انفجرت اليوم قنبلة دوري السوبر الأوروبي الجديد على جميع وسائل التواصل الإجتماعية ، القنبلة التي وصفها البعض بأنها ستكون بداية نهاية كرة القدم كما نعرفها، تلك الأزمة طرحت الكثير من التساؤلات بالنسبة لمصير دوري أبطال أوروبا، فيفا و UEFA أنفسهم وكيف ستكون ردة الفعل خصوصاً بعد أن قوبلت فكرة ذلك الدوري بالرفض القاطع من قبل جماهير الساحرة المستديرة ولكن ما يهمنا من كل ذلك هي لعبة FIFA 22 والتي تحظى بحقوق تلك الفرق المشاركة في الدوري الجديد فماذا سيكون مصيرها الآن؟ وهل صارت اللعبة مهددة حقاً بعدم تواجد أكبر الفرق الأوروبية فيها؟

دوري السوبر الأوروبي فيفا UEFA EA FIFA 22

سنحاول أن نحلل وضع  دوري السوبر الأوروبي الجديد ونطرح أبرز السيناريوهات التي يمكن أن تحدث وتأثيره على اللعبة بما أنه لا توجد أي كلمة رسمية عن الأمر حتى الآن لا من EA أو من UEFA وفيفا أنفسهما.

نبذة سريعة عما حدث!

شائعات اجتماع اثنا عشر من أبرز فرق الدوريات الأوروبية الكبرى مع بعضهم لأجل تخصيص بطولة جديدة تحت رايتهم ليست بجديدة علينا فقد دارت الشكوك حيال هذا الأمر ولم يهدأ لها بال منذ مدة، الكثير من المحللين الكرويين والمتخصصين خرجوا ليتحدثوا عن تداعيات تلك الأزمة خلال الفترة الماضية ولكن لعل اليوم هو الأهم لأنه اليوم الذي صارت أسطورة دوري السوبر الأوروبي الجديد حقيقة وعلى الورق بالفعل.

في صباح اليوم، خرج تصريح رسمي يفيد بأن دوري السوبر الأوروبي قد دخل حيز التنفيذ بالفعل بلا رجعة في لجنة تتضمن 12 نادياً من أشهر الفرق الأوروبية وهم: ريال مدريد، مانشستر سيتي، مانشستر يونايتد، يوفينتوس، برشلونة، أتليتكو مدريد، إنتر ميلان، أيه سي ميلان، آرسنال، ليفربول، تشيلسي، توتنهام ويتم تداول خبر رضوخ العملاق الألماني بايرن ميونيخ أيضاً للفكرة ليتبقى فريق باريس سان جيرمان فقط.

كل الفكرة أن البطولة تأتي من تنظيم رؤساء تلك الفرق فقط مع بعضهم وإشرافهم الشخصي أي أنها ستتم بقواعدهم هم وبالتبعية، قررت تلك الفرق ألا تشارك من الآن فصاعداً في ملحمة دوري أبطال أوروبا السنوية والهدف بحسب رؤساء الأندية هو خلق بطولة تنافسية قوية تحظى بمباريات نارية بين تلك الفرق العريقة وبعضها ولكن وبطبيعة الحال، تحمل تلك البطولة في طياتها شق مادي أو إستثماري بعوائد أفضل بالنسبة لهم بالطبع.

هيئة UEFA ، فيفا وإتحاد كل دولة الكروي خرجوا لينددوا بعقوبات قاسية للغاية ستشمل كل نادي وكل لاعب يوافق على المشاركة في دوري السوبر الأوروبي الجديد وهذا من خلال حرمان الفرق من المشاركة في البطولات المحلية، القارية أو حتى حرمان اللاعبين من تمثيل منتخباتهم بشكل عام وفي كأس العالم بشكل خاص.

حتى الآن، الأمور مشتعلة على وسائل التواصل بسبب هذا القرار الذي يعني بأن متعة دوري أبطال أوروبا ستنتهي ووجه كرة القدم قد يتغير تماماً بدون رجعة ولكن ما علاقة كل ذلك بلعبة FIFA 22 ؟

دوري السوبر الأوروبي فيفا UEFA EA FIFA 22

مصير لعبة فيفا صار الآن في مهب الريح؟!

في كل عام، تقوم شركة EA بشراء حقوق أبرز الفرق الأوروبية في لعبتها كما أنها ومنذ جزء FIFA 19 ، قامت بشراء  حقوق دوري أبطال أوروبا أيضاً لتصبح بذلك اللعبة المتكاملة متغلبةً على نظيرتها PES.

ولكن الآن وبعد نزوح أشهر الفرق التي يشتري اللاعبون فيفا كل عام لأجلهم لدوري السوبر الأوروبي الجديد وخروجهم من دوري أبطال أوروبا بشكل رسمي فهذا معناه أن لعبة FIFA 22 بالأخص قد تصدر بدون تلك الفرق أصلاً ولأول مرة في التاريخ، تخيل لعبة فيفا بدون ريال مدريد أو برشلونة أو ليفربول وغيرهم، تخيل لعبة أكثر لاعب Rated فيها سيكون لاعب من فرق مثل أتليتك بيلباو أو ليستر سيتي مع إحترامي الكامل لهم طبعاً..! الأمر كما ترون كارثي بكل المقاييس.

