صناعة الألعاب ، إنها الأقوى ، إنها الأكثر ترفيهاً في العالم .. لماذا؟
كلما زدت في العمر ضاق كُل شئ علي ، هذا الأمر عكس تماماً صناعة الألعاب .. لأن عمر هذه الصناعة كبير لكن أنتشرت في شتى بقاع الأرض دون توقف ، إنها الصناعة الترفيهية الأولى في العالم حالياً ، و لكن أعتقد أنك تشُك في كلامي ، حسنأ .. سآخذك في رحلة قصيرة تشرح لك معالم ما أُريد أن أُوصله إليك من أفكار و بسطها في يدك.
أنا لست "جيمر" ، لكن أحب أن ألعب في أوقات الفراغ.
أول وأبرز سبب في أن الصناعة مزدهرة و في رونقها هي أن الألعاب أصبحت شئ معتاد لدرجة أن الشخص العادي (ليس جيمر) ينوي أن يلعب بعض الألعاب على هاتفه المحمول أو على سبيل المال في غرفة مع الأصدقاء بصحبة لعبة مثل FIFA أو PES ، أو حتى الألعاب التنافسية ذات الشاشة المُقسمة مثل " Blur " ، كُل هذا يدفع الأشخاص إلى اللعب و لكن هذا الدافع ليس بقوة "الجيمر" الذي تجري فعروقه فكرة اللعب بالعشرة ساعات في اليوم.تأخر في إصدار الألعاب ، و لكن لمَ؟
أعتذر في البداية عن ذهابي بالعنصر بعيداً عن ما قلته الفقرة السابقة ، لكن هذا هو طبيعة المقال .. الذي يأخذ جميع أفكاري الشخصية و يضعها في مقال واحد ، على أي حال ، لمَ في وجهة نظرك أصبحت الألعاب و العناوين الضخمة تتأخر في موعد إطلاقها في وجهة نظرك ؟ ، هذا بغض النظر بالتأكيد عن جائحة كورونا ، هذا لأن الألعاب أصبحت مُنافسة لمستوى الأفلام ، كتابة و سرد و قصة و حوار و أسلوب لعب ، الأمر أصعب حقاً من الأفلام حتى.هذا لأن الألعاب الآن تطمح إلى مستوى رفيع لجذب جميع الأعمار و جميع الفئات ، في وجهة نظرك لمَ تُريد الصناعة صُنع لعبة للبالغين أو جريئة نوعاً ما ، أو تقدم أجندة بغيضة بشكل لايوصف لبعض المجتمعات ؟ ، لأن اجتذاب جميع الفئات أهم شئ بالنسبة للمطور و الصناعة ، ليصبح أمر ممارسة الألعاب بشكل يومي بالساعات أمر طبيعي.على سبيل المثال لعبة مثل The Witcher 3 التي لم تقتصر فقط على "اللاعبين" و لكن على محبين الروايات أيضاً ، لأن اللعبة أستوحت كُل عناصر و معالم قصتها من الرواية الأصلية ، مما أدى إلى جعل تلك الفئة تكترث للصناعة ، باحثة أكثر عن ألعاب من نفس الفئة ، حيث يدخلون في دوامة الألعاب بشكل لا شعوري ولا إرادي بالمرة.ألعاب مجانية بجودة رائعة
لأكون متفق معك عزيزي القارئ لا توجد لعبة مجانية بالكامل ، و لكن حتماً هُناك ألعاب مجانية لتلعبها و هذا ما يهم في الأمر ، إن رؤية ألعاب مجانية بجودة ألعاب بسعر 60 دولار منذ 7 سنوات أمر في غاية الجنون من الشركات ، لقد بدأت Epic Games الإبحار بقوة لصنع لعبة ذات جودة حقيقية و تصلح للعب ، اتبعت الشركات نهج Epic Games مثل EA التي أطلقت Apex Legends و Activision التي أصدرت Warzone و Tencent التي رأت مستقبل الهاتف المحمول في الصناعة وأطلقت PUBG Mobile ، وبالمناسبة سنتطرق إلى هذا العنصر فوراً .. فقط اكمل القراءة.ولادة "الموبايل جيمنج".
في الحقيقة إذا ركزنا و أمعنا النظر في هذا العنصر ستجد أنه مشتق بعض الشئ من أول فقرة ، لكن بممارسة بعض الحميات تحول الأمر إطلاقاً ، إن "الموبايل جيمنج" أصبح شيئاً محتوم على الصناعة ، سترى الإعلانات في كُل مكان عن ألعاب مثل PUBG Mobile و Call Of Duty Mobile ، كلا اللعبتين خلقا نقلة نوعية في "الموبايل جيمر" حيث أصبح كُل من يكترث لألعاب الهواتف فقط كـ Brawl Stars أو Journey يستحوذ على لقب جيمر (هذا بالتأكيد لن يأتي من لعبة واحدة).أصبحنا نرى ألعاب ذات قصة على الهواتف الذكية ، إنها بالتأكيد لا تضع نفسها على المحك أمام قصص ألعاب الـ AAA و لكن بشكل أو بآخر زينت هذه الصناعة ، مثال آخر .. اشتراك مثل Apple Arcade الذي يستحوذ على حصريات رائعة لأجهزة الـ IOS الذي تحققت منه منذ وقت ليس ببعيد ، أنا لا أُبالغ .. حرفياً يُمكنني القضاء عليها بالساعات دون ملل ، و إن ذكرت أمثلة أكثر من ذلك لن أكف عن الكتابة ، خير الكلام ما قل و دل ، و هذا دليل كافي تماماً على أن "الموبايل جيمنج" جُزء لا يتجزأ من الصناعة برمتها.وسائل إعلام تتابع الصناعة دون كلل أو ملل!
أبرز مثال بالتأكيد بما أنك تقرأ هذا المقال الآن هو موقعنا ، لكن دون أن أُركز على جُزء معين في المحتوى الإعلامي فهناك صُناع المحتوى على يوتيوب من مُسربين إلى مُراجعين بجودة قد تفوقت على برامج التلفاز الإعلامية ، بالإضافة إلى جوائز ألعاب العام التي ترن في أنحاء العالم و بالتأكيد ستسمع أصداءها إن كُنت مهتم بالمحتوى الترفيهي بشكل عام ، بالإضافة إلى المحللين التي لن تسير الصناعة حرفياً من دونهم ، كُل جُزء من وسائل الإعلام في هذه الصناعة مهم (ليس الشخص بعينه) ، إنها البنية التحتية للصناعة حرفياً.الألعاب أصبحت مصدر رزق.
بدايةً من صناع المحتوى و النُقاد حتى اللاعبين العاديين ، بالتأكيد إن سلكت طريق الألعاب بإحترافية ستجد مصدر رزق من حيث لا تدري ، و أشهر طريق لربح المال من الألعاب هي الدخول في المسابقات لألعاب الرياضة الإلكترونية التي تعطي جوائز خُرافية حقاً ، بالإضافة إلى الـ Streamers الذين يجلسون على الكُرسي و يجنون المال من المتابعين أو من الرعايات و خلافه ، إنه طريق مُربح لكن لمن يفكر بزاوية عميقة نوعاً ما في الألعاب و بإبداع و بجدية أيضاً.التعاون المُستمر بين الصناعة و المجالات الأُخرى.
خطر على ذهني لعبة Fortnite أول شئ فور كتابتي ، لا أعرف لماذا و لكن من الممكن أن يكون بسبب أنها من صنعت النقلة النوعية في هذا الأمر ، متمثلة في تعاونها مع شركة مثل Marvel و WB و DC و FIFA و غيره ، رأينا مسبقاً عنوان مثل Star Wars يأتي إلى Fortnite .. و كان أول تعاون حقيقي في Fortnite كان خلال 2018 بين Epic Games و Marvel بسبب فيلم Infinity War.أيضاً تعاون الفرق الموسيقية و المُغنيين كان لا بأس منه ، مثل Marshmallow و Alan Walker مع PUBG ، وعلى صعيد آخر قد تشعبت التعاونات و ذهبت إلى الشرق الأوسط مع لعبة PUBG بالأخص مع العديد من الفرق الموسيقية المصرية بوجه خاص مثل "مسار إجباري" و مغني الراب "مروان موسى" ، و أعتقد أن مسيرة تعاون الصناعة الغربية الأصل مع منطقة الشرق الأوسط لن تنتهي ، بل هذه هي البداية.متاجر بيع الألعاب و ملحقاتها.
أياً كُنت تعيش ستجد في بلدتك متجر لبيع الأجهزة و الألعاب حتى إذا كان رقمياً ، لكن هذا بسبب إقبال العالم حالياً على الألعاب ، بالأخص في جائحة كورونا الأولى خلال العام الماضي و التي استنزفت من أموالنا حتى نهرب من واقعنا المُظلم إلى الألعاب ، ألا تتذكر كيف كانت تبيع Nintendo العام الماضي؟ مما أدى إلى نفاذ مخزون الألعاب و الأجهزة.منطقة الشرق الأوسط لم تُمانع إنضمام المتاجر ، بل أصبح كُل من يُريد إختلاق مشروع مُربح في الوقت الحالي سيُفكر في الألعاب التي تجني أرباح ضخمة حقاً ، لكن من الممكن أن العملية لا تسير بالشكل الأفضل حالياً لكن أهم شئ أن دافع الإستثمار في هذا الأمر موجود و نابع حقاً من المهتمين بالألعاب ، شخصياً أن متأكد من أننا عاجلاً أم آجلاً سنحظى بالتطور الذي سيأتي عن قريب ، تذكروا كلامي بعد عقد مثلاً.كلمة أخيرة
إن الصناعة لن تقف و لن تتزعزع .. ستكون صناعة عتيقة حقاً في يوم من الأيام ، لا أعرف متى ولكن سيحدث عندما يرى أحفادي هذا الإرث العظيم ، ناقشنا ما هو في الحقيقة معبر ، مع ترسيخ مفهوم الألعاب .. إنها البنية التحتية للمتعة الحقيقية ، و سأكررها ستنمو الألعاب أكثر وتنتشر بشكل أكبر مما هي عليه الآن "
أتمنى شخصياً أن تكون قد شاركت هذه المقالة مع الأصدقاء أو مع والديك ، حتى يقتنع كُل شخص يستهزئ بهذه الصناعة بأن كُل فرد يُساهم في إزدهارها يصنع تاريخ في المحتوى الترفيهي بشكل عام.