تطور شرائط الألعاب من النسخ الفيزيائية القديمة إلى "اللا شئ"
منذ فترة ليست بالقصيرة نحاول أن نسرد لكم كفريق عرب هاردوير بشكل مستمر قصص تطور تُفاجئني شخصياً ، لذا أود أن أقدم لكم اليوم قصة تطور شئ مهم جداً في عالم الألعاب و الشئ هذا هو "شرائط الألعاب" التي خرجت لنا أول مرة على هيئة شريط عادي تماماً حتى أصبح قرص مدمج و الآن أصبح الأمر مجرد ألعاب رقمية تشتريها و فوراً تبدأ في تنزيلها عبر الإنترنت ، كل هذا سنعرفه في مقالتنا المميزة جداً اليوم.
براءة الإختراع "شرائط الألعاب"
[caption id="attachment_308974" align="aligncenter" width="1194"]
الشرائط القديمة[/caption] في بداية ظهور أجهزة الألعاب كانت تلك الألعاب موجودة دائماً بداخل الأجهزة و لا يحتاج اللاعب إلى شراء الألعاب بشكل منفصل عن الجهاز ، جاء شخص مخترع يُسمى Jerry Lawson و الذي طور لعبة الـ Arcade المشهورة في فترة السبعينات و هي Demolition Derby ، "جيري" ذهب إلى شركة Fairchild Semiconductor بعد صدور لعبته كي يصبح رئيس قسم الألعاب في الشركة حيث أشرف أيضاً على جهاز"Fairchild F" و الذي أعصف بتقاليد جميع تقاليد الألعاب و الأجهزة المنزلية وقتها كما صُدر الجهاز في 1976 و كان أول جهاز يستعمل فكرة الأشرطة . طريقة وضع اللعبة في شريط إعتمدت على وضع اللعبة في ROM و من ثم شريط بلاستيكي صغير حتى لا يُصعق اللاعب أثناء إدخاله للشريط ، من هنا تم ولادة فكرة للمستهلك "بناء مكتبة خاصة به من الألعاب" ، جهاز "Fairchild F" لم يحقق للأسف أي نجاح و من المؤكد عزيزي القارئ أنك أول مرة تسمع عنه الآن حتى و لكن هو من فتح الباب لكثير من الشركات بتصنيع شرائط ألعاب أيضاً . برزت فكرة الأشرطة أكثر مع جهاز Atari 2600 و الذي توفر في الأسواق بعد "Fairchild F" بسنة أي في 1977 ، تخيل عزيزي القارئ أن مساحة اللعبة وقتها تتراوح بين 2 إلى 4 كيلوبايت فقط و من أشهر الألعاب التي صُدرت على الجهاز هي Pitfall و Adventure و الجهاز وقتها نجح نجاح رهيب و مع إقتراب صدور فيلم ET وقتها قام الفريق بتطوير لعبة مستوحاة من الفيلم و التي تسببت في إنهيار في سوق الألعاب .
الجهاز الثاني الذي نجح أيضاً في إستعمال فكرة الأشرطة هو Nintendo Family و الذي سبب نقلة كبيرة في أحجام الألعاب التي تتراوح حجمها بين 128 إلى 384 كيلو بايت و أحياناً تصل مساحة اللعبة على الجهاز إلى 1 ميجابايت ، الذاكرة العشوائية في جهاز العائلة كانت 2 كيلوبايت و عندما كانت الألعاب تتطلب أكثر من ذلك كانت تأتي بعض الألعاب بذاكرة عشوائية مدمجة في الشريط . خلال نفس فترة الإبتكارات و الإختراعات خرج لنا جهاز MSX و الذي نتج بين تعاون Sony و Microsoft ، أُطلق على الجهاز ألعاب مشهورة مثل Metal Gear … الجهاز شكله كان يشبه الكيبورد و لكن توضع فيه شرائط ألعاب كالأجهزة التي سبقت هذا الجهاز و تبدأ تلعب كأنك تلعب على حاسب شخصي و لكن بفكرة الجهاز المنزلي ، نظام الأشرطة ظل موجود و صُدر على أجهزة Sega Megadrive و Super Nintendo و لكن مع تقدم الوقت تعطي الأجهزة خصائص جديدة مثل الألعاب ثلاثية الأبعاد و إضافة معالجات جديدة و ما إلى ذلك. نصل إلى آخر جهاز دعم نظام الشرائط و هو Nintendo 64 و الذي كان يتميز بعدم وجود شاشات تحميل ألعاب إلى حد ما في الألعاب الخاصة بالجهاز ، بعدها بدأت الأشرطة في الزوال من الأجهزة المنزلية و لكنها ظلت موجودة لفترات طويلة مع الأجهزة المحمولة مثل Gameboy و Nintendo DS و الـ Sega Game Gear ، فكرة الشرائط كانت ممتازة و سريعة جداً و لكن عندما يتعلق الأمر بموضوع عن الوسائط بأكمله هذا لا يعني أن الشرائط أفضل حل و هذا بسبب سعره المبالغ فيه.
