لطالما رفضت أبل فكرة وجود متاجر تطبيقات بديلة وتثبيت التطبيقات المتوازية sideloaded apps على جهاز الآيفون لأن هذا من وجهة نظر عملاق التكنولوجيا سوف يتسبب بأضرار كارثية على نظامها البيئي وأمان مستخدميها ولهذا دائما ما تشير إلى أن متجر تطبيقاتها هو أفضل حماية ضد هذا الأمر.

حديقة أبل المسورة

التحميل الموازي

العديد من التشريعات في أوروبا وأمريكا إذا تم تنفيذها، قد يتم اجبار أبل على السماح بالتطبيقات التي يتم تحميلها من متاجر أخرى sideloaded apps للتواجد على الآيفون ولهذا سلطت الشركة من خلال مستند قامت بنشره، على أهمية دور متجر تطبيقاتها آب ستور في حماية البيانات الخاصة بالمستخدمين وكيف يعمل المتجر على توفير بيئة آمنة تتيح لمستخدمي الآيفون تنزيل التطبيقات دون خوف، وتجادل أبل بأن آب ستور مصمم لحظر الهجمات وإكتشافها ولكن السماح بالتحميل المتوازي سوف يعرض المستخدمين للتهديد ويسمح للهاكرز بالقيام بهجمات أكثر وبشكل متطور.

متجر الأندرويد

جوجل عرب هاردوير

قدمت أبل العديد من الأمثلة التي تصف مخاطر التحميل الموزاي واستشهدت بتقارير سابقة وما حدث لغريمها التقليدي "نظام الأندرويد" ومتجر جوجل بلاي وقالت الشركة أن التهديدات التي تعرض لها مستخدمي الأندرويد تضمنت فقدان خصوصية البيانات وتنزيل نسخة مقلدة من خلال متجر تطبيقات آخر أو موقع ويب وزيادة فرصة تثبيت تطبيق به برامج ضارة وتثبيت لعبة تتجاوز الرقابة الأبوية وتعرض الأطفال للأذى.

 علاوة على ذلك، قال صانع الآيفون أن عمليات المراجعة والفحص الآلي داخل متجر App Store يعمل على توفير حماية إضافية من التطبيقات الضارة، والجدير بالذكر أن جوجل عززت برنامج Play Protect الخاص بها على مر السنين من خلال خدمة الحماية المتقدمة والتي تمنع التحميل المتوزاي للتطبيقات.

لماذا الماك وليس الآيفون؟

آيفون 11 برو ماكس

قد يتسائل البعض عن سبب سماح أبل بتثبيت تطبيقات تابعة لجهات خارجية على أجهزة الماك الخاصة بها وإصرار الشركة على عدم القيام بذلك مع أجهزة الآيفون، وقالت أبل أن مستوى التهديدات لأجهزة الماك غير مقبول ولكن الوضع يختلف مع الآيفون لأن الحماية على الآيفون أكثر أهمية لأن تلك الأجهزة تكون معك طوال الوقت، لذلك فهو يعرف موقعك وبالتالي فإن الشخص الذي يمكنه الهجوم سيحصل على تفاصيل حول روتينك ونمط الحياة الخاصة بك كما يحتوي الجهاز على ميكروفون وبالتالي يمكنه التصنت عليك ومعرفة كل ما تفعله بعكس مايك الماك الذي لن يكون معك أينما كنت، لذا فإن نوع البيانات الحساسة على الآيفون يعتبر أكثر إغراءا بالنسبة للهاكرز الذين ينتظرون الفرصة لتحقيق أغراضهم السيئة والعثور على ثغرات ونقاط ضعف في الآيفون، بالإضافة لذلك، يميل مستخدمو الماك لتثبيت التطبيقات التي يحتاجونها فقط على أجهزتهم بعكس مستخدمي الآيفون الذين يقومون بتحميل التطبيقات بشكل منتظم كما أن أجهزة الآيفون يحملها الجميع وحتى الأطفال وبالسماح بالتحميل الجانبي لن تستطيع الشركة تقديم الحماية للأطفال من التطبيقات الضارة أو التي تقدم محتوى غير لائق.

ماذا لو؟

في حال أصبح التحميل الموازي إلزاميا على أجهزة الآيفون، ستكون هناك فرصة لعشرات الآلاف من مطوري البرامج الضارة لإنشاء تطبيقات احتيالية مدعومة بملايين المراجعات المزيفة ومصممة لسرقة بيانات مستخدمي الآيفون كما سيؤدي ذلك إلى إضعاف أمان النظام الأساسي بسرعة وجعل المستخدمين عرضة للخطر، حيث سيؤدي القيام بذلك إلى تقويض أمان حديقة أبل المسورة مما يؤدي إلى إطلاق موجة جديدة من البرامج الضارة عبر أنظمة أبل الأساسية وهذا سوف يضر في نهاية المطاف بكل شركة وكل عميل مع انتشار برامج الفدية.

ما يصلح قديماً لا يصلح الآن!

أبل عرب هاردوير

بعد كل شيء، لمجرد أن الأنظمة الأساسية الأخرى تسمح بالتحميل المتوازي لا يعني أن هذا هو القرار الصحيح، إنه يعكس نماذج توزيع التطبيقات التي كانت موجودة في عصر أقل بكثير من الشبكات عندما يتم شحن البرامج في حزم  وعلى أقراص مضغوطة ومرنة.

ولهذا ترى أبل التحميل الجانبي أو الموازي للتطبيقات على أنه شذوذ تاريخي لا مفر منه، لأنه يعكس وقتا كانت فيه المخاطر أقل والأسواق أصغر والمعلومات التي تم جمعها بواسطة الأجهزة أكثر محدودية. ولكن الآن الوضع تغير والمخاطر أصبحت أخطر والبيانات التي يمكن جمعها باتت أكثر حساسية والأجهزة باتت ضخمة جدا.

اليوم لديك خيار

التحميل الموازي

كما تبدو الأمور، لديك خيار، ترغب في التحميل الجانبي مع كل المخاطر التي قد تتعرض لها، هناك منصات تسمح بذلك (متجر جوجل بلاي ونظام الأندرويد) أو يمكنك اختيار نظام iOS ومتجر تطبيقات أبل ، إذا كنت تبحث عن الخصوصية وترغب في الأمان.

في النهاية، هل تتذكرون أواخر التسعينيات عندما ظهرت البرمجيات الخبيثة وطالت مستخدمي ويندوز ومتصفح إنترنت إكسبلورر وكانت حقبة سيئة، هذا ما قد نعاني منه عندما يتم فرض التحميل الجانبي على أبل ومستخدمي الآيفون والمشكلة أن الضرر سيحدث والنتيجة ستكون أنه لا يوجد مستخدم ولا شركة ولا حكومة ولا صناعة ستكون آمنة تماما مرة أخرى.

ما رأيك هل توافق على فكرة التحميل الموازي ومتاجر بديلة لمتجر أبل أم أنك ترفض الأمر وتؤيد صانع الآيفون، أخبرنا بما تعتقد في التعليقات.