تحدثنا في مقال سابق عن كيف يمكنك أن تصل إلى فكرة جيدة لشركتك الناشئة، وما هي الرحلة الفكرية التي عليك أن تخوض غمارها لكي تجد فكرة مميزة، وتلك كانت الخطوة الأولى! ثم تحدثنا عن تقييم تلك الفكرة، واحتياجك لتقييم الربحية وآفاق الاستمرارية طويلة الأجل لفكرة شركتك الناشئة من أجل تحويلها إلى عمل ناجح ومستقر.

والآن بعد الانتهاء من تقييم الفكرة، حان الوقت لاختبار والتحقق من صحة تلك الفكرة. في معظم الحالات، عدم ملاءمة منتج الشركة للسوق هو ما يؤدي إلى فشل الشركات الناشئة، ولكي تتأكد من أن هذا لن يحدث مع فكرتك ستحتاج إلى التحقق من صحة تلك الفكرة.

التحقق من صحة الفكرة هو ببساطة العملية التي يمكنك من خلالها اختبار فكرة شركتك الناشئة لتحدد صلاحيتها، ومن خلال تلك العملية، يمكنك تقييم ما إذا كانت هناك حاجة فعلية لمنتجك في السوق وما إذا كان العملاء على استعداد لدفع ثمن هذا المنتج أم لا.

لنرى معًا بعض الخطوات التي ستساعدك في اختبار فكرة شركتك الناشئة والتحقق من صحتها.

7 طرق لاختبار فكرة شركتك الناشئة!

startups شركات ناشئة

1. تحديد المشكلة

أي شركة ناشئة تبحث عن حل لمشكلة ما، ولكن من المهم بالنسبة لك أن تحدد ما هي تلك المشكلة. دوّن المشكلة التي تبحث لها عن حل بوضوح، بحيث تكون مفهومةً لأي شخص يقرأها.

2. حجم ومقياس المشكلة

الآن بعد أن قمت بتعريف المشكلة، حدد مقياسها وحجمها، أفضل نموذج للأعمال هو عندما تجد حلًا لمشكلة صعبة تسبب صداعًا ضخمًا لعدد كبير من عملائك المحتملين. فمهما كان منتجك رائعًا، إن كان يحل مشكلة لعدد قليل من الأشخاص فقد لا تكون تلك فكرة جيدة.

3. ملف تعريف للعملاء

الخطوة التالية في عملية اختبار صحة فكرتك هي إنشاء ملف تعريفي للعملاء المحتملين، كل عميل يختلف عن الآخر، وستحتاج إلى تحديد ما هو العميل المثالي بالنسبة لشركتك.

كلما كان ملف تعريف العميل أكثر تفصيلا، كان ذلك أفضل. ستساعدك هذه المعلومات في وضع حجر الأساس للعديد من العناصر المهمة لمنتجك، مثل التصميم وتكاليف الاستحواذ واستراتيجيات التسويق المختلفة.

4. أبحاث السوق وتحليل المنافسين

حتى إن قمت بتحديد مشكلة كبيرة لعدد من العملاء، وتوصلت إلى فكرة جيدة لحلها، فمن الممكن أن يكون هناك شركة أخرى تعمل بالفعل من أجل البحث عن هذا الحل، لهذا ستحتاج إلى دراسة السوق، ومعرفة ما إذا كان هناك أي منافسين، وإن كانوا موجودين فعلًا، فما الذي ينقص حلولهم؟

لا بأس أن يكون لديك منافسين، لأن هذا ببساطة سيوضح لك أن المشكلة كبيرة بما يكفي لكي تجد لها حلًا وأن هناك سوق كبيرًا من العملاء المحتملين بالفعل. ابحث عن هؤلاء المنافسين على مواقع مثل Crunchbase، وابحث عن مراجعات العملاء على منتجاتهم على مواقع مثل Amazon. سوف تجد إما أن هناك حلولًا رائعة للمشكلة فعلًا ويمكنك البحث عن فكرة جديدة دون إنفاق أي أموال عليها بدون مقابل، أو إما أنك ستجد ثغرات في منتجات منافسيك ويمكنك حينها استهداف تلك الثغرات وإيجاد حلول لها عبر شركتك الناشئة.

