
نظرة شاملة على خدمة الـ VPN و تأثير الخدمة على مجتمع اللاعبين
فى الأونة الأخير كثر بشكل كبير ترديد كلمة VPN، سنتعرف فى المقال التالى عن خدمة الـ VPN بصورة أعم ونستعرض مميزاته وأضراره ومدى تأثيره على مجتمع اللاعبين سواء بالإيجاب أو السلب.
أولا ما هو الـ VPN:

كلمة VPN هي اختصار لجملة Virtual Private Network أو شبكة خاصة افتراضية، حيث تمكنك هذه الشبكة من توصيل جهازك الى الانترنت عبر مرور بياناتك من خلال نفق وهمي.
بصورة مبسطة أكثر جهازك يتصل بالأنترنت عن طريق توصيله بالراوتر الخاص بك وكذلك هاتفك الشخصى وكل هذا التكوين يعرف بإسم الشبكة الخاصة وتستخدم هذه الشبكة عناوين محلية “ Local IP” لكى تقوم بعملية الارسال والاستقبال.
يأتى هنا دور الـVPN، حيث يضيف الـVPN إلى الشبكة المحلية الخاصة بك جهاز أخر وهمى فى دولة غير دولتك من الأساس، وبعد ذلك يقوم الـVPN بتكوين شبكة خاصة وهمية جديدة.
تتيح لك خدمة الـ VPN الاتصال بسيرفر خاص من أى بلد تريدها فتتصفح الانترنت وكأنك من هذه البلد، بمميزات وامتيازات البلد التى تتصفح منها.
مزود خدمة الإنترنت يظهر عنده جميع النشاطات التي تقوم بها على شبكة الإنترنت، ولكن عند مرور بياناتك فى النفق الوهمى بواسطة الـ VPN يحدث عملية تشفير للبيانات الخاصة بك ولا تظهر عند المزود الأنشطة التى تقوم بها،وبالتالى يمنحك الـVPN تجربة تصفح أكثر أمانا وخصوصية.

ثانيا مميزات الـ VPN بصورة عامة.
الخصوصية تعد أحد أهم مميزات الـ VPN، الـ VPN دوره فى الأساس تكوين أتصال أمن تشفر فيه كل بياناتك لذلك تلجأ له معظم الشركات الكبرى لتكوين اتصال آمن بالانترنت وتكون البيانات الخاصة بالشركة محمية ولا حتى مزود الخدمة يستطيع أن يرى النشاط الذي تقوم به الشركة.
الـ VPN يتيح لك المواقع المحجوبة فى بلدك التى ليست بالضرورة تكون محجوبة لأسباب أخلاقية، فمن الممكن يكون الموقع تعليمى مثلا متاح لأهل بلد معينة لذلك سيكون محجوب عندك بالتأكيد، ولكن عند استخدامك الـ VPN واختيار البلد التى يوجد بها الموقع ستبدأ تصفح الانترنت وكأنك من هذه البلد، وبالتالى سيتاح لك الموقع.
بعض الدول لديها قوانين صارمة فيما يتعلق بالملكية الفكرية و يعتبر استخدام لعبة غير أصلية أو نسخة رقمية لفيلم غير أصلية جريمة يعاقب عليها بالغرامة وقد تصل العقوبة الى الحبس، فعلى سبيل المثال دولة مثل ألمانيا تحظر أستخدام الTorrent فهو مجرم هناك واستخدامك له قد يعرضك للحبس، هنا يأتى دور الـ VPN حيث يتيح لأفراد هذه الدول من استخدام هذه الخدمات المحظورة بحيث يصعب الوصول لبياناتهم وذلك بفضل عملية التشفير.
إذا كنت شخص مهووس بالخصوصية أو تنزعج كثيراً من الإعلانات التى تظهر لك على الفيس بوك أو غيرها من المواقع، الـ VPN يمنع محركات البحث مثل Google أو Bing من تجميع البيانات المتعلقة بالبحث الذى تقوم به وبذلك لن يكون لدى هذه الشركات أى معلومات عنك و ستنعم بالخصوصية المنشودة.
فى الأونة الأخيرة أصبحت جميع الأماكن العامة مثل المقاهي أو الكافيهات تحتوى على شبكة أنترنت عامة لكى تمكن زوار المكان من التمتع بخدمة الأنترنت، ولكن الـ VPN يكون ضرورى جدا عند دخولك إلى هذه الشبكات العامة التى يشترك معك فيها العديد من الأشخاص الأخرون، فيمكن لجهازك أن يتعرض للاختراق من أى شخص آخر يوجد على الشبكة لذلك يجب استخدام الـ VPN.
برامج الـ VPN عموما تتميز بسهولة الاستخدام حيث تقوم بفتحها وتحدد البلد التى تريدها وهذا هو كل شئ تحتاجه، كما أنها غالبا ما تكون مجانية وحتى النسخ المدفوعة منها تكون رخيصة ولن تمثل عبء مادى على الإطلاق.
يمكنك استخدام برامج الـ VPN على جميع المنصات تقريبا سواء حاسب ألى أو هواتف ذكية أى كان النظام المشغل لها سواء iOS – Android – Windows Phone .

