الواقع المعزز والواقع الافتراضي: كيف سنرى المستقبل؟
حينما طُلب مني الكتابة عن الواقع الافتراضي والواقع المعزز وثب إلى ذهني نظارات جوجل وآبل، لكن بمجرد التعمق أكثر عن تلك النظارات ذُهلت من الشكل الذي سيصبح عليه المستقبل!
نعم أعرف.. تكنولوجيا جديدة، أي المزيد من الرفاهية لنا، لكن هل من المفترض أن يكون شكل المجتمع عبارة أن أشخاص ساهمين غير مبالين بما يدور حولهم؟
ربما تنعتني في سرك الآن بأنني عدوة التقدم، لكن فقط تخيل.. أنا لا أخشى الأفكار الجديدة علينا نحن البالغين، لكن كل ما أخشاه هي حيوات الصغار التي سوف تهدر، أولًا باللهث ورائنا لإيقاظنا من غيبوبتنا المؤقتة ومرة أخرى حينما ينغمسوا فيها معنا!
دمج الواقع المعزز والواقع الافتراضي!
بغض النظر عن رأيي الشخصي الآن، أحتاج أن أكون حيادية وأنقل لك الصورة بشكل أوضح وأكثر إنصافًا بدون الرتوش الأخلاقية والتربوية التي أضفتها على القصة، أولًا يجب معرفة ما هو الواقع المعزز والواقع الافتراضي، ونظرًا لأن الواقع الافتراضي VR والواقع المعزز AR أصبحا أكثر بروزًا، فقد ظهر مصطلح شامل جديد يشمل التقنيتين، الواقع الممتد XR.
الواقع المعزز AR هو نسخة محسّنة من العالم المادي الحقيقي، يتم تحقيقه من خلال استخدام العناصر المرئية الرقمية أو الصوت أو المحفزات الحسية الأخرى التي يتم تقديمها عبر التكنولوجيا. إنه تجاه متزايد بين الشركات العاملة في مجال الحوسبة المتنقلة وتطبيقات الأعمال على وجه الخصوص.
أما الواقع الافتراضي VR وهو عبارة عن محاكاة تم إنشاؤها بواسطة الكمبيوتر حيث يمكن لأي شخص التفاعل داخل بيئة ثلاثية الأبعاد اصطناعية باستخدام أجهزة إلكترونية، مثل النظارات الواقية الخاصة المزودة بشاشة أو قفازات مزودة بأجهزة استشعار.
من المهم معرفة أن الاستفسارات حول أجهزة Reality XR الموسعة زادت بنسبة 394٪ في العامين الماضيين فقط، ليس هذا فحسب بل إن المستهلكين أنفقوا أكثر من الضعف على الواقع المعزز في 2018 مقارنة بما أنفقوه في كل من الواقع الافتراضي والواقع المعزز في 2017، أيضًا من إجمالي استخدام XR في كافة المؤسسات المختلفة فإنه يتم استخدام ما يقرب من 50 ٪ في قطاع التعليم، حيث يعتقد 9 من أصل 10 مدرسين في المملكة المتحدة أن الواقع الافتراضي من شأنه تحسين التدريس في الفصل الدراسي، منذ عام 2016 زاد تأجير نظارات XR بنسبة 158٪، كما يستخدم 45.73٪ من XR في التعليم بينما يستخدم 19.81٪ للرعاية الصحية و 8.7٪ للبيع بالتجزئة.
بالنظر إلى تلك الإحصائيات، بالإضافة إلى معرفة أن مبيعات الهواتف الذكية قد انخفض بشكل ملحوظ العام الماضي ومن المتوقع أن تخفض خلال العام الحالي، كل ذلك يشير إلى أن تكنولوجيا الأفراد تتجه نحو تدعيم فكرة الشاشة الواقعية أو الواقع الافتراضي، لنبتعد تمامًا عن شاشات الهواتف الذكية، من المتوقع جدًا أن تختفي كما اختفت شاشات الحواسيب الضخمة..
ما هي مجالات الواقع الممتد XR؟
أولًا في الصناعة: يتم استخدام تقنية XR بالفعل لتمكين المتسوقين من رؤية كيف سيبدو الأثاث في منازلهم، ويستخدم مصممو السيارات التكنولوجيا لتصميم سيارات جديدة في أجنحة تصميم الواقع الافتراضي، يتدرب المستجيبون للطوارئ على سيناريوهات الكوارث في بيئة واقع افتراضي معتدلة وآمنة. نظرًا لأن تقنية XR أصبحت أكثر شيوعًا من أي وقت مضى.
ثانيًا في مجال الطب: يمكن للأطباء تسريع الجراحة بنسبة 10٪ بعد التمرين على الجراحة في الواقع الافتراضي، حيث يستخدم المتخصصون في الرعاية الصحية الآن نماذج افتراضية لإعداد أنفسهم للعمل على أجسام حقيقية، كما تم استخدام الواقع الافتراضي كمسكن للألم لإصابات الحروق، يمكن أيضًا استخدام الواقع الافتراضي كعلاج لمشاكل الصحة العقلية ، حيث يُعتقد أن علاج التعرض للواقع الافتراضي فعال بشكل خاص في علاج اضطراب ما بعد الصدمة والقلق، هناك العديد من الطرق الأخرى التي يمكن أن يكون لقضاء الوقت فيها في الواقع الافتراضي فوائد علاجية. وحاليًا، يتم استخدام 63٪ من الواقع الافتراضي عبر الصناعات للتدريب والمحاكاة ، ولكن يتم استخدام 27٪ فقط من أجل البحث.
ثالثًا في العقارات: يمكنك البحث عن ممتلكاتك وأنت مرتاح في منزلك، لا حاجة إلى وكيل عقارات أو التضحية بعطلتك الأسبوعية، يسمح هذا للأشخاص باستكشاف المنازل عبر الإنترنت ثم مشاهدة المنازل التي من المرجح أن تحبها شخصيًا فقط. يتصدر Matterport الطريق وقد قام بالفعل بمسح آلاف المنازل باستخدام أجهزة المسح الخاصة بهم.
رابعًا البيع بالتجزئة: مشكلة التسوق عبر الإنترنت هي أننا لا نستطيع تجربة الملابس التي نريدها قبل شرائها ، مما يؤدي إلى شراء مقاسين وإرسال أحدهما مرة أخرى، أو طلب مقاس واحد قد يناسب شكلك ومقاسك أو لا، قد يتغير هذا قريبًا مع تقنية مسح الجسم في الواقع الافتراضي، مما سيسمح لنا بتجربة الملابس في العالم الافتراضي لنرى كيف ستبدو شخصيًا. تحاول العديد من الشركات تزويدنا بتجربة تسوق VR ، بما في ذلك شركة التجزئة الأوروبية ASOS ، التي استثمرت في شركة تطوير البرمجيات Trillenium، ولا يقتصر الأمر على الموضة فقط. في العام الماضي ، أطلقت eBay أول متجر متعدد الأقسام للواقع الافتراضي في العالم بالشراكة مع بائع التجزئة الأسترالي ماير.
خامسًا في التوظيف: أدخلت Lloyds Banking Group تمرين الواقع الافتراضي لتقييم الخريجين لاستلامها في عام 2017. في المستقبل، يمكن أن تحل البيئات الافتراضية محل أيام التقييم والمقابلات نفسها، مما يوفر التكلفة والوقت لكل من صاحب العمل والموظف المحتمل.
ما هي مخاطر استخدام الواقعين الافتراضي والمعزز؟
تتبّع العين: كما أثارت تقنية تعرّف الوجه الكثير من التّحذيرات الأمنيّة، فإنّ تتبّع العين لا يعدّ أقلّ خطورة؛ فالعيون هي نوافذ للرّوح، وهناك مخاوف من تمكّن المعلنين فهم اللّاوعي بشكل أفضل عبر الواقع الافتراضيّ، حيث سيغيرون رسائلهم وفقاً لذلك؛ للتّأثير على سلوكيّات الشّراء.
مشاكل الخصوصية: يمكن بالإضافة إلى تتبع العين تسجيل بيانات بيومترية، ما يعد انتهاكاً آخر للخصوصية إلى جانب ما أظهرته الدراسة التالية: تمكن الباحثون من تحديد المستخدمين بدقة 90٪ من خلال جمع بياناتهم في 95 نقطة زمنية فقط أثناء تجربة في الواقع الممتد.
الحد الأدنى من التحكم في المحتوى: لا يمتلك المستخدمون خيارات أو تحكماً كبيراً في المحتوى الذي يشاهدونه تحت تأثير نظارات الواقع الممتد، ما قد يجعلهم عرضة للعنف أو البذاءة في جرعات غير صحية قد تؤدي إلى الإدمان. ويمكن أن تؤدي مثل هذه البرمجة غير المنضبطة إلى التأثير على ذوي الآراء السياسية المتطرفة أو تشجيع أعمال مثل الإرهاب.
تشويه الواقع: الآن بعد أن أصبحت أجهزة الاستشعار المثبتة داخل النظارات قادرة على تسجيل مجموعة متنوعة من حركات الوجه والجسم، لا يُستغرب احتمال إنشاء مصممي الواقع الممتد نُسخ طبق الأصل مزيفة عنك أو عن أشخاص معينين يمكنهم التأثير عليك، مثل المشاهير. ويمكن أن يؤدي هذا الزيف إلى مجموعة متنوعة من إساءات الاستخدام ضد أمن مستخدمي الواقع الممتد، بما في ذلك الإضرار بسمعتهم.
القلق والتوتر: يمكن لعيش تجارب غامرة بمعدل متكرر رفع مستويات التوتر لدى المستخدمين وإثارة القلق خاصةً عند خوض مواقف مثيرة. ويمكن للإشعاع الذي يتعرضون له الإخلال بعادات نومهم وتعريضهم إلى تقلبات المزاج.
والآن كيف ترى المستقبل في وجود الواقع المعزز والواقع الإفتراضي؟