
لماذا لا تنتشر الأجهزة المنزلية الذكية في الشرق الأوسط؟
تشهد الفترة الحالية انتشار الأجهزة المنزلية الذكية وتحولها من سلع ترفيهية إلى جزء أساسي من حياة الكثيرين في مختلف دول العالم. الأمر بالتأكيد يتفاوت من دولة لأخرى بحسب مستوى المعيشة وتوافر تلك الأجهزة ولكن مفهوم الأجهزة المنزلية الذكية أصبح منتشر ولم يعد شيء غريباً أو غير مألوف. ولكن وفي عالمنا العربي والشرق الأوسط بشكل عام ما زالت الأجهزة المنزلية الذكية مختفية بل يجهلها الكثيرون حتى في أكثر الدول ثراءً, فلماذا لا تنتشر تلك الأجهزة في دولنا العربية؟ أسباباً عديدة تعوق انتشار سنناقشها معكم في السطور التالية.
توافر أجهزة المنزل الذكي HUB
إذا اردت أن تشتري أي أجهزة منزلية ذكية فبالتأكيد أول ما ستبحث عنه هو جهاز HUB لربط تلك الأجهزة ببعضها بالبعض بدلاً من الاعتماد على تطبيق كل منتج للهواتف الذكية والذي يعوق فكرة سهولة وسلاسة الاستخدام. إيجاد تلك الأجهزة ليس صعباً فهي متوفرة في عدة متاجر إلكترونية ولكنها ليست منتشرة في متاجر الأجهزة المنزلية كأحد المنتجات المنزلية بل تُصنف في الأغلب كأجهزة ذكية كالهواتف وأجهزة الحاسب والأجهزة اللوحية ما يجعل انتشارها بين عامة الناس أمر صعب.
[caption id="attachment_241167" align="aligncenter" width="992"] جهاز Google Home Hub المنزلي[/caption]
تواجد الشركات المطورة لأجهزة HUB في الشرق الأوسط
إذا نظرنا إلى أبرز أجهزة Hub المنزلية سنجد أن ثلاثة شركات تسيطر على هذا السوق عالمياً وهم جوجل, أمازون وأبل عبر أجهزتهم المختلفة بخلاف أجهزة سامسونج, شاومي و Philips التي لم تحقق انتشار مماثل. الشركات الثلاثة التي ذكرناها لا تتواجد بشكل رسمي في الشرق الأوسط وأقصد بهذا أن تلك الشركات لا تمتلك أي متاجر رسمية مسؤولة عن بيع منتجاتها فالأمر كله معتمد على وكلاء فقط.
عدم تواجد تلك الشركات أدى بشكل مباشر إلى الجهل بهذه الأجهزة فالوكلاء لا ينفقون أموالاً في حملات دعائية إلا لمنتجات يضمنون أنها ستحقق لهم عائد مجزي ولن يغامر أحد بالترويج لمفهوم جديد قد يحتاج لسنوات من أجل أن يتقبله المستخدمين وهو ما قضي على فكرة أن يرى المستخدمين أي إعلانات لتلك الأجهزة كما يشاهدون للهواتف الذكية على سبيل المثال.
طالع: ما هو إنترنت الأشياء IoT ؟ وما هي تطبيقاته؟ وهل يغير حياتنا للأفضل؟
دعم اللغة العربية
برغم من دعم مساعدي أبل وجوجل الشخصيين SIRI و Google Assistant للغة العربية إلا أن أجهزتهم المنزلية Hub لا تدعمها وهو ما يعتبر أكبر عائق أمام انتشار تلك الأجهزة ومن ثم الأجهزة المنزلية الذكية, فلكي تنتشر تلك الأجهزة بين عامة الناس يجب أن تدعم اللغة التي يتحدثونها فمهما كانت طلاقتك في اللغة الإنجليزية أو الفرنسية لن تحصل على تجربة تضاهي تجربة استخدام لغتك الأم.
عدم اهتمام المُصنعين المحليين
صناعة الأجهزة المنزلية ليست بالصناعات المعقدة أو التي تستلزم دائماً ان تعتمد على منتجات مستوردة من الخارج بل تتواجد الكثير من الشركات في الشرق الأوسط التي تصنع الأجهزة المنزلية محلياً وبمكونات محلية ما يجعلها الأكثر انتشاراً بين المستخدمين خاصة لانخفاض تكلفتها. وللأسف وحتى هذه اللحظة لم تتبني أي شركة في منقطتنا مفهوم الأجهزة المنزلية الذكية كما لم تقدم أي منهم أي أجهزة يمكن ربطها بأجهزة أخرى لتكوين منزل ذكي واقتصر الأمر على تطوير أجهزة التلفاز الذكي التي لا تختلف كثيراً في يومنا هذا عن الهواتف ولكن بشاشات ضخمة.
التكلفة
تأتي التكلفة المرتفعة للأجهزة المنزلية الذكية كنتيجة لكل الأسباب السابقة التي ذكرناها فمع عدم تصنيع تلك الأجهزة محلياً يبقي الحل الوحيد هو شراء أجهزة مستوردة بأسعار مرتفعة وهو ما يجعلها خياراً مستبعداً للعامة خاصة بسبب عدم إدراك المستخدمين بمفهوم هذا النوع من الأجهزة
إذا نظرنا على الأسباب التي ذكرناها سنجد أنه من المنطقي ألا نتنشر الأجهزة المنزلية الذكية فبدون حمالات إعلانية لتوعية المستخدمين بالمفهوم الجديد وبدون دعم للغتهم الأم سيكون من الصعب مجرد تفكير المستخدمين في التوجه للأجهزة المنزلية الذكية بدلاً من التقليدية, وفي رأي للتغلب على تلك المشكلة فإنه لا بديل عن توجه المصنعين المحليين لتطوير تلك الأجهزة مع دعمها للغة العربية.