يتردد خلال الآونة الأخيرة مصطلح إنترنت الأشياء أو Internet of Things (IoT) بصورة متكررة فلا يخلوا أي مؤتمر لشركات التقنية دون الحديث عنه بل الأمر وصل إلى كل الأجهزة الجديدة كانت متعلقة بالتقنية أو غير متعلقة بها, فما هو إنترنت الأشياء؟ وما الفائدة منه؟ وما هي تطبيقاته؟ أسئلة كثيرة تدور حول هذا المصطلح الجديد والمتشعب نناقشها معكم في موضوعنا التالي عن IoT.

ما هو انترنت الاشياء IoT؟

يشير مصطلح إنترنت الأشياء إلى كل الأجهزة -مهما كان نوعها- التي يمكن اتصالها بالإنترنت وإرسال واستقبال المعلومات دون تدخل العامل البشري, هذا الأمر أصبح متاح على أي جهاز بسبب صناعة المعالجات وشبكات الاتصالات اللاسلكية المزدهرة فبإضافة معالج وشريحة اتصال لاسلكية لم تعد عقبة ولن تستغل عدة سنتيمترات في أي جهاز مهما كان.

إمكانية توصيل الأجهزة بالإنترنت وتبادلها للبيانات يضيف لمسة من الذكاء إلى أي جهاز تقليدي ليزيد من مهامه وذكاءه دون التغير في المفهوم الذي صمم من أجله كما أن هذا الأمر يعزز من الاتصال بين العالم الرقمي والعالم الحقيقي بسهولة أكبر مما هو عليه الآن.

ما هي تطبيقات إنترنت الأشياء؟

إذا بدأنا في سرد تطبيقات إنترنت الأشياء قد يستغرق الامر أيام لتغطيتها حيث أصبح IoT جزء أساسي في كل الأجهزة بشكل عام, قد يكون الأمر غير منتشر في عالمنا العربي نظراً لعدم وجود الوعي بفائدة هذه الأجهزة المحسنة أو لارتفاع تكلفتها مقارنة بمثلتها التقليدية ولكن انتشاره ليكون جزء من كافة ما هو حولنا ما هي إلا مسألة وقت ليس أكثر, وفي السطور التالية سنسرد لكم بعض الأمثلة البسيطة عن تطبيقات إنترنت الأشياء مع العلم إنها إلى تطبيقات محدودة.

الأجهزة المنزلية الذكية

لا أتحدث هنا عن الأجهزة المنزلية التي تأتي بشاشات تعمل باللمس وبعضها يحتوي على نظام تشغيل مخصص أو حتى نظام اندرويد بل اتحدث على أبسط الأمثلة التي يمكنكم أن تتخيلوها, فمثلاً المصباح المنزلي أصبح واحد من أكثر تطبيقات إنترنت الأشياء فبدون أي تغير في شلكه يمكن الآن فقط من خلال اتصاله بالإنترنت أن تتحكم في إضاءة غرف المنزل واحدة تلو الأخر من خلال تشغيلها, إغلاقها, تغير شدة الإنارة أو حتى لون الضوء, كل هذا فقط من خلال معالج دقيق وشريحة اتصال بالإنترنت.

المصابيح المنزلية ليست وحدها فمثلاً جوجل كانت قد أعلنت خلال مؤتمر CES 2019 السابق عن e-ink Display وهي خير دليل على مدي تحويل إنترنت الأشياء لكل ما هو بسيط لأجهزة ذكية. الشاشة وكما تظهر أمامك في الصورة عبارة عن شاشة بسيطة وبدائية للغاية وبسعر زهيد ولكن بفضل إنترنت الأشياء يمكن ربطها بمساعد جوجل الشخصي لتكون قادرة على عرض التاريخ, الوقت, حالة الطقس والحالة المرورية دون الحاجة لأن تمتلك جهازاً ذكياً فقط شاشة لا يتعدى سعرها عدة دولارات.

Google Assistant - مساعد جوجل الشخصي

تضمين مفهوم إنترنت الأشياء في الأجهزة المنزلية التقليدية قد يغير منها تماماً, لا أقصد هنا أن تكون ذكية ولكن فقط أن تكون قادر على متابعة حالة تلك الأجهزة بصورة مستمرة وإعطائها بعض الأوامر البسيطة من خلال اتصالها بالإنترنت وهو ما سيغير الكثير حول مفهومها خلال السنوات المقبلة فإضافة شريحة صغيرة توصلها بالإنترنت قد تستبدل فني الصيانة الذي سيمضي وقتاً لمعرفة العطل ليتحول الأمر للاطلاع على سجلات عملها المدونة على الإنترنت بحسب طريقة عملها.

الطب ودور إنترنت الأشياء في تطويره

أبرز مجال من المنتظر أن يطوره إنترنت الأشياء هو الطب فمع تضمين الأجهزة الطبية لمفهوم إنترنت الأشياء العالم سيتغير تماماً, لأوضح لك الأمر يكفي أن أخبرك أن طبيب صيني تمكن أن يجري عملية جراحية كاملة ناجحة لأحد المرضي في مقاطعة مختلفة عن مكان إقامته من خلال الاتصال بنظام جراحي كامل قائم على إنترنت الأشياء وبمساعدة سرعات الإنترنت من الجيل الخامس 5G.

IoT

العمليات الجراحية ليست وحدها التطبيق الوحيد لإنترنت الأشياء فثمة أبحاث عديدة تعمل على توفير شرائح  وأجهزة تجمع المعلومات عن المرضي وتربطها بنظم صحية متكاملة (ساعة أبل الذكية الأخيرة نموذج أولى لما يمكن أن نراه لاحقاً), أي أن الارتفاع المفاجئ في ضغط الدم, الجلطات, الإغماءات وأسبابها وكل ما قد يحدث بصورة طارئة لن يكون محل بحث وفحص من قبل الأطباء فالوصول لخدامات السحابية التي تحوي على بيناتك الصحية قد تفسر كل شيء في ثوان معدودة.

السيارات الذكية بتقنية IoT

بخلاف السيارات الذكية حالياً والتي تعتمد على نظم قيادة ذاتية يقدم مفهوم إنترنت الأشياء الوسط بينها وبين السيارات التقليدية, فمع قدرة السيارات التقليدية الاتصال بالأنترنت فقط سيكون بإمكان أصحابها تحديد أماكنها, وتتبع حركتها ومعرفة حالة أجزائها الخاصة ما سيقدم للشركات المصنعة للسيارات قاعدة بيانات ضخمة عن حالة سياراتهم منذ يومها الأول كما يوفر الأمر بسهولة للجهات المسؤولة عن الحالة المرورية في مدينتهم.

من خلال الأمثلة الماضية يمكننا أن نتوصل لما يمكن أن يقدمه إنترنت الأشياء خلال السنوات الماضية ومدى قدرته على تغير عالمنا للأفضل وللأسهل وليكون عامل الوقت وتوافر الجيل الخامس للاتصالات هما العقبة الوحيدة أمام كونه جزء في كل ما هو حولنا.

برأيك إلى أي مدي يمكن لتقنية إنترنت الأشياء IoT أن تغير من حياتنا اليومية؟

شاركنا برأيك!