مسرعات الأعمال حاضنات الأعمال

5. ردود فعل العملاء

واحدة من أفضل الطرق لاختبار فكرتك هي التعرف مباشرة على الأشخاص المستهدفين ومدى حاجتهم إليها، يمكنك أن تسألهم عن حجم المشكلة بالنسبة لهم، وكيف يبحثون عن حلول لها، وما إن كانوا سعداء بتلك الحلول، وما إذا كان حلك المحتمل هو شيء سينفقون عليه الأموال أم لا.

يمكنك الحصول على ردود الفعل من خلال الاستبيانات لكي تجمع ملاحظات العملاء، وإن كان هناك مستثمرون في شبكة علاقاتك، فتحقق معهم إن كانوا على استعداد للاستثمار في فكرتك أم لا.

6. نقطة بيع مميزة

لكي يشتري الناس منتجك، ستحتاج إلى التأكد من أنه منتج مميز وفريد من نوعه بطريقته الخاصة، وسيحمل الأمر أهمية أكبر إذا كان لديك كثير من المنافسين في السوق.

من الأسهل أن تملك نقطة بيع فريدة إن كنت ستطلق فكرة جديدة تمامًا، ولكن إذا كانت هناك منتجات مماثلة لمنتجك، فحاول أن تدخل به سمة خاصة لا توجد لدى المنتجات المنافسة.

7. اختبار العملاء لمنتجك

النقطة الأخيرة ستحتاج إلى اختبار العملاء لمنتجك في البيئة الحقيقية، فبعد أن أوضحت جميع المراحل السابقة، حان الوقت لصنع نموذج أولي من منتجك، وتحاول اختباره لدى عدد من العملاء على أرض الواقع، ثم تقوم بإجراء أي تعديلات ضرورية وفقًا لملاحظاتهم وتقييماتهم.

لماذا تحتاج إلى نموذج أولي لمنتجك؟

أولًا: للتواصل مع العميل

يساعد النموذج الأولي على إشراك العميل، إذ يمكنه رؤية التصميم النهائي بدلًا من الاعتماد على خياله فقط.

ثانيا: الوضوح

بدون خطة محددة جيدًا، ستتعرض لارتكاب أخطاء بدائية التي سيكون لها في الواقع تأثير كبير على نجاح فكرة شركتك الناشئة. لا يساعدك النموذج الأولي على تحديد الخطة الفعلية فحسب، بل يساعدك أيضًا على تحديد خطة عمل محددة وتدريجية.

ثالثًا: مرونة تحليل الاختلافات

من خلال صنع نموذج أولي لفكرتك، يمكنك الحصول على ميزة إضافية حول أفكارك وأفكار منافسيك، فبمجرد أن يأخذ منتجك أو فكرتك شكلًا فعليًا، يمكنك تحليل نقاط القوة والضعف وكيفية تحسين وتطوير ذلك لكي تحصل على نتائج أفضل.

رابعًا: تقليل النفقات وإطلاق المنتج أسرع

من فهم أين يحتاج التطبيق إلى صيانة، أو أين يحتاج لإصلاح الخلل، لكشف المشاكل الأخرى، كل هذا سيكون أسهل في حال قمت بإطلاق نموذج أولي، ويسمح لك بإطلاق أسرع لشركتك الناشئة. وعلى أرض الواقع، فإن النموذج الأولي لا يعتبر تكلفة إضافية ولكنه يساعد على تقليل النفقات.

خامسًا: تخطيط أفضل

يمنحك النموذج الأولي للفكرة نظرةً مفصلةً على مستوى العمل المطلوب عند تنفيذ المشروع الفعلي. يمكنك تضمينه كجزء من خطة عملك. وسيساعدك بالطبع على التخطيط بصورة أفضل وتخصيص الوقت والميزانية لإطلاق الفكرة بنجاح.