تحدثنا في المقال السابق من سلسلة المصطلحات التقنية عن أحد أهم المفاهيم التي تتعلق بالبطاقات الرسومية والتي أصبحت أيضاً حجر الأساس لوسائل التخزين من الحالة الصلبة فيما بعد، وعرفنا ما هي شقوق PCI العتيقة وكيف بدأت. وعرفنا في ذلك المقال أن هذه الشقوق الخاصة بالتوسعة ما هي إلا نواقل أو Bus في النهاية. وقد شاهدنا معاً كيف أنها كانت نتاج العديد من الخطوات والنواقل المتتالية، والتي لا زال البعض منها يتم إستخدامه لليوم أيضاً. فحتى نواقل PCI نفسها لا يزال مصنعوا العتاد يستخدمونها في بعض التوصيلات الخاصة بالشرائح وما شابه ذلك. وعرفنا أيضاً أن نواقل PCI وبالرغم من أنها كانت مميزة في بداية الأمر، إلا أنها وكغيرها الكثير من تقنيات الحاسب تم إستبدالها بنواقل AGP الرسومية المتخصصة، والتي بدورها تم إستبدالها هي الأُخرى بنواقل أكثر سرعة وكفاءة كان لها الفضل لما نراه اليوم من البطاقات الرسومية عالية الأداء. نعم يا سادة، إنها نواقل PCIe الأكثر تميزاً !!...

دليلك الكامل حول منفذ PCIe في اللوحة الأم: ما هو؟ وما هي إصداراته؟

في البداية وقبل كل شئ، دعونا نسترجع معاً بعض المعلومات التي تحدثنا عنها سابقاً. علمنا سابقاً أن النواقل بشكل عام هي الطرق التي تعمل على نقل البيانات أو التعليمات من نقطة ما أو جهاز ما على اللوحة الأم لجهاز آخر، والذي كثيراً ما يكون المعالج. وعرفنا أيضاً أن عملية التواصل مع المعالج أو القطع هذه تتم من خلال ثلاثة أنواع من النواقل وهي ناقل العناوين وناقل البيانات وناقل التحكم. وعرفنا أيضاً في نفس المقال أن النواقل يوجد منها نواقل رئيسية ونواقل فرعية مثل نواقل التوسعة أو Expansion Bus والتي تعمل على توفير القدرة على تركيب بطاقات أو كروت التوسعة المختلفة لزيادة قدرات الحاسوب لديك، وهو ما بدأنا بالحديث عنه في المقال السابق الخاص بنواقل PCI بشئ من التفصيل، لذا أنصحك بالرجوع إليه في حال لم تقرأه بعد.

لماذا ظهرت الحاجة لنواقل جديدة ؟

في نهايات القرن الماضي، وتحديداً في التسعينيات من ذلك القرن، كان الكل يعمل بشكل دؤوب للغاية في عالم الحاسوب. فالكل منبهر بهذا التطور السريع في التقنية، وهذه الثورة التقنية التي زادت وتيرتها عن ما إعتاد عليه الجميع. وقد يكون السبب هنا هو أن العديد من الأشخاص حول العالم أصبحوا يستخدمون هذه الحواسيب في العديد من الوظائف المختلفة، بل وفي المنازل أيضاً. هذا التطور بدوره طال النواقل التي كانت في تلك الفترة لا تزال تفخر بناقل AGP الجديد، والذي كان مخصصاً كما أشرنا للبطاقات الرسومية. ولكن ومع التطور السريع في الرسوميات في تلك الفترة وحدوث طفرة في عالم الرسوميات ثُلاثية الأبعاد، بدأت الحاجة لناقل جديد يستطيع توفير سرعة أكبر تظهر للنور.

وبالرغم من أن ناقل AGP نفسه لم يكن سيئاً في ذلك الوقت، إلا أن ناقل PCI نفسه هو الذي بدأت يصدأ بريقه اللامع. حيث أن السرعات العالية للمعالجات في ذلك الوقت هي الأُخرى جعلت الجميع ينظر لهذا الناقل ويشعر أن أيامه شارفت على الإنتهاء، وأنه لابد له من التنحي جانباً للجيل التالي من النواقل.

وقد بدأ الكثير من المصنعين في تلك الفترة بتقديم أفكار متنوعة لنواقل جديدة يمكنها أن تحل محل ناقل PCI. والمميز في هذه المقترحات جميعها أنها كانت تشترك كُلّها في توجه نقل البيانات. حيث أنها جميعاً كانت مطروحة بمفهوم يتخلص من مبدأ الناقل المشترك، كما كان الأمر مع ناقل PCI والإنتقال إلى مفهوم الإتصال من نقطة لنقطة. وهو ما يعني أن الإتصال سيصبح مباشر بين النقطتين اللتان يُريدان الإتصال ببعضهما البعض داخل الحاسب، بدون أن تتشارك باقي القطع هذا الإتصال. وعن طريق توفير مجموعة من الروابط أو الوصلات المباشرة يمكن لهذا الناقل الجديد من توصيل العديد من الأجهزة مع بعضها البعض بشكل مباشر دون أي مشاركة لعرض النطاق الترددي الخاص بالناقل.

 

أقرأ أيضا: معيار PCIe 4.0 ، هل أنت بحاجة حقاً الى الانتقال اليه ؟!

 

دعونا نرى كيف يعمل ناقل PCI لنفهم أكثر!

كان ناقل PCI في تلك الفترة هو المسؤل تقريباً عن الغالبية العظمى من التوصيلات الداخلية في الحاسب مع القطع (بعيداً عن البطاقة الرسومية التي كانت تستخدم ناقل AGP). هذا الإتصال المتعدد مع الأجهزة كان يعني أن جميع الإشارات تمر على هذه الأجهزة المتصلة واحداً تلو الآخر. وإذا تذكرت ما قلناه في الأعلى عزيزي القارئ، فالنواقل في الأساس تقوم بإرسال الإشارات من خلال ثلاثة أنواع من النواقل هي ناقل الإشارة وناقل البيانات وناقل التحكم. وبشكل عام يمكننا إستثناء ناقل التحكم من هذه الوظيفة حيث أن له وظيفة محددة. وهو ما يعني أن أي ناقل في الحاسب يعمل بنفس مبدأ ناقل PCI يقوم بنقل البيانات والعنوان الخاص بالقطعة التي سيتصل بها.

كيف يعمل ناقل PCI

ما يعنيه هذا هو أن الناقل يحمل بطبيعته البيانات التي سيستقبلها الجهاز المستقبل، بالإضافة إلى عنوان هذا الجهاز (وعنوان هذا الجهاز هو الوسيلة التي يعلم بها الجهاز المستقبل أن هذه البيانات مرسلة إليه أصلاً). يمكننا تشبيه الأمر بساعي البريد الذي يحمل في يديه رسالة (وهي هنا البيانات أو الـData) وعنوان (وهنا العنوان هو المعرف الخاص بالقطعة التي سيتم إيصال هذه البيانات لها). فإذا إفترضنا أن ساعي البريد هذا هو الناقل، فما سيقوم به هو أنها سيطرق جميع الأبواب الخاصة بالمنازل الموجودة في الحي الذي يُريد إيصال الرساله به. وسيقوم الشخص صاحب العنوان الصحيح فقط بإستقبال أو قبول هذه الرسالة.

هذا بالضبط ما كان يحدث مع نواقل PCI الذي كان يعمل بنظام الإتصال المتوازي أو Parallel. حيث كان الناقل يقوم بنقل الإشارة التي تحمل البيانات والعنوان، إلى جميع الأجزاء أو الأجهزة المتصلة عليه، ومن ثم يقوم الجهاز المعني فقط (صاحب العنوان الصحيح) بإستقبال هذه البيانات، في حين تُهملها باقي القطع.

معيار HyperTransport ومحاولة AMD الأولى

كانت أحد الشركات التي ساهمت في تطور النواقل في تلك الفترة هي شركة Advanced Micro Devices التي كانت صغيرة السن في تلك الفترة، وقد قامت بتطوير معيار ناقل HyperTransport  الخاص بها، والذي كان تطوراً طبيعياً لناقل PCI وقد كان يوفر وصلتين لكل إتصال بين نقطتين (أي أن كل جهازين يتم التوصيل بينهما عن طريق وصلتين)، كل منهما يمكنها أن تتوافر بعرض يبدأ من 2-bit وحتى 32-bit (يمكنك مراجعة مصطلح عرض الناقل من هنا)، لتوفر معدل نقل بيانات أو عرض نطاق ترددي يصل إلى 6.4 GB في الثانية...

معيار HyperTransport

الجدير بالذكر هنا أن محاولة AMD كانت تستهدف توصيل المكونات الداخلية للحاسب، ولم يكن هذا الناقل الجديد مخصصاً لأتوصيل ية مكونات خارجية، ولكن مع دخول مفهوم شرائح الجسور (وهي الشرائح مثل الجسر الشمالي والجنوبي وغيرها من الشرائح التي تقوم بتوجيه الإشارات والبيانات على النواقل لتوصلها بشكل صحيح للجهاز المعنيّ) بدأ إستخدام هذه النواقل في توصيل وحدات أو أجهزة PCI الخارجية.

دخول معيار PCIe الساحة

وبالرغم من ذلك، فقد كانت الحاجة لما هو أسرع لا تزال موجودة. وقد كانت جميع الأنظار موجهة نحو نواقل PCIe (أو 3GIO  أو 3rd Generation I/O كما أُطلق عليها في تلك الفترة) التي أعلنت عنها Intel، والتي ستكون النسخة الإستهلاكية من نواقل PCI-X و PCI-X2 التي كانت تستخدمها الخوادم في تلك الفترة، والتي كانت بدورها باهظة الثمن ولا يمكن تواجدها في أجهزة العملاء أو المستخدمين التقليديين.

وقد كان. فمعيار PCIe الجديد وفّر كل ما كان يتمناه المهتمين بعالم التقنية في ذلك الوقت، حيث وفّر عرض نطاق ترددي أعلى، وتغلب على مشاكل PCI التي تحدثنا عنها سلفاً مثل التأخر الحاصل في التواصل مع القطع بسبب الإتصال المتوازي الذي يجبر بعض القطع على إنتظار القطع الأُخرى التي تتشارك معها في عرض النطاق الترددي حتى تنتهي من عملية فحص العناوين. كما أنه وفر أيضاً القدرة على توصيل عدد أكبر من الأجهزة بجانب توافقه مع أنظمة التشغيل الأقدم بدون أية مشكلة.

معيار pci express

ما هو نظام الاتصال التسلسلي عالي السرعة للبيانات ؟

ما هو الفارق بين الناقل التسلسلي والناقل المتوازي ؟

قبل أن ننتقل للحديث عن معيار PCIe نفسه، دعونا نوضّح أولاً ما هو نظام الإتصال التسلسلي للبيانات. فقد تحدثنا في الأعلى كما رأينا عن الإتصالات المتوازية أو Parallel connections والتي كان يستخدمها معيار PCI التقليدي. وعرفنا مع بعضنا البعض أن هذا النظام يُعاني من بعض البطء الناتج عن عملية إنتظار الأجهزة بعضها البعض ومشاركتها نفس النطاق الترددي في حالة كان هناك أكثر من جهاز على نفس ناقل PCI. ولكن في الحقيقة فالحواسيب في بداية الأمر لم تكن تتصل أصلاً بالنظام المتوازي ولكن بنظام أو مبدأ آخر، وهو مبدأ الإتصال التسلسلي.

فما كان يحدث آنذاك هو أن الحواسيب كانت تقوم بإرسال البيانات على هيئة حزم واحدة تلو الأخرى. وقد كان هذا النوع من الإتصال موثوق من ناحية ثبات الإشارة، ولكنه كان يعاني من البطء في عملية النقل، وهو ما دفع المصنعون بعد ذلك للجوء للنظام المتوازي، والذي كان يقوم بإرسال مجموعة من البيانات في وقت واحد. ولتوضيح هذا الأمر دعونا نأخذ هذا المثال البسيط، لنفترض مثلاً أننا لدينا طريق واحد يمكن أن تمر فيه مجموعة معينة من السيارات التي تسير بسرعة ثابتة، وفي المقابل لدينا مجموعة متوازية من الطرق التي تسمح بعدد أكبر من السيارات التي تسير بنفس السرعة.

وهذا تقريباً ما كان يحدث، فالإتصالات المتسلسلة كانت تقوم بإرسال البيانات على هيئة بتات Bits ، فيتم إرسال البايت الواحدة على ثمانية أجزاء (حيث أن البايت byte يحتوي على ثمانية بتات 8-bits). وهو ما يعني أنه يمكنك نقل البايت بالكامل على نفس السلك الخاص بالناقل. ولكن في المقابل فالنظام المتوازي يحتاج إلى ثمانية أسلاك ليتم نقل كل bit في واحد منهم. ولكنها كانت أكثر سرعة بالطبع، حيث أنه يمكنك نقل البيانات بسرعة أكبر ثمانية مرات من الناقل التسلسلي (بالرغم من أن الناقل المتوازي سيكلفك ثمانية أسلاك أي أعلى في التكلفة).

الفارق بين الناقل التسلسلي والناقل المتوازي

المميز أيضاً في النواقل أو الإتصالات التسلسلية هو أنها ثنائية الإتجاه، وهو ما يعني أن نفس الناقل يمكنه إرسال وإستقبال البيانات في نفس الوقت بدون مشكلة....كما أن النواقل المتوازية كانت تُعاني أيضاً من بعض المشاكل والتي تظهر تحديداً عند زيادة سرعة نقل البيانات بداخلها، حيث أنه من الممكن أن يحدث مجال كهرومغناطيسي يشوش على الإشارات الموجودة في الأسلاك المجاورة...لذا فقد أشاح المصنعون في تلك الفترة بنظرهم مرة أُخرى نحو تلك الإتصالات العتيقة مرة أُخرى، خاصة بعد أن تم عمل العديد من التحسينات عليها لتُصبح أكثر سرعة وأكثر قدرة على تحزيم البيانات وإعادة تجميعها مرة أخرى، كما كان الحال في بعض الإتصالات المتسلسلة في ذلك الوقت مثل USB 2.0 و FireWire.

Enter PCIe

في الحقيقة، وفي حال كنت لاحظت ذلك عزيزي رجل الكهف (وحينها قد أسحب منك هذا اللقب لأنني وقتها سأرآك أكثر تطوراً من كونك رجل كهف xD) فالناقل المتوازي ليس سيئاً لهذه الدرجة. فهو بدوره يتمتع ببعض الميزات التي لا يوفرها الناقل المتسلسل، وعلى الجانب الآخر فالكلام نفسه يمكننا قوله على ناقلنا المتسلسل العتيق. وهنا قد يتساءل البعض، لماذا لا يمكن أن نأخذ أفضل ما في العالمين ؟!. والإجابة ببساطة ليست نعم أو لا، ولكنها PCIe !!.

فمن الناحية التجريدية، يمكننا القول أن ناقل PCIe ما هو إلا نتاج الدمج بين التقنيتين، فلا هو ناقل تسلسلي خالص، ولا هو ناقل متسلسل. فهو يمتلك صفات من كليهما، وهو ما جعل البعض يطلق عليه لقب (The Bus that is not actually a Bus)، أي الناقل الذي ليس بناقل. وهذه تسمية إعلامية ليس إلّا، ففي النهاية هو ناقل ولكن من نوع خاص للغاية.

ولتوضيح لماذا تمت تسميته بهذه الأسماء، دعونا نرى ما الذي يقدمه معيار PCIexpress.

ناقل PCIe ببساطة هو عبارة عن ناقل تسلسلي يعمل على هيئة شبكة، أكثر من كونه أشبه بالنواقل بمفهوما التقليدي. فبدلاً من إستقبال ونقل البيانات بين نقاط أو أجهزة متعددة متصلة عليه، يقوم ناقل PCIe بالتعامل مع البيانات عن طريق switch أو مفتاح تحكم يقوم بتنظيم حركة البيانات بالنظام التسلسلي بين نقتين محددتين (بشكل شبيه لما يحدث في مفاتيح الشبكة LAN)...ولتوضيح الأمر أكثر، دعونا نفترض مثالنا التقليدي الخاص بالسيارات. فلنفترض مثلاً أننا عندنا مجموعة من الطرق التي تتقابل في تقاطع واحد كما هو في الصورة التالية تماماً.

مصطلحات تقنية ما هو ناقل PCIe ونواقل التوسعة الأخرى؟ (الجزء الثاني) (4)

في حال وصلت جميع السيارات إلى هذا التقاطع في نفس الوقت، فسيتوجب على بعضها إنتظار بعض حتى يستطيعوا المرور بدون حدوث حوادث أو مشاكل. ولكن في حالة كان هناك العديد والعديد من الطرق التي تحتوي كل منها على العديد من السيارات التي تتقابل في هذه التقاطعات، فإن الأمر سيصبح كارثي...ولحل هذه المشكلة فالأفضل هو أن يتم عمل طرق فرعية تقوم بنقل السيارات في الإتجاهات التي تُريدها بدون الحاجة للمرور من خلال التقاطع نفسه وإنتظار السيارات الأُخرى !!.

وهذا هو ما يحدث بالضبط مع هذه المفاتيح أو الـSwitches التي ذكرناها في الأعلى، فهي ببساطة تقوم بإستقبال البيانات القادمة على ناقل PCIe ومن ثم ترى العنوان الخاص بها، وتقوم بعد ذلك بتحديد الإتجاه الذي ستسير فيه البيانات وترسلها في هذا الإتجاه. وبما أننا أشرنا أن الإتصال يكون من نقطة لنقطة، فهذه البيانات ستصل بسهولة للنقطة المرغوبة (ولتكن مقبس PCIe الأول) دون أي نقصان في عرض النطاق الترددي.

ما الذي يحدث إذاً مع PCIe ؟ وكيف يتم التفرقة بين الأجهزة المختلفة ونقل البيانات بينها ؟

عند بدء تشغيل الحاسب، يقوم متحكم PCIe في الجهاز بتحديد الأجهزة المتصلة باللوحة الأم. ثم يقوم بتحديد الروابط بين الأجهزة ، وإنشاء خريطة للمكان الذي ستذهب إليه حركة المرور والتفاوض على عرض كل رابط. وكما أشرنا سلفاً، هذا التعريف للأجهزة والتوصيلات هو نفس البروتوكول الذي يستخدمه PCI ، لذلك لا يتطلب PCIe أي تغييرات على البرامج أو أنظمة التشغيل.

يحتوي كل ممر من ممرات اتصال PCI Express على زوجين من الأسلاك المزدوجة- أحدهم للإرسال والآخر للاستلام.  والسبب في وجود سلكين في كل إتجاه هو تلاشي التشوش الذي قد يحصل في الإشارة، حيث يحمل السلك الأول للإرسال الإشارة الأصلية المكونة من الأصفار والآحاد (0,1) ، في حين يحمل السلك الثاني عكس هذه الإشارة (1,0) أو النسخة السلبية منها كما يُطلق عليها Negative Image. ويتم وضعهم بحيث تؤثر أية ضوضاء كهربية أو مجال كهرومغناطيسي على كلا الإشارتين فيصل أحدهما بالشكل الصحيح للمستقبل.

مصطلحات تقنية : ما هو ناقل PCIe ونواقل التوسعة الأخرى؟ (الجزء الثاني)

وبذلك وعندما تصل الحزم إلى وجهتها ، يقوم الجهاز المتلقي بإعادة الحزمة السلبية إلى نسختها الإيجابية. نفس العملية تعكس قيم أي الإشارات غير مرغوب فيها والتي تكون ناتجة عن التداخل الكهربائي. يجمع الناقل بين الحزمتين المقترنة و يتم إلغاء أي تدخل في الحزمة الأصلية من خلال صورتها السلبية في الحزمة المطابقة، كما هو موضح في الصورة التي في الأعلى.

ما هي حارات PCIExpress أو PCIe Lanes ؟؟

وبدون الدخول في المزيد من التفاصيل المعقدة، تتحرك حزم البيانات عبر المسار بمعدل بت واحد لكل دورة.  بحيث يوفر اتصال x1 ، وهو أصغر اتصال PCIeموجود من الناحية الفيزيائية حارة واحدة (PCIe Lane) مكونة من أربعة أسلاك. يحمل بت واحد لكل دورة في كل اتجاه.  فيما يحتوي ارتباط x2 على ثمانية أسلاك وينقل بتين (2-bits) في وقت واحد ، بينما ينقل ارتباط x4 أربع بتات ، وهكذا.  التكوينات الأخرى هي x12 و x16 و x32 ولكن الأخيرة ليست منتشرة بكثرة خاصة مع الأجهزة الإستهلاكية.

مصطلحات تقنية : ما هو ناقل PCIe ونواقل التوسعة الأخرى؟ (الجزء الثاني)

وفي الحقيقة، عند النظر للأرقام المكتوبة في الأعلى ومقارنتها بتلك الأرقام التي توفرها معايير PCI أو PCI-X من ناحية عرض الناقل، فسنجد أنهم أعرض بالفعل. فناقل PCI يأتي بعرض 32-bit أو 32 سلك بالمعني الفيزيائي، والآخر بعرض 64-bit. فكيف يمكن للناقل التسلسلي PCIe أن يوفر سرعة أكبر مع العرض الأقل ؟. الإجابة هنا هي التردد يا صديقي.

هل تذكر في مقالنا الأول الخاص بالنواقل عندما تحدثنا عن معدلات نقل البيانات في النواقل ؟. وقتها أشرنا أن معدل نقل البيانات أو عرض النطاق الترددي لأي ناقل يتم تحديده بعرض الناقل، وأيضاً بتردد الناقل، وهو كمية البيانات التي تمر فيه في الثانية الواحدة.

تبلغ سرعة ناقل PCI ذو الـ 32 بت تقريباً 33 ميجاهرتز ، مما يسمح بحد أقصى 133 ميجابايت من البيانات بالمرور عبر الناقل في الثانية. في حين يبلغ عرض ناقل PCI-X 64 بت ضعف عرض ناقل  PCI. وتسمح مواصفات PCI-X المختلفة بمعدلات مختلفة لنقل البيانات ، بحيث توفر النسخ المختلفة منه سرعات تتراوح بين 512 ميجابايت إلى 1 جيجابايت من كمية البيانات (أو عرض النطاق الترددي) في الثانية.

ومع ذلك ، يمكن لممر PCI Express الواحد (1 PCIe Lane) التعامل مع 200 ميجابايت من حركة المرور في كل اتجاه في الثانية الواحدة. بحيث يُمكن للموصل ذو الـ  x16حارة من PCIe نقل كمية كبيرة من البيانات تصل إلى 6.4 جيجابايت من البيانات (أو عرض النطاق الترددي) في الثانية في كل اتجاه.... وبهذه السرعات ، يمكن لاتصال x1 التعامل بسهولة مع اتصال جيجابت إيثرنت بالإضافة إلى تطبيقات الصوت والتخزين. كما يُمكن لاتصال x16 التعامل بسهولة مع المحولات أو البطاقات الرسومية القوية.

الجدير بالذكر هنا أيضاً هو أن معيار PCIe تمتع بدوره بعدد كبير من النسخ المتتالية، كل منها تمتعت بتطور كبير في المكونات المصنعة للأسلاك وكيفية التعامل مع البيانات وتصحيح الأخطاء وماشابه ذلك من الأمور التي ساهمت في زيادة السرعة والموثوقية. بحيث أن هناك معايير أكثر تطوراً تم تقديمها على مر السنوات مثل PCIe 2.0 و PCIe 3.0 و PCIe 4.0 الأحدث الموجودة حالياً. وفي الجدول التالي يمكنك ملاحظة السرعات المختلفة وعرض النطاق الترددي الخاص بكل معيار.

مصطلحات تقنية : ما هو ناقل PCIe ونواقل التوسعة الأخرى؟ (الجزء الثاني)مصطلحات تقنية : ما هو ناقل PCIe ونواقل التوسعة الأخرى؟ (الجزء الثاني)

أحد الأمور الهامة الأُخرى الذي يجب أن نُشير إليها هو قدرات الأجيال المختلفة من المعالجات على التعامل مع حارات PCIe. فعلى سبيل المثال، لعلك سمعت قبل ذلك في أحد الفيديوهات التقنية الخاصة بنا أو أحد المقالات عن أن معالجات Ryzen من الجيل الفُلاني مثلاً توفر 24 خيطاً من خيوط PCIe ، أليس كذلك؟. حسناً، ما يعنيه هذا هو أن المعالج يستطيع التعامل مع 24 خيطاً بدون مشلكة، هذه الخيوط يتم توصيلها بشكل مباشر ما بين المعالج وشقوق التوسعة PCIe الخاصة بالبطاقات الرسومية.

فلو قلنا أن هذه الخطوط توفر 16 مسار أو حارة لمنافذ PCIe الرسومية، فهذا يعني أن المنافذ جميعها ستتمتع بالسرعة التي توفرها ال16 خيط فقط. بحيث أنه لو تم تركيب بطاقتين مثلاً رسوميتين في شقوق PCIe الرسومية، فسيتم تقسيم عرض النطاق الترددي 16X إلى قسمين لكل مقبس X8. في حين تقوم باقي ال24 حارة بالتوصيل بقطع أُخرى داخل الحاسب مثل وحدات التخزين من الحالة الصلبة على سبيل المثال.

مصطلحات تقنية : ما هو ناقل PCIe ونواقل التوسعة الأخرى؟ (الجزء الثاني)

ولكن وفي بعض اللوحات الأم، قد تجد التوزيع مختلفاً، بحيث توفر اللوحة القدرة على توصيل شقوق PCIe الرسومية بسرعات أكبر مثلاً X16 و X8 حسب التصميم الخاص بها.

التطلع لما هو قادم، هل أنت متحمس ؟!

في الوقت الحالي عزيزي القارئ، يستعد العالم التقني للدخول في المرحلة أو النسخة القادمة من معيار PCI-Express في نسخته الخامسة، والتي قد ترى النور بشكل فعلي في اللوحات الأم في العام القادم على أقصى تقدير حسب التصريحات الموجودة حالياً. لذا فهذه القائمة ستطول وتطول إلى ما شاء الله. إلى هنا يمكنني القول أننا إنتهينا تقريباً من الحديث عن معيار PCIe بعمومه ونواقل التوسعة بشكل عام. أتمنى في الحقيقة أن يكون الموضوع قد نال إعجابكم كما نال مني التعب مبلغه في محاولة تبسيط المفاهيم وتوضيح الأفكار بشكل بسيط، بالرغم من أنه قد يكون طويلاً بعض الشئ.

وعلى كل حال، في حال كان لديك صديقي القارئ أية ملاحظات أو إضافات أو حتى تساؤلات عن هذا المعيار أو عن النواقل بشكل عام، فلا تتردد في السؤال في قسم التعليقات في الأسفل. كما يمكنك أيضاً قراءة هذا المقال الذي يتحدث عن معيار PCIe 4.0 بشكل مُفصّل مع توضيح كيف تؤثر السرعة الخاصة بالمعايير المختلفة على الألعاب ووسائل التخزين المختلفة.