ثالثا أهمية الـ VPN بالنسبة لمجتمع اللاعبين خاصة:
يتم تبادل البيانات على شبكة الإنترنت من خلال ما يعرف بالـ Protocol ويسمح الـ Protocol بإرسال واستقبال نوع معين من البيانات من مكان إلى مكان آخر.
فمثلا بروتوكول HTTP أو HyperText Transfer Protocol يسمح بنقل البيانات بين الموقع و المتصفح لكي يظهر لك الموقع على المتصفح.
أو بروتوكول FTP أو File Transfer Protocol يسمح بنقل ملف معين من جهاز الى أخر وغيرها من العديد من البروتوكولات.
ألعاب الأونلاين تستخدم العديد من البروتوكولات لكى تنقل تجربة اللعب بين اللاعبين،البروتوكول الأهم فى حديثنا هو VOIP أو Voice Over Internet Protocol وهذا البروتوكول بالتحديد مسؤل عن نقل الصوت بين اللاعبين أو مايعرف بالشات.
وهذا البروتوكول يتميز بسرعته حيث يقوم بإنشاء إتصال صوتي مباشر بين اللاعبين، ويعتبر هذا البروتوكول هو المستخدم فى جميع ألعاب الأونلاين.
يوجد بعض البروتوكولات الأخرى التى تقوم بنقل الصوت بين اللاعبين ولكنها تعتمد على وجود سيرفر بين اللاعبين مثل الـ Discord أو بوتوكول DTLS “Datagram Transport Layer Security”، واستخدام هذه البروتوكولات داخل الألعاب يؤدى الى الكثير من المشاكل لصعوبة إستخدامها لذلك يظل الـ VOIP هو البروتوكول الأهم لنقل الصوت بين اللاعبين.
للأسف بروتوكول الـ VOIP بالتحديد ممنوع فى الشرق الأوسط، ومزود خدمة الأنترنت يضع الكثير من الفلاتر لتعطيل الـ VOIP وبالتالى يتوقف الاتصال الصوتى بين اللاعبين فى اللعبة، الأمر الذي يدمر تجربة اللعبة بالتأكيد فالألعاب الأونلاين تقوم فى الأساس على الأتصال بين اللاعبين وإنشاء تجربة لعب تعاونية.
لذلك يلجأ معظم اللاعبون الى استخدام أحد برامج الـ VPN لتكوين اتصال مشفر لا يستطيع مزود الخدمة مراقبته و بالتالى يتمتع بكل تجربة اللعبة دون أى انتقاص منها.
ميزة أخرى لخدمة الـ VPN بالنسبة للاعبين وهى إنها تمكنك من الدخول على المتاجر الإلكترونية الموجودة فى البلاد الأخرى، فيمكنك تحصيل النسخ الأصلية من هذه المتاجر بأسعار أقل من المتاحة فى المتاجر المحلية، ولكن يجب الأخذ فى الاعتبار أن عند اكتشاف هذا التلاعب فإن المتجر سيقوم بالتأكيد بحذف حسابك دون أى استرداد لأموالك لذلك فتجربتك لمثل هذا الأمر على مسؤليتك الخاصة، وبالتأكيد لا ننصح أى شخص بهذا السلوك فهو يعتبر من الاستخدامات الخاطئة للخدمة.

