الجمعة السوداء والبيضاء.. كيف بدأ الـ "بلاك فرايداي"؟
بما أن "الجمعة السوداء" تقترب، هل فكرت من قبل عن السبب الحقيقي وراء تسمية الجمعة السوداء بهذا الاسم؟
تاريخ الجمعة السوداء "ليه أسود؟"
يقال أن الأمر يعود إلى القرن التاسع عشر، حيث الأزمة المالية عام 1869 في الولايات المتحدة، التي كانت ضربة كبرى للاقتصاد الأمريكي، حيث كسدت البضائع وتوقفت حركات البيع والشراء مما سبب كارثة اقتصادية.
أما سبب وصف هذا اليوم باللون الأسود، فكان بسبب وصف شرطة مدينة فيلادلفيا التي أعطت هذا المسمى، حيث كانت تظهر اختناقات مرورية كبيرة وتجمهر وطوابير طويلة أمام المحلات، فوصفت إدارة شرطة مدينة فيلادلفيا ذلك اليوم بالجمعة السوداء. ويُشاع أيضاً أن له مدلولًا على التجارة والمُحاسبة، حيث يدون الربح والتخلص من الموجود في المستودعات باللون الأسود، بينما يعبر اللون الأحمر على الخسارة والعجز أو تكدس البضاعة، ولهذا كان من الطبيعي استجداء اللون الأسود في مواجهة الكارثة الاقتصادية.
الجدير بالذكر أن هناك قصة عن اللون الأسود لهذا اليوم، ولكن لا يحب الكثيرين ذكرها، نظرًا لما تحمله من عنصرية صريحة، التي تقول أن أصل التسمية يعود إلى ثمانينيات القرن التاسع عشر في جنوب الولايات المتحدة حيث كان ملاك العبيد يبيعونهم بخصومات في اليوم الذي يعقب عيد الشكر، وهو اليوم ذاته الذي نحتفل به حتى وقتنا هذا بالخصومات والعروض.
وفي تجربة أجرتها أحد المنظمات بخصوص العنصرية، التي عرفت بتجربة تأثير الأسود السيئ، كانت إجابة أكثر من نصف الحضور على سؤال "من المجرم؟" تذهب إلى أصحاب البشرة السوداء وبالأخص لو كانوا من أصل أفريقي!
تاريخ الجمعة البيضاء
بالرغم من أن هذا الحدث منتشر في الولايات المتحدة الأمريكية وبعض دول العالم، إلا أن مواقع التسوق الإلكتروني العربية قد بدأت سنة 2014 بإطلاق يوم الجمعة السوداء بالمتاجر الإلكترونية وخصوصاً موقع أمازون وأطلق عليه اسم "الجمعة البيضاء"، وتم اختيار اللون الأبيض بدلا من الأسود لخصوصية يوم الجمعة لدى أغلبية العرب من المسلمين، ليس هذا فحسب بل أن اللون الأسود اكتسب بعض الكراهية والتشاؤم من ناحيته.
لكن الأمر غير مقتصر على العرب والمسلمين فقط، بل أن سادجورو مدرب هندي وصوفي معروف داخل الهند وخارجها يقول "لو أتي الموت سوف يأتي بالتأكيد في ملابس سوداء" إيمانًا منه بأن الألوان على اختلافها مجموعة من الطاقات المتداخلة، واللون الأبيض يكتسب صفاته الملائكية من طريقة تواجده وهي أن يعكس كل الألوان، أما الأبيض فيجذب كل الألوان الأخرى، أي عكس ما يقوم به الأبيض، وبما أن الألوان طاقات، فأنت لا تجذب مجرد لون ولكن تجذب طاقته.
بالإضافة إلى أن الطبيعة هي من أذاقتنا طعم كل شيء من البداية، فكان الغراب الأسود الذي ينتظر موت الفريسة حتى يلتهمها، يجعلنا نخشى الأسود والموت، وأيضا الليل المصحوب بالجرائم والسرقات-التي ينتج عنها الخوف والقلق- كان يتلبس اللون الأسود فكان من الطبيعي أيضًا أن نصف الأمور التي نخشاها بالأسود.
?xml>