مراجعة Titanfall: صراع العمالقة
Titanfall ربما تكون من الأكثر الألعاب ترقباً لهذا الشهر، ان لم تكن لهذه السنة، كل هذه الدعيات، كل هذا التصعيد والتمجيد فيها قبل صدورها حتى، هل اللعبة بالفعل ترتقي للمستوى الذي سوقت له؟ ام مجرد خيبة امل؟ ستكتشف معي بنفسك، كعادتي سأتحدث بشكل عام عن محاسن ومساوئ اللعبة، وانت في النهاية ستقرر إذا ما يجب ان تحصل عليها ام لا.
تفاصيل المراجعة:
- تم لعب اللعبة على جميع الأنظمة المتاحة.
- تشغيل اللعبة على اقصى اعدادات بشكل مطلق.
- لعبت مع بعض الأصدقاء ومع اشخاص عشوائيين لأَضم أكبر تجربة ممكنة قد تواجهك.
نظرة عامة:
بوضع هذه المعايير امامنا، لنتحدث اولاً عن نظام او هيكل اللعبة، انت جندي تسمي بالـ Pilot، كعادة العاب الـ FPS وان لم يكن بديهياً حتى الآن، يفترض ان تهزم الفريق الذي ضدك عن طريق متغيرات كثيرة في اللعبة سأتحدث عنها بالتفصيل لاحقاً، اللعبة سريعة الإيقاع، وتتشابه مع لعبة تصويب معينة تصدر كل سنة (فهمت قصدي؟) في تقريباً أشياء كثيرة وعديدة، وهذا مسموح به ولا مشكلة لي اطلاقاً في هذا، لان هذه اللعبة من تطوير نفس الفريق الذي أنشأ تلك اللعبة، لذلك فوجود تشابهات – وان كانت كثيرة – فهو كان محتم، ولكن مع ذلك ابدعت في عدة أشياء، أسلوب اللعب الأكثر سلاسة، والأكثر استجابة هو ما سيفرق هذه اللعبة عن عمل الاستوديو السابق، وربما يضعها اعلى سلسلة الألعاب التنافسية لهذه السنة.
تتبنى اللعبة فترة زمنية ربما من المستقبل البعيد، حيث تتواجد أسلحة مستقبلية كثيرة، مازالت معظمها تستعمل الرصاصات والمتفجرات (ليس كل شيء مدافع ليزر) مما لن ينفرك منها، حيث في الغالب، الألعاب التي تتبني مدافع ليزر كثيرة، ينفر اللاعبين منها، لانهم يحنون الى جزء، او قشرة من الواقعية، ولأسباب أخرى تتعلق بمعادلة تعاملات الأسلحة مع بعضها البعض، لا تريد وجود سلاح قوي جداً، وسلاح بلا فائدة، يجب ان يؤدي كلاً منها غرضاً ويتميز فيه عن غيره، على أي حال هنالك ايضاً معدات مستقبلية كثيرة، مثل قدرة الاختفاء، ولدينا ما سميت اللعبة بسببه، العمالقة، وهم آلات ضخمة ستكون انت في مقعد القائد لتمطر الدمار على اعدائك، او العكس، كل شيء جائز ووارد في هذه اللعبة.
تفاصيل نظام اللعب:
عدد اللاعبين المتاح في الجولة الواحدة هو 12، وهذا قد يبدوا ضئيلاً للغاية، خاصة مثل لاعب Battlefield 4 مخضرم مثلي، ولكن هذه اللعبة لا تجعلك تشعر بالوحدة، ليس فقط يجب عليك الحذر من اعدائك اللاعبين، هنالك ذكاء اصطناعي قد لا يبدو يهدد حياتك كثيراً، وهو فعلاً كذلك في اغلب الأوقات، الا انه عدم التزام الحذر والاستهتار بهم قد يجعلك ضحيتهم، وهذا تقريباً مهين بما فيه الكفاية في اللعبة، اعداد الذكاء الاصطناعي كثيرة في أي خريطة، وهذا يعني انك بشكل او بأخر لن تشعر بالوحدة، دائماً هنالك شيء يمكنك اطلاق النار عليه وكسب النقاط منه، 6 ضد 6 لاعبين لم تولد الوحدة المتوقعة والتي كانت سبباً لنقد اللعبة قبل صدورها على الأقل ليس بالكثرة المتوقعة، مازلت افضل ان تكون 10 ضد 10، ولكن مثلي، لم يعمل الكثيرين حساب الـ Titans، وجود 4 منهم في وقت واحد فوضوي بما فيه الكفاية، فما بالك بـ 10 منهم!