رابعا: أضرار الـVPN بصورة عامة.
على الرغم من الخصوصية التى تمنحها لك خدمة الـ VPN تظل هناك جهة تستطيع أن ترى جميع الأنشطة التى تقوم بها وهي الشركة التى تزودك بخدمة الـ VPN ذاتها، لذلك يجب التأكد من البرنامج المستخدم وتجنب العديد من البرامج المجانية مجهولة المصدر، بالتأكيد بيانات تصفحك تكون فى أيدى Google أفضل من أن تكون فى أيدى شركة مجهولة.
بعض برامج الـ VPN المجانية تقوم بتبديل العناوين بين المستخدمين بحيث تحصل أنت على عنوان شخص فى دولة ما ويحصل شخص أخر على عنوانك، وبالطبع فإن أى تصفح يقوم به الشخص الحامل لعنوانك يسجل بإسمك أنت، على الرغم من ندرة حدوث مشكلات بسبب هذا التبديل إلا أنه موجود ولو بنسبة ضئيلة فقد يستخدم الشخص عنوانك فى عملية مشبوهة، لذلك يجب التأكيد دائما وأبدا من البرنامج المقدم لخدمة الـ VPN وننصح بصورة أكبر استخدام أحد البرامج المدفوعة بدلا من البرامج المجانية فكما نعلم جميعا لا يوجد شئ فى الدنيا مجانى.

خامسا: أضرار الـ VPN بالنسبة لمجتمع اللاعبين بصورة خاصة.
ما يهمنا بصورة أكبر فى هذا المقال مدى تأثير خدمة الـ VPN على مجتمع اللاعبين، فعلى الرغم من أهمية الـVPN لكى تحصل على تجربة لعب متكاملة فى الشرق الأوسط.
إلا أن الضرر الرئيسى الذى يسببه الـ VPN هو عدم تسجيل أتصالك باللعبة من بلدك أو الشرق الأوسط ولكن يتم تسجيل دخولك للعبة من خلال بلد أخرى.
ويؤدى هذا الى اعتقاد الشركات المقدمة للألعاب بأن سوق الشرق الأوسط محدود ولا جدوى منه حيث يظهر عندهم عدم وجود لاعبين من الشرق الأوسط للعبة على عكس الحقيقة.
أيضا عند محاولة شركات الألعاب الكبير إنشاء سيرفرات خاصة بالشرق الأوسط مثل ما حدث مع Steam أو EA حيث حاولت الشركات إنشاء سيرفرات فى الإمارات ولكن مع الكم الكبير من الفلاتر التى تفرضها الشركات المزودة لخدمة الأنترنت، هجر اللاعبون السيرفرات العربية وأتجهوا إلى خدمة الـ VPN للدخول على السيرفرات الأوروبية.
ونتيجة لذلك تكبدت السيرفرات خسائر كبيرة وفشلت هذه المشروعات الاستثمارية للأسف.
بالتأكيد هذا الأمر أدى الى صرف شركات الألعاب الكبيرة نظرها عن الشرق الأوسط كسوق واعد للألعاب و بالتالى يقل الدعم لنا كلاعبين وقد يأتى اليوم الذى نجد فيه الألعاب لا تصدر إلى الشرق الأوسط من الأساس.
كيف يكون الحل؟
فى الواقع أن الحل يجب أن يكون من خلال مزود خدمة الأنترنت، الصراحة أن شركات الأنترنت فى الشرق الأوسط تقدم خدمة أنترنت منقوصة وغريبة بعض الشئ.
فى فترة من الفترات كان من المتفهم لماذا تستخدم شركات الأنترنت هذه الفلاتر، حيث كان السبب الرئيسى أن الشركات التى تزودك بالإنترنت هي نفسها شركات الهاتف المحمول، وتكبدت الشركات خسائر مهولة فى النشاط المتعلق بالهواتف المحمولة نتيجة ظهور بعض البرامج التى تتيح لك إجراء مكالمات من خلال الأنترنت عن طريق استخدام بروتوكول VOIP.
بعد انتشار فكرة الـ VPN أصبحت هذه الفلاتر دون جدوى ويسهل تضليلها لذلك على الشركات يجب أن تدرك هذه النقطة وأن هذه الفلاتر لا تمنع على الاطلاق من استخدام هذه البرامج، بل أن هذه الفلاتر قد تؤدى الى خسارة قطاع الانترنت أيضا فلو أختفت الألعاب من الشرق الأوسط أظن مجموعة ضخمة من مستخدمى الأنترنت سينهوا التعاقد فورا.
الألعاب الأن أصبحت موضة الفترة ولم تعد مقصورة على الجيمرز فقط بل الأن يلعب الجميع على أى منصة، وبالتأكيد نرى أن هذا الأمر يعتبر سوق نامية يجب على شركات الأنترنت الأهتمام بها و الاستثمار فى هذا المجال، عن طريق تقديم باقات خاصة للاعبين تتيح خدمة الأنترنت دون أى قيود أو فلاتر.
شاركنا رأيك عن خدمة الـ VPN هل تستخدمها أم لا ؟ وكيف ترى تأثيرها على مجتمع اللاعبين.
?xml>