حل بديل مستمر إلى الآن "القرص"
الأقراص المدمجة أو كما معروف باسمها المختصر CD كانت أرخص بكثير من الشرائط و مع هذا توفر الأقراص مساحة أكبر بكثير من الشرائط حيث كانت مساحة القرص 700 ميجابايت على عكس الشريط الذي يبلغ مساحته 64 ميجابايت فقط ، كل الشركات بإستثناء Nintendo إنتقلوا إلى إستعمال الـ CD و الذي تم تطويره بواسطة شراكة بين Sony و Philips .شهدنا تطورات عديدة للأقراص المدمجة مثل جهاز Dreamcast الذي يوضع فيه أقراص خاصة به و كانت من تصنيع شركة Yamaha ، نوع هذا الأقراص كان يُسمى بالـ Gigabyte Disc أو GD ... مساحة القرص كانت 1 جيجابايت و كان يُقسم إلى 3 أجزاء :- الجزء الأول كان يوضع فيه الموسيقى و الرسالة التحذيرية التي تُنبه اللاعبين أن هذا القرص يعمل فقط على أجهزة الـ Dreamcast.
- الجزء الثاني مساحته 1 جيجا بايت و يوضع في هذا الجزء ملفات اللعبة
- الجزء الثالث يوضع فيه كل الموسيقى التي تبقت من الجزء الأول
الوصول إلى أقراص الـ Blu-Ray التي أُجبرت علينا في نهاية المطاف !
عندما وصلت سوني إلى PS3 لم تتوقف سوني عن الإبتكار و إبتكرت نوع جديد من الأقراص و هو الـ Blu-Ray "هل فكر أحدكم لما سُمي بهذا الإسم؟" بالطبع لا ، هذا لأن الليزر الذي يقرأ المعلومات في القرص لونه أزرق و الذي يقدر على إستيعاب معلومات كثيفة جداً حيث تصل جودة القرص إلى 2160 P بمعدل 60 إطار في الثانية ، للأسف قراءة هذا القرص بطيئة جداً و هذا السبب جعل أجهزة الألعاب حتى الآن تثبت الألعاب من القرص بشكل إجباري .للأسف الأمر إنقلب على سوني لأن تقنية الـ Blu-Ray ساهمت كثيراً في رفع سعر الجهاز و كان الهدف من PS3 وضع الأفلام أيضاً على الجهاز مثل PS2 و لكن الأفلام التي تعمل بتقنية الـ Blu-Ray لم تحقق إنتشار كبير وقتها ، أما جهاز XBOX 360 إستخدم أقراص DVD لفترة من الوقت و من ثم إبتكرت Microsoft قرص XDG3 . سوني كانت تحاول أن تنشر تقنية الـ Blu-Ray على عكس مايكروسوفت التي نافستها بقرص HD DVD و التي جاءت من تطوير Toshiba ، قرص توشيبا تصل مساحته إلى 30 جيجابايت لكن التقنية كانت غير مدعومة من الكثير من الاستوديوهات مما أدى إلى الإعتماد على تقنية الـ Blu-ray في النهاية حتى يومنا هذا من سوني و مايكروسوفت ، بينما كانت Nintendo مستمرة في المحافظة على قُرصها لتجنب رسوم هذه التقنيات ، مساحة القرص على جهاز Wii كانت تصل إلى 8.5 جيجابايت و مازالت Nintendo إلى يومنا هذا تستخدم القرص الخاص بها مع جهاز Nintendo Switch .القفزة المرتقبة
في الجيلين الماضيين تم توفير تقنية شراء الالعاب بشكل رقمي و تثبيتها مباشرة على القرص الصلب وتم تطبيق النظام هذا على PS3 , PS4 ,XBOX ONE , XBOX 360 و أجهزة الـ WII ، و لكن تم إبتكار طرق جديدة لتثبيت الألعاب من أقراص الـ Blu-Ray بشكل أسرع و هو وضع HDD في الجهاز لكي يتم تخزين اللعبة على الجهاز بدلاً من قراءتها بشكل بطئ مثل السابق.و الآن هذا النظام نسير به دون أي إختلاف و لكن في الجيل القادم ستكون الأقراص الصلبة من نوع SSD و التي تفوق سرعة الـ HDD بأضعاف و تلك السرعة أخيراً ستخلق لنا ميزة No Loading و أيضاً سوني بدأت في تبني نظام الألعاب الرقمية و تفضيله عن الأقراص الفيزيائية بسبب الكشف عن جهاز PS5 و لكن النسخة الرقمية لأن هذا هو المستقبل الحقيقي .أخبرنا في التعليقات عزيزي القارئ عن آخر مرة أحضرت لعبة فيزيائية لأن الكثير منا حالياً يلعب الألعاب بشكل رقمي ... ?xml>