام تلك التقنية لتغيير ملامح اللعبة بأكملها. تقنية تتبع الأشعة في Metro Exodus هي الأفضل حتى الآن لأن الاستوديو استخدمها في جعل اللعبة أكثر واقعية من ناحية الخيالات والإضاءة. الفرق بين النسخة العادية والنسخة المُحسنة يظهر بشكل ملحوظ عند التجربة، ولا أظن أنني سأكون قادرًا على العودة لتجربة النسخة العادية بعدما جربتها على الجيل الجديد.

كعادة استوديو 4A Games، فإن لعبته الأخيرة Metro Exodus وضعت معيارًا عاليًا لألعاب منظور الشخص الأول سواء من ناحية تصميم العالم والمهمات، أو من ناحية مستوى الرسومات الخلاب وأسلوب اللعب المُحكم. على الرغم من أن الاستوديو صغيرًا جدًا، إلا أنهم تمكنوا من تقديم 3 ألعاب في السلسلة خلال 9 سنوات، وكل جزء يكون أفضل من الذي سبقه!

The History of Metro

إذًا، ما هو مستقبل سلسلة ألعاب Metro بعد تلك الثلاثية؟

في نوفمبر 2020 كشف استوديو 4A Games عبر Blog Post على موقعه الشخصي أنه بدأ بالفعل العمل على الجزء الرابع من سلسلة Metro. على الرغم من أنه لا توجد تفاصيل حول اللعبة في الوقت الحالي، إلا أن الاستوديو يعد اللاعبين بتقديم تجربة قصصية مميزة مثل التي تعودنا عليها من السلسلة.

الجزء الجديد من Metro يستهدف منصات الجيل الجديد PlayStation 5 وXbox Series X|S بالإضافة للحاسب الشخصي بالطبع. الاستوديو لن يُحسن فقط من مستوى تصميمه للألعاب، بل يقوم حاليًا بعمل تحسينات ضخمة على المحرك الخاص به لضمان الاستفادة من قدرات الجيل الجديد سواء كانت بتقديم تقنيات تتبع أشعة وغيرها، أو الاستفادة من سرعة القرصات الـ SSD المتواجدة بالأجهزة. مستقبل سلسلة Metro لن ينحصر فقط في تقديم لعبة قصصية وحسب، بل يوجد تعاون حاليًا بين استوديو 4A Games و Saber Interactive لتقديم تجربة أونلاين Multiplayer في عالم Metro. هذا ما وضحه الاستوديو:

[quote شراكتنا مع Saber ستسمح لنا باستكشاف شيء لطالما كان طموحًا لـ 4A Games، ولكننا لم نستطع الالتزام به حتى الآن ؛ تجربة أونلاين Multiplayer في عالم Metro. بصفتنا استوديو صغير، لم نتمكن أبدًا من تحقيق تلك الطموحات، وكل أفكارنا لم تتجاوز مرحلة النماذج الأولية. ولكن مع خبرة Saber في تقديم ألعاب أونلاين، فإننا نعمل الآن بنشاط على استكشاف تجارب Multiplayer ستُتيح توفير طريقة جديدة لتجربة عالم Metro. نحن ملتزمون أيضًا بضمان أن ما نفعله لن يكون على حساب تجربة Metro الفردية. كل ما سنحتاجه هو فريق متخصص يُركز على تجربة الأونلاين التي نطمح لتقديمها، وهذا ما يُمكن لشراكتنا مع Saber أن تُحققه.]

The History of Metro

رواية Metro 2033 ستتحول لفيلم قريبًا!

بدايةً من عام 2010، وكان الكاتب Dmitry Glukhovsky يبحث عن شركة إنتاج تصنع له فيلم مستوحى من الرواية. ذهب الكاتب لمجموعة من استوديوهات Hollywood الذين أصروا على تغيير توجه سلسلة الروايات وجعل أحداثها تقع في ولاية واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية.

على الرغم من أن شركة Metro Goldwyn Mayer Studios أخذت حقوق الفيلم وكانت بالفعل ستبدأ في العمل عليه في عام 2012، إلا أنه تم إلغاء العمل على الفيلم وعادت الحقوق مرةً أخرى إلى Dmitry حيث رفض الكاتب فكرة أمركة الفيلم تمامًا لأن أحدث القصة لن تكون منطقية إذا وقعت في ولاية واشنطن!

أكد الكاتب أنه توجه إلى استوديوهات Hollywood لأنه لم يجد أي استوديو في روسيا قادرًا على تقديم أفكاره بالشكل الصحيح، ولكن لحسن الحظ أعلن الكاتب في أغسطس 2019 أنه وجد الفريق المناسب في روسيا. الفيلم سيتم إنتاجه من قبل TNT-Premier و TV-3 وCentral Partnership Film Studios. سكربت الفيلم سيكون من كتابة Dmitry Glukhovsky بشكلٍ كامل، وسيتم إخراجه من قبل المخرج الروسي Egor Baranov الذي عمل على سلسلة أفلام Gogol.

كان من المفترض أن يأتينا الفيلم في 1 يناير 2022، ولكن للأسف فيروس كورونا ومشاكل الحجر الصحي أثرت على عملية التصوير وتم تأجيل الفيلم لمدة عامين. حاليًا، فيلم Metro من المفترض أن يتوفر بشكل رسمي حول العالم في 1 يناير 2024 ونتمنى ألا يتم تأجيل الإصدار مرةً أخرى.

The History of Metro

في النهاية، سلسلة Metro هي واحدة من أفضل سلاسل منظور الشخص الأول في التاريخ. استوديو 4A Games على الرغم من صغر حجمه، تمكن من تقديم تحفة فنية بقصة مميزة مبنية على روايات الكاتب العبقري Dmitry Glukhovsky. لكن الفضل في البداية والنهاية سيعود لاستوديو GSC Game World ولعبة STALKER خاصته، حيث أنه بدون تلك السلسلة لم يكن سيتم تأسيس استوديو 4A Games، ولم نكن سنحصل على سلسلة Metro. المنافسة ستشتعل في السنوات المُقبلة بين GSC Game World و4A Games حيث سنحصل على STALKER 2: Heart of Chernobyl في أبريل 2022، ومن المتوقع أن نحصل على الجزء الرابع من Metro في 2023 أو 2024. هذا الأمر سينصب في صالحنا نحن كلاعبين في النهاية، لأن كل استوديو منهما سيريد تقديم أفضل ما عنده لإرضاء مجتمع اللاعبين.