مع ذلك 6 ضد 6 هو للأسف قليل للغاية، قليل جداً، بالرغم انني قلت انك قد لا تشعر بالوحدة لفترة من الوقت، ولكن تأكد انك ستشعر بها، الخرائط واسعة لتحتوي العمالقة، ولكنها أوسع من انها تعطيك إحساس الامتلاء للجنود العاديين، والجنود ذي الذكاء الاصطناعي مجرد محاولة لمليء الفراغ الناتج، هذا واضح جداً وستدركه في أول مبارياتك بسرعة، ليسوا فقط "بط" اعمى، ولكنهم مزعجين فيما يتعلق بالتمييز بينهم وبين اللاعبين ضدك، خاصة في الاشتباكات قريبة المدى، والتي يتاح لك جزء من الثانية لتقرر على من ستطلق النار، ان اخترت احدهم فانت في عداد الموتى، يجب ان تقضي على الـ Pilot اولاً، لأنه اهم عنصر للفريق المضاد، ثم تقرر التسلي بتمزيق الذكاء الاصطناعي ارباً، والوم هنا منصة الأجهزة المنزلية (Xbox) لأنها حتى بعدد قليل مثل هذا، لم تستطيع ان تحافظ على معدل إطارات مناسب في كافة الأوقات، أي انه اثر سلباً على تطوير نسخة الـ PC، لأن كعادة الامر، يحاول المطورين جعل نسخ المنصات اقرب ما يمكن من بعضهم البعض، كنوع من المساواة لنفس المنتج، ولكني أرى هذا عائقاً لعالم الحاسب الشخصي، ولا يعطيه حقه بأي شكل من الاشكال، بمواصفات جهاز متواضعة ستستطيع تشغيل اللعبة على اعدادات عالية، وستحصل على معدل إطارات كبير جداً، اللعبة خفيفة للغاية، ولكنها ليست اجمل لعبة رأيتها حتى الآن.
الرسوميات:
هذا يأتي بنا الى الرسوميات، الرسوميات ليست جيدة، ولا حتى تنافس أبرز العاب السنة السابقة او الحالية فيما يتعلق بهذه النقطة، اللعبة بالرغم من انها تحتوي على اعدادات كثيرة جداً للكساء، واعدادات كثيرة جداً لمضادات التعرج والظلال – سنتحدث عن مساهمة NVIDIA في هذا الامر – الا ان المحصلة النهائية ليست مرضية لشخص مثلي قادم من لعبة مثل Battlefield 4، لا يوجد اصلاً أي استعمال واضح للترصيع والذي اشتهر به DirecX 11، والاضاءة ليست الأفضل بكل تأكيد، وحتى بالرغم من قتال العمالقة الضاري والشرس، لكن البيئة والابنية غير قابلة للتدمير بأي شكل من الاشكال، وهذا ليس جيداً، بل يعيدني الي جيل قديم من الألعاب، فمثلاً ان استعملت اللعبة Frostbite 3.0، سيكون لدينا الكثير لنتحدث عنه، بالمديح غالباً، خاصة ان في النهاية اللعبة من نشر شركة EA، والتي الي حد ما تدع مطوري الاستوديوهات المختلفة تحت يدها يستعملون نفس المحرك ان تطلب الامر هذا، والغريب انها تستهلك الكثير من ذاكرة بطاقة الرسوميات، غالباً بسبب حجم الكساء الكبير للغاية....
ولكنه غير فعال بصرياً بسبب عدم الاستفادة من خواص معينة مثل الترصيع وغيرها، أي حجم بدون فائدة، كل هذا يجعل لدي هنا تحليلين، ان كنت من مهوسي الرسوميات فأنت في اللعبة الخطأ لسببين، ليست رسومياتها مبهرة وهذا شيء سيء، والسبب الآخر هو انه بسبب سرعة إيقاع اللعبة والحركة فيها والحماسة الناتجة منها، لن يكون لديك الوقت اصلاً لتأمل الكثير وهذا شيء جيد للغاية، يغطي بشكل عام على تضايقك من رسوميات ادنى من التي تعودت عليها، في النهاية اللعبة تنافسية وليست لمحبي "السياحة الرسومية" مثل سلسلة Crysis، لذلك بالرغم من ان الرسوميات ستضر اللعبة لاحقاً في تقييمي النهائي، ولكنه لن يضرها كثيراً بسبب كما قلت، هنالك الكثير من الأشياء غير الرسوميات لننتبه اليها فمثلاً بالرغم من بشاعة تصميم السماء، لماذا ستحدق فوق اصلاً، الا اذا كنت انتحارياً، لذلك ايضاً طبيعة اللعبة السريعة تغطي على القصور الناتج في هذه النقطة البسيطة.
