منذ بداية عالم الألعاب الرقمية والعاب الحاسب واللاعبون يتعرضون لقصف اعلامي شديد عن أهمية الواقعية الفيزيائية ومحاكاة البيئة Physics Simulation في الألعاب، فتلك الأشياء تمكنك من الانغماس بشكل أفضل في عالم اللعبة فيزيد استمتاعك بها وتزادا بها اعجابا وتقديرا.

وكيف لا يحدث هذا وانت تري كل ما حولك يتفاعل معك؟ كل الجمادات والنباتات والمياة والاتربة والأشخاص كلها تتأثر بأفعالك، برصاصك وضرباتك وقنابلك وصواريخك، بنوبة غضبك وفوضي المعارك وعشوائيتها، بحركة أعدائك وبردود أفعالهم عن قصد وعن غير قصد. إن مشهد دخولك الي غرفة ممتلئة بالأثاث ومرتبة و أنيقة لتشتبك بالأسلحة النارية مع عدد من الأعداء فتصير الغرفة ساحة حرب تتناثر فيها الشظايا وحطام الأثاث وآثار طلقات الرصاص علي الحوائط والجدران مع خليط من الأسمنت والخرسانة المتطايرة والأتربة والغبار .. لهو مشهد مبهر مهما كانت طبيعة اللعبة، إنه مشهد خاطف للانفاس ومؤثر .. انت تري اثار افعالك في الوقت الحقيقي! كيف لا يمكن أن تكون منبهرا؟!!

قارن هذا بمشهد جامد تكتفي انت فيه بقتل الاعداء بينما تبقي الغرفة سليمة منمقة باثار دمار محدودة للغاية؟ كيف ستقتنع أن ما تشاهده حقيقي وكيف ستتأثر به وانت لا تري أية آثار واضحة لما تقوم به!

ولقد كان هذا ديدن أغلب الألعاب للأسف، لقد كانت الصناعة تعاني من الفقر المدقع في تقنيات تفاعل البيئة مع اللاعب، كانت أغلب مشاهد الألعاب جامدة لا تتغير مهما فعلت، حتي لو فجرت فيها عشرات من الصواريخ!

لكن هذا الحال تغير بشدة مع مقدم لعبة Red Faction في عام 2001. لقد كانت أول لعبة علي الاطلاق تقدم بيئة قابلة للتحطيم شبه الكامل، لا يعجبك هذا الحائط؟ حسنا انسفه نسفا وتخطاه تماما! الأعداء يختئبون في غرفة مغلقة؟ اثقب حوائط الغرفة بالصواريخ واهدمها علي رؤوس الأعداء!

وكان الاصدار الثاني من اللعبة Red Faction 2 الذي صدر في عام 2002، مستمرا علي نفس النهج الثوري، تحطيم شبه كامل لبيئة اللعب ..