تأتي الهواتف الذكية الرائدة في الوقت الحالي بذاكرة وصول عشوائي "رام" أكثر من الموجودة بأجهزة الكمبيوتر المحمول والعادي والمخصص للألعاب، حيث تتوفر هواتف ذكية رائدة مثل ون بلس 8 برو وسامسونج جالاكسي نوت 20 ألترا و حتى أسوس روج فون 3 بخيارات للذاكرة العشوائية حتى 12 جيجابايت، وفي الوقت نفسه يأتي لابتوب مثل AUS TUF Gaming F15 برامات 8 جيجابايت، لذا السؤال الذي يطرح نفسه هنا، لماذا بعض الهواتف الذكية تملك رامات أكبر من أجهزة الكمبيوتر بالرغم من صغر حجمها مقارنة بأجهزة الـ PC.

إليك سبب احتياج الهواتف الذكية إلى ذاكرة وصول عشوائي (RAM) أكبر من أجهزة الكمبيوتر العادية.

الفرق بين رامات الكمبيوتر و الهاتف الذكي

الهواتف الذكية

باديء ذي بدء، وظيفة الرامات RAM أو ذاكرة الوصول العشوائي هي نفسها سواء الخاصة بالكمبيوتر المكتبي واللابتوب أو حتى المستخدمة في الهواتف الذكية.

ولكن، يجب أن تعرف بأن ذاكرة الوصول العشوائي في الهواتف الذكية مختلفة عن الموجودة بالكمبيوتر، حيث تعتمد الهواتف الذكية على معدل بيانات مزدوج منخفض الطاقة أو بشكل مختصر ذاكرة الوصول العشوائي من نوع LPDDR (Low Power Double Data Rate) وكما يوحي اسمها فهي مصممة للعمل بطاقة منخفضة، وكل إصدار جديد من تلك الرامات يوفر مستوى أفضل بالنسبة للأداء والكفاءة مما يعني أن LPDDR5 سوف توفر أداء أفضل وطاقة أقل مقارنة بـ LPDDR4، لذا يتم استخدام تلك النوعية من الرامات في بعض الأجهزة اللوحية وفي الهواتف الذكية الرائدة.

وفي الوقت نفسه، يعتمد الكمبيوتر المكتبي أو اللابتوب العادي أو الخاص بالألعاب على رامات من نوع معدل بيانات مزدوج أو رامات DDR (Double Data Rate)، ومنذ العام 2014، كان الاعتماد بشكل كبير في معظم أجهزة الكمبيوتر واللابتوب على رامات DDR4 ومن المتوقع إطلاق الجيل التالي DDR5 في عام 2021 وكل إصدار جديد من تلك الرامات يستهلك طاقة أقل ويوفر أداءا أكثر من الإصدار السابق.

الرامات في الهواتف الذكية

الهواتف الذكية

تحتوي الهواتف الذكية الحديثة على ذاكرة وصول عشوائي أكبر لسببين رئيسيين:

السبب الأول: كون التطبيقات الجديدة والألعاب المحمولة تتطلب مزيدا من الذاكرة لتعمل بكل سلاسة، على سبيل المثال لعبة السيارات الشهيرة Asphalt 9 تستهلك حوالي 1 جيجابايت من الرامات، أيضاً لعبة العالم المفتوح Gensin Impact تستهلك حوالي 1 جيجابايت من الذاكرة العشوائية لتعمل دون أي تهنيج وبطء.

السبب الثاني: لتحسين أداء التطبيقات، حيث تعمل العديد من الهواتف الذكية في الوقت الحالي بإصدار معدل من نظام التشغيل أندرويد والذي يستهلك جزء من ذاكرة النظام ولك أن تتخيل أن التطبيقات ونظام التشغيل على هاتف ون بلس 7 تي تلتهم حوالي 2 جيجابايت من الذاكرة العشوائية والتي تصل إلى 3 جيجابايت.

ولهذا تحتاج الهواتف الذكية لمزيد من الرامات لأنها أصبحت أكثر قوة وقدرة على تشغيل التطبيقات والألعاب الضخمة والثقيلة، وإليك مثال على ذلك، لعبة العالم المفتوح Genshin Impact تعمل بالكاد على 30 إطار في الثانية على جهاز بلاي ستيشن 4 ولكنها تعمل بسرعة 60 إطار في الثانية على هاتف ون بلس 7 تي.

ولكن هل يعني هذا أن الهاتف الذكي لا يمكنه العمل إلا برامات أعلى من 4 أو 6 جيجابايت، أجهزة الآيفون من أبل أثبتت عكس ذلك، من خلال التحسين الذكي يمكن تشغيل عدد كبير من التطبيقات على هاتف برامات 4 جيجابايت، وأقصد هنا بالتحسين، تقليل استخدام ذاكرة الوصول العشوائي من خلال نظام تشغيل وواجهة مستخدم لأن العنصرين يستهلكان بشكل دائم الكثير من ذاكرة النظام وأود أن أخبرك بان جهازي آيفون إكس أر وآيفون 11 لأبل مع رامات 3 و4 جيجابايت على التوالي، هما أسرع الهواتف الذكية في السوق.

إقرأ أيضا : ماذا تفعل عند سرقة الآيفون أو ضياعه منك ؟

 تحسين النظام وعلاقته بالرامات

يؤثر تحسين النظام والبرامج على ذاكرة الوصول العشوائي في الهواتف الذكية بطريقة كبيرة، وفقا لاختبار الرامات الذي قام به اليوتيوبر TechNick، استطاع هاتف ون بلس 7 تي بذاكرة 8 جيجابايت هزيمة هاتف ون بلس 8 برو برامات 12 جيجابايت حيث تمكن الأول من الاحتفاظ بـ 29 تطبيقاً مفتوحاً في الخلفية بينما الأخير تمكن من الابقاء على 25 فقط.

عزا اليوتيوبر هذا الإختلاف في الأداء إلى العديد الأكبر من التحديثات والتصحيحات التي تلقاها هاتف ون بلس 7 تي على مدار العام وفي الوقت نفسه كان هاتف ون بلس 8 برو لا يزال إصدارا جديدا ولم يتلقى بعد تحديثات كافية لتحسين استخدام الذاكرة بشكل كامل، وهذا الإختبار يشير بوضوح إلى ان تحسين البرامج يلعب دورا كبيرا في إدارة ذاكرة الوصول العشوائي وأن مجرد امتلاك ذاكرة كبيرة لا يعوض هذا الأمر.

وسيلة تسويقية لزيادة المبيعات

الهواتف الذكية

في نظام الأندرويد، فإن النطاق المتنوع للأجهزة التي يعمل عليها، يجعل تحسين النظام والبرامج أكثر صعوبة ولكن يمكن تبرير قيام بعض الشركات بتزويد هواتفها برامات كبيرة بسعة 12 أو حتى 16 جيجابايت مثل جالاكسي إس وسلسلة سامسونج نوت لما توفره من تقنيات هائلة مثل Dex وهي عبارة عن سطح مكتب كامل يمكن أن يحل محل جهاز الكمبيوتر التقليدي والقيام بالعديد من المهام اليومية بكل سهولة.

ومع ذلك، لا يمكننا تجاهل أن وضع قدر هائل من الرامات في هاتف ذكي قد يكون خطوة تسويقية تلجأ إليها بعض الشركات المصنعة لبيع الكثير من هواتفها الذكية والتغلب على الشركات الأخرى.

هل الهواتف الذكية تحل محل أجهزة الكمبيوتر؟

الهواتف الذكية

مع استمرار تطور الهواتف الذكية وحصولها على SoCs جديدة وقوية كل عام، سنرى المزيد من التطبيقات، وعلى الرغم من أن الهواتف الذكية لا توفر بيئة العمل على سطح المكتب بشاشة كبيرة إلا أنها قادرة بالتأكيد على تشغيل نفس التطبيقات بنفس الأداء تقريبا علاوة على ذلك، كشفت شركة أبل مؤخرا عن شريحتها الجديدة M1 والتي تعتبر نظام متكامل في رقاقة واحدة وسوف تجعل منصتي الهاتف والكمبيوتر بالقرب كثيرا من بعضهما البعض.

أخيرا، الهواتف الذكية لديها ذاكرة وصول عشوائي أكبر من أجهزة الكمبيوتر، لأن تلك الرامات الكبيرة ضرورية لتخزين وتشغيل العديد المتزايد بإستمرار من التطبيقات والألعاب، ووفقا لإحصائية حديثة، يتم تثبيت من 60 إلى 90 تطبيق على الهاتف الذكي ومع التطور والتقدم، سوف يزداد عدد التطبيقات فقط.