بعد النجاح الكبير الذي حققه "الكونسول المحمول" Steam Deck، أعلنت Valve عن كونسول جديد، لكن هذه المرة كونسول حقيقي غير محمول "Steam Machine" لمنافسة البلايستيشن والإكس بوكس. لقي هذا الجهاز صدى واسعًا، ولقد تحدثنا عنه بشكل خاص في مقالٍ منفصل.
في نفس الحدث، كشفت Valve عن نظارة واقع افتراضي أسمتها "Steam Frame"، وبغض النظر عن هذه الأسماء البديهية التي تختارها Valve، لم تلقَ النظارة الاهتمام الذي تستحقه، وأنا أتفهم ذلك للفوارق الكبيرة بين سوق الكونسول وسوق الواقع الافتراضي، لكن أقولها من البداية؛ هذه النظارة تستحق أن نُسلط الضوء عليها، ولهذا اسمحوا لنا أن نستعرضها معكم في ظل الحديث الشحيح عنها!
ما هي Steam Frame أساسًا؟
تُعرّف Valve نظارة Steam Frame على أنها جهاز واقع افتراضي لاسلكي مُصمم ليراعي "البث أولًا Streaming First"، أي أنها موجهة لبث الألعاب من الحاسوب (أو Steam Machine)، لكن هل هذا يعني أنك لن تستطيع اللعب دون الحاسوب؟ بلا، ستستطيع، لكن التركيز هنا مُنصب على فكرة بث الألعاب، ولهذا ستجد النظارة تأتي مع محول لاسلكي أو دونجل بتردد 6 جيجاهرتز.
مواصفات Steam Frame
تحمل النظارة مواصفات تقنية قوية تجعلنا نعتمد عليها، حيث تأتي بالمعالج المحمول الغني عن التعريف Snapdragon 8 Gen 3، مع ذاكرة عشوائية 16 جيجابايت، وسعة تخزين داخلية تصل إلى 1 تيرابايت قابلة للزيادة عبر منفذ microSD.
تقنيات الاتصال ومكتبة الألعاب
النظارة تدعم أحدث بروتوكولات الاتصال مثل Wi-Fi 7 وBluetooth 5.3، وتعمل بنظام SteamOS بالطبع. وعلى غرار Steam Deck، تستعد Valve لإطلاق برنامج يُمَكن المستخدم من التعرف سريعًا على العناوين المتوافقة مع النظارة، دون الحاجة لربطها بأي منصة أخرى.
اللافت في الأمر أن Steam Frame ستدعم أيضًا ألعاب الأندرويد (وستسمح بتحميل الـ APKs 😉)، وعلى ما يبدو أن Valve مهتمة بجذب مطوري الألعاب وتجارب الواقع الافتراضي التي صُممت لنظارات الأندرويد الأخرى مثل Meta Quest 3، التي تتفوق Steam Frame عليها بوضوح.
لا نعرف إلى أي مدى ستكون ضخامة مكتبة الألعاب، لكننا نعلم يقينًا أنها ستشمل مكتبة Steam، كما نعلم أن هذه الألعاب ستعمل بسلاسة كبيرة وإن كانت تجربة الأداء واجبة حتى نحكم عليها بشكل صحيح.
البطارية

على الرغم من أن Valve لم تُفصح بعد عن مدة التشغيل المتوقعة لكل شحنة، فإننا نعرف أن النظارة تعمل ببطارية ليثيوم أيون بسعة 21.6 واط/ساعة، ويمكن شحنها (بقدرة تصل إلى 45 واط) عبر منفذ USB-C 2.0 تقليدي، وهو نفس المنفذ المستخدم لنقل البيانات.
وبعكس ما رأيناه في الـ Galaxy XR، وُضعت البطارية هنا في الخلف لئلا تُضطر لحمل بطارية خارجية أثناء استخدام النظارة، وإذا كنت تعتقد أن هذه الخطوة أثقلت وزن Steam Frame، فدعنا نفاجئك أنه لا يتجاوز الـ 440 جرامًا؛ الجزء الأمامي وحده يزن 185 جرامًا، بينما يصل وزن الحزام -القابل للاستبدال بالمناسبة- إلى 245 جرامًا.
تقنيات العرض ودقة الصوت

أخيرًا وليس آخرًا، تأتي النظارة بعدستين LCD بدقة 2160x2160 بيكسل لكل عين، مع معدل تحديث يصل إلى 144 هرتز وزاوية رؤية تبلغ 110 درجة، وتوضح الشركة أن المستخدم يمكنه استخدام النظارات الطبية، لكن شريطة ألا يتجاوز عرض الإطار 140 ملم.
أما الصوت، فتعتمد النظارة على سماعات ستيريو ثنائية في كل جانب تدعم الصوت عالي الدقة. وتوضح Valve أن السماعات موزعة بحيث تتجه وحدتا الصوت في كل جهة بزاويتين متعاكستين لتقليل الاهتزازات التي قد تؤثر في نظام التتبع.
لكن ما المميز في Steam Frame؟

تقدم Valve ميزة خاصة في نظارتها المرتقبة تُعرف بالـ "Foveated Streaming"، أو بالعربية: "البث الموجَّه نحو مركز الرؤية". وكما يشرح الاسم، فالفكرة من هذه الميزة هو تتبع حركة العين عبر كاميرتين داخليتين لتوجيه أعلى مستوى من التفاصيل إلى المنطقة التي تركز عليها عين المستخدم.
بمزيدٍ من التفصيل: أعيننا ترى العالم بدرجة عالية من الوضوح في نطاق رؤية محدد يُعرف بـ "النقرة المركزية Fovea"، ما حول هذه النقطة يكون أقل وضوحًا أو دقة بطبيعته، أي أن الإنسان لا يحتاج دقة عالية في كل المجال البصري في نفس الوقت.
استفادت Valve من هذه الحقيقة العلمية بذكاء لتخفف الحمل التقني على النظارة وتجعل تشغيل الألعاب أسرع وأخف على العتاد. بفضل هذه التقنية أيضًا، يُصبح البث أسرع ويقل زمن الاستجابة واحتمالية حدوث تأخير في زمن الاستجابة Latency، وهذا ليس مهمًا لسلاسة التجربة فحسب، بل لحماية المستخدم من الدوار الذي قد ينتج عن الحركة غير المستقرة!
يد التحكم
كما المتوقع، صممت Valve يد التحكم على شكل زوج من الكونترولرات بحيث يحتوي كل كونترولر على عصا تحكم Thumbstick، وأزرار ABXY، وزر للقائمة Menu، وآخر لـ Steam، بالإضافة لأزرار الاتجاهات D-pad والأزرار العلوية Bumpers.

يعمل كل كونترولر ببطارية AA واحدة فقط يسهل استبدالها، مع مدة تشغيل تصل إلى حوالي 40 ساعة من اللعب. ولحل مشكلة الدريفت الشائعة في الكثير من أذرع التحكم، استخدمت Valve خاصية Hall Effect التي ستعطيك دقة أعلى وفي نفس الوقت تضمن للكونترولر عمرًا أطول لأنها لا تعتمد على الاحتكاك. علاوة على كل هذا، وعلى ذكر الدقة، يأتي الكونترولر بحساس لمس يستشعر حركة أصابعك ويعرضها داخل العالم الافتراضي حال أردت ذلك.
ولأن النظارة تتكامل مع جهاز Steam Machine بشكل ممتاز، يمكنك استخدام ذراع التحكم الخاص بالكونسول Steam Controller على النظارة دون أي مشاكل.
ما الفرق بين Steam Frame وQuest 3 وVision Pro؟

رُغم القواسم المشتركة بين النظارات الثلاثة، فإن كل واحدة منهم تُغرد في مساحتها الخاصة، ربما تكون المقارنة بين نظارتي Meta وApple مشروعة فعلًا، لكن إدخال Steam Frame معهما ليس لها داعٍ.
فنظارة Valve موجهة في المقام الأول للألعاب، وهي هنا تملك اليد العليا، كما أنها جهاز واقع افتراضي VR كما يقول الكتاب، وليس لها علاقة بالواقع المختلط أو الممتد كما هو الحال مع النظارتين الأخريين.
ربما تتفوق عليها Vision Pro في دقة العرض أو عمر البطارية، وربما تكون الـ Meta Quest 3 أفضل منها كقيمة مقابل سعر (في الاستخدامات الأخرى غير الألعاب)، لكن ستظل Steam Frame الأفضل للاعبين بفضل مكتبة Steam وتكاملها مع الحاسوب وSteam Machine.
موعد الإطلاق، والسعر، وكلمة أخيرة

قالت Valve إن النظارة ستُطرح في بداية 2026، دون أن تُعلن عن السعر.
مقارنةً بجميع الخيارات الموجودة على الساحة، أتوقع أن تكتسح Steam Frame جميع نظارات الواقع الافتراضي الأخرى في تجربة الألعاب. حصولك على هذه النظارة سيضمن لك الاستمتاع بمكتبة Steam الضخمة، خاصة مع تقنية الـ "Foveated Streaming" الواعدة والتي يمكنني أن أشبهها بتقنيات الـ Upscaling مثل الـ DLSS والـ FSR، حيث يُفترض بها أن ترفع أداء الألعاب مجانًا دون أن تُثقل عتاد النظارة.
متفاءل أيضًا بفكرة أن النظارة "موجهة للبث"، وأتوق إلى رؤية النتائج الفعلية واختبار زمن الاستجابة. يعجبني كذلك أن ذراع التحكم تعمل ببطاريات AA قابلة للتبديل، لكن فكرة أن أحمل بطارية الجهاز في رأسي طوال الوقت هي فكرة مخيفة بعض الشيء، وهذا ليس له علاقة بوزن النظارة طبعًا، وإنما بفكرة أنها نظارة ألعاب؛ يُفتَرض أن نقضي عليها أوقاتًا طويلة ومن الطبيعي أن تسخن، فهل هي آمنة كفاية للاستخدام المطول؟ نأمل ذلك!