مساهمة NVIDIA للعبة:
أصدرت نفيديا تعريفاً خاصاً باللعبة منذ بعضة أيام، لدعم اللعبة او تصليح مشاكل محتملة او اياً كان، خاصية واجبة الذكر، هو إمكانية لعب اللعبة على منصة SHEILD المحمولة، عن طريق بث اللعبة من جهازك في غرفتك الى منصتك المحمولة SHIELD في غرفة المعيشة، بالرغم من انني اعتقد ان مكان اللعب هو الغرفة، الا ان هذا يطرح لك خياراً محتملاً اضافياً لكي تستمتع باللعبة بطريقة مختلفة، اضافة الى دعم 3D VIsion لتخوض تجربة فريدة من نوعها على اللعبة، كذلك دعم تطبيق Geforce Experience من تحديد اعدادات جهازك المناسبة بدون عناء لتشغيل اللعبة على افضل اداء وجودة ممكنتين، وبالطبع بـ Shadowplay سيصبح لديك ادوات قوية لكي تبث مقاطعك على Twitch او استخدامها كما تحب.
بوضع لعبة خفيفة معدل اطاراتها عالية مثل هذه امامنا، قد تواجهك مشكلة، مشكلة تقطع الأطارات والتي قد تضر تجربة اللعبة الخاصة بك، تقنية G-sync الشهير من NVIDIA تحول دون ذلك، كما غالباً سمعت عن هذه التقنية.
اي تقدم لك NVIDIA مجموعة رائعة من التطبيقات والدعم لكي تحصل على افضل تجربة ممكنة للعبة عليها.
ايضاً تتمكن بطاقة GTX 750 Ti من تشغيل اللعبة على تقريباً اعدادات اقل بمستوى او اثنين من المستويات القصوى، وهذا ليس بالسئ نظراً لسعرها، وايضاً يعبر لنا عن مدى تدني قوة اللعبة الرسومية في سياق اخر، ولا تفهمني خطاً، لست أقول أن البطاقة ليست جيدة، بالعكس، ولكني أقول ان في نفس الوقت، اللعبة ليست امتحاناً رسومياً مثل العاب شهيرة أخرى مثل Battlefield 4 و Crysis 3.
الخرائط واسلوب اللعب:
الخرائط بشكل عام ليست فقط مسرح حرب للعمالقة، ولكن ايضاً تحتوي على كثير من الأماكن المغطاة والتي ستحمي الجنود وتساعدهم على التنقل بدون الحاجة للاشتباك في معركة خاسرة مع عملاق ما، وهنا تحتد المنافسة اكثر، قتال العمالقة صعب وملئ بالفوضى فمثلاً كم عملاقاً تواجه، هل ستنطلق بمفردك ام ستساعد اصدقائك؟، هل افضل ان امشي على قدمي واجعل عملاقي مصدر الهاء بينما احتل احدى النقاط في طور Hard Point، ام اهاجم العمالقة الأخرى اثناء لهوهم مع عملاقي واقضي عليهم وهم غافلين، كما ترى لدي سيناريوهات عديدة، كلها قد تلعب دوراً في فوزك او خسارتك، ولكن أخر استراتيجيتين اعتقد انهم الأفضل، من الصعب تجاهل Titan، مما يتيح لك فعل الكثير، مما قد يساهم في فوز فريقك اكثر مما لو كنت ستفعل بداخل عملاقك، لكن الامر يعتمد في النهاية على مهارتك، وعلى الموقف الذي تواجهه في لحظة اتخاذ القرار.
نظام الحركة سريع جداً للغاية، وانسيابي جداً، وهنا اتحدث عن العمالقة، بينما الجنود، فهذه قصة أخرى ... تقريباً تستطيع الطيران في ارجاء الخريطة، هذا بسبب وجود قدرات عادة لم نراها من قبل في العاب تصويب، بعضها مثل Mirror Edge، حيث الركض على الحوائط، والتمسك بالأطراف العالية والتسلق، والخ الخ من الحركات البهلوانية او (رياضة الـ parkour) ستجعل تقليد انك مقيد بالطريق الضيقة، واروقة المباني، والابواب المغلقة من الماضي، يمكنك تسلق أي شيء تقريباً امامك بالمهارة وحس التوقيت المناسب، ويمكنك وضع نفسك في أي مكان يعطيك افضلية لخصومك، مثل السطوح العالية للقناصين، لكن تذكر انك ما زالت عرضة لهجوم مباغت كالبرق ليسلبك حياتك، الحركات سريعة للغاية، وربما اسرع العاب التصويب استجابة وايقاعاً، وهذا يجعلنا مرة أخرى نقارنها بتلك اللعبة المعينة، ولكن فيما يتعلق بالسرعة، Titanfall اسرع بكثير، وتتوجب ردود فعل مدروسة اكثر منها سريعة للتغلب على ما قد ينتظرك خلف الركن القادم.
الاستمرارية والمكافئات:
تقاس مدى طول استمرار اي لعبة، بمدى متعتها وعدد الاشياء الذي تستطيع فعلها فيها، اي كم ستستغرق لكي لا يكون هنالك اي شئ واحد تفعله في اللعبة، المتعة هنا مضمونة، الاشياء التي تستطيع فعلها تقريباً هائلة، لا يمكنني احصائها بدقة، ما بين الاسلحة والمعدات سيكون لديك الكثير لكي تفعله، ليس بالضبط اكبر محتوى لالعاب التصويب خلال الفترة الاخيرة، ولكنها ليست سيئة كبداية، تذكر انه سيكون هنالك محتويات اضافية، واحتمالية وجود اطوار اخرى وكائنات فضائية... عالية، وبالنسبة لمكافئات اللعبة، فهنالك دائماً مكافئات عديدة طوال مسيرتك في اللعبة، تتراوح ما بين الأسلحة الي أنواع مختلفة من العمالقة، بالإضافة الى معدات معينة مميزة، وايضاً قدرات معينة ستساعدك على اختيار طريقتك في خوض المعارك، التحديات تتطلب نوعاً من العشوائية، وهذا لأغلبها، بينما البعض الاخر يتطلب التركيز بشكل جيد على اهدافك لكي تحققها، هذه التحديات عند انهائها تزودك بإضافات للأسلحة مثل العدسات، او كاتم الصوت وغيرها.
مدى المتعة الذي ستقضيه في اللعبة سيكون اقل ما يقال عنه انه كبير للغاية، بوجود أطوار متعددة للعب، سواء قضيت وقتك في Pilot Hunt اوAttrition او حتى Hard Point سيكون لديك تشكيلة غنية من أنواع المتعة المختلفة، وهنالك ايضاً قصة!، نوعاً ما.... طور القصة – والذي يحكي قصة اللعبة اثناء لعبك ضد لاعبين كأي طور اخر، مجرد مقاطع تحكى فيها بعض التفاصيل قبل كل مهمة – لكي تحصل على معلومات إضافية عن طبيعة العالم الذي نحن فيه، لماذا هنالك هذا الصراع، من الجانب الأكثر شراً، مما يعطيك نوعاً من الرضا، هذا ما إذا ركزت فعلاً في كلام الشخصيات او طبيعة المهمات وكيف بدأت، ولماذا انت هنا، ولكن بسبب سرعة هذه اللعبة، والحماس الناتج من ذلك، لن اتفاجأ اذا سُئلت "هل هنالك قصة؟!"، وهذه سلبية إضافية الى اللعبة، لا تضيف أي معنى للعبة، سوى مجرد عناء انت في غنى عنه، لماذا يجب ان اُجبر على لعب طور يستغرق انتقاله من جولة الي أخرى وقتاً كبيراً، ما الذي قد يجبرك على ذلك؟ بالطبع حقيقة انه لن تستطيع استعمال اياً من نوعي العمالقة الإضافية الا إذا انهيت هذا الطور، فستعاني، ولكن ليس لفترة طويلة.
ملخص المراجعة:
اللعبة بشكل عام ضمت العديد من العناصر الجنونية، نظام حركة غريب على العاب التصويب (يوجد استثناءات)، مفهوم جديد قليلاً في اللعبة، سرعة واستجابة عالية والتي ميزت بعض العاب التصويب عن غيرها بسبب الجو التنافسي الذي تولده، واخيراً وليس اخراً جمعت ايضاً فريق تطوير محبوب من الكثيرين، لعبة Titanfall قد لا تكون رسومياتها هي الأفضل، ولكن بكل تأكيد هي لعبة تنافسية من الطراز الأول، ولا نرى هذا كثيراً في الآونة الأخيرة، كل ما يتوجب على Respawn فعله، هو إضافة ابتكارات جديدة في المحتويات القادمة، مثلاً طور تعاوني سيكون ممتازاً، مهما كان، اللعبة في حالتها الحالية من اثقل العاب السنة، لا اعتقد تماماً انها ترتقي لمستوى التسويق، ولكنها بغض النظر ... ممتازة، وربما اللعبة الضخمة القادمة.
لذلك اعتقد ان التقييم العادل سيكون:
8.7/10
هل لديك رأي اخر؟ شاركنا في التعليقات.
?xml>