إذاً..ما السيناريوهات التي يمكن أن تحدث وتحليلنا للوضع؟

حتى الآن، كل ما يمكننا أن نقوله ستكون مجرد تكهنات وافتراضات واستنتاجات واردة أن تحدث أو قد لا تحدث من الأساس حتى تصدر بيانات رسمية من كل الأطراف المعنية ولكني وحالياً، لا أرى إلا ثلاثة سيناريوهات لا رابع لهم.

السيناريو الأول: فيفا تفقد بالفعل أبرز فرقها!

صدق أو لا تصدق، لعبة FIFA 22 قد تصدر بدون 12 فريق يعتبرون الكل في الكل بالنسبة لها أصلاً، هذا السيناريو سيحدث فقط إن باءت كل محاولات UEFA لإيقاف تسونامي دوري السوبر الأوروبي بالفشل وفي حالة عدم تمكن EA من الوصول لأرض وسطية بين هيئة UEFA وبين النوادي التي ستود بكل تأكيد أن تتواجد في لعبتها السنوية.

يعتبر هذا السيناريو هو الأسوأ وكابوس EA لأنه وبكل بساطة، لن يشتري أحد لعبة FIFA 22 الآن بدون فرقه المفضلة فيها مما يعني خسائر بالجملة ومصيبة كبيرة ولا أريد الشماتة هنا واعذروني على ما سأقوله ولكن لرب ضارة نافعة وقد تكون تلك الضربة هي التي تحتاجها EA للإستفاقة من فشل لعبة FIFA 21 الذريع.

أو…

تتحول FIFA 22 لـ PES جديدة بدون أشهر شعارات واستادات الفرق وأسمائهم الرسمية ولكن قد تحافظ على أسماء اللاعبين أنفسهم وفي كل الأحوال هي خسارة كبرى لـ EA.

دوري السوبر الأوروبي فيفا UEFA EA FIFA 22

السيناريو الثاني: EA بين نارين!

السيناريو الثاني يتضمن شراء EA لحقوق فرق دوري السوبر الأوروبي نفسه بجانب شراء حقوق مسابقة دوري أبطال أوروبا أو التخلي عنها تماماً إن أصبح الـ Champions league مهلهل ولا يُدر على المستثمرين بنفس الأموال التي يجنوها الآن وهو السيناريو المتوقع أي أننا قد نرى نزوحاً أو رضا بالأمر الواقع مع الدوري الجديد لمجرد أن الفرق الكبرى فيه، تلك الفرق تعرف حجمها حق المعرفة ولعبتها بذكاء شديد الصراحة.

ولكن هل توافق UEFA أن تشتري EA حقوق اللاعبين لتضعهم في لعبة واحدة مع بطولتها؟ أم تلجأ EA للتضحية بشيء على حساب الآخر أي تشتري حقوق الأندية فقط دون البطولة أو البطولة دون الفرق؟ أم هل بإمكان EA أن تدفع نظير حقوق الإثنين معاً؟ من الناحية المادية أعتقد بأن EA تستطيع ولكنها بنسبة 90% لن تفعل ذلك وسترجح كفة على حساب الأخرى وستكون هي كفة الأندية لأن سلسلة فيفا عاشت لسنوات من دون حقوق دوري أبطال أوروبا ولم تعاني بالشكل الكبير مما يعني الإعتراف ببطولة دوري السوبر بشكل غير مباشر وهو ما تريده تلك الفرق لأنها تعرف بأن الجمهور يشاهد كرة القدم لأجلها فقط لذا فهي معها اليد العليا هنا.

إذاً، شركة EA بين نارين وعليها الإختيار الحتمي هي نتيجة السيناريو الثاني.

السيناريو الثالث: العدول عن فكرة دوري السوبر الأوروبي من أساسه!

سأكون في منتهى الصراحة هنا عندما أقول بأن هذا هو أوقع سيناريو يمكن أن أتخيله، أعتقد بأن زوبعة الدوري الجديد ستبوء فعلياً بالفشل، الضغط الجماهيري والغضب غير طبيعي على وسائل التواصل والكل رافض فكرة بطولة ستسلب رونق وعراقة دوري أبطال أوروبا ومتعته وحالياً، صوت وسائل التواصل هو من يحكم الرأسمالية أو على الأقل في الآونة الأخيرة، هنالك بعض المشاهد التي رضخت فيها الإدارات بسبب قوة الجمهور.

وإن تم العدول عن فكرة الدوري الجديد فبالنسبة لـ EA، لا قديم يعاد ولا جديد يذكر وكأن شيئاً لم يكن فستستمر بدعم UEFA وفيفا للحصول على الحقوق كما تفعل كل سنة وهو الأمر الأوقع في وجهة نظري المتواضعة ولكن..

ماذا عنك؟ هل ترى فعلاً بأن دوري السوبر الأوروبي يهدد تواجد الفرق المحبوبة في FIFA 22؟ أم ترى بأن كل ذلك ما هو إلا زوبعة وستنتهي وتعود الأمور لمجاريها، شاركونا برأيكم في التعليقات ودعونا نتناقش